الإمامة:
بما أن نبينا محمد ص كان آخر الأنبياء وخاتم الرسل، ورسالته آخر الرسالات لذلك جعل الله تعالى من آل بيته الأطهار عليهم السلام أئمة معصومين، وخلفاء للنبي ص. مهمتهم نشر علوم رسول الله ص، وتعليم الناس أحكام الإسلام.
فكان أئمة أهل البيت ع مدرسة كبرى تحملو العذاب القاسي من أجل الحفاظ على هذه الرسالة المباركة وإيصالها الى الناس حتى أصبح مذهب أهل البيت ع مركزاً يشع فكراً ونوراً ينتشر في كل مكان بفضل الله وفضلهم، وبفضل المجاهدين والأصحاب المخلصين، والرواة الثقاة، والعلماء الأبرار، وبذلك استطاع الإسلام المحمدي الأصيل من الصمود عبر التاريخ الى يومنا هذا، والحمدلله رب العالمين..
قال تعالى: (... إِنَّـمَا يُـرِيـدُ اللَّهُ لِيُـذْهِـبَ عَـنـكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. الأحزاب
33
قال تعالى: (...قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ..
الشورى
33
قال رسول الله ص: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي..
الأئمة الإثنى عشر ع:توجد أحاديث كثيرة وصريحة تبين عدد الأئمة ع وأسمائهم من كتب الفريفين، ولقد تواترت هذه الأحاديث بصيـغ مختـلفـة لكـن بمضـمون واحـد ذكرها علماء الشيعة والسنة ومحدثيهم، وفيما يلي نذكر بعض النماذج من هذه الأحاديث المروية في كتب السنة..
عن أبو عبد الله أحمد بن حنبل بن هلال الشيباني، المتوفى سنة241هـ عن جابر بن سمرة، قال سمعت رسول الله ص يقول في حجة الوداع: لا يزال هذا الدين ظاهراً على من ناواه لا يضره مخالف، ولا مفارق حتى يمضي من أمتي إثنا عشر أميراً كلهم من قريش..
وعن سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي، المتوفى سنة1294 هجرية، بالإسناد إلى جابر، قال؛قال رسول الله ص:أنا سيد النبيين، وعلي سيد الوصيين، وإن أوصيائي بعدي إثنا عشر أولهم علي، وأخرهم القائم المهدي..
وعن سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي، بالإسناد إلى جابر بن عبد الله، قال؛ قال رسول الله ص:يا جابر إن أوصيائي وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ستدركه يا جابر، فإذا لقيته فأقرأه مني السلام ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم القائم، اسمه اسمي وكنيته كنيتي، محمد بن الحسن بن علي. ذاك الذي يفتح الله تبارك وتعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها. ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من إمتحن الله قلبه للإيمان..
محبة أهل أئمة أهل البيت ع وطاعتهم: إنمن لوازم وواجبات الإيمان حب النبي ص وآهل البيت ع، وطاعتهم وولايتهم. وهذا نابع من صميم ما أمر الله به في القرآن الكريم، وأكده رسول الله ص على نطاق واسع غير قابل للعد والحصر..
قال تعالى:ذَلِكَ الذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرَّاً إِلَّا الْمَوَدةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةًّ نزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًّاً إِن اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ.. الشورى
33
تؤكد أكثر كتب الأحديث والتفسير أن هذه الأية نزلت في أهل بيت ع الذين هم علي وفاطمة والحسن والحسين، وذريتهما الطاهرة ع.وهذا دليل مما صرح به السيوطي في كتابه الدر المنثور بالإسناد إلى ابن عباس. قال؛ لما نزلت هذه الآية: (قُل لّاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًّا إِلاَّ الْمَوَدةَ فِي الْقُرْبَى).قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلَّاء الذين وجبت علينا مودتهم؟.قال ص: علي وفاطمة وولداهما..
وروي أن النبي ص أخذ بيد الحسن والحسين ع وقال:من أحبني، وأحبهذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة..
وعن البراء بن عازب قال:أقبلنا مع رسول الله ص في حجته التي حج، فنزل في بعض الطريق، فأمر الصلاة جامعة، فأخذ بيد علي ع فقال:ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟. قالوا؛ بلى. قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟. قالوا بلى. قال: فهذا ولي من أنا مولاه أللهم وال من والاه اللهم عاد من عاداه..
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ.. المائدة
55
توضوح هذه الأية وجوب اتخاذ أهل البيت ع أولياء أمر بعد النبي محمد ص، وليست هذه الآية الكريمة هي الوحيدة التي تتكلم عن ولاية أهل البيت ع، فالكثير من الآيات تأمر بولايتهم ومحبتهم وطاعتهم،وقد وردت عند المسلمين السنة في أشهر مصادرهم وتفاسيرهم أن تلك الآية نزلت في الإمام علي ع. ومثالاً على ذلك ما ورد في تفسير ابن كثير في سنده عن سلمة ابن كاهل الذي قال:تصدق علي بخاتمه، وهو راكع فنزلت الآية: (إنما وليكم الله ورسوله). إلى آخرها..
ويُذكر عن ابن المغازلي الشافعي في كتابه في تفسير قوله تعالى:إنما وليكم الله ورسوله. (الآية) قال:أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان. قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز. قال: حدثنا الحسن بن علي العدوي. قال: حدثنا سلمة بن شبيب. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا مجاهد عن ابن عباسفي قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله.. الأية). قال: نزلت في علي..
قال رسول الله ص:يا علي مثلك، ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق..
hgJYlJJJhlJJJm