عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/09/07, 07:52 PM   #2
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجهم.

عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام : ( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا، فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ).
معجم أحاديث الامام المهدي ج3: ص 254 الحديث 783 (37 مصدر).
................
سؤال وجيه :
هل راية الهدى لليماني راية حربية عسكرية أم راية فكرية عقائدية؟؟!

الجواب : راية اليماني راية فكرية عقائدية بحتة.
بدليل ما يـلي :

أولا : لم يرد في الروايات الشريفة ما يدلّ صراحةً على أنّ اليماني قائد عسكري.
ومن يدعي ذلك فعليه بالبينة والدليل الواضح.

ثانياً : لفظ " الراية " لا يدل على الشؤون العسكرية حصرا، بل تدل على أمور أخرى كالكتاب والسنة، وعلوم الشريعة، وكل ما كان نافعا في شؤون الدين والدنيا.

عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : { ألا إن أبرار عترتي و أطايب أرومتي أحلم الناس صغارا و أعلم الناس كبارا، ألا وإنا أهل بيت من علم الله علمنا و بحكم الله حكمنا و من قول صادق سمعنا فإن تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا و إن لم تفعلوا يهلككم الله بأيدينا ومعنا راية الحق من تبعها لحق و من تأخر عنها غرق ألا و بنا يدرك ترة كل مؤمن و بنا تخلع ربقة الذل عن أعناقكم و بنا فتح لا بكم و منا يختم لا بكم }.
( نهج البلاغة ).

تأمل كيف أن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام قرن العلم والحلم والقول الصادق براية الحق.
وهذه الأوصاف تنطبق تماما على راية اليماني المعهود.

ويقول علي عليه السلام : { .. وخَلَّف فينا - أي رسول الله ص - راية الحق، من تقدّمها مرق، ومن تخلّف عنها زهق، ومن لزمها لحِق }.
( نهج البلاغة).

استعار الأمير عليه الصلاة والسلام "راية الحق " للكتاب والسنة النبوية المطهرة.

وقال تعالى : { قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم }.
( الأحقاف ).

القرآن يهدي إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم، وهذا هو الوصف الذي أطلقه المعصومون عليهم السلام على اليماني المعهود، " يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ".

وبهذا نصل إلى نتيجة بيّنة وواضحة، وهي أن راية اليماني راية فكرية عقائدية تنويرية، منطلقها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

ثالثاً : اليماني موصوف بأنه صاحب أهدى الرايات.
يعني أن اليماني المعهود متفوق على غيره، وهذا دليلٌ على أنّ رايته فكرية عقائدية ثقافية، لأنّ الناس كما هو معلوم يتفاوتون في الأفكار والعقائد والمعارف، فقد يكون رجل ما أعلم من الآخر، وأقوى منه إيماناً، وأكثر منه بصيرة.
فهذه الأمور قابلة للزيادة والتفاوت والأرجحية، أما الشؤون الحربية، فلا تفاوت ولا تفاضل فيها بين المؤمنين، فهم في الميدان الحربي سواسية، لأن كل مؤمن في ميدان الحرب حامل روحه على كفه فلا مجال للأفضلية.

رابعاً : يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم.

اليماني يدعو إلى الحق، أي الحق الواضح كل الوضوح، الذي لا تشوبه شائبة، فهي دعوة صادقة إلى الحق، وعلى نحو الجزم واليقين، تماماً وطبقا لما أراده الله عزّ وجلّ، لهذا كان الملتوي على اليماني من أهل النار.
والصراط المستقيم، الذي يدعو إليه اليماني، هو ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.

ومعرفة الحق يبدأ من القرآن الكريم، وسنة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وصولاً إلى التمسّك بالمنهاج الواضح، ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وبنيه الطاهرين صلوات الله عليهم.

فاليماني يدعوا إلى ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بحقيقتها القرآنية الناصعة، لا كما شوهها المفسرون والجهال، وتأولها فقهاء السوء، وعلماء السلاطين.
ويؤيد ذلك ما روي عن الصادق عليه السلام : " أنه لما خرج طالب الحق قيل لأبي عبدالله ع : نرجوا أن يكون هذا هو اليماني؟ فقال : لا، اليماني يوالي عليا عليه السلام وهذا يبرأ منه ".

تأمل، هاهنا، تأكيد الإمام الصادق ع على مسألة " ولاية أمير المؤمنين " وهي الصفة التي يمتاز بها اليماني، وهي الصراط المستقيم الذي يدعو إليه.

والدعوة إلى أمير المؤمنين عليه السلام هي بالنتيجة دعوة لجميع بنيه الطاهرين، الأئمّة المعصومون عليهم السلام، أولهم علي المرتضى، وآخرهم الإمام الحجة بن الحسن أرواحنا له الفداء.

فراية اليماني راية فكرية عقائدية، لأنّ الدعوة إلى ولاية أهل البيت عليهم السلام لا يكون بالجبر والإكراه والحرب والقتال.

إن الله عزّ وجلّ قال لنبيه صلى الله عليه وآله : { أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين }.
وقال عزّ وجلّ : { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ...... }.

دور اليماني، أنه يبين الرشد من الغي، ويقيم الحجة بأوضح البراهين.

خامساً : ورد في الروايات الخاصة باليماني قول الأئمّة عليهم السلام : { وإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم }.

ماذا نستفيد هاهنا، من هذه الرواية التي تضمنت مسألة "تحريم بيع السلاح على الناس وكل مسلم" ؟!
ما الذي حشر هذه المسألة بقضية اليماني؟!

المستفاد من ذلك هو أن الإمام المعصوم عليه الصلاة والسلام يريد أن يخبرنا بأن راية اليماني راية فكرية عقائدية بحتة!.

لأنه لو كانت راية اليماني راية حربية لما صح تحريم السلاح، لأن الراية الحربية تحتاج إلى سلاح من أجل أن تقوم بمهامها.

فالمستفاد من مسألة تحريم بيع السلاح عند ظهور اليماني هو أن اليماني لا يحتاج إلى سلاح، لأن رايته راية فكرية عقائدية، وليست راية حربية.

سادساً : ورد عن الأئمّة عليهم أمر للشيعة باستبقاء أنفسهم إلى حين ظهور القائم، الإمام المهدي المنتظر الحجة بن الحسن ع.
فلو كانت راية اليماني راية عسكرية حربية لما صح أمر الأئمة لشيعتهم باستبقاء أنفسهم إلى حين ظهور القائم، لأن التعارض سيكون على قدم وساق! لأن اليماني يظهر قبل قيام الإمام الحجة بن الحسن، ويعتبر علامة حتمية من علامات ظهور المهدي.

فلو كانت رايته حربية لوجب نصرته، والتضحية معه بالمال والنفس وغيره، وهذا باطل، لأنّ الأئمة قد أمروا الشيعة باستبقاء أنفسهم إلى حين ظهور القائم صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين.

هذه بعض الشواهد التي يقوي بعضها بعضا، والتي تدل بوضوح على أنّ راية اليماني راية فكرية عقائدية بحتة، راية فكرية تنويرية.
والنصرة المطلوبة من الشيعة لليماني هي نصرة فكرية وثقافية وإعلامية.

وصلى الله على محمدٍ وآلهِ الطاهرين.


رد مع اقتباس