عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/12/22, 07:32 AM   #1
معلومات إضافية
رقم العضوية : 4182
تاريخ التسجيل: 2015/11/25
المشاركات: 1,648
عبد الرزاق محسن غير متواجد حالياً
المستوى : عبد الرزاق محسن is on a distinguished road




عرض البوم صور عبد الرزاق محسن
افتراضي دولة النفاق الجزء 8

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العباد والانام والصلاة والسلام على النبي الهادي الامام وعلى اله الاطهار الكرام

وبعد

ذكرنا في الابحاث السابقة محاولات دولة النفاق في طمس سنة صاحب الرسالة محمد صلوات الله عليه وعلى اله لانها كانت عائق في طريق مشروعهم وحائل بينهم وبين مشروعية دولتهم

واليوم نسلط الضوء على دور اهل بيت النبوة في التصدي لتلك المحاولات

على الرغم من أن الخلفاء قد أحرقوا سنة الرسول المكتوبة عند الناس، والكتب المحفوظة لديهم ومنعوا المسلمين من أن يحدثوا عن رسول الله شيئا، واستعانوا بسلطة الدولة ونفوذها لطمس سنة رسول الله، ومنع المسلمين من كتابة ورواية هذه السنة إلا أن أئمة أهل بيت النبوة، والقلة المؤمنة التي والتهم، قد تحدوا سياسة الدولة وقرارات منع كتابة ورواية السنة، فلم يستجيبوا للخليفة الثاني عندما ناشدهم بأن يأتوه بسنة الرسول المكتوبة عندهم، بأن الخليفة يريد أن يحرق سنة الرسول المكتوبة، لأنهم يعلمون علم اليقين بأن الخليفة يريد أن يحرق سنة الرسول المكتوبة، وما قوله بأنه يريد أن يجمع السنة إلا وسيلة ليتمكن من حيازة السنة المكتوبة وحرقها.
ففي الوقت الذي كان فيه الخلفاء يأمرون المسلمين بأن لا يكتبوا سنة الرسول، ولا يرووا منها شيئا، كان أهل بيت النبوة يحثون المسلمين على التمسك بسنة نبيهم، وروايتها وحفظها وكتابتها، فكان الإمام علي يقول:
" قيدوا العلم بالكتاب، قيدوا العلم بالكتاب " (1) وكان يقول: " من يشتري مني
علما بدرهم " (2) وكانوا يروون عن رسول الله قوله: " أكتبوا هذا العلم فإنكم ستنتفعون به إما في دنياكم وإما في آخرتكم وأن العلم لا يضيع صاحبه " (3).


وعندما آلت الخلافة إلى الإمام علي، كانت فرصة أمامه لإثبات فساد سياسة منع كتابة ورواية سنة الرسول، ولأن هذه السياسة قد تمكنت من نفوس العامة، واعتبروها جزءا من سنة الخلفاء، فقد تعددت أساليب الإمام بمقاومتها فكان يحث المسلمين على الرواية والكتابة في كل شئ، وفي سنة الرسول خاصة، وأحيانا كان يلجأ إلى أسلوب المناشدة، كقوله سألت الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله يقول في غدير خم: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " أن يقم فيقوم العشر والعشرون والقلة والكثرة، وبهذا الأسلوب تمكن الإمام من إعادة الاهتمام بسنة رسول الله ومن تقويض الأسس التي قامت عليها سياسة منع وكتابة ورواية سنة الرسول، كما فضح الغاية التي توخاها الخلفاء من سياسة منع كتابة ورواية سنة الرسول، وكان لخطبه ودروسه ومواعظه، أبلغ الأثر في نسف القناعات التي أوجدها الخلفاء، وإعادة الاعتبار للقناعات الشرعية التي وضعها رسول الله، وحاول الخلفاء طمسها، وكان الإمام يملي على الراغبين بالكتابة الأصول الأساسية في مختلف العلوم الشرعية والإنسانية، على سبيل المثال التعليقة النحوية التي ألقاها الإمام إلى أبي الأسود الدؤلي (4)، ولعبت كتب الإمام وعهوده إلى ولاته، وتوجيهاته لهم دورا عظيما باستجلاء معالم الشرعية التي حاولوا طمسها منها على سبيل المثال عهده للأشتر النخعي (5).



وكان الإمام يتطرق حتى لأدق التفاصيل الفنية للكتابة، فيقول: " ألق دواتك، وأطل جلفة قلمك وفرج بين السطور... " (6).
وكتب إلى عماله قائلا: " أدقوا أقلامكم وقاربوا بين سطوركم... " (7).
وسار أئمة أهل بيت النبوة - كل في زمانه - على خط الإمام الرامي إلى فك الحصار الذي فرضه الخلفاء على كتابة ورواية سنة الرسول، فما من إمام من الأئمة إلا وكانت له كتبة، فكانوا يكتبون، ويملون على شيعتهم، ويجيبون على أسئلة السائلين، ويروون سنة الرسول عن آبائهم وأجدادهم، ويأمرون المسلمين بأن يكتبوا وينشروا سنة رسول الله.
جمع الإمام الحسن ولده وولد أخيه فقال لهم: " يا بني وبني أخي إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبارا آخرين، فتعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يرويه فليكتبه، وليضعه في بيته " (8).
قال الإمام الحسين في خطبة له بمنى... " اسمعوا مقالي، واكتبوا قولي ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم... فإني أتخوف أن يدرس هذا الأمر، ويذهب الحق " (9).
لقد كون الأئمة - كل في زمانه - وأتباعهم جبهة معارضة واقعية لسياسة دولة الخلاف وسنة الخلافة الرامية إلى طمس سنة رسول الله، وقد أثمرت معارضتهم لأن المؤمنين الصادقين قد التزموا بخط أهل بيت النبوة، ونفذوا توجيهات الأئمة الرامية إلى كتابة ونشر سنة الرسول، وفك الحصار المفروض عليها من الدولة وكان الإمام علي يقول: " تذاكروا هذا الحديث
وتزاوروا فإنكم إن لم تفعلوا يدرس " (10) وكان ابن عباس يقول: " تذاكروا هذا الحديث لا ينفلت منكم، فإنه ليس مثل القرآن محفوظ، فإنكم إن لم تذاكروا هذا الحديث ينفلت منكم، ولا يقولن أحدكم حدثت أمس فلا أحدث اليوم، بل حدثت أمس، ولتحدث اليوم ولتحدث غدا " (11).
واتخذت القلة المؤمنة موقفا مماثلا.
قال الراوي: " أتيت أبا ذر وهو جالس عند الجمرة الوسطى، وقد اجتمع عليه الناس يستفتونه، فأتاه رجل، فوقف عليه ثم قال له: " ألم تنه عن الفتيا؟ فرفع رأسه إليه فقال: أرقيب أنت علي؟ لو وضعتم الصمامة على هذه - وأشار إلى قفاه -، ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من رسول الله قبل أن تجيزوه علي لأنفذتها " (12).
وكان علقمة بن قيس النخعي يقول: " أطيلوا كر الحديث لا يدرس " (13).
ولولا أهل بيت النبوة، والقلة المؤمنة، لتمكنت تلك السياسة الغاشمة تجاه سنة رسول الله من اجتثاث السنة من جذورها


في الجزء القادم سوف نسلط الضوء على اعذار العمرية ومبرراتهم لسياسية دولة النفاق أزاء سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ونبين كيف انهم استبدلوا هذه السنة بسنة دولة النفاق فاصبحت جزء من العقيدة الاسلامية



المصادر


(1) تقييد العلم ص 89 - 90.
(2) طبقات ابن سعد ج 6 ص 116 طبعة ليدن، وتاريخ بغداد ج 8 ص 357، وكنز العمال ج 5 ص 61، رقم 29385.
(3) كنز العمال ج 10، ص 262.
(4) راجع سير أعلام النبلاء ج 4 ص 84، والأشباه والنظائر للسيوطي ج 1 ص 12 - 14، وتاريخ الخلفاء ص 143، والفهرست لابن النديم ص 45، وتدوين السنة ص 143 - 144.
(5) راجع نهج البلاغة طبعة صبحي الصالح ص 427 - 445.
(6) نهج البلاغة الحكمة رقم 315 ص 530، وتدوين السنة ص 146.
(7) الخصال للصدوق ج 1 ص 310.
(8) طبقات ابن سعد ترجمة الإمام الحسن، وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 227، وسنن الدارمي ج 1 ص 107.
(9) كتاب سليم بن قيس ص 165، وتدوين السنة ص 148.
(10) سنن الدارمي ج 1 ص 122، ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص 60 و 146، وشرف أصحاب الحديث ص 69.
(11) سنن الدارمي ج 1 ص 119، وشرف أصحاب الحديث ص 95، وتدوين السنة ص 565.
(12) سنن الدارمي ج 1 ص 112، وصحيح البخاري ج 1 ص 27، وفتح الباري ج 18 ص 170، وحجية السنة ص 463 - 464.
(13) مختصر تاريخ دمشق ج 17 ص 172، وسير أعلام النبلاء، ج 4، ص 57.



],gm hgkthr hg[.x 8 hg[sl hgkthr ],gm



توقيع : عبد الرزاق محسن
رد مع اقتباس