بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآله محمد الطيبين الطاهرين
سيدي يا نبي الله الأعظم .. وسيد الكمال الإنساني
(( قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ
إلى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ))
[المائدة : 15-16] .
سيدي يا رسول الله . يا نور الله لعباده في كل أنحاء الأرض .. يا أطهر وأنبل وأنقى وأسمى بني البشر من آدم (ع) إلى يوم الدين .
لم يخلق الله جلت قدرته بمثل صفاتك الإنسانية المثلى ؛ تلك الصفات الجليلة المتكاملة ،
فاصطفاك الله لتكون المنقذ والبشير والنذير والمصباح المنير ، تشق بخلقك العالي الفريد سجف الدياجير ، وغمرات الجهل ،
وضلالات الجاهلية العمياء ، فكان نداء ( اقْرَأْ ) الذي أطلقه جبريل في غار حراء ؛ نداء السعادة والهدى ،
نداء المحبة والتقى ، نداء النور والطهر ، نداء السمو والفضيلة والسلام ، نداء العلم والتعلم للبشرية جمعاء.
فوضعت تلك الكلمات التي كنت متعطشا لها ، وتنتظرها من ربك على أحر من الجمر ، في قلبك ودمك وروحك وكيانك ،
ومضيت تعلنها للدنيا صريحة واضحة ، كنور الشمس (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) ، (( أنما بعثت رحمة )) ،
(( اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ )) [الأنعام : 124] .
فآمن بك السابقون من الثلة الطاهرة ؛ وأولهم ربيبك وابن عمك وصفيك ووصيك علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وهو فتى يافع ،
وزوجتك المخلصة العظيمة المضحية خديجة الكبرى (رض) ، وعمك أسد الله الغالب حمزة بن عبد المطلب (رض) ،
ليكونوا نواة لتلك الثمرة المباركة ؛ التي تحولت إلى شجرة وارفة الظلال ثبتت في الأرض ،
ونشرت ظلالها الوارفة لكل من دخل نور الهداية قلبه وروحه ،
ووقف بوجهك جحافل الظلام ؛ من العتاة الكفرة المارقين أمثال ، أبي جهل ، وأبي لهب وأبي سفيان ،
ومن لفّ لفّهم من الطغاة الظلاميين الغارقين في عصبيتهم الجاهلية العمياء ، التي نشرت الظلم والقهر والاستبداد والعبودية.
فواجهت منهم يا سيدي يا رسول الله الحروب والأذى والمقاطعة ، حاولوا قتلك ! رموك بالحجارة ! اتهموك بالسحر والجنون ! وقالوا عنك شاعر ! ...
وحاشاك سيدي ، فأنت الصادق الأمين ، وأنت إمام كل النّبيين (( وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ )) [التكوير : 22] ،
(( وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً )) [النساء : 113] ،
سيدي يا رسول الله ( ص) يا أبا الزهراء البتول أوجّه ندائي إليك في آخر كلماتي وأقول:
على أبوابكم عبد ذليل ** كثير الشوق ناصره قليل
يمدّ إليكم كفّ افتقار ** ودمع العين منهمل يسيل
أكون نزيلكم ويضام قلبي ** وحاشى أن يضام لكم نزيل
سلام عليكم سيدي يا رسول الله من أرض الغربة ، يوم ولدت ويوم انتقلت إلى جوار ربك ويوم تبعث حيا .
الكاتب جعفر المهاجر
sd]d dh kfd hggi hgHu/l >> ,sd] hg;lhg hgYkshkd