عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/11/05, 12:09 AM   #3
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي


في مدينة دمشق عاصمة الجمهورية العربية السورية
قال الإمام الشيرازي الراحل (ر) في كتاب: كيف ولماذا اخرجنا من العراق في فصل : قصص مزارات العراق وسوريا :
هناك في أرض سوريا، وهي من الأراضي التي قال القرآن الحكيم فيها: (باركنا حوله) عدة مزارات لأهل البيت (عليهم السلام) منها: في دمشق كمزار السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليه السلام).
وقال في ذلك الشيخ علي الرباني الخلخالي في كتابه: نجمة الشام الساطعة:
بين تلك الأزقة المتعرجة، والبيوت المتكأة على بعضها بحنو أزلي والتي تحكي للناظر قصة تاريخ طويل، حيث تحوّل أديم الأرض إلى طبقات من العصور والأزمان والجماجم، نقلت قدميّ بخطى بطيئة، أتأمل تلك التعرجات والخدوش والزخارف الحجرية، فسافرت بين الذاكرة إلى الزمن البعيد، وأشرعت في قاربها الذي يلغي العصور والمسافات، وأخذت تطوف سجلات الزمن وتقلب أوراق التاريخ.
أما الآجر الذي بنيت به تلك البيوت، فما زال يحتفظ في تعرّجاته آثار الماضي العتيق وتنبعث منه رائحة السنين المحروقة، وحكايات طويلة عاشها أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) مع جبابرة العصر الأموي وبطشهم وتسلطهم وسفكهم للدماء ولويهم للحقائق.
في ذلك المكان العتيق، وفي تلك الزاوية من الزمن المنسي، يرقد بسلام جثمان طاهر لروح مطمئنة، تشكل أحد الرموز الدافقة التي اعتلتها واقعة الطف قبل ما يزيد على ألف وأربعمائة عام، ورغم كل ذلك الكم الهائل من السنين الطويلة تلتهب تلك الرموز كلما أقتربنا من العشرة الأولى لشهر المحرم الحرام، حكمةٌ كان الله سبحانه أرادها أن تكون نبراساً خالداً لبني البشر، ذلك هو مرقد السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليه السلام) إحدى الوقائع المؤلمة التي أمتازت بها واقعة الطف الخالدة. ذلك المرقد المقدس الذي تعجّ ربوعه بالزائرين من كلّ فج عميق على طول فصول السنة، قضية محركة لأجيال الحاضر تشدها برموز الماضي، وتبحث في سببية تضحياتهم الكبيرة، في سبيل إعلاء كلمة الله في الأرض.
مرقد عتيق لجثمان طاهر، يمثل رمزاً من رموز الحق في صراعه الأبدي ضد الباطل.
كل ذلك يؤكده الأثر التاريخي لتلك الواقعة التي يضمها الزمن السحيق ويحركها الجيل الحاضر، ويتوارثها الأبناء من الآباء بما لها من مدلولات ورموز عميقة، تجعل الأمة على درجة من التحمل والتصدي لما يثار من غبار حول الحقائق، يراد به طمس معالمها وإيغالها عنوة في مشروع حيوية الإنسان وإبعاده عن تاريخه ورموزه، وجعله كشجرة بلا جذور في مهب الريح.
جثمان طاهر، وجسد صغير لمرقد يجثو بسلام في تلك المدينة العتيقة التي تسلّقها الزمن فأوصلها إلى بوابة العالم، وارتقت كتب التاريخ من جامعات الكون، منها العارفون، قصة المواجهة! قصة الصراع العنيف الذي دار بين الحق والباطل، قصة التمييز بينهما والتقييم للخاسر والمنتصر.
موقع المرقد المقدس :
يقع مقام السيدة رقية (عليها السلام) على بعد (100 متر) أو أكثر من المسجد الأموي بدمشق، وعندما تريد الدخول إلى صحنها المطهر أول ما يلفت نظرك، اللوحة التي على باب مقامها الشريف مكتوب فيها: (هنا مقام السيدة رقية بنت الحسين (عليه السلام) الشهيد بكربلاء ترى مقامها كالدّر الأبيض الذي يلمع، وفي حينه تتذكر تلك الأيام الرهيبة والنفوس الخبيثة التي أرادت إطفاء نور فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها (عليهم السلام) ولكن هيهات، قال سبحانه وتعالى: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).
وقد دأب المسلمون شيعة وسنة على زيارة مقامها الشريف والمبارك حتى أصبح من المشاهد المشرفة التي تهوي إليها النفوس من كل فج عميق. وقد التجأ إلى قبرها كثير من الناس بحوائجهم، فجعلوا هذه اليتيمة شفيعة ووسيلة إلى الله سبحانه، وقد قضى الله حوائجهم ببركة السيدة رقية (عليها السلام)، فكم من مريض شوفي، وكم من مديون قضي دينه، وكم من مهموم كشف غمه، وكم من مكروب زال كربه، وكم.. وكم..
وكـُتـب في موقع المرقد المقدس :
يقع المرقد في (حي العمارة) خلف المسجد الاموي بدمشق إلى جانب باب الفراديس الذي يقع بسوق العمارة قرب مسجد مقام رأس الحسين (ع) وصاحبة المرقد هي احدى بنات الحسين (ع)، وهي طفلة بلغت 4 سنوات أوهموا عليها لصغر سنها مقتل ابيها الحسين بعد ان اخذت تسأل عنه في المنام في خرابة الشام ولما حكت المنام ناحت النسوة، فوصل الخبر إلى يزيد فأمر اللعين ان يوضع رأس الحسين في طبق أمامها، ولما رأت الرأس الشريف ماتت في الحال.
ويعود تأسيس مرقدها المبارك إلى سنة 526هـ، واول من بنى على قبرها السلاطين الايوبيين. ومن ثم توالت على المرقد عمارات متتالية وفي سنة 1125هـ جدد بناء الضريح وبعدها عمر قبرها في زمن العثمانيين وبسنة 1323 هـ جدد بناؤه على يد الميرزا علي اصغر خان امين السلطان ناصر الدين شاه، وبسنة 1399 عمد الى توسعة المرقد، وبسنة 1408هـ بدل الضريح الذي وضع على القبر في عهد امين السلطان بضريح آخر، تم صنعه على يد اربعين شخصا من الفنانين البارعين وهو في غاية الجمال والروعة.
وتبلغ مساحة البناء الجديد لمرقد السيدة رقية حاليا نحو 4000 متر مربع، ومنه 600 متر مربع صحن وفضاء واسع وبقية البناء يؤلف الرواق والحرم والمسجد المجاور للضريح، وتعلوا المرقد قبة مضلعة ووضع على القبر صخرة من الموزائيك ذات العاج والمرمر، والبناء فخم وضخم يتوافد عليه الزوار من شتى بقاع الارض وكتب على الباب أبيات من الشعر العربي من قبل الحاج احمد رضا الشيرازي وهناك قصائد حول القبر منها قصيدة شعرية للمرحوم الدكتور السيد مصطفى جمال الدين تعبر عن روح الولاء لأهل البيت (ع) ومكتوبة بماء الذهب يقول فيها :
في الشام في مثوى يزيد مرقد ينبيك كيف دم الشهادة يخلد
رقدت به بنت الحسين فاصبحت حتى حـجـارة ركـنـه تـتوقد
هيا استفيقي يا دمشق وايقظي وغدا على وضر القمامة يرقد
واريه كيف تربعت في عرشه تلك الدماء يضوع منها المشهد سيظل ذكـرك يا رقـية عـبرة للـظالـمين مـدى الـزمان يـخلد
والمرحوم الدكتور السيد مصطفى جمال الدين هو الذي يصف حبه للعراق وصفاً حياً يحمل الروح العطشى الممزوجة بالعاطفة فيقول:
اديم ثراك اروع ما نـفـدّي ونبع رباك اجود ما نذودُ
احبك بل احب خشوع نفسي بباك حين احلم بي اعودُ
ويـا وطناً سيقـينا الحب فـيه وشب فيه على الدعّة الوليدُ
وهو (ر) صاحب القصيدة التي القاها تخليدا لذكرى سيد الشهداء الإمام ابي عبد الله الحسين (ع) والتي يقول فيها :
ذكـراك، تـنطفئُ السنينُ وتغربُ ولـهـا على كـفِّ الخلودِ تلهّـُبُ
لا الظلم يلوي من طماح ضرامها ابدا، ولاحقدُ الضمائرِ يحجبُ
ذكرى الاباءِ يرى المنيةَ، ماؤها اصفى من النبعِ الذليلِ واعذبُ
ونظم السيد سلمان هادي آل طعمة حول رقية بنت الحسين عليهما السلام :
ضريحك اكليل من الـزهر مورق به العشق من كل الجوانب محدّق
مـلائـكة الرحمن تهـبط حولـه تسـبّـح فـي ارجـائــــــه وتـحـلّق
شممت بـه عطر الربى متضوعا كأن الصبا من روضة الخلد يعبق
اليه غـدا الملهوف مختلج الرؤى وعيناه بـالـدمـع الهتون تـرقــرق
كريمة سبط المصطفى مـا اجلها لـهـا ينحني المجد الاثيل ويخفـق
ارومتها طـابـت كحسن خصالها لديها غـدا العاني يحب ويـرمــق
الـى ذروة العـز انتمت وتسابقت ومـن راحتيها بـان فضل مطـوق
وايـّدهـا الباري بـكـل فضيلـــة وخير محلا بـالعـلى وهـو يغدق
كأن الدجى ينشق عن سحر وجهها كـمـا يطـلع البدر المنير ويشرق
اطلي على الـدنـيا كشمس منيرة لـهـا بقلوب المخلصين تـعـلـــق
اطـلـي فهذا الكون يشدو صبابة لمجدك مـهـتـاجـا ويهفـو ويرمق
وبوحي بـايـات الـجـلال فاننا عـطـاشـى الى بحر المنى يتدفـق
فيا جذوة فـي النفس يحلو اوارها وكـل محب نـحـوهـا يتشــــــوق
وياقبسا مـن نـور احمد يزدهي بطيب فـعـال عبر طيفك يطــرق
نشأت على حـب الحسين وفضله وحزت من الـجاه الذي لايصدّق
وانـك اهـل لـلخــــــلود وشـأوه فـذاك هـو المجد العظيم الموفق
وحبك هذا ساكن القلب والحشا سيبقى مـنـارا لـلـهـدى يتألـــــــق
شعائر قـدس تملأ الارض رحمة مدى العمر تزهـو لـلبرايا وتبرق
واي مزار صار لـلـنـاس ملجأ اليه التجى الراجي وفاض التصدّق
يتيمة ارض الـشـام الـف تحية الـيـك وقلبي بـالـمـودة ينطــــــــــق
زيارة السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليه السلام) :
(السلام عليك يا أبا عبد الله يا حسينُ بن علي يا إبن رسول الله، السلام عليك يا حجة الله وإبن حجته، أشهد أنك عبد الله وأمينه بلّغت ناصحاً وأدّيت أميناً وقلت صادقاً وقتلت صديقاً فمضيت شهيداً على يقين لم تؤثر عمىً على هدى ولم تمل من حق إلى باطل ولم تجب إلا الله وحده، السلام عليكِ يا ابنة الحسين الشهيد الذبيح العطشان المرمّل بالدماء، السلام عليكِ يا مهضومة، السلام عليكِ يا مظلومة، السلام عليكِ يا محزونة تنادي يا أبتاه من الذي خضّبك بدمائك، يا أبتاه من الذي قطع وريدك، يا أبتاه من الذي أيتمني على صغر سني، يا أبتاه من لليتيمة حتى تكبر، لقد عظمت رزيّتكم وُجلت مصيبتكم، عظُمت وُجلت في السماء والأرض، فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، جعلنا الله معكم في مستقر رحمته، والسلام عليكم ساداتي وموالي جميعاً ورحمة الله وبركاته).
فـي أول زيـارة :
يتشرف بزيارة مرقد السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام والسيدة رقية بنت الإمام الحسين عليهما السلام كثيرون ومن مختلف الأديان والمذاهب لكن ما يشعـر به منْ يزور هذه المراقد المقدسة لأهل البيت عليهم السلام لأول مرة شيء أخر ومن القارات البعيدة... شعـور متميز يستحق المتابعة والتسجيل والنشر والدراسة والتأمل والتحليل، وكمثال في هذا الإتجاه أذكر فقرات منشورة على الإنترنت للمحامي محمد علي المتوكل من دولة السودان الشقيقة والذي تشرف بحب أهل البيت عليهم السلام وزيارة المرقدين المقدسين لأول مرة حيث يقول :
في ضاحية دمشق الجنوبية حيث المرقد الشريف لعقيلة الطالبيين بطلة كربلاء السيدة زينب بنت أمير المؤمنين (ع) حططت رحالي إلى حين بدت خطواتي الأولى باتجاه الضريح الطاهر وكأنها خطوات في عمق التاريخ وما دريت بالشام كنت أم بكربلاء وقد تلاشت حواجز الزمان والمكان لم يدهشني ما رأيت من تدافع الناس حول الضريح رغم أنه مشهد لم آلفه من قبل وقد كنت أنا الآخر منجذبا بقوة للالتصاق به وعندما استلمته وألصقت به صدري أحسست بنبض الرسول وشجاعة علي ورأيت هالة الزهراء وغشيتني أنفاس الحسن واحتضنت أشلاء الحسين عندها انتحبت وبكيت طويلاً بكيت عن نفسي وعن أخوتي الذين تركتهم بالخرطوم يحرقهم شوقهم إلى هذه المشاهد الشريفة بكيت من أجل أهلي الذين عرفوا زينب وما عرفوها وأحبوا أهل البيت وما وجدوهم بكيت حنقاً وكرهاً لكل من أسهم في حرمان الأمة من أئمتها فعاشت أجيال المسلمين المتعاقبة في جهل وعزلة عن شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومعدن العلم وأهل بيت الوحي ..
خيل لي وأنا أتجول في الطرقات المحيطة بالمقام كما لو كنت أمشي بالمدينة المنورة في زمان النبي أو في شوارع الكوفة أيام علي لم يتشوش هذا الخيال بمظاهر المدينة الحديثة التي بالمكان... يزيد الذي ظن غباءً أنه قد انتصر على الحسين فإذا به لا يلبث بعد الحسين أن يكون لعنة التاريخ ولا يبقى له من مجده الزائف أثر بينما رقية بنت الحسين تلك الطفلة الميتة التي روعها يزيد حتى قضت يبقى قبرها مع الأيام لا يزداد إلا شهرة وبريقاً وهنا السيدة زينب التي أذلت يزيد بين جلاوذته وسخرت من مساعيه الباطلة يكون قبرها قبلة للزائرين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وبين هذه وتلك مقبرة الفواطم التي ضمت نخبة من نساء بيت الوحي وبقيت عبر القرون شاهدة على دناءة قوم ورفعة آخرين .


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس