عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/11/28, 03:32 PM   #1
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
Smile المباهلة في تفسير وصحاح المسلمين



المباهلة في تفسير وصحاح المسلمين
بقلم: مجاهد منعثر منشد


قال تعالى الذين آتيناهُمُ الكتابَ يَعرِفونَهُ كما يَعرِفون أبناءَهُم وإنّ فريقاً مِنهم لَيكتُمون الحقَّ وهم يَعلمون1.


في اليوم الرابع والعشرين 2 .من ذي الحجّة,كانت الايدي مبسوطة تحت السماء, إلاّ أنّ الأرض كانت واجفة، والشمس كاسفة، والسحب داكنة. يوم المفاجآت الكبرى, والمواقف الحازمة والحاسمة.. هو يوم سيكون مشهوداً على مدى الأجيال وامتداد الزمن، لا شبيه له ولا مثيل .


أنّ المباهلة كانت جارية في الاُمم السابقة، ولها اُصولها وسننها، حتّى ذكر الأسقف قائلاً: جثا واللهِ محمّدٌ كما يجثو الأنبياء عليهم السّلام للمباهلة.


أمّا وقتها، فيقول الإمام أبو جعفر الباقر عليه السّلام مبيّناً له: الساعة التي تُباهل فيها ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.3.


معنى المباهلة لغويا :


قال ابن منظور: «البَهْل: اللعن، وبَهَله الله بَهْلاً أي: لعنه، وباهل القوم بعضهم بعضاً وتباهلوا وابتهلوا: تلاعنوا، والمباهلة: الملاعنة، يقال: باهلت فلاناً: أي لاعنته»4.


وقال الراغب الأصفهاني: «والبهل والابتهال في الدعاء الاسترسال فيه، والتضرع؛ نحو قوله ـ عز وجل ـ: (ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) 5, ومن فسر الابتهال باللعن فلأجل أن الاسترسال في هذا المكان لأجل اللعن» 6.


المباهلة: من البهل، والبهل في اللغة بمعنى تخلية الشيء وتركه غير مراعى، هذه عبارة الراغب في كتاب المفردات7.


وعندما تراجعون القاموس وتاج العروس وغيرهما من الكتب اللغوية ترونهم يقولون في معنى البهل أنّه اللعن8.


يقول السيد علي حسين الميلاني رأيت عبارة الراغب أدق، فالبهل هو ترك الشيء غير مراعى، كأنْ تترك الحيوان مثلاً من غير أن تشدّه، من غير أن تربطه بمكان، تتركه غير مراعى، تخلّيه وحاله وطبعه.


وهذا المعنى موجود في رواياتنا بعبارة: «أوكله الله إلى نفسه»، فمن فعل كذا أوكله الله إلى نفسه.وهذا المعنى دقيق جدّاً.


وجدت عبارة الراغب أدق، معنى البهل، معنى المباهلة: أن يدعو الانسان ويطلب من الله سبحانه وتعالى أن يترك شخصاً بحاله، وأنْ يوكله إلى نفسه، وعلى ضوء كلام أمير المؤمنين أن يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الشخص أبغض الخلائق إليه، وأيّ لعن فوق هذا، وأيّ دعاء على أحد أكثر من هذا ؟


لذا عندما نرجع إلى معنى كلمة اللعن في اللغة نراها بمعنى الطرد، الطرد بسخط، والحرمان من الرحمة، فعندما تلعن شخصاً ـ أي تطلب من الله سبحانه وتعالى أن لا يرحمه ـ تطلب من الله أن يكون أبغض الخلائق إليه، فالمعنى في القاموس وشرحه أيضاً صحيح، إلاّ أنّ المعنى في مفردات الراغب أدق، فهذا معنى المباهلة.9 .


رسول الله يجمع أهله تحت الكساء فتنزل الاية المباركة آية التطهير تروي عائشة فائلة: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله خَرَج وعليه مِرْطٌ مرَحَّل من شَعرٍ أسوَد، فجاء الحسن فأدخله، ثمّ جاء الحسين فأدخله، ثمّ فاطمة ثمّ عليّ.. ثمّ قال: إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عنكمُ الرِّجْسَ أهل البيتِ ويُطهِّرَكم تطهيرا 10 ،


وفي يوم الغدير ينصب عليّاً ويعلن عن إمامته في ذلك الملا فتنزل الاية المباركة: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)11.


يقول الله سبحانه وتعالى: (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ..) ويخرج رسول الله بعلي وفاطمة والحسن والحسين فقط، فالاية المباركة غاية ما دلّت عليه هو الامر بالمباهلة، وقد عرفنا معنى المباهلة، لكن الحديث دلّ على خروج علي وفاطمة والحسن والحسين مع رسول الله.


واغلب التفاسير والصحاح عند المسلمين السنة تذكر بان الذين خرجوا مع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) هم علي وفاطمة والحسن والحسين (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين )12.


ومن اجابات الشيخ الكرباسي عن المباهلة قال : في صحيح مسلم : و لما نزلت هذه الآية : ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ...( دعا رسول الله ( صلَّى الله عليهو آله ) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال : " اللهم هؤلاء أهلي ". 13.


و في صحيح الترمذي : عن سعد بن أبي وقَّاص قال : لما أنزل الله هذه الآية :).. نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ... (دعا رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا ، فقال : " اللهم هؤلاء أهلي14.


و في مسند أحمد بن حنبل : مثله15.


و في تفسير الكشاف : قال في تفسير قوله تعالى :).. فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ ... )16.


.فأتى رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و قد غدا محتضنا الحسين ، آخذا بيد الحسن ، و فاطمة تمشي خلفه و علي خلفها ، و هو يقول :


" إذا أنا دعوت فأَمّنوا " فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى لأرى و جوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الأرض نصارى إلى يوم القيامة17 .


قصة المباهلة :


كتب النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) كتابا إلى " أبي حارثة " أسقف نَجران دعا فيه أهالي نَجران إلى الإسلام ، فتشاور أبو حارثة مع جماعة من قومه فآل الأمر إلى إرسال وفد مؤلف من ستين رجلا من كبار نجران و علمائهم لمقابلة الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و الاحتجاج أو التفاوض معه ، و ما أن وصل الوفد إلى المدينة حتى جرى بين النبي و بينهم نقاش و حوار طويل لم يؤد إلى نتيجة ، عندها أقترح عليهم النبي المباهلة ـ بأمر من الله ـ فقبلوا ذلك و حددوا لذلك يوما ،و هو اليوم الرابع و العشرين من شهر ذي الحجة سنة : 10 هجرية .


لكن في اليوم الموعود عندما شاهد وفد نجران أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ( قد إصطحب أعز الخلق إليه و هم علي بن أبي طالب و ابنته فاطمة و الحسن و الحسين ، و قد جثا الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) على ركبتيه استعدادا للمباهلة ، انبهر الوفد بمعنويات الرسول و أهل بيته و بما حباهم الله تعالى من جلاله و عظمته ، فأبى التباهل .


قال العلامة الطريحي ـ صاحب كتاب مجمع البحرين ـ : و قالوا : حتى نرجع و ننظر ، فلما خلا بعضهم إلى بعض قالوا للعاقِب و كان ذا رأيهم : يا عبد المسيح ما ترى ؟ قال والله لقد عرفتم أن محمدا نبي مرسل و لقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم ، والله ما باهَل قومٌ نبيًّا قط فعاش كبيرهم و لا نبت صغيرهم ، فإن أبيتم إلا إلف دينكم فوادعوا الرجل و انصرفوا إلى بلادكم ، و ذلك بعد أن غدا النبي آخذا بيد علي و الحسن و الحسين ( عليهم السَّلام ) بين يديه ، و فاطمة ( عليها السَّلام ) خلفه ، و خرج النصارى يقدمهم أسقفهم أبو حارثة ، فقال الأسقف : إني لأرى و جوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله بها ، فلا تباهلوا ، فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا : يا أبا القاسم إنا لا نُباهِلَك و لكن نصالحك ، فصالحهم رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) على أن يؤدوا إليه في كل عام ألفي حُلّة ، ألف في صفر و ألف في رجب ، و على عارية ثلاثين درعا و عارية ثلاثين فرسا و ثلاثين رمحا .


و قال النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) : " و الذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلّى على أهل نجران ، و لو لاعنوا لمسخوا قردة و خنازير و لأضطرم عليهم الوادي نارا ، و لما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا 18،


إنّ رواة السّير ونقلة الأثر لم يختلفوا في أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) أخذ بيد الحسن والحسين وعلي وفاطمة ودعا النصارى الذين حاجّوه إلى المباهلة 19.




hglfhigm td jtsdv ,wphp hglsgldk



توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس