عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/11/09, 02:01 PM   #1
الكاتب عدي عدنان البلداوي

موالي جديد
معلومات إضافية
رقم العضوية : 4942
تاريخ التسجيل: 2016/11/08
المشاركات: 4
الكاتب عدي عدنان البلداوي غير متواجد حالياً
المستوى : الكاتب عدي عدنان البلداوي is on a distinguished road




عرض البوم صور الكاتب عدي عدنان البلداوي
افتراضي تأملات في ابعاد النهضة الحسينية

ضجيج خلف السراب ولكن ...!!!!
تأملات في أبعاد النهضة الحسينية
عدي عدنان البلداوي
ـــ مات يزيد وفي عنقه بعد الطف كعبةٌ تشتكيه ، والفُ حجابٍ تطاولت عليها رذيلته في مدينة جدك المصطفى ..
وغيَّمت دموع السماء في عيني سليمان بن صرد ، فأمطرت ندماً الحَّ عليه ، فحمل سيفه مع (التوابين) ووقف في ( عين الوردة) ليحرر بموته أيّامه التي عاشها بعد الطف ، والتي كان يراها هناك في ركاب الخالدين .. لكن صفحات الخلود ، لا تحدها حدود .. وسجل الإنسانية يسعُ الكون ، اذ لا فرق في إسلام الإنسانية بين عربي وأعجمي .. وحبُّ عليّ لا تختلف عليه لغات العاشقين .. هكذا دوّت (يا لثارات الحسين) في سماء الكوفة بقدوم المختار ..
قُتل عبيد الله بن زياد وقُتل عمر بن سعد ، وقتل شمر و خولي ، والقي القبض على البعثيين الملطخة أياديهم بدماء العراقيين ، وتعالت أصوات الزبيريين: أنقذوا سنّة العراق .. أدركوا بغداد الرشيد ..
(البيت الأبيض) يبعث برقية مستعجلة تحث مروان بن الحكم بالتحرك صوب العراق ..
قُتل المختار ، وحُمل رأسه الى آل سعود في مكة ، وأفتى مصعب بن الزبير بقتل ألف وسبعمائة أسير عراقي اعزل في معسكر (سبايكر) في تكريت ، بعد أن سكت التاريخ على جريمته النكراء قبل مئات السنين لمّا أمر بقطع رؤوس سبعة آلاف أسير في الكوفة ، وقتله (عمرة) زوجة المختار لأنها حفظت زوجها في غيبته ، ودعمت عفته أمام الشامتين ، فخشي ابن الزبير ان يوقظ وعيها الناس من غفلتهم ، فتلطخت ثيابها البيضاء بالدم في مجزرة (عرس الدجيل) ، وأغمي على إبراهيم بن الأشتر لهول ما سمعه ، لكنه لمّا أفاق ضمَّ سيفه إلى ابن الزبير وقادا حملة لمكافحة الإرهاب في محافظة صلاح الدين ومات هناك ..

ـــ طلحة و الزبير صارا في مجلس النواب والحكومة بعد ان رفعا (قميص عثمان) في حملاتهما الانتخابية ..
ساستنا المنتخبون يتحذلقون أمام الكاميرات بمصطلحات الشفافية ولغة الحوار والتفاهم والتكاتف وتبادل الآراء واللحمة الوطنية ، بينما أجساد شهدائنا تتزاحم على مقبرة (وادي السلام) ..
الجوع ينخر في العظام ..
وأعمار النازحين تضيع في العراء تحت الخيام ..
موت بطيئٌ يحوم حولنا في اليقظة والمنام ..
ساستنا يريدون أن يجمعوا بين اللقمة عند معاوية والصلاة وراء عليّ ..

ـــ المحاصصة تعارض إرسال مسلم بن عقيل سفيراً الى الكوفة لأنه لا ينتمي لأي حزب من أحزاب السلطة ، وترى في تجريم ابن العاص تأجيجاً للطائفية .. وترى في نخوة العباس شأناً عشائرياً .. وترى في الأتراك المتجاوزين على حدود بلادنا ضيوفاً ثقلاء .. ولمّا وصلت قوافل أبي سفيان محملة بالرز التالف الى مخازن الوزارة وتسرب الخبر إلى وسائل الإعلام ، طالبوا بفتح ملف للقضية ، ثم أُحيلت أوراقها إلى أبي موسى الأشعري...

ـــ حجر بن عدي ، نُبش قبره يا مولاي .. وسلمان المحمدي عاد الى بلاده بعد أن صار إسلام السلطة إسلام قوميات وأعراق ، فالذين انتخبناهم إعجاباً بسيرتهم خدعونا بسوء سريرتهم ، والذين أكبرنا تاج رسول الله على رؤوسهم فقدمناهم علينا ، سرقونا بإسم الدين ، وأرسلوا من يوزع المنح المالية على مواكب العزاء الحسيني ..

ـــ زياد لم يعد (ابن أبيه) إلا في صفحات التاريخ ، لأن أحداً من حكومة الانتخابات والديمقراطية لم يطالبه بصحة صدور جنسيته الأموية ، بينما رفضوا إضافة (مروة) الى بطاقة أبيها التموينية حتى يأتيهم بصحة صدور جنسيتها ، وتعثرت جهود أتباع عليّ الذين هجرهم (ابن ابيه) من الكوفة ، في الحصول على الجنسية ، لأن البعثيين اتلفوا سجلات نفوسهم حين سفروهم خارج البلاد قسراً ...

ـــ في بلدان القهر يا مولاي .. لا تسمع السلطة الا لأصوات الأقوياء ، لذلك خرج العبيد والفقراء والتفوّا حول جدّك المصطفى وهم يعلمون ان قريش الضلال تنفق ملايين الدولارات لنشر الدين الوهابي ، وملاحقة بلال الحبشي و عمار بن ياسر ومن معهم في شعاب مكة والتنكيل بهم باسم التطرف والخروج على طاعة الحاكم ، فأعدم الشيخ نمر النمر في السعودية ، وأُسقطت الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم في البحرين ، وقتل الشيخ حسن شحاتة في مصر ، لكن عمار بن ياسر كان أكثر صبراً هذه المرّة ولم يذكر جلالة الملك بخير .. فأصيب الملك بهستريا (هُبل) وأرسل طائرة ترمي قنابلها على مجلس عزاء مدني في اليمن ، متوهماً ان نفي أبي ذر سيفتُّ في عضد المجاهدين والثوّار فّإذا بـ أبي ذر يصبح أمّة في لبنان بعد ان كان فرداً في (الربذة) ..

ـــ القت مفارز الشرطة القبض على أبي محجن الثقفي مخموراً في طرقات المدينة وأودعوه السجن ، ولما سقط النظام ، صار من السجناء الأحرار بعد أن قدّم ما يؤيد اعتقاله من قبل البعثيين ، فأدرج اسمه في سجلات المتضررين السياسيين وصرفت مستحقات تسكعه وبأثر رجعي ، بينما ترواح معاملة الشهيد (حيدر) في دوائر دولة الانتخابات لأكثر من ثلاث سنين ، وبالرغم من محضر الشرطة ومصادقة المحكمة على حادثة استشهاده ، طالبوا ذويه بما يؤيد انه لم يكن إرهابياً...

ـــ في بلدان القهر يا مولاي .. يموت الفقراء أحياءً ، إذ تبيت أمرةٌ عجوز عند مزبلة في شارع قريب من ضريح أبيك عليّ .. عليّ الذي لم ينم ليلته حين علم ان ابن حنيف ، عامله على البصرة ، حضر مأدبة لأحد الأشراف ، فكتب له يقول (( أما بعد ، يا بن حنيف فقد بلغني ان رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت اليها تُستطاب لك الألوان وتنقل اليك الجفان، ما ظننت انك تجيب الى طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو ...)) ..
ويختتم معرض بغداد الدولي بنجاح مهرجانه الثامن للزهور ، وفي البلاد ثمانية ملايين جائع ، ومقبرة وادي السلام تملؤها الأوساخ ..

ـــ كان إخوة يوسف يعلمون بنبوّة أبيهم يعقوب حين وصفوه بأنه (في ضلال مبين) وذلك بغضاً ليوسف وأخيه .. وكان القوم يعلمون أنك ابن بنت نبيهم ، وانك لم تخرج أشراً ولا بطِراً ولا مفسداً ، ولا ظالماً، لكنهم قاتلوك بغضاً لأبيك .. لأن عليّاً عليه السلام كان يعتصره الألم وهو يرى امرأة تحمل جرّة الماء في السوق ، فيسأل نفسه : أين معيلها ، ويتحرى أمرها ، فإذا بها زوجة شهيد ، فيبكيها وصغارها ، ويحمّل نفسه مسؤولية إعالتهم .. بينما تجمّد حكومة الشراكة اليوم مستحقات ذوي الشهيد بسبب حالة التقشف في البلاد ، وتقتطع من مرتبات المتقاعدين لتصرف للسادة النوّاب مستحقاتهم وبأثر رجعي ودون تأخير .. إنهم (سرّاق الله) يا سيدي ، اذ تمرّ عليهم صرخة عقيل والجمرة في يده كأي مشهدٍ في فلم رعب ، فمنهم من عمّر (بواسيره) بالمال العام ، ومنهم من بيض أسنانه ، بينما تلتهم نار الإهمال أطفال مستشفى اليرموك .. وفي إحدى المدارس يجلس التلاميذ على الأرض ألا هي ، لأن ذويهم انتخبوا أباها ، فأصبح مسؤولاً كبيراً في البلاد ...

ـــ يا مولاي .. لقد قلت لصحبك ليلة الطف ان القوم يطلبونني لوحدي وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا .. فمضى منهم من مضى وثبت الباقون ، فلمن اطلقت صيحتك المدويّة يوم الطف (هل من ناصر ينصرني) .. كثيرون اعتقدوك تبحث عن فرسان و قومٍ يلتحقون بك لينصروك ، وفاتهم ان من يحمل رسالة الإنسانية يستطيع ان ينفذ بإيمانه من حدود الزمان والمكان ، دلالة ان نداءك يا سيدي لمّا مرَّ على فتوى الجهاد الكفائي ، رنَّ في أعماق الوجدان الإنساني ، فحمل الملايين أرواحهم اليك ، يهتفون بأعلى أصواتهم (لبيك يا حسين)، فهذا لواء أبي الفضل ، وتلك فرقة العباس ، وهذي سرايا السلام وأولئك كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وجند الإمام وكثيرون ممن يحملون غيرة العباس وحب عابس وعزيمة زهير وايمان وهب ..

ـــ إسلام القوميات عاد على السنة الخطباء السياسيين والسياسيين الخطباء وبعثوا أبواقهم بين صفوف جيش المختار ليثيروا فتنة العرب والعجم .. وتناقلت وسائل الإعلام مصطلحات حكومة الشيعة والحشد الطائفي والجيش الصفوي ، واعتصم الناس حول منصات المعممين والسياسيين حيث هتافات التكبير تملؤ أفواه القوم وهم يذبحون الجندي العراقي الأسير ( سمير مراد ) في احد جوامع الفلوجة ، وشعارات (عبد الزهرة ما يدخل الأنبار ) وبرقيات الاستنجاد بالدولة العثمانية .. حتى تصحرت شوارع المدينة .. وأُدخلت الإبل حلبات السباق ، واستبدل القوم خيولهم بسيارات الدفع الرباعي كي يلحقوا بمحمّد قبل ان يدخل الغار ..
الاعرابي صار يقتفي اثر الدولار بأنفه ، حيث رائحة البترول ..
لقد عثروا على الرسول ..
(أبو جهل) يُقدم بمعوله على هدم قبّة المسجد النبوي ، فيلطمه حمزةُ على وجهه ليخرّ صعقاً ملتصقاً مكانه ، ليبقى علامة شاخصة على جاهلية القوم في القرن الحادي والعشرين ، وتكيد هندٌ لـ حمزة في موسم الحج فيقتله وحشيّ ومعه مئات الحجاج في حادثة (منى) بذريعة تدافعهم وعدم التزامهم بالتعليمات ، هذا ما صرّح به بُسر بن أرطأة للإعلام..
واتسعت مساحات الصراع والقتال ليكرر التاريخ خيبته يوم الطف ، فقد التحق خولي بجبهة النصرة في الشام ومزّق أحشاء جندي سوريّ ، واخرج كبده ولاكه أمام كاميرة ابن الورقاء وهو يردد (لبيكِ يا هند ) فتناقلتها وسائل الاعلام..
وحزَّ شمر رأس طفلل رضيع لما علم ان اسمه (عبد الحسين)..
هبات الأمير تتوالى على جند ابن أرطأة عبر تجّار يمولون موتنا ببضاعة مزجاة وفرها الانفتاح الاقتصادي والتجاري اللامسؤول والشفافية التي مزقت وجه البلاد ، فأناخت مصالحُ دولٍ برحالها عند الحدود ، سيارات مفخخة ، انتحاريون ، عبوات ناسفة ، نساتل تركية ، لحوم مجمدة ، مساحيق تنظيف ، اجهزة تبريد ، سيارات حديثة ، تمر ياباني ، تفاح امريكي ، هكذا كبرت تجارة عبد الرحمن بن عوف، الناس يتبضعون ، وعلى ارصفة الوطن البارد يدفعون أرواحهم وأبناءهم وأموالهم ثمناً باهضاً حين فجّر الحجاج الثقفي مرقد حفيدك الهادي في سامراء ، فصارت في كل بيت نائحة ، وفي قلب كل أم شهيد ، فضجت بأضلع الأحرار الكبرياءُ واستردوا درع عليٍّ الذي دفعت به المحكمة الاتحادية الى يهودي لعدم كفاية الأدلة ، واستعاروا صبر أبيك الكرّار ، حتى اقبل عام الفتح فرفعوا شعارات (إن لم تكن آست الحسين يدي فقد آساه ولدي) وسار سعيد بن قيس بالحشد الشعبي الى الأنبار ، وارتفع علم العراق في شوارع الفلوجة ، وهتافات (لبيك يا حسين ) تطارد سفيان بن عوف الذي فرّ الى الشام ، تاركاً بعض جرذانه يمرون مع النازحين ليناموا في خلاياهم حتى يأتيهم أمر الأمير ..


jHlghj td hfuh] hgkiqm hgpsdkdm hgkiqm hfuh]



رد مع اقتباس