عرض مشاركة واحدة
قديم 2020/08/28, 10:14 PM   #2
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي



العقيلة زينب سلام الله عليها فيما يرتبط بابعاد هذه الكلمة التي اثرت عنها والتي قالتها عند جسد اخيها سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام وهي عبارة اللهم تقبل منا هذا القربان، ماهي دلالات هذه العبارة؟

، سلام الله على الامام الحسين ورضوان الله على الصديقة الطاهرة ناصرته زينب بطلة كربلاء، هذه الكلمة اخي الكريم، اللهم تقبل منا هذا القربان هذه لها بعد تاريخي، هذا القربان القربان الموعود من الازل وابراهيم لما امره الله عزوجل ان يذبح اسماعيل هذا هو القربان الموعود فرفع عنه الذبح وجعل الذبح رمزي وفداه بكبش، في قربان موعود ثأر الله في ارضه من ابراهيم والانبياء السابقين لما يأتي وقته، النبي صلى الله عليه وآله لما اخبره جبرئيل ان القربان الموعود لله في الارض ثأر الله هو ولدك الحسين، زينب رضوان الله عليها عاشت في هذا الجو في بيت امير المؤمنين البيت كله كلهم عاشوا هذا الجو ان الحسين هو قربان الله في ارضه فزينب رضوان الله عليها مدركة ما حصل في كربلاء فاول ما خاطبت سلام الله عليها وتقول يا ربي هذا القربان الذي انت جعلته اخي الحسين والذي اعددنا له يا ربي تقبله منا، لاحظوا ما قالت تقبل من اخي، الكل مشاركين فيه، يعني يا ربي جدي رسول الله ابي امير المؤمنين امي الزهراء اخي الحسن نحن كلنا قدمنا هذا القربان واخي الحسين هو قدم نفسه فتقبل منا جميعاً، هذه الاسرة المختارة المصطفاة تقبل منا القربان الذي جعلته انت منا، هذا بعد وهناك بعد آخر انه في المعركة والمأساة التي وقعت والثكل والاطفال وشماتة العدو وانتصاره في ذلك الجو هي ما حاضرة ان تعيش منطق انتصار الاعداء ولاتعيش حالة الانهزام، هي تعيش حالة عبادة ربانية ياربي نحن استطعنا ان نعبدك اليوم عبادة وقدمنا لك قرباناً حالة الصلاة هذا ايضاً يدلنا على روحيتها ومستواها ان هي تعيش صلاة شهادة الامام الحسين عليه السلام، بعض الناس يعيشون مع المحسوس مع الالام مع المفرح مع المحزن مع الجوع مع العطش مع الامور التي مضت ذلك اليوم في عاشوراء وخاصة لما تودعه، زينب رضوان الله عليها أين تعيش تعيش في جو اللهم تقبل منا هذا القربان، هذا القربان له ايضاً مستتبعات ونحن شركاء في صنعه ونتحمل، هذا شكر لله سبحانه وتعالى، منطق زينب سلام الله عليها هي تعيش منطق ابيها، اجواء جدها اهل البيت عليهم السلام حتى لو لم تكن زينب من المعصومين ولكنها تلميذة هؤلاء العظماء وتعيش في جوهم.


العقيلة زينب أي اخلاص كانت تعيشه زينب العقيلة صلوات الله عليها؟‍ واي وفاء للرسالة وللرسول وائمة الحق صلوات الله عليه وعليهم وعليها؟‍ فما فارقت امام عصرها واخاها الحسين يوماً واحداً، لازمته في جميع المواقف والمحن، حتى رافقته في سفر الشهادة الى كربلاء ارض الكرب والبلاء، لتشاهد تلك المشاهد الرهيبة، وتنقلها الى الاجيال رسالة محمدية علوية حسينية تتلى فيها آيات الفداء والتضحية في سبيل الله، وآيات الشهادة والعروج الى مرضاة الله، وقد كلف ذلك زينب الكبرى آلاماً عظيمة، واحزاناً جسيمة، هد منها القوى فامسك بها ايمانها وصدع منها النفس فرمم ذاك ولاؤها، فنهضت بفاجعتها لتجعل منها ملحمة التاريخ تدوي في آفاق الدهور والاجيال تكتبها بدماء الحسين وآل الحسين، واصحاب الحسين وترشها بدموعها الشريفة، ودموع الارامل واليتامى.
في اليوم الثاني من المحرم نزل الحسين عليه السلام في كربلاء واوقف رحله فانزله هناك وثبت خيامه ثم اعتزل في خباء له، واخذ يصلح سيفه ويقرأ هذه الابيات:

يا دهر اف لك من خليل

كم لك بالاشراق والاصيل

من طالب او صاحب قتيل

والدهر لا يقنع بالبديل

وكل حي فالى سبيل

ما اقرب الوعد من الرحيل

وانما الامر الى الجليل

ولم يزل عليه السلام يكرر هذه الابيات مرتين او ثلاثة فعرفها ابنه علي زين العابدين وكان مريضاً تداريه عمته زينب، فخنقته العبرة، فرددها ولزم الصمت، وعلم ان البلاء نزل.
وكذا العقيلة زينب سلام الله عليها، سمعت وفهمت ما عنى ابو عبد الله الحسين صلوات الله عليه من ان الامر سينتهي برميهم بسهم الشتات، فلم تملك نفسها ان وثبت تجر ثيابها حتى انتهت اليه، فخاطبته، يا اخي وقرة عيني، يا خليفة الماضي، ويا ثمال الباقين، هذا كلام من ايقن بالموت‍ واثكلاه‍ اليوم مات جدي محمد المصطفى، وابي علي المرتضى، وامي فاطمة الزهراء، واخي الحسن الرضي المجتبى.
فنظر اليها الحسين فقال: يا اختاه تعزي بعزاء الله، فان سكان السماوات يفنون واهل الارض كلهم يموتون، وجميع البرية يهلكون، وكُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ، ابي خير مني واخي خير مني، ولكل مسلم برسول الله اسوة فقالت له زينب بعد ان رأته يرد غصته وقد تغرغرت عيناه بالدموع يا ويلتاه افتغتصب نفسك اغتصاباً فذاك اقرح لقلبي واشد على نفسي. واثكلاه ينعى الحسين الي نفسه‍ والله يا اخي لا فرحت بعدك ابداً‍‍، وهوت مغشياً عليها، فقام اليها الحسين يصب على وجهها الماء ويسليها:

ودعيني واستعملي الصبر انا

من قبيل يفوق كل قبيل

شأننا ان طغت علينا خطوب

نتلقى الاذى بصبر جميل

لا تشقي جيباً، ولا تلطمي خداً

فانا أهل الرضى والقبول

واخلفيني على بناتي، وكوني

خير مستخلف لاكرم جيل



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس