عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/05/08, 11:57 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
Impp[1] القول المفيد في أربعينية موتى المؤمنين


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

:: أربعينية الميت بين الإباحة والإشكال ::

يتسائل البعض بين الحين والآخر ، من أبناء جيلنا المعاصر ، عن مشروعية إقامة الماتم للميت ، وإحياء الذكرى ليوم الأربعين من موته .
هذه سطور مختصرة ، حاولت بها دفع الإشكال والإجابة عن السؤال المتكرر في شأن أربعينية موتى المؤمنين ، ولكي لا نُحرم من ثواب المشاركة ، مع التأكيد إن الذكرى ليست من باب العادة ، بل لأجل إدخال السرور على الميت بإهداءه قراءة القرآن الكريم والتصدق عنه وما أشبه ، وكذلك من أجل التخفيف عن الميت أهوال القبر .

::: البداية
في البدء ينبغي معرفة ماذا نعني بأربعينية الميت ؟
الجواب: يبدو لي أن الذي يُقصد به بأربعينية موتى المؤمنين ، هو الإجتماع بين المؤمنين ، وذلك من أجل تحقيق :
ـ المواساة وتخفيف المصيبة لأهل الميت .
ـ رفع الوحشة وألم الفراق لأهل الميت .
ـ الدعاء والإستغفار وطلب الرحمة للميت المؤمن .
ـ قراءة القرآن وإهداء ثوابه للميت .
ـ للصلاة ورفع ثوابها للميت ، كصلاة جعفر ..
ولدفع إشكال عدم مشروعية إقامة أربعينية الميت المؤمن ، ننطلق بالسؤال التالي:
ماهو الدليل على جواز إقامة المأتم لمرور الأربعين لموتى المؤمنين ؟
الجواب: لأهمية الموضوع ، ومن أجل الوضوح ، يمكننا أن نستند إلى ثلاثة أدلة:
الدليل الأول: أصالة الإباحة .
ماذا نعني بالإباحة ؟
نعني أن الأصل في عمل المؤمن وسلوكه هو الإباحة وبراءة الذمة ما لم يرد نهي من الشريعة السمحاء ، وليس هذا هو المورد الوحيد في المنهج العقائدئ والفقهي لدى أتباع مدرسة أهل البيت سلام الله عليهم ، بل هناك الكثير من الموارد سبق أن أشبعناها في المواضيع السابقة .
نعم ورد النهي والحرمة للإبتداع ـ من البدع ـ في أمور الدين ، والتي تعني لدى العلماء إدخال بعض العقائد والسلوك في أمر الدين ، ومن ثم نسبتها للدين .
ومن الأصح كما يبدو لي أن البدع هي ، كل أمر مستحدث ، يأخذ الصبغة الدينية ، ولكن لا يرضاه الله ، أما بتحقق رضاه فلا بدعة فتأمل .
الدليل الثاني: أصالة الجواز .
وهنا ينبغي الإشارة إلى الوارد في روايات أهل بيت العصمة عليهم السلام ، في شأن التعزية لموتى المؤمنين والمؤمنات وحسب تتبعي ، إنما تتحقق التعزية والمواساة لأهل الميت في ثلاثة موارد:
المورد الأول: الإجتماع عند أهل الميت .
وأفهم شخصياً من الأخبار الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، أن المراد بالإجتماع وأحد المصاديق له ، هو لأجل قراءة القرآن والدعاء للميت .
والروايات الواردة بخصوص القراءة وماذا يقرأ لأرواح موتى المؤمنين متعددة ، منها قراءة سورة المباركة الفاتحة ، ومنها قراءة آية الكرسي وسورة يس ، ومنها ما تيسر من كتاب الله تعالى بالمطلق ، بل ورد قراءة ولو لآية قرآنية واحدة للفائدة لروح الميت .
المورد الثاني: صنع الطعام وإرساله إلى أهل العزاء .
وذلك عملا بالسنة المطهرة كما هو ثابت في سيرة المعصومين وأقوالهم عليهم السلام ، ففي الرواية كما ينقل الشيخ الصدوق (قدس سره) ، في كتاب من لا يحضره الفقيه: عن الإمام الصادق (ع) : (لما قُتل جعفر ابن أبي طالب (ع) أمر رسول الله (ص) فاطمة (عليها السلام) أن تأتي أسماء بنت عميس ونسائها وأن تصنع لهم طعاماً ثلاثة أيام فجرت بذلك السنّة) .
ولا يخفى عليكم أن المنطلق في هذا التوجيه الديني ، هو بسبب إنشغال أهل المصاب بالعزاء من جهة ، ومن جهة أخرى لتعميق روح التماسك والترابط بين أفراد المجتمع .
ولكن هذه الموازين مع كل الأسف إنقلبت هذه الأيام ، حيث أصبح السلوك أن يذهب الناس للأكل عند أهل العزاء .. يا للعجب !!
المورد الثالث: إقامة العزاء .
كما بينا أن أصل جواز الإجتماع مع أهل الميت ، في مجلس العزاء ، وتقديم التعزية هو الراجح شرعاً ..
ولكن إلى متى تستمر التعزية ؟
بمعنى كم عدد أيام التعزية ؟
فنحن نرى البعض يقيم العزاء لمدة ثلاثة أيام ؟
والبعض يتقبل التعازي بإقامة المأتم لمدة أسبوع ؟
وأخيرأ أنتشرت أربعينية للميت ، وكذلك الذكرى السنوية لرحيل موتى المؤمنين ؟
الجواب: أقول بعد أن ثبت جواز إقامة المآتم أو مجلس العزاء ، لأجل روح الميت وإدخال السرور على قبره ، وكذلك لرفع الوحشه عنه وتخفيف ضغطة القبر ، تدخل الأوقات المختلفة (الأيام ـ الأسبوع ـ الأربعين ـ السنة) في العمومات وأصل الإباحة والجواز ، ولكن وجدت أن هناك من العلماء ، من يرجح ويقيد العزاء وتقبل التعازي بالثلاثة أيام فقط للوارد في بعض الروايات .
ولكن يُرد على أصحاب هذا الرأي أن القيد الصادر في الروايات ، هو بخصوص إرسال الطعام إلى أهل المصاب بالثلاثة أيام ، وليس مطلق العزاء فتأمل .
ثم أننا لو تتبعنا السيرة لأئمة أهل البيت سلام الله عليهم ، نجد التأصيل والمشروعية لإقامة المأتم والعزاء بالمطلق ، بل إلى سنوات متعددة ، وليست مقيدة بثلاثة أيام .
فهذا الشيخ الكليني (قدس سره) في موسوعة الكافي ، ينقل عن الصادق (ع) قال: (قال لي أبي: يا جعفر أوقف لي من مالي كذا وكذا للنوادب تندبني عشر سنين بمنى أيام منى) .
وهذا الشيخ الصدوق (قدس سره) في كتاب التهذيب ، ينقل عن أبي عبد الله (ع): أنه أوصى أن يناح عليه سبعة مواسم فأوقف لكل موسم مالاً ينفق .
وهناك الكثير الكثير من الموارد التي يستند بها العلماء الأعلام على مشروعية إقامة مجالس العزاء لموتى المؤمنين ، على مدار الأيام بالمطلق ولسنين عديدة .
الدليل الثالث والأخير في مشروعية إقامة الأربعين لأرواح موتى عامة المؤمنين : التأسي بأربعين المولى الحسين سلام الله عليه .
ويتحقق هذا التأسي كما يذكر العلماء الأعلام ، بالتأكيد على زيارة الإمام الحسين (ع) ، وإقامة العزاء في الأربعين من شهادته (ع) ، ويمكن لنا أن نستنتج من تواتر الروايات والحث والتأكيد على يوم الأربعين لثلاثة أهداف مهمة وهي :
الأول/ لبيان مشروعية إقامة العزاء والرد على المشككين .
الثاني/ تجديد العهد والولاء مع الحسين سلام الله عليه .
الثالث/ الرغبة في تحصيل الأجر والثواب .


::: قبل الوداع
وفي الأخير نتسائل بهذا السؤال :
لماذا الإهتمام بيوم الأربعين للميت ؟
الجواب: يُفهم من بعض الروايات أن أرواح المؤمنين تعود في الأربعين إلى القبر .


أسأل الله لي ولكم الثبات وحُسن الختام
وأن يرحمنا بحق محمد والعترة الأطياب




hgr,g hgltd] td Hvfudkdm l,jn hglclkdk



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس