عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/10/30, 12:09 AM   #8
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

العباس (عليه السلام) أفضل العلماء
كان عندنا طالب علم مغرور بنفسه لا يزور العبّاس (عليه السلام) وكان يرى في نفسه أفضلية حتّى على العبّاس (عليه السلام) حيث كان يقول : إنّي أعلم من العبّاس حيث إنّي درست الفقه والأصول والأدب ، والعبّاس لـم يدرس عند أحد؛ وكان يستشهد بالآية التالية: ( يَرفَعِ اللهُ الِذينَ آمَنُوا مِنكمُ والِذّينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجات)(26).
فرأى هـذا الرجل المغرور العبّاس (عليه السلام) في منامه فعاتبه على كلامه قائلاً له :
أوّلاً : إني درست عند أبي أمير المؤمنين وعند أخويّ (عليهم السلام) وكنت أعاشرهم وأعاشر الإمام السجاد (عليه السلام) .
ثانياً : إنّك استنبطت الأحـكام واستوعبت ظنوناً ، لكنّي علمت بالأحكام علماً قطعياً ؛ فاستيقظ الرجـل من منامه فزعاً مرعوباً تائباً إلى الله سبحانه عمّا زعمه وعمّا عمله ، وشرع يزور العبّاس بعد ذلك ويواظب على زيارته بانتظام (27).
وفي أيّامنا زار العالم الشهير الميرزا باقر الزنجاني (قدس سره) كربلاء المقدّسة مع جماعة مـن الطلبة راجـلاً ، وحطوا رحلهم في مدرسة «بادكوبة» وأرادوا زيارة العبّاس (عليه السلام) فامتنع أحـد الطلاّب قائلاً : ليس العبّاس إماماً ، وكلّمـا نصحوه لـم يفد ، فتركوه في المدرسة وتوجّهوا إلى حرم العبّاس (عليه السلام) ، ولمّا رجعوا رأوا ازدحاماً في المدرسة، وبعد التحقق من ذلك الازدحام تبيّن لهم أنّ الطالب المذكور وقع في بئر المرحاض إلى رقبته ، وحاولوا بجهدٍ شديد إنقاذه قبل أن يغطس في البئر ، وبعد محاولة قاسية استطاعوا إنقاذه .
فقال أصدقاؤه هذا جزاء من لـم يزر العبّاس (عليه السلام) ويتطاول بلسانه عليه .
فقال : إنّي لم أكن جاداً فـي قولي ، فقالوا له : والعبّاس أيضاً لم يكن جاداً ، فلو كان جاداً لغرقت في بئر القاذورات .
وهكـذا ، علينا أن نصون أفكارنا وألسنتنا وأن لا نتطاول على المقدّسات وإلاّ لأصابنا مثل ما أصاب هـذا الرجـل ، يقول تعالى : (ولَئِن سَأَلتَهُم لَيَقوُلُـنَّ إنَّما كُنَّا نَخُوضُ ونَلعَبُ قُـل أباللهِ وءاياتِهِ ورسوُلِهِ كُنتُم تَستَهزِءوُنَ)(28).
وكما إنّ نتيجة الأمور الصحيحة ربّما تتأخّر عن المقدّمات مدّة مديدة من الزمن ، كذلك في الأمور الفاسدة يحدث ذلك أيضاً ، فلا يغرّ الإنسان أنّه لا يرى النتيجة سريعاً ، فإنّ عدم تحقّق النتيجة سريعاً بسبب عدم تمام المقتضي أو لوجود المانع لا يعني عدم وقوع النتيجة ولو في المستقبـل ، قال (عليه السلام) : (والصبر من الإيمان بمنـزلة الرأس من الجسد) (29)، فكما إنّ الذي فقد رأسه لا آثار وجودية عنده كذلك من فقد الصبر لا آثار للإيمان عليه . وقـد عـزى جماعة من علماء الأخلاق الكثير من الفضائل كالكرم والشجاعة والإقدام إلى الصبر .
----------------

1 ـ سورة آل عمران : الآية 33 ـ 34.
2 ـ إشارة إلى الحديث الشريف : (نزّلونا من الربوبية وقولوا فينا ما شئتم). وهناك روايات كثيرة فـي هذا الصدد ، نذكر منها : قـال الإمام الصادق (عليه السلام) (اجعلونا مخلوقين وقولوا بنا ما شئتم) ، بصائر الدرجات : ص236 ، و(قولوا فينا ما شئتم واجعلونا مخلوقين) كشف الغمة: ج2 ص197 .
3 ـ راجع قصّته مع نساء المدينة عندما بقي فيها وخرج المسلمون للقتال .
4 ـ نهج البلاغة : الكتاب 45 . الأمالي للشيخ الصدوق : ص513 .
5 ـ سورة الرعد : الآية 17 .
6 ـ سورة النور : الآية 39 .
7 ـ سورة إبراهيم : الآية 18 .
8 ـ يقول الشاعر في وصف العباس (عليه السلام)


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس