الموضوع: قصة بشر الحافي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/08/16, 01:02 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي قصة بشر الحافي

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم

وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



كان بشر من الأثرياء المترفين، حيث كان يملك الأموال الطائلة، ولكن كما قال القرآن الكريم: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾، فبمجرد أن تكون عنده سيارة فخمة ووسادة ناعمة وفلة واسعة فإنه ينجرف نحو المعاصي والشهوات، كما قال تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾، ومن هنا انطلق بشر إلى المعاصي، حيث قاده الترف والبذخ إلى الرذيلة، فصار بيته بيتَ الرقص والغناء والمجون، فكان يستأجر المغنيات للغناء في بيته.
مر الإمام الكاظم وأصوات الغناء تتعالى من بيت بشر، فوجد إحدى جواريه قد خرجت من البيت لتلقي القمامة، فالتفت إلى الجارية، وقال لها: بيت من هذا؟ قالت: بيت بشر، قال: هل سيدك عبدٌ أم حرٌ؟ قالت له: حر، قال: صدقتِ، لو كان عبدًا لأطاع مولاه. دخلت الخادمة وأبلغت بشرًا بالموضوع، فتغير بشر وارتعدت فرائصه، وخرج من البيت حافيًا يهرول إلى الإمام الكاظم ، فدخل عليه وقال: أنت الذي مررت بالبيت وقلتَ للجارية كذا وكذا؟ قال: نعم. إلى متى تتوب يا بشر؟ إلى متى ستخاف الله؟ إلى متى ستربي نفسك على الخوف من الله؟ وصار من العبّاد، فسمّي بشر الحافي لأنه خرج إلى التوبة حافي القدمين.
لو عاش الإنسان في مجتمع منفتح، واستطاع أن يستمع للغناء، وأن يرتكب أي معصية، فحينئذٍ لا رادع أمامه إلا الخوف من الله، ولذلك ورد عن الإمام الصادق : ”خف الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنك يراك، وإن كنتَ ترى أنه لا يراك فقد كفرت، وإن كنتَ أنه يراك ثم برزتَ له بالمعصية - وكأنك تتحدى أوامره - فقد جعلتَه من أهون الناظرين إليك، ويقول القرآن الكريم: ﴿إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾، ويقول: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾.
المسألة مسألة تعبد بأمر المولى، والمسألة مسألة الخوف من المولى، والمسألة مسألة الخشية من الله «عز وجل»، وهذا هو العائق الحقيقي والحاجز الحقيقي أمام المعاصي وأمام استماع الغناء وأمام الانجراف وراء هذه الأمور. وقد ورد عن الإمام الصادق : ”بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة، ولا تستجاب فيه الدعوة، ولا يدخله الملك“، فهل يسرك أن يكون بيتك مهجورًا من قِبَل الملائكة ومعمورًا من قِبَل الشياطين؟! هل يسرك أن يكون بيتك محلاً للفجائع؟!
الكثير من الناس يظنون أن الفجيعة هي الكارثة المادية، كالحريق مثلاً، والحال أن الفاجعة قد تكون في الدين أو في العرض، ولذلك نقرأ في الدعاء: ”اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا“، فإن البيت إذا غمرته الموسيقى وغمره الغناء وغمرته الأفلام من أول النهار إلى الليل فإن هذه الأمور تؤثر على نفوس أهل البيت شيئًا فشيئًا، وبمرور الوقت ينجر أهل البيت بالتدريج شيئًا فشيئًا للمعاصي والفسق والرذائل، وقد يصل بيت الغناء إلى أن تقام فيه جريمة الفواحش بشكل طبيعي؛ نتيجة انغمار الإنسان تحت تأثير الغناء، وتحت دافعية الموسيقى المطربة، وهنا تكون الفجيعة: الفجيعة في العرض، والفجيعة في الدين.


rwm fav hgphtd



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس