عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/05/11, 01:46 PM   #8
ابو احمد القبي

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 5164
تاريخ التسجيل: 2017/04/30
المشاركات: 14
ابو احمد القبي غير متواجد حالياً
المستوى : ابو احمد القبي is on a distinguished road




عرض البوم صور ابو احمد القبي
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الكريم أبو الحسن

اقتباس:
النقطة الأولى: أولاً قولك: نحن لا ندعو أمواتاً بل ندعو - (والمراد بالدعاء هنا الطلب بالتشفع) - أحياءً عند ربّهم يرزقون ؟
والله تعالى يقول (ولاتقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون)، (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ● فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
وهي آيات واضحه انها خطاب للمجاهدين في سبيل الله ردا على المنافقين الذين يثبطون المسلمين عن الجهاد, فهي تحفيز للمقاتلين وبشرى لهم - فمن استشهد الشهاده الحق فهو حي عند ربه في رزق ونعيم إلى ان تقام الساعة, ومحال خروجه من هذا النعيم ورجوعه إلى الحياة الدنيا
فالأنبياء والشهداء والصالحين أحياء متنعمين عند ربهم, وليسو في حياتنا الدنيا، وطلب الحاجات منهم يثبت لهم صفات الانداد والشركاء لله سبحانه، من التصرف والسمع المطلق وعلم الغيب واحوال الداعي وجلب الخير ودفع الأذى, وغير ذلك

اقتباس:
ثانياً: قولك ثبت بنص قرآني جواز التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيّاً وميّتاً, وهو قوله تعالى: ﴿ وَلَو أَنَّهُم إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُم جَآؤُوكَ فَاستَغفَرُوا اللّهَ وَاستَغفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً ﴾.؟
وهذه الآية مع كامل الآيات نزلت في المدينه لمن احتكم إلى الطاغوت وأعرض عن حكم الله من المنافقين، ولم يفهم منها إلا المجيء إلى رسول الله في حياته، أما بعد وفاته فلم يكن أحد منهم يأتي إلى قبره ويقول ذلك مع حاجتهم لذلك خاصة في الفتن التي جرت بزمنهم، وهذا يتواتر نقله وعلمه .
إضافة أن قول - إذ ظلموا - تؤكد انها خاصة، فلم يقل - إذا ظلموا - للتعميم، لأن إذ ظرف للماضي، مثل قوله تعالى في حوادث وقعت في غزوات النبي : (واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم)، (يا أيها الذين أمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود)
ومع كامل الآيات، نؤكد معالم التخصيص وفيمن تتحدث - قال الله تبارك وتعالى (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ● وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ● فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا ● أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ● وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ● فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما).

والايات للنبي فما دخل تعميمها في غيره.؟

وأما حكاية العتبي فهي قصة واهية حصلت بعد قرون من إنقطاع الوحي ولم تروى في كتب الحديث، ومثل هذا لا يحتج به، ويلزم أن يكون للقصة دليل على فعلها فلا يكون فعلها دليل وحجة على المسلمين، ولم نجد دليل شرعي يقول بجواز فعلها .
والرواية تقول أن الأعرابي جاء القبر مستغفراً الرسول من ذنبه ومستشفعاً به الى ربه، بينما الآية تقول (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول)، لا فاستغفروك .!

وهناك إختلاف في الألفاظ وإضطراب بين الروايات، فرواية تقول: أن الرسول ناداه من القبر إنه قد غفر له" ورواية تقول: أن الرسول أتى العتبي في المنام وأمره أن يلحق بالأعرابي ويبشره بأن الله قد غفر له".
فإذا كان الرسول قد بلغه بأن الله قد غفر له فما حاجته بتكليف العتبي أن يبشره! ولماذا يستعين أصلاً بالعتبي وهو يقدر أن يأتي الاعرابي في المنام ويبشره .!
والعتبي توفي سنة 228 هـ فهل سنأخذ ديننا منه.!!
قال ابن خلكان في وفيـات الأعيان (522/1) :"أبو عبدالرحمن محمد بن عبدالله بن عمر بن معاوية بن عمر بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبدالشمس القريشي الأموي المعروف بالعتبي الشاعر البصروي المشهور كان أديباً فاضلاً ، وشاعراً مجيداً وكان يروي الأخبار وأيام العرب … إلى أن قال: وتوفي سنة ثمان وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى".

اقتباس:
ثالثاً: أما إستدلالك بما رواه ابن حجر في (فتح الباري 2/465), قال: ((روى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن أبي صالح السمان عن مالك الدار وكان خازن عمر, قال: أصاب الناس قحط شديد في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا. فأتي الرجل في المنام فقيل له: (أئتِ عمر وأقرئه السلام وأخبره أنهم يسقون)).
وهذا الأثر رواه أبي شيبة والبيهقي: وبأختصار الأثر منكر يخالف النصوص الصريحة الصحيحة الآمرة بدعاء الله وحده والناهية عن دعاء غير الله من الأموات والغائبين ، ويخالف ما جاءت به الشريعة أن الأصل عند القحط أن يستسقوا ، ويخالف فعل الصحابة، فلم يأت أحد منهم إلى قبره يسأله السقيا ولا غيرها .
أما سند الرواية فهناك رجل مجهول مبهم أتى القبر ، والذي أتى الرجل في المنام مجهول أيضا، وفي السند الأعمش ثبت تدليسه عن أبي صالح وقد رواها البخاري في التاريخ الكبير بلفظ مختلف . وهناك تفصيل موجود لو رغبت .

أما قول ابن حجر في الفتح (2/ 495) :"رواه ابن أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ مَالِكٍ الدَّارِ".
فمقصوده أنه صحيح الإسناد إلى أبي صالح، فلم يقل : رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح ، كما هي العادة في تصحيح الأخبار .
وهذا من صنيع ابن حجر وعادته، مثال ذلك : قوله: "وقد أخرج الترمذي في جامعه بسند صحيح إلى قتادة قال حُدثت أن أبا هريرة قال: أخذت ثلاثة أكمأ أو خمسا أو سبعا فعصرتهن فجعلت ماءهن في قارورة فكحلت به جارية لي فبرئت". فتح الباري (10/ 165). والإسناد هنا منقطع بعد قتادة؛ لقوله حُدثت أن أبا هريرة .

أما حديث عثمان بن حنيف أنّ رجلاً ضرير البصر أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أدع الله أن يعافيني قال: (إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك), قال: فادعه, قال (فأمره أن يتوضاً فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليه بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفّعه فيّ), قال الترمذي: حديث حسن صحيح (5:229).

وواضح من الحديث أن توسل الأعمى خاص في حياة النبي وفي شفاعته ودعائه، فبعد موته لا يجوز لأنه لم يكن هناك دعاء منه ولا شفاعة ولا حضور.
فالأعمى جاء إلى النبي ليدعوا له "ادْعُ الله أَنْ يُعَافِيَنِي"، وهو توسلٌ جائز في حياته, فنصحه النبي بالأفضل "وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، فأصر الصحابي على الدعاء "ادْعُهُ" فكان أصل المسألة طلبه الدعاء من النبي ومن ثم دعاء النبي له، وقوله (أسالك وأتوجه إليك بنبيك محمد) أي بدعائه وشفاعته .
فهي حالة خاصة لهذا الصحابي في زمن حياة النبي وبدعاء النبي وشفاعته، والحالة عامة في حالة دعاء النبي وشفاعته ولكن دعائه لم يكن ولا حضوره فاختلف الحكم .

وأما قولك بعد موته (صلى الله عليه وآله وسلم), فقد دلَّ عليه نفس الخبر الذي رواه عثمان بن حنيف بالسند الصحيح المتقدم: بأن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له, وكان عثمان لا يلتفت إليه في حاجته, فشكا ذلك إلى عثمان بن حنيف فقال له أئتِ الميضأة فتوضأ ثم أئتِ المسجد فصل ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نبي الرحمة, يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي, وتذكر حاجتك......؟

وفي هذه القصة أمور زائدة عن أصل الحديث في زمن النبي وقد ترفع عن ذكرها الترمذي والنسائي وأبن ماجة وغيرهم، ممن ذكر الحديث في زمن النبي مجرداً من هذه القصة التي وردت عن طريق شبيب بن سعيد عن روح بن القاسم عن أبي جعفر وخالفت الطرق الأخرى .

فقد رواها الطبراني مع أصل الحديث في المعجم الكبير من طريق طاهر بن عيسى بن قيرس المصري المقرىء ، وهو مجهول لا يعرف.
وأيضا أبو سعيد المكي وهو شبيب بن ‏سعيد، الذي روى له الطبراني أيضا والبيهقي وأبي نعيم الحديث مع القصة، وشبيب بن سعيد قد لخص ابن حجر كلام أهل الجرح والتعديل فيه فقال: "لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه، لا من رواية ابن وهب". تقريب التهذيب (263/1).
وقال ابن عدي في ترجمته: "وحدث عنه ابن وهب بأحاديث مناكير"، ثم قال: "وكأن شبيبا إذا روى عنه ابنه أحمد بن شبيب نسخة يونس عن الزهري إذا هي أحاديث مستقيمة، ليس هو شبيب بن سعيد الذي يحدث عنه ابن وهب بالمناكير الذي يرويها عنه" الكامل (1347/4).

فرواية أحمد بن شبيب عن أبيه مستقيمة بشرط أن يكون شيخ أبيه يونس بن يزيد فقط وأما روايته عن أبيه عن غير يونس فلا يجتج بها. وتعليل هذا: أن شبيبا عنده كتب يونس وكان يحدث منها فلذا جاءت أحاديثه عنه مستقيمة كما تقدم في كلام ابن عدي.
اما رواية إسماعيل بن شبيب أخو أحمد. فهو مجهول لا يعرف حاله. قال الألباني في التوسل انواعه وأحكامه :"أما إسماعيل فلا أعرفه، ولم أجد من ذكره، ولقد أغفلوه حتى لم يذكروه في الرواة عن أبيه، بخلاف أخيه أحمد فإنه صدوق، وأما أبوه شبيب فملخص كلامهم فيه: أنه ثقة في حفظه ضعف، إلا في رواية ابنه أحمد هذا عنه عن يونس خاصة فهو حجة".

وقد رواها الطبراني أيضا في المعجم الكبير عن إدريس بن جعفر العطار، وهو ضعيف متهمٌ بالكذب. قال عنه الدراقطني كما في ‏سؤالات الحاكم ص(106) : متروك. وذكر له الذهبي في ميزان الاعتدال (317/1)، حديثاً وَضَعَه. وتبعه على ذلك ابن حجر في لسان الميزان (332/1).‏
ورواها أيضا في المعجم الصغير عن عون بن عمارة، وقال وهم. وهو ضعيف، وقد ذكره ابن حبان في المجروحين ‏‏(197/2) ثم ذكر له هذه القصة .

اقتباس:
النقطة الثانية: أولاً: قولك التوسل فهو التقرب إلى الغير, يقال توسّل فلان بكذا إذا تقرب إليه بشيء, والوسيلة ما يتقرب به, ومنه قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَابتَغُوا إِلَيهِ الوَسِيلَةَ ﴾ (المائدة:35), وقوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدعُونَ يَبتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ ﴾؟
والوسيلة هي الطريقة المثلى للوصول الى الله تعالى بالعبادات التي أمرنا بها ونهانا عنها، فنطلب حاجتنا من الله وحده, فهو الذي يقدر على إعطائها, والوسيلة في التوسل قال الله تعالى عنها (قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً ● أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونََ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَه),
فالذين يدعوهم هؤلاء من ملائكة وأنبياء وصالحين هم يبتغون إلى ربهم الوسيلة والقربة ويرجونه ويخافونه . فكيف تدعون الله معهم فتشركون به .؟

ونحن ندعوا الله تعالى بكثره أن يعطي محمد الوسيلة, ويقصد بالوسيلة قوله صلى الله عليه وسلم : "ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة".
وقد علمنا الله تعالى وأغنانا بتوسل صحيح في الدعاء, وهو أربعة في كتاب الله وحديث رسوله: ـــ

الأول: التوسل بأسماء الله وصفاته كما قال الله (ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها).
الثاني: التوسل بالعمل الصالح، وفي ذلك قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم, أو التوسل بالواجبات كالصلاة والزكاة والصوم أو بالإيمان برسول الله كما في القرآن (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار).

الثالث: التوسل بطلب الدعاء من العبد الصالح الحي، كما قول أبناء يعقوب لأبيهم (يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين).
الرابع: التوسل إلى الله بذكر الحال والفاقة، مثل توسل موسى عليه السلام بحاله كما في القرآن (ربي اني بما انزلت إلي من خير فقير).

اقتباس:
ثانياً: قولك: إن الإشراك الذي حصل من المشركين الذين ذمّهم القرآن هو عبادتهم للأنبياء والملائكة والأولياء بناءاً على اعتقادهم فيهم أنهم يشاركون الله في الإلوهية, وأنَّ لهم تأثيراً مستقّلاً في الأشياء, لذلك ترى القرآن في معرض الرد عليهم يقرر دلائل وحدانية الله وانفراده بالإلوهية, وأنّه المنفرد بالإيجاد والإبداع, ولو ذهبنا نسرد الآيات في ذلك لطال بنا المقام وخرجنا إلى حد الإملال, لأنَّ ما في القرآن مما يتعلق بالتوحيد والرد على المشركين كله في هذا المعنى, وهو كثير, ومع ذلك لا تجد فيه أشارة إلى التوسل والتشفع والاستغاثة, بالشكل الذي يفعله المسلمون اليوم وقبل اليوم, لأنّه لم يكن من عمل المشركين ولا كان معروفاً لهم, فبطل أن يكون داخلاً في تلك الآيات لابالعموم ولا بالخصوص ولا بنوع من أنواع الدلالات.؟
ومعلوم من كتاب الله أن مشركين قريش كانوا يؤمنون بوجود الله, ويعبدون الأصنام ويقولون (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) ويقولون: (هم شفعاؤنا عند الله) .
فكانو مقرين أن الله هو خالق الأصنام والأزلام التي ترمز لأمواتهم وأحيائهم، وأن الله هو الخالق الرازق المدبر بيده كل شيء، قال الله تعالى (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ), (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ), (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ), والايات كثيرة لا تحصى باقرارهم بربوبية الله, بخلاف قول الدهرية من مشركي العرب في إنكارهم البعث والنشور .

وكانوا متمسكين ببعض شعائر دين إبراهيم عليه السلام كالحج والعمرة والسعي والإفاضة، وكانوا يدعون الله وحده في الشدة, وما أدخلهم ذلك في الإسلام فلم يكونوا موحدين على ملة إبراهيم حنيفا ولم يكن من المشركين, بنقضهم الألوهية بأن جعلوا لله تعالى شريك في عبادته، فشرك الدعاء مثلاً, ما سمي شركاً إلا من الشريك، فإذا دعونا الله ليلاً ونهارا ثم دعونا في حاجه نبياً أو ولي فقد أشركنا في عبادة الله غيره .

اقتباس:
ثالثاً: أما قولك: إنَّ الآيات التي ذمّت عُباد الأصنام إذا قلنا بعموم تناولها لأهل التوسل والتشفع والاستغاثة - كما يقول الوهابية - فلا يخلو حالها من أحد أمرين, إما أن تتناولهم حقيقة أو مجازاً. والأول لا سبيل إليه لنا, لانّا بيّنا في أشارة سابقة أنّ حقيقة الإشراك تباين حقيقة التوسل والتشفع والدعاء, فلم يبق إلا الثاني وهو باطل لأمرين:
الأول: إنَّ المجاز لا بد له من علاقة وقرينة وهما مفقودتان هنا.
الثاني: إن تلك الآيات قد استعملت في معناها الحقيقي الذي هو الإشراك بالله, كما بينا في الأمر الثاني من هذه النقطة, فلا يجوز استعمالها أيضاً في المعنى المجازي الذي هو التوسل والتشفع وما في معناهما, لأنَّ المقرر في علم الأصول أنَّ اللفظ لا يجوز استعماله في الحقيقة والمجاز معاً, هذا مذهب جمهور أهل العربية, وجميع الحنفية ومحققي الشافعية وجمع من المعتزلة, قال الشوكاني وهو الحق, ودلائل هذا القول مبسوطة في كتب الأصول والبيان فلا نطيل الكلام بذكرها.
ومعلوم من كتاب الله أن جميع آيات الله في شرك الدعاء في كل من جعل في الخلق صفات الانداد والشركاء لله سبحانه، من التصرف والسمع المطلق وعلم الغيب واحوال الداعي وجلب الخير ودفع الضر, وغير ذلك .
والأصنام والأنصاب في الجاهلية كانت بأسماء ملائكة وأنبياء وأولياء وجن وكل ما اعتقدوه صالحا للتقرب به الى الله .
فالصنم يرمز لحي قادر ولا يوجد احد يدعوا حجراً او صنماً مبهم, وأن كان يدعوا حجراً او شجراً أو جماداً فقد اعتقد منه النفع والضرر فخلقه, أو ألهه .
وكذلك من يدعوا الميت والغائب في طلب الحاجات فقد أستحضره بهيئته فصنمه, وشرط طلب الدعاء من المخلوق ان يكون حيا حاضرا قادراً على طلبه

فالقول بالمجاز في مثل هذه الآيات الصريحة يحتاج إلى دليل - قال الله تعالى (إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين), (ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه مايملكون من قطمير ● إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولاينبئك مثل خبير), (والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ● أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون)، والشعور هو الإدراك بالحواس فنفى الشعور وأنهم يبعثون, (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون).

وقال تعالى (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون، وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين), وهذا حال الميت والغائب لا يستجيب للداعي، وهو غافل عنه, ويوم القيامة يكفر بشركه, (فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين)
وقال تعالى (قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله) ما لا ينفعهم في دنياهم, والأهم عدم نفعه في أخرآهم

(ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين, وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله), (فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين), (ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو) - ففي هذه الآيات بيان أن كل مدعو يكون إلهاً، حين جُعل فيه صفات الإلوهية,
فالمشركون سابقاً وحاضراً ما سألوا الأموات والغائبين ومن أعتقدوه صالحاً ودعوهم إلا وهم يظنون أنهم يسمعون ويعلمون كل نجوى ودعاء ولا يخفى عليهم شيء من ذلك ولا تلتبس عليهم المسائل أينما كانوا قريبين أو بعيدين بالآلف كانوا أم بالملايين يسمعهم بلهجات ولغات مختلفة يسمعهم في آن واحد وهذا هو شرك في إلوهية الله تعالى وصفاته. كيف لو أضفنا أنه شرك العبادة بالك أنه شرك الدعاء في كتاب الله .


اقتباس:
النقطة الثالثة: قولك :ولكن ليس المراد بالدعاء هنا معناه اللغوي قطعاً وهو النداء, وإلا لكان كل من نادى أحداً وسأله شيئاً صار عابداً له.. فالمراد به نداء الله تعالى وسؤاله, فمن دعا مخلوق على أساس أنه قادر على كل شيء, وأنّه المالك الحقيقي كان عابداً له. أمّا من دعاه ليشفع له إلى الله بعد ثبوت أن الله جعل له الشفاعة فلا يكون عابداً ولا فاعلاً ما لا يحل.
ومعلوم من كتاب الله أن الدعاء والنداء واحد. قال الله تعالى (ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا), وقال تعالى (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ), وقال تعالى (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ), وقال تعالى (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ), وقال سبحانه (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِر), (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).

وشرك الدعاء في كتاب الله هو: طلب أمور خارقة لا يقدر عليها الا الله، كطلب الشفاعة من الأموات أو من الحي الغائب معتقداً أن بمقدوره أن يسمع وأن يحقق له طلبه, فهذه الشفاعة الشركية التي تواردت الآيات القرآنية بالتحذير منها وإبطالها
فهل يقارن طلب الدعاء من الحي الحاضر السامع الشاهد القادر. وبين طلب الدعاء من ميت غائب بعيد منقطع
فالأول لاخلاف عليه اما الثاني فيثبت ان للمطلوب صفات الانداد والشركاء لله سبحانه، من التصرف والسمع المطلق وعلم الغيب واحوال الداعي وجلب الخير ودفع الأذى وغير ذلك

اقتباس:
أ- قال رسول الله(ص) (الانبياء أحياء في قبورهم يصلون) أخرجه وصححه الشيخ الألباني في سلسلة أحاديثه الصحيحة (ح621).
ج- عن أنس قال: قال رسول الله(ص): (مررت على موسى ليلة أُسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره).أخرجه مسلم في صحيحة (7/102) .
وصلاة الأنبياء في قبورهم ليست تكليفاً يثاب عليه، فالتكليف منقطع بالموت، أنما هي صلاة على وجه التنعم والتلذذ بعبادة الله وذكره كما يتنعم أهل الجنة بالتسبيح الهاما

وفي السماع والعرض. قال الله تعالى لرسوله: (انك ميت وانهم ميتون)، (وَمَا جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون)، (كل نفس ذائقة الموت), (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون), أي حاجز وحاجب بين شيئين فلا يصل أحدهما إلى الآخر, وقال تعالى (انك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء اذا ولوا مدبرين)، (وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمعٍ من في القبور), (إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون), فالموتى حين كانوا لا يسمعون حقيقة شبهوا بالكفار الأحياء في عدم السماع, وهذا هو الأصل أن الميت لا يسمع في قبره فما بالك بعيداً عنه
وقال تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى)، فالميت كما النائم لا يشعر بمن يتكلم عنده

والروايات الوارده في سماع الأموات إنما هي سمع مخصص في وقت مخصص عند قبورهم،
منه معجزة نبي كقوله لقتلى بدر: ماأنتم بأسمع لما اقول منهم ولكنهم لايقدرون أن يجيبوا؛ ومنه ماهوا تأنيب, كسماع الميت قرع نعالهم بعد دفنه .

فالموتى لا يسمعون شيئاً من كلام الأحياء عند قبورهم ولا يشعرون بهم وهذا عام في كل الأحوال والأوقات, ويستثنى من ذلك ما ثبت به الحديث الصحيح من أن الميت يسمع قرع نعال مشيعيه بعد انصرافهم من دفنه, وذلك ان الروح تعاد للبدن للمساءلة في القبِر، فيكون للروح تعلق غير دائم بالبدن يحصل به السماع، فهو في وقت المساءلة فقط .
فهي إعادة عارضة للإمتحان، كما حيي خلق لكثير من الأنبياء لمساءلتهم عن أشياء ثم عادوا موتى .
ولو استخدمنا القياس في سماع الميت لقرع النعال كدليل على سماعه للأمور الأخرى لادعينا قدرة الميت على الأكل والشرب والكلام ونبش القبر والخروج إلى الدنيا، وكأنه لم يمت.

وكذلك حديث إسماع قتلى بدر الذي هو معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم ، فقد أحياهم الله له حتى سمعوا كلامه ، وهذا خاص به دون غيره من الناس . فقد قال :« مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ » ولم يقل :« لما يُقال »،
وقد رُوي بلفظ : « وَاللَّهِ إِنَّهُمْ الْآنَ لَيَسْمَعُونَ كَلَامِي » عند أحمد في مسنده (2/31)، حيث قيد سماعهم له باللحظة التي ناجاهم فيها خرقاً للعادة ، ومعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم .

والقول بقولهم فيه عمل بالآيات والأحاديث معاً بخلاف القول بإثبات السماع للأموات. فإن القائلين به أولوا الآيات ونفوا دلالتها على السماع. والآيات صريحة في نفي السماع كما قدمت
والأحاديث واضح تخصيصها كما قدمت ايضا

فلم يصح شيء من روايات السماع المطلق للميت أو علمه بأحوال أهل الدنيا ولا يصح تقويتها ببعض لضعف أسانيدها ونكارة متنها ومخالفتها الأحاديث الصحيحة القوية في عدم معرفة النبي بما عمل الناس بعده، وأصل جميع ما نقل وقيل في ذلك مبني على ما رواه أبن أبي الدنيا في كتاب القبور من أحاديث غير ثابتة، وآثار وأحلام .
فاعمال العباد تعرض على الله تبارك وتعالى، وليس لخلقه أن تعرض عليه أعمال عبيده فرادا وجماعات .

وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم يقال له يوم القيامة (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) فكيف لا يدري وأعمالهم معروضة عليه.؟ وثبت في الصحيح أيضا قول النبي كما قال عيسى ابن مريم: (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ). (البخاري ح6213,3263 ومسلم ح4243,5104).

والصلاة على النبي دعاء له فنحن نقول اللهم صل على محمد، ولم نطلب الدعاء منه
والسلام على الحي او الميت دعاء له بالسلامة فهو القاء السلام أسم الله الذي يبث الأمن والسكينة عليه فيحفظه ويعتني به .
وثبت رد السلام واجباً في الصحيح على الحي السامع الشاهد ولم يثبت في الميت, فقد وردت احاديث ضعيفة, أقواها حديث: (ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام)، وهو خبر غريب من الآحاد روي عن أبو هريرة ولم يروى في الصحيحين ولا الكثير من كتب الحديث, تفرد به أبو صخر حميد بن زياد الخراط عن يزيد بن قسيط, عن بقية كبار تلامذة يزيد مثل مالك بن أنس ويزيد بن خصيفة والليث بن سعد. وأبو صخر أقل ما قيل فيه أنه صدوق يهم ومثله لا يأمن منه الغلط والوهم .
ونكارة في المتن: كون النبي في بعض مراحله لا يحس ولا يدرك وأنه ميت, ويستدعي القول بتعذيب النبي ملايين المرات في كل لحظة لخروج روحه ورجوعها الى جسده, ويستدعي انه يرد السلام، أي يدعوا لنا، وأن عمله لم ينقطع وقد نفى النبي قدرة الإنسان على فعل أي شيء بعد موته فقال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له"، فالميت انقطع عملُه إلا من شيئ قد تسبب له في حياته، واكتسبه حال قدرته, فأجري ثوابه بعد موته, فهو بحاجة إلى من يدعو له .

فإذا كان رسول الله لا يسمع السلام غيره من الموتى أولى وأحرى ان لا يسمع .

وهناك حديث صحيح الإسناد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم يُبلغ سلام أمته عليه, وهو ما رواه احمد والنسائي عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً: "إن لله عز وجل ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام".
وهذا صريح في أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمع سلام المسلمين عليه؛ بل يُبلغ .

وهو كما أحاديث وردت في أن صلاة أمته معروضة عليه, وهي احاديث لا تسلم أسانيدها من ضعف، وأصح ما جاء فيها ما روي في السنن دون الصحيحين عن أوس بن أوس مرفوعاً: "من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي فقالوا يا رسول الله وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت يعني وقد بليت قال إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء صلوات الله عليهم".
ومع ذلك فالحديث معلول, قال ابن رجب الحنبلي في شرح علل الترمذي (681/2) : "قالت طائفة: هو حديث منكر، وحسين الجعفي سمع من عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الشامي، وروى عنه أحاديث منكرة فغلط في نسبته. وممن ذكر ذلك: البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو داود، وابن حبان، وغيرهم. وأنكر ذلك آخرون وقالوا: الذي سمع منه حسين هو ابن جابر".
وبقية الأحاديث الواردة في عرض وبلاغ الصلاة والسلام فيها وضع وضعف صريح, وهي معلومة بالظرورة عند من له أدنى علم في كتب الحديث, ومن ادرج بعضها في صحيحه وقال: حسن إن شاء الله تعالى فله طريقه في تصحيح الأحاديث بالشواهد المعلولة .

وقد قيل في معنى عرض الصلاة وبلاغ السلام أي: يبُلغ خبرها جملةَ واحدة, أي: إجمالاً, لا عرضها فرداً فردا, كما كانت تعرض عليه في حياته أعمال أمته إجمالاً, فقد عرضت عليه الأمم وعرضت عليه الجنة والنار وأطلعه الله على غيبيات, مثل ما ورد في الصحيح عن أبي ذر مرفوعا: "عرضت علي أعمال أمتي ، حسنها وسيئها ، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق ، ووجدت في مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن", وهذه أعمال مجرَّدة مجهول فاعليها، فقد رأى كل عمل صالح كما رأى كل عمل سيء, وذلك ليعلم أمته الأعمالَ الحسنة ليعملوا بها, والأعمالَ السيئة ليجتنبوها .
وكل ذلك في حياته الدنيا تأييدا لنبوته وتهذيباً وسلوكاً لصحابته, وتشريعاً لأمته, أما بعد وفاته, فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم يقال له يوم القيامة (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك), وثبت أيضاً قول النبي كما قال عيسى ابن مريم: (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ)". (البخاري ح6213,3263 ومسلم ح4243,5104).

وقيل هو عرض وبلاغ خاص لعملين مخصوصين, فنتوقف عندهما .
وقيل طالما الصلاة على النبي دعاء لله تعالى أن يصلي ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم, فهذا لا يستلزم الرد ولا العلم .
وقيل لو بلغه السلام لستوجب رده ولو رده فقد دعا لهم, وقد ثبت إنقطاع عمل ابن آدم بعد الموت .

وقيل وهل الملائكة خلقوا لتطبيق أوامر الله تعالى، أم لتوصيل الطلبات بين البشر .
وقيل الحديث بفعل فاعل ظن أنها سنة حسنة برفعه لشأن يوم الجمعة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم, وحض الناس على ذلك اذا علموا أن كل صلاة منهم ستعرض عليه فرفعه إلى النبي .
وقيل أن الصحابة كانوا ياتونه صلى الله عليه وسلم, ليصلون عليه, فقال لهم قولته أن صلوا في بيوتكم وستبلغني صلاتكم, كما في حديث آخر ضعيف "لا تتخذوا قبري عيدا ، ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن صلاتكم وتسليمكم يبلغني حيث ما كنتمْ".

آمل منك أخي التمعن والبحث عن ما ذكرت وخذ وقتك في الرد. والسلام عليكم



التعديل الأخير تم بواسطة ابو احمد القبي ; 2017/05/11 الساعة 02:04 PM
رد مع اقتباس