عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/11/11, 01:34 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي الحسين يسقط شرعية الظالمين

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

لقد حلّ الإمام الحسين (عليه السلام) من إحرامه قبل يوم عرفه، تاركاً الحج وهو من أكبر المناسك العبادية، وخارجاً ومتوجهاً لإسقاط شرعية يزيد عن خلافة الأمّة الإسلامية. وهذا يدلّ على الأهمية البالغة التي دفعت الإمام الحسين لترك عبادة عظيمه كالحج، والخروج لإسقاط شرعية الظالمين.

إن أهمية خلافة المسلمين أكثر بكثير من أهمية تأدية المناسك العبادية المستحبّة. وبهذا يدفع الإمام الحسين (عليه السلام) المسلمين أن لا يجعلوا من العبادات سبباً لانشغالهم عن حقوقهم المشروعة، وحريتهم وكرامتهم، وعن أمر نظام الأمّة. وفي المقابل لم يتنازل عن الصلاة في ظهر عاشوراء، لأن العمل الرسالي هو حقيقة العبادة.
فالإمام الحسين (عليه السلام) أراد أن ينفض عن كاهل الأمّة شرعية كلّ الظالمين والمخادعين الذين يسلبون حرية وكرامة الإنسان، وأن لا يعطيهم أي شرعية دينية في الحكم. فالإمام لم يكن من رجال الدين الخانعين الذين يتنازلون عن الأمانة التي على أعناقهم ويعطون الشرعية لمن لا حق له مقابل دراهم معدودات.
فمن يستطيع أن يعطي شرعية ليزيد أو لأي من الظالمين بعد خروج الإمام الحسين (عليه السلام) وإسقاطه لشرعيتهم. وإن أي جهة أو شخص أو رجل دين أو مؤسسة دينية تعطي شرعية للظالم فإنهم حتماً لا يمثلون الدين الإسلامي المحمدي الخالص. لقد أراد الإمام الحسين (عليه السلام) أن ينئا بالإسلام والأمّة الإسلامية عن الخنوع للظالمين، وعن إعطائهم الشرعية الدينية لما يغتصبونه من حقوق الأمّة وحريّة وكرامة الإنسان.
الحريّة حق لا يجوز التنازل عنه
ومن خطاب له (عليه السلام) في يوم العاشر: «إن لم يكن لكم دين، ولم تكونوا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم» إن الإمام الحسين (عليه السلام) يخاطب جميع البشر وحتى الذين لا يؤمنون بأي دين، ولا يخافون يوم الآخرة، أن لا يبيعوا كرامتهم وحريتهم، وأن لا يعطوا أي شرعية أو بيعة أو تأييد للظالمين على رقاب الناس. فحرية البشر هي أمر لا يمكن التنازل عنها، لأن بيعة الظالمين وإعطائهم الشرعية هو شراكه لهم في كلّ دم يسفك ظلماً، وكلّ مال يغتصب دون حقه، وكلّ مظلمة تنال تحت وطأة الظالمين.
لم تكن حركة الإمام الحسين (عليه السلام) حركة فردية لا واعية، أو تهوّر غير محسوب، أو خروج على سلطان زمانه بغير وجه حق، أو أنّه لم يجد مفرّاً من الموت، بل كان عملاً رسالياً محسوباً من الناحية الدينية والسياسية، وتشريعاً سماوياً وعبادياً إمتداداً لرسالة جده (صلى الله وعليه وآله) وتحريراً للأمّة الإسلامية بل وكلّ البشرية من الخنوع للظالمين الذين لا يقيمون القيم الصحيحة، ولا يقيمون العدل، وذلك تمهيداً لدولة العدل الإلهي وحفيده المهدي «عج».
لقد كان الإمام الحسين (عليه السلام) تلك الشخصية الحرّة التي لا تتنازل للظالمين مهما كان الثمن. وحتى لو كان ثمن ذلك هو دمه ودم أولاده وأصحابه وسبي نساءه وأهل بيته، أو حتى لو كان الثمن هو دم طفله الرضيع الذي ذبح على صدره الشريف عطشاناً. إن الإمام لم يكن يطلب الحرية لنفسه فقط، بل كان يطلب الحريّة للأمّة الإسلامية، ولجميع شعوب الأرض، «ما خرجت إلا للإصلاح في أمّة جدي».
وإن أي شخص يتهم الإمام الحسين (عليه السلام) في خروجه على الظالمين فهو ما يخون إلا أمانته وما يخون إلا أمّته، ويعبّر عن ذلّه وخنوعه للظالمين. فهو بعنوان آخر يؤكد اعترافه بالعبودية للظالمين من دون الله. ومن يرضى بالدنيا حاشا أن يكون حراّ أو يكون حسينياً. فالحسين نادى في يوم عاشوراء «هيهات من الذلّة».
المعركة بين الحسين ويزيد
لقد جيش يزيد جيشاً قوامه ثلاثين ألفاً ليس لتحرير بلاد إسلامية من ظلم الكفار، وليس للدفاع عن المسلمين بل لقتال الإمام الحسين (عليه السلام) سبط الرسول الأعظم، الذي لم يكن معه أكثر من سبعين رجلاً لنصرته. والإمام الحسين (عليه السلام) لم يبادر بقتال يزيد، ولم يخرج إلى الشام لقتاله، ليعطي أي مبرر ليزيد للإقدام على قتله.
فما الذي يجعل يزيد يقاتل الإمام الحسين (عليه السلام)، وعلى ماذا يقاتله. إن يزيد لم يقاتل الإمام الحسين (عليه السلام) لأجل مال اغتصبه، أو لدم سفكه، بل لأجل الشرعيّة والبيعة. إن رفض الإمام الحسين (عليه السلام) لمبايعة يزيد هو إسقاط لشرعية يزيد بالخلافة. فالثقل الديني للإمام الحسين (عليه السلام) لما حظاه من تأييد من جده (صلى الله وعليه وآله) وتأكيد بإمامته وحبه، فإن رفضه لبيعة يزيد يسقط شرعية يزيد دينياً بخلافة المسلمين.
وإن إقدام يزيد على سفك الدماء الطاهرة والزكية لسبط الرسول وأولاده وأصحابه الأحرار لم يعطي ليزيد أي شرعية في الخلافة، بل أكّد فقده للشرعية. إن المعنى المبطن لقتل الإمام الحسين (عليه السلام) هو أن يزيد يقول للأمّة الإسلامية إن أي شخص يرفض بيعتي فإن مصيره القتل، وحتى لو كان سبط الرسول.
فإن قتل الأحرار وسفك دماء الأبرار يُسقط شرعية الظالمين، ويهوي بعروشهم. إن عدم الإنصاف لدم المظلوم هو من أسقط شرعية زين العابدين في تونس وهو البو عزيزي. فبدم شخص واحد مظلوم، سقط حكمه الذي دام لسنوات لأنه لم يقتص من الأجهزة الأمنية التي ظلمته. وكذلك سقط حكم حسني مبارك بدم خالد سعيد، لأنه لم يقتص ممن ظلمه. فالعدل بين الناس هو أساس الحكم، وإذا غاب العدل، سقطت شرعية الحاكم، لأن شرعيته تستمد من إرادة الناس لما ينشره بينهم من عدل ومن الحفاظ على النظام. فإذا غاب العدل ذهبت إرادة الناس من تأييده وإعطائه للشرعية، فيفقد القوّة الحقيقية للحكم.
فما الذي أخذه يزيد من الإمام الحسين (عليه السلام) وما الذي أخذه الإمام من يزيد. الإمام سلب الشرعية من يزيد فأسقط حكمه، ونال الإمام الحسين (عليه السلام) الشهادة بما تعنيه كلمة الشهادة من معنى. إنها شهادة الحرية والكرامة لتحرير البشر من الذلّ والهوان والخنوع. فقامت بدمه حركات إنفصالية كحركة المختار الثقفي، والزبيريين، لأن الناس لم تعد ترى أي شرعية لخلافة يزيد.
إن دم الإمام الحسين (عليه السلام) يهوي بعروش الظالمين لأنه يفقدهم الشرعية. فالقوّة الحقيقية التي يقود بها الحكام هي الشرعية المنبثقة من إرادة الناس، وإذا سقطت الشرعية سقطت الأنظمة الظالمة. وكذلك فإن دم الإمام الحسين (عليه السلام) يحقق الشرعية لدولة التوحيد الإلهي التي نادى بها جميع الأنبياء، ووعدوا بها جميع البشر، ولذلك فإنه مكتوب على ساق العرش «الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة».



hgpsdk dsr' avudm hg/hgldk



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس