الموضوع: الموت وما بعده
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/12/02, 02:24 PM   #1
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
Smile الموت وما بعده



الموت وما بعده

إن الإسلام العظيم اهتم اهتماماً بالغاً بموضوع الموت وما بعده باعتبار أنه حقيقة واقعة لا مفرّ منها ولا ملجأ، وذلك عبر الآيات والروايات الكثيرة وكذلك لأمير المؤمنين‏ عليه السلام في كلامه اهتمام شديد بهذا الموضوع، وهذا ما ينبه الإنسان إلى ضرورة الالتفات إلى هذه المرحلة من مراحل المسيرة الإنسانية.
الخوف من الموت:
إن الخوف من الموت شعور ينتاب الكثيرين ويجعلهم يعيشون حالة القلق، وإن قلبهم ليخفق دائماً ويضطرب عندما يسمعون عن الموت وما بعد الموت وأنه ملاقيهم.
والشعور بالخوف ونوعه يختلف من إنسان إلى آخر، فالملحد مثلاً يرهب الموت رهبة عظيمة لأنه يعتقد أنه فناء، بخلاف المؤمن فإنه أقل خوفاً من الموت لأنه مؤمن بأن الموت حياة جديدة، ومن المؤمنين المتقين من يستأنس بذكر الموت ويستبشر به.
ويحدثنا عنهم أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة المتقين يقول:
"ولولا الأجل الذي كتب اللّه عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقاً إلى الثواب وخوفاً من العقاب"1.
ويصف عليه السلام حال ضعيفي الإيمان مع الموت بقوله عليه السلام:
"إذا دعوتكم إلى جهاد عدوِّكم، دارت أعينكم، كأنكم من الموت في غمرة، ومن الذهول في سكرة".
"يخشى الموت، ولا يبادر الفوت"2.

ولكن يبقى الموت حقيقة ثابتة لا تتغير حيث الكل مفارق لدنياه سواء أحبّ‏َ الموت أم أبغضه.
أما إمام المتقين عليه السلام فله شأن آخر مع الموت، فهو المطمئن برحمة اللّه ومحبته له، فقد كانت حياته كلُّها في سبيل اللّه الباقي بعد فناء كل شي‏ء.
يقول عليه السلام:
"فإن أقل يقولوا: حرص على الملك، وإن أسكت يقولوا: جزع من الموت! هيهات بعد اللتيا والتي، واللّه لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمِّه"3.
"أما قولكم: أكل ذلك كراهية الموت؟ فواللّه ما أبالي، دخلت إلى الموت أو خرج الموت إلي"4.
"وإن أحب ما أنا لاقٍ إليّ الموت"5.
لماذا الخوف:
ليس غريباً أن يخاف ويجزع غير المؤمن من الموت لأن حياته التي قضاها بالمعصية والفساد والظلم، جعلت آخرته مظلمة ومخيفة، فكيف له أن يطمئن؟
اسمعوا إلى الإمام عليه السلام كيف يصف هذا الصنف حال موته:
"... وجاءهم من فراق الدنيا ما كانوا يأمنون، وقدموا من الآخرة على ما كانوا يوعدون، فغير موصوف ما نزل بهم.
اجتمعت عليهم سكرة الموت وحسرة الفوت، ففترت لها أطرافهم، وتغيَّرت لها ألوانهم، ثم ازداد الموت فيهم ولوجاً، فحيل بين أحدهم وبين منطقه، وإنه لبين أهله ينظر ببصره، ويسمع بأذنه، على صحة من عقله، وبقاء من لبِّه، يفكر فيما أفنى عمره، وفيما أذهب دهره، ويتذكر أموالاً جمعها، أغمض6 في مطالبها، وأخذها من مصرَّحاتها ومشتبهاتها، قد لزمته

تبعات جمعها،... فهو يعض يده ندامة... فلم يزل الموت يبالغ في جسده..."7.
وفي هذا المعنى كلام كثير له عليه السلام.
وللتقي شأن آخر:
فيما التقي يقدم على ربّ‏ِ رحيم، وقد جاهد نفسه وأطاع ربَّه، فلماذا الخوف إذن؟
يقول الإمام علي عليه السلام مطمئناً المتقي بعد موته:
"(التقوى) ومصابيح لبطون قبوركم، وسكناً لطول وحشتكم، ونفساً لكرب مواطنكم"8.
"فإن تقوى اللّه مفتاح سداد، وذخيرة معاد"9.





hgl,j ,lh fu]i



توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس