عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/10/22, 08:56 PM   #12
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع : رواية شريفة

قال صلى الله عليه وآله : { يطلع عليكم رَجُلٌ مِن ذي يَمَنٍ على وجهه مسحةٌ مِن ذي مَلَك ٍ}.
(النهاية في غريب الحديث والأثر - ابن الأثير ).

وحدث عبد الله بن مسعود قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر لم يرم مجلسه حتى تطلع الشمس، فقال لنا ذات يوم حين طلعت الشمس : { يطلع عليكم من هذا الفج خير ذي يمن، على وجهه مسحة ملك }.
( مختصر تأريخ دمشق - ابن منظور ).
..................
هذان الحديثان أو الروايتان مضمونها واحد، يتحدثان عن طلوع رجل من أهل اليمن، على وجهه مسحة من ذي مَلَك!.
والحديثان من مصادر المخالفين، وقد ذكروا أن المقصود بذلك هو جرير البجلي، لأنه كان جميلا ووسيما، فهو الذي على وجهه مسحةٌ مِن ذي ملك!!.
وقد ذكروا أن الرسول ص قال الحديث وهو يخطب على المنبر، يعني يوم الجمعة، وذكروا في كتبهم بعض روايات الحديث ولكن بلفظ " يطلع عليكم من هذا الباب "، وبعضهم قال : " مسحة من ذي ملك - بضم الميم - "!!.
وهكذا احتاروا وتاهوا في معنى الحديث.

فما هو المعنى المراد في هذا الحديث الشريف إذن؟؟
الجواب : الحديث يفيد ما يلي :

* طلوع رجل من اليمن، من خير أهل اليمن.

* ذاك الرجل اليمني الطالع موصوف بأن على وجهه مسحةٌ مِن ذي مَلَكٍ!.

* من خلال رواية ابن مسعود نعرف أن الرسول صلى الله عليه وآله قال الحديث بعد صلاة الفجر، وتحديدا عند شروق الشمس.

* واضح من الرواية أن الرسول ص، يخبر عن نبأ غيبي، مستقبلي، فلا علاقة لجرير البجلي بهذا الحديث، لا من قريب ولا من بعيد، ولكن المخالفين اعتادوا أن يتمسكوا بالغث والسمين، ويحاولوا جاهدين أن ينسبوا إلى المنحرفين عن أهل البيت ع كل فضيلة، وتفسيرهم لهذا الحديث بتلك الطريقة ليس إلا اجتهادا من اجتهاداتهم البائسة.

جرير هذا لم يدرك الإيمان الحقيقي، فأنى له أن يكون من الممدوحين وأصحاب الفضائل؟؟!!
تلك أمانيهم.
إنه من الخاذلين والمنحرفين عن سيد الوصيين أمير المؤمنين، والتاركين لولايته عليه والسلام.

علي المرتضى عليه الصلاة والسلام هو الإيمان، الإيمان كله.
اللهم وال من والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.
..................
لقد حمل المخالفون لفظ " وجهه " الوارد في الرواية على الوجه المعروف، وهو المؤلف من العينين والأنف والشفتين والخدين .... إلخ.
فيكون المستفاد أن على وجه جرير البجلي مسحة من الملك، أي أنه يشبه ملك من الملائكة في الوسامة!.
ما شاء الله تبارك الله، جرير البجلي مخلوقا ملائكيا.
هذا هو معنى الحديث عند البكرية.

ولكن، هل هذا المعنى صحيح؟؟
لا، المعنى غير صحيح.
لأننا لا نعرف الملائكة وخلقتهم حتى يمكن أن يشبه لنا الرسول صلى الله عليه وآله ذلك الطالع بأن فيه شبها من الملائكة.

القضية وما فيها أن الرسول صلى الله عليه وآله حدث الناس عن طالع من اليمن، واعطاهم وصفاً معينا يتمكنون به من معرفة ذلك الطالع وتمييزه عن غيره، وهو بأن على وجهه مسحة من ذي مَلَك، فغير صحيح البتة ما ذهب إليه المخالفون.

الحديث الشريف له علاقة بعلامات الظهور المقدس، وأخبار نهاية الزمان!.
والرجل المشار إليه في الحديثين هو طالع المشرق، صاحب أهدى الرايات، الفتى اليمني، وهو شخصية من شخصيات عصر الظهور الموالية لأهل البيت عليهم السلام.

الوجه : ما يعرف به الشيء، ومعنى " وجهه " الوارد في الرواية هو " اسمه أو نسبه ".
ويؤيد هذا التفسير ماورد عن طريق أهل البيت عليهم السلام، فقد جاء في علامات آخر الزمان قولهم : { خروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس، يعرف بحسبه ونسبه }.

ومعلوم أنّ المرء يعرف بحسبه ونسبه عن طريق اسمه. فلان بن فلان.
فصدر الرجل ووجهه يعني اسمه ونسبه.

وقد ورد أيضا عن طريق أهل البيت عليهم السلام قولهم : { ومنهم من يسير في السحاب نهاراً، يعرف باسمه واسم أبيه }.

إذن، " على وجهه مسحة مَلَك " : يعني أن في حسبه ونسبه اسما من أسماء الملائكة.
هذا هو المعنى!.

ولا شك أننا نعرف أسماء مجموعة من الملائكة عليهم السلام، نعرفها من خلال القرآن الكريم، والسنة المطهرة.

ومن خلال الحديث النبوي الشريف، نعرف أن اسم ذلك الطالع على إسم أحد الملائكة.
إنه طالع المشرق، الفتي اليمني، صاحب أهدى الرايات.
وهذا بلا شك وصف مهم من أوصاف اليماني المعهود، خصوصاً أن الروايات الشريفة الواردة عن طريق أهل البيت عليهم السلام لم تذكر اسم اليماني صراحةً.
الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

وإن من أعظم البلية أن يظهر اليماني شابا وأنتم تحسبونه شيخا كبيرا!.

دمتم في رعاية الله وحفظه
وصلى الله على محمدٍ وآلهِ الطاهرين.


رد مع اقتباس