الموضوع: أيها الأحبة...!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/01/08, 11:58 PM   #3
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

في ترك العجب
أيها الأحبة...!

لا تتباهى بقربك من الله ولا تبالغ في حبّك له، أيّها العارف، أيّها الصوفيّ، أيّها الحكيم، أيّها المجاهد، أيّها المرتاض، أيّها الفقيه، أيّها المؤمن، أيّها المقدّس، أيّها المساكين المبتلون يا سيّئي الحظّ المغلوبين بمكائد النفس وهواها، أيّها المساكين المبتلون بالآمال والأمانيّ وحبّ النفس، كلّكم مساكين، كلّكم بعيدون فراسخ عن الإخلاص وعبادة الله، لا تحسنوا الظنّ بأنفسكم إلى هذا الحدّ، لا تتغنّجوا ولا تتدلّلوا. إسألوا قلوبكم: هل تبحث عن الله، أم تريد ذاتها؟ هل هي موحّدة وتطلب الواحد أم مشركة وتعبد اثنين؟ فماذا يعني إذاً كلّ هذا العُجب؟ ماذا يعني إذاً التعالي بالعمل إلى هذا الحدّ؟ وهو إذا صحّت جميع أجزائه وشروطه وخلا من الرياء والشرك والعُجْب وباقي المفسدات، فهدفه الوصول إلى إشباع شهوات البطن والفرج، فما قيمته كي تنقله الملائكة؟ هذه الأعمال من القبائح والفجائع، وينبغي للإنسان أن يخجل منها ويسترها.



في التواضع
أيها الأحبة...!
ما يحتوي عليه رأسك من الدماغ، تحتويه رؤوس الآخرين أيضاً، إذا كنت متواضعاً احترمك الناس قهراً واعتبروك كبيراً، وإذا تكبّرت على الناس لم تنل منهم شيئاً من الاحترام. بل إذا استطاعوا أن يذلّوك لأذلّوك ولم يكترثوا بك. وإن لم يستطيعوا إذلالك، لكنت وضيعاً في قلوبهم، وذليلاً في أعينهم، ولا مقام لك عندهم. افتح قلوب الناس بالتواضع فإذا أقبلت عليك القلوب ظهرت آثارها عليك، وإن أدبرت تكون آثارها على خلاف رغباتك. فإذا فرضنا أنّك كنت من المبتغين للاحترام والمقام الرفيع، لكان اللازم عليك أن تسلك الطريق الّذي يُفضي بك إلى الاحترام والسموّ، وهو مجاراة الناس والتواضع لهم.



في مخالفة الهوى
أيها الأحبة...!
إذا كان التكبّر بالكمال المعنويّ، فقد كان الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والإمام عليّ عليه السلام أرفع شأناً، وإذا كان بالرئاسة والسلطان، فقد كانت لهما الرئاسة الحقّة. ومع ذلك، كانا أشدّ الناس تواضعاً.
واعلم، أنّ التواضع وليد العلم والمعرفة، والكِبر وليد الجهل واْنعدام المعرفة، فامسح عن نفسك عار الجهل والانحطاط، واتّصف بصفات الأنبياء، واترك صفات الشيطان، ولا تنازع الله في ردائه الكبرياء فمن يُنازع الحقّ في ردائه فهو مغلوب ومقهور بغضبه، ويُكَبُّ على وجهه في النار. وإذا عزمت على إصلاح نفسك، فطريقه العمليّ أمر يسير مع شيءٍ من المثابرة، وأنّه طريق لو اتّصفت بهمّة الرجال وحريّة الفكر وعلو النظر، فلن تصادفك أيّة مخاطر. والأسلوب الوحيد للتغلّب على النفس الأمّارة وقهر الشيطان، ولاتّباع طريق النجاة، هو العمل بخلاف رغباتهما.



في خلوص النية
أيها الأحبة...!

اْشدد عزيمتك، ومزّق عن نفسك سجف (سكون) الجهل، واْنجُ بنفسك من هذه الورطة المهلكة، كان إمام المتّقين وسالك طريق الحقيقة ينادي في المسجد بأعلى صوته حتّى يسمعه الجيران: "تَجَهَّزُوا رَحِمَكُمُ اللهُ فَقَدْ نُودِيَ فِيكُمْ بِالرَّحيل"ِ، وما زادٌ ينفعك سوى الكمالات النفسانيّة، وتقوى القلب، والأعمال الصالحة، وصفاء الباطن، وخلوص النيّة من كلّ عيب وغش. فإذا كنت من أهل الإيمان الناقص والصوريّ، فعليك أن تطهّر نفسك من هذا الغش حتّى تنضمّ إلى زمرة السعداء والصالحين. والغش يزول بنار التوبة والندم، وبإدخال النفس في أتون العذاب واللوم، وصهرها في حرارة الندامة والعودة إلى الله.



في ترك الكبر
أيها الأحبة...!
ما دمت في مقتبل عمرك، وزهرة شبابك، وأوج قوتك، وحريّة إرادتك، سارع لإصلاح نفسك، ولا تلقِ بالاً لهذا الجاه والمقام، وطأ على هذه الاعتبارات بقدميك إنّك إنسان، فأبعد نفسك عن صفات الشيطان، فلعلّ الشيطان يهتمّ بهذه الصفة اهتماماً كبيراً لكونها صفة من صفاته. وهي الّتي أدّت إلى طرده من حضرة الله، ولذلك فهو يُريد أن يوقع الإنسان، عارفاً أو عاميّاً عالماً أو جاهلاً في مثل هذه الرذيلة، حتّى إذا ما لقيك يوم القيامة شَمِتَ بك قائلاً: "ويا أبن آدم، ألم يخبرك الأنبياء بأنّ التكبّر على أبيك قد طردني من حضرة الحقّ. لقد نزلت عليّ لعنة الله لأنّي احتقرت مقام آدم واستعظمت مقامي، فلماذا أوقعتك نفسك في هذه الرذيلة؟".




توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس