عرض مشاركة واحدة
قديم 2018/10/01, 03:07 AM   #2
وهج الإيمان


معلومات إضافية
رقم العضوية : 5332
تاريخ التسجيل: 2018/03/19
المشاركات: 1,415
وهج الإيمان غير متواجد حالياً
المستوى : وهج الإيمان is on a distinguished road




عرض البوم صور وهج الإيمان
افتراضي



إستبصر سيدنا الحر رضوان الله عليه ولعن الله من قتله ومن رضي بقتله وركب سفينة النجاه وآمن بما قاله الامام الحسين عليه السلام كما في تاريخ ابن الأثير في خطبته : ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه اهــ

وتاب وتاب الله عليه وإستشهد بين يدي الامام الحسين عليه السلام





قال { م. د. ميثم عبد الكاظم هاشم الساعدي } في بحثه المؤسسة الجامعية وأهميتها في غرس القيم التربوية والأخلاقية المستوحاة من النهضة الحسينية
:

الإمام الحسين عليه السلام هو الحل لتأصيل قيمنا التربوية الإسلامية


ففي تراثنا التربوي نظام شامل للتربية والإعداد للحياة، وتوجيه الشباب التوجيه التربوي الصحيح، وتقويم سلوكهم الذي يرتكز على أُسس تعليمية وتربوية سليمة نابعة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والذي جاء وافياً بمطالب الحياة كلّها، وإنّه لحري بكلّ مربًّ مخلص أن يستبصر بجوانب الفكر التربوي الإسلامي، وإبراز إيجابياته، وما يزخر به من آداب وفضائل.




٣ ـ الشهامة والمروءة
تُعدّ من المعالم الأخلاقية والنفسية البارزة لدى الحسين عليه السلام وأنصاره، والتي تجسّدت في ملحمة عاشوراء، وهذه النفسية التي تجعل الإنسان يشمئز من الطغاة، ويرفض الانصياع لسلطان الظلم، ويحب الحرية والفضيلة، ويتجنّب الغدر، ونقض العهد، وظلم الضعفاء، ويدافع عنهم، ولا يتعرّض للأبرياء، ويقبل العذر، ويُقيل العثرة، ويعترف بالحق الإنساني للآخرين... هذه الأُمور كلّها تُعدّ من معالم (الشهامة، والمروءة) التي تجسّدت على أرض الطفّ.
لقد رفض سيد الشهداء عليه السلام عار البيعة ليزيد، ولما واجه جيش الكوفة في طريق كربلاء، رفض اقتراح زهير بن القين الذي أشار عليه بمحاربة هذه الفئة من قَبل أن يجتمع إليهم سائر الجيش، وقال عليه السلام: «وما كنت لأبدأهم بالقتال»[54]، وهذا نموذج رائع من شهامة الحسين عليه السلام.


ولمّا لقي جيش الحر وقد أضرّ بهم العطش، أمر بسقيهم الماء هم وخيلهم، رغم أنّهم جاءوا لمجابهته وإغلاق الطريق عليه، وكان من بينهم علي بن الطعان المحاربي الذي ما كان قادراً على شرب الماء من فرط عطشه، ويروي لنا القضية بنفسه، قال: «كنت مع الحر يومئذٍ، فجئت في آخر مَن جاء من أصحابه، فلمّا رأى الحسين ما بي وبفرسي من العطش، قال: أنخ الراوية. ثمّ قال: يا بن أخي، أنخ الجمل. فأنخته. فقال: اشرب. فجعلت كلّما شربت سال الماء من السقاء. فقال الحسين عليه السلام: اخنث السقاء (أي: اعطفه). فلم أدرِ كيف أفعل، فقام فخنثه، فشـربت، وسقيت فرسي»[55]. وهذا مثال آخر على مروءته عليه السلام.
ولمّا عزم الحر الرياحي على مفارقة جيش عمر بن سعد والانضمام إلى معسكر الحسين عليه السلام وقف الحر بين يدي الحسين عليه السلام منكسراً مُعلناً توبته واستعداده للتضحية بنفسه قائلاً: «هل لي من توبة؟ فقال له أبو عبد الله عليه السلام: نعم، يتوب الله عليك، فانزل»[56]، وهذا نموذج آخر على مروءة الحسين عليه السلام، فهو يقبل عذر المعتذر، ولا يغلق باب التوبة في وجهه.


ــــــــــــــــــــــــــــــ
[54] المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص84.


[55] المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص78ـ84.

[56] الأمين، محسن، لواعج الأشجان: ص135.


توقيع : وهج الإيمان
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس