عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/10/30, 12:06 AM   #4
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

الرأس الشريف

أورد المؤرخون أنّهم رأوا رأس العبّاس معلّقاً فـي عنق فرس أحد القتلة في الكوفة ، وبعد ذلك ماذا حدث للرأس الشريف ؟

كما أنّ المؤرخين اختلفوا فـي رأس الإمام الحسين (عليه السلام) ، هل هو ملحق بالجسد أو عند قبر الإمام علـيّ (عليه السلام) ، أو في منطقة الحنانة أو غير ذلك . كذلك اختلفوا في مكان دفن رأس العبّاس (عليه السلام) .
فهناك قولٌ أنه مدفون مع رؤوس الشهداء فـي الشام(10)، والرواية هكذا : قبل مائة سنة وفـي أيّام سدانة السيد رشيد ، أصاب خراب المشهد ، فأتـى السيّد رشيد بمعمارٍ مسيحي لغـرض ترميم المشهد المقدّس ، وأخذ المعمّار فـي أعمال الترميم ، وذات يـوم أرسل إلى المتولّي بلاغاً يعلمه عن تركه العمل قائلاً : إن عملي هذا يهدم ديني ، فسأله المتولّي عن السبب ؛ قال له : تعال معي لأريك أمراً عجيباً .
أخذ بيد المتولّي وجاء به إلـى السرداب الذي فيه الرؤوس ، فنظر المتولّي فإذا به يـرى الرؤوس وبينها رأس العبّاس (عليه السلام) فـي طراوية وكأنّها قطعت عن أبدانها الساعة . فعلّق المعمار على مشاهدته : إذا كان ما نـراه حقّاً فديننا ـ يعـني المسيحية ـ باطل ، ولهذا تركت الترميم خوفاً على ديني .
أقـول : إذا كان المعمار المسيحـي قـد أدرك أنّ أصحاب هذه الرؤوس هم من أولياء الله ، حيث شاهد بعينه المعجزة الإلهية في عباده الصالحين الذين لم تتغيّر أجسادهم بعد أكثر من ألف عام : (قُل فَلِلّهِ الحُجَّةُ البالغَةُ)(11)، وعرف أنّ ديـن الإسلام هـو الديـن الصحيح وأنّ لهؤلاء الأولياء كرامة عند الله سبحانه فما بالنا نحن المسلمون .
وهـذه القصّة متواترة ورؤية السيّد رشيد مشهورة ممّا يـدلّ على تماميّة وأحقيّة حتّى جزئيّات حادثة كربلاء الفجيعة .
إلاّ أنّ الكلام في أنّه هل رأى في تلك الرؤوس المشرفة رأس سيّدنا العبّاس (عليه السلام) أم لا ؟(12) والرأس لم يكن محنطاً كالمومياء حتّى يصبح الأمر عادياً بل هـو أمرٌ إعجازيٌّ خارق للعادة . وهذه دلالة علـى ما لهذا السيّد الجليل ـ العبّاس ـ من كرامة عظيمة عند الله ، وبالتالي ما لزيارة الرأس الشريف بقصد القربة والرجاء من آثار كبيرة ونتائج محمودة بالرغم من أنّه لـم نجد نصاً من المعصومين (عليهم السلام) في ذلك ، ولاشكّ أنّ المَلَكَ يوصـل الزيارة إليه (عليه السلام) وهـو في قبره في كربلاء (13).
وكيف لا يكـون العباس (عليه السلام) صاحب كرامـة وهـو ابن أمير المؤمنين (عليه السلام) .
ومن باب الاستطراد نذكر كرامتين للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) على وجه الاختصار .
كان لوالدي (قدس سره) صديق هو الشيخ محمّد حسن الهرسيني ، وقد قَدِمَ إلى النجف الأشرف لغرض الدراسة في أيّام السيّد أبو الحسن الأصفهانـي (قدس سره) ، وذهب صديقـه الآخـر الشيخ فرج الله الكاظمي (رحمه الله) إلـى كربلاء ، قال الكاظمي : كنت أعمل عمل البنّائين ، أعمل فـي الأسبوع يوماً واحداً لأحصل على معاشي الذي يكفيني طيلة الأسبوع .
أمّا الشيخ محمّد حسن الهرسيني قال : فـي سنة لم يأت من بلدي شيء من المال لأعيش به حتّى عزمت على الرجوع إلـى بلدي حيث نفد كلّ ما عندي من النقود فاضطررت للذهاب إلى حرم الإمام أمير المؤمنيـن (عليه السلام) وقلت له: سيّدي أنت تعلّم أنّي جئت لأتعلّم علومكم ثمّ لأعود الى عشيرتي في هرسين فأعلّمهم ما تعلّمت هنا . والآن لا أستطيع البقاء هنا لأنّه نفد كلّ ما عندي . ثمّ ودّعتُ الإمام وخرجتُ من الحرم قاصداً الرجوع إلى بلدي .
وأنا فـي طريقي نحو المدرسة إذ جاءني أعرابي لا أعـرفه ؛ سلّم عليّ وأعطاني مظروفاً بدون أن تكون بيننا أيّة سابقة أو لاحقة ، ولما رجعت إلى المدرسة رأيت المظروف مملوءاً بالنقود فعزمت على البقاء، وقرّرت أن أقتصد في حياتي ليكفيني هذا المبلغ . ذهبت إلـى الحرم مسروراً ، وحين العودة رأيتُ الأعرابي نفسه يقدّم لي مظروفاً آخراً ، وتكرّر الأمـر ثلاث مـرّات هكـذا ، ثمّ إنّ نجل السيّد أبو الحسن الأصفهاني (قدس سره) السيّد حسن ـ الذي استشهد على أيدي بعض الأشرار ـ قال لي إنّ والدي يريدك ، فأسرعتُ إلى السيّد الإصفهاني فعاتبني لأنّي لم أمرّ عليه ولم أخبره بحالي ثمّ عيّن لي راتباً شهرياً كان يكفيني طيلة حياتي .



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس