عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/01/06, 12:50 PM   #14
الروح الولائية

موالي فضي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 766
تاريخ التسجيل: 2012/12/01
المشاركات: 961
الروح الولائية غير متواجد حالياً
المستوى : الروح الولائية is on a distinguished road




عرض البوم صور الروح الولائية
افتراضي

الأمام المهدي عليه السلام
(أرواحنا فداه)

سيُصلح نهج تديننا

علينا أن نسعى الى إصلاح نهج تديننا كما علينا أن نطلب ظهور الإمام (ع) ليصلح نهج تديننا ومفاهيم إيماننا إصلاحاً إلهياً وجذرياً وشاملاً


بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (آل عمران:77)





والصلاة على محمد الأمين وعلى آله الميامين والتسليم لأمره وأمرهم أجمعين



عمل كل الأولياء وسادتهم وقادتهم أهل البيت الأطهار(ع) على إصلاح نهج التدين ، فكلما تعرّض نهج التدين للتشويه أو التحريف أو التوظيف يقف الأولياء ليصلحوا نهج التدين ، ولا يوجد زمان ينجو فيه نهج التدين من عمليات التشويه والتحريف والتوظيف التي تقودها قوى النفاق المتسترة بالدين وتستجيب لها القوى الدنيوية المستسلمة للنفس الأمارة بالسوء ، وهذا الأمر يجب أن يكون واضحاً في أذهاننا لأنه أساس من أسس الإصلاح ، ويجب أن لا نخدع أنفسنا ونقول أن نهج التدين لم يتعرض الى أي تشويه أو تحريف أو توظيف خلال القرون السابقة والسنين الحالية ، بل يجب أن نكون صريحين وصادقين مع أنفسنا ، نقرأ كتاب الله سبحانه ونعرف منه كيف إبتعد أصحاب الأديان السابقة عن نهج تدينهم الصحيح بعدما جاءتهم البينات بغياً بينهم ، وكيف كانت عمليات التشويه والتحريف مستمرة بلا توقف وهي مستمرة بعد كل نبي ، وهي مستمرة بعد كل ولي من أولياء الله ..



وإذا باتت هذه الحقيقة واضحة لدينا وإذا إعترفنا بها ، صار علينا واجباً أمام الله أن نتحمل مسؤولية إصلاح نهج تديننا في كل زمان وأن لا نستسلم لعمليات التشويه والتحريف والتوظيف للدين ، بل نصمد ونقاوم ونرفض ونصحح ونصلح نهج تديننا ، وهذا الأمر سيكون سهلاً عندما يأتي الإمام المنقذ (أرواحنا فداه) ، لأن الله سبحانه وتعالى قد ذخره لهذه المهمة المقدسة وهي مهمة إصلاح الدين وإصلاح نهج التدين للبشرية جمعاء ، فأفضل طريق لإستقبال المنقذ (ع) والتجاوب والإنسجام مع ثورته الإلهية المباركة هو أن نسير من الآن في طريق الإصلاح لنهج تديننا ..



آفتان تدمران الإيمان وهما أن ننكر وجود التشويه والتحريف

في الدين وأن نترك طريق الإصلاح لنهج تديننا

فالمطلوب أن لا نخدع أنفسنا وننكر التشويه الموجود ، والمطلوب أن لا نرتمي في ساحة اليأس والقنوط والإستسلام ونقول أننا لا نستطيع فعل أي شيء في سبيل إصلاح نهج تديننا ، فهذا غير صحيح بل لطالما كان الإصلاح سهلاً وليس عسيراً لأن الحق بيِّن والباطل بيَّن ، ولأن الحق جميل والتشويه غالباً ما يكون قبيحاً أو حاملاً بين طياته أمراض وأوبئة وكوارث أخلاقية ونفسية وفكرية وإجتماعية واضحة ..



لذلك علينا أولاً أن نخطو خطوات ولو صغيرة بإتجاه إصلاح نهج تديننا ، وعلينا أن نحمل النية لهذا الإصلاح حتى لو صَعُبت علينا بعض مضامينه ، وعلينا أن نثق بالتوفيق الإلهي فحاشا أن يتخلى الله جل جلاله عن إنسان يصدق في نيته ويريد أن يدافع عن نهج عبادته ، وعلينا أن لا نُصعِّب الأمر على أنفسنا ونعقد مسيرة الإصلاح ونجعل أمامها العراقيل الكبيرة بل علينا أن نأخذ القرارات الممكنة خصوصاً على المستوى الفردي لإصلاح نهج التدين والعبادة للخالق سبحانه ..



فليس من الصعب أن نكتشف أن التعصب والتطرف والتشدد والتكفير للآخرين هي من التشويه لنهج التدين وما أسهل وما أجمل أن نترك هذا المنهج وننسحب عنه بنية خالصة لله سبحانه بإتجاه منهج التسامح والتآخي والحوار الحر ..



وليس من الصعب أن نكتشف أن التقديس الأعمى للرجال وتعظيم شأنهم بدون الإلتفات الى دورهم الإصلاحي أو الى إخلاصهم أو الى تواضعهم هو من التحريف لنهج التدين ، فدين الله سبحانه ليس دين رجال بل دين حق ومبادئ وقيم وأخلاق ، وما أسهل وما أجمل أن نلتفت الى الحق ونعظِّم المبادئ والقيم والأخلاق ونترك الذيلية العمياء للرجال لمجرد لبسهم للأزياء الدينية أو حفظهم للمعلومات ..

وليس من الصعب أن نلتفت الى أن الدين لم يأتِ من أجل تعظيم شأن الدنيا والتوهم بأهميتها والإغترار بها والتعلق بشؤونها والإستكثار والإستزادة من مكاسبها والغرق في أمنياتها ، فهذا كله من التحريف الواضح لنهج التدين ونهج العبادة السليمة، وما أجمل وما أسهل وما أحسن أن نلتفت الى نهج التدين السليم وأن نعود الى تعظيم شأن الآخرة على الدنيا وتقديم مصالحنا الأخروية على مصالحنا الدنيوية ، ونجعل الهدف الأخروي هو الحاكم على كل أعمالنا وأهدافنا في الحياة وعدم الإنخداع بالدنيا بل ننبذ حبها وننبذ حب الأموال والجاه والشهرة وبقية الأكاذيب والأوهام الدنيوية التي سقط فيها الملايين عبر التأريخ وأدت بهم الى خسران رضا الله سبحانه ، وهذا هو الخسران المبين والحقيقي الذي يقع فيه الإنسان نتيجة حب الدنيا ..



وليس من الصعب أن نكتشف أن الخنوع والإستسلام والضعف واللامبالاة والسكوت على المظالم والشهوات هي ليست من نهج التدين الحقيقي ، وما أجمل وما أحسن وما أسهل أن نلتفت الى نهج الإصلاح نهج التغيير نهج الثورة الدائمة على الذنوب وعلى الباطل نهج الدفاع عن الحق وعن الله وعن أولياءه ونهج البراءة من الظلم ومن الإستكبار ومن الطغيان ومن الشهوات ..

وليس من الصعب أن نعرف أن التحزبات بكل أشكالها هي من تمزيق الدين ومن تمزيق المؤمنين وجعلهم فرقاً شتى ، وهي من الإنحراف الكبير في نهج التدين ، وما أجمل وما أسهل وما أحسن أن نلتفت الى المنهج القويم ونترك التحزب بكل أشكاله ، نترك التحزب للعائلة والعشيرة والطائفة والقومية والحزب السياسي والتيار الديني الذي ننتمي له ، ونعود الى نهج التدين الحقيقي نهج التحزب الى الله وحده والولاية لله سبحانه ولرسوله ولأهل البيت الأطهار (ع) ووارثهم المهدي (ع)..



وليس من الصعب أن ندرك أن الرهان على المشاريع الدنيوية والثقة بالأسباب المادية كالمال والسلاح والأمل بالإنجازات الدنيوية والنجاحات الشخصية هو من الإبتعاد كثيراً عن معاني القرآن العظيم وهو من الإعتداد الكبير بالأسباب المادية ، وما أجمل وما أحسن وما أسهل أن نلتفت الى الثقة بالمدد الإلهي والأمل بالحل الإلهي والقوة بالنصر الإلهي والعزة برضا الله سبحانه ، أليس هذا ما جاءت من أجله كتب السماء وخاتمها القرآن العظيم وما جاء من أجله الأنبياء (ع) وخاتمهم محمد الكريم ..



توقيع : الروح الولائية
رد مع اقتباس