المختار الثقفي وميثم والشهادة
فحبسه وحبس المختار معه، فقال له ميثم: انك تفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين عليه السلام فتقتل هذا الذي يقتلنا، فلما دعا عبيد الله بالمختار ليقتله طلع بريد بكتاب يزيد يأمره بتخلية سبيله فخلاه وأمر بميثم أن يصلب، فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث، قال عمرو: قد كان والله يقول اني مجاورك، فأمر جاريته بكنس تحت خشبته ورشه وتجميره.
فجعل ميثم يحدث بفضائل أهل البيت عليهم السلام ومثالب بني أمية وما سيصيبهم من القتل والانقراض، فقيل لابن زياد، قد فضحكم هذا العبد فقال: ألجموه، فألجموه كي لا يتكلم فجاءه في اليوم الثالث لعين بيده حربتين وهو يقول: أما والله لقد كنت ما علمتك لا قوّاماً صوّاماً، ثم طعنه في خاصرته فأجافه ثم انبعث منخراه دماً في آخر النهار، فخضب لحيته بالدماء وذهب طائر روحه الى رياض الجنان وقد استشهد قبل قدوم الامام الحسين عليه السلام الى العراق بعشرة ايام.
وروي أيضاً انه لما توفي ميثم جاء سبعة من التمارين في ليلة اليه والحراس يحرسونه لكن الله تعالى حجب أعينهم فأخذوه ودفنوه جنب نهر وأرسلوا الماء عليه، ففحص الجند عنه فلم يجدوه.
والسلام عليه ناصراً ومجاهداً ومظلوماً وشهيداً.
</B></I>