الموضوع: احذروا الغضب
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/03/27, 12:37 AM   #1
ابو مرام

موالي برونزي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1176
تاريخ التسجيل: 2013/03/08
المشاركات: 653
ابو مرام غير متواجد حالياً
المستوى : ابو مرام is on a distinguished road




عرض البوم صور ابو مرام
18 احذروا الغضب


السلام عليكم ورحمة وبركاته :

كيف حالكم احبتي الله يحفظكم في موضوع مهم جدا وكنت افكر ان اطرحه في هذا المنتدى الطيب والمبارك وهو عن ""الغضب "" كم واحد لايتمالك نفسه عند الغضب وهذا مهم جدا ونستعن بالله الواحد الصمد :
اعلموا احبتي بارك الله فيكم أن الغضب شره في النفس وحمية في القلب وجمرة في الجوف ضوؤها الكبر وحطبها الجهل ومادتها لهب العصبية والأنفة والشيطان مستقرها وما تناهت لهبتها وعظمت زفرتها إلا طار عنها العقل وانفرد حاكما عليها الجهل فكم حينئذ من قصر هدم ورأس صدم وأنف صلم ومظلوم ظلم وهي كثيرة التحريك للأعضاء السبعة بل لجميع البدن فإنه ما يسعر الغضب إلا رق الجسد واضطرب وقد روى عن علي عليه السلام قال: ""خطبنا رسول الله بعد ما صلى العصر فما ترك شيئا هو كائن بين يدي الساعة إلا ذكره في مقامه ذلك حفظه من حفظه ونسيه من نسيه فقال في خطبته:(أيها الناس إن الدنيا خضرة حلوة وإن الله سبحانه مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الله واتقوا النساء واتقوا الغضب فإنه جمرة تتوقد في جوف ابن آدم ألا ترون إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه فإذا أحس أحدكم بشيء من ذلك فليذكر الله سبحانه وتعالى))
وصدق صلى الله عليه وآله وسلم فإن الواحد منا إذا ذكر الله وجلالته وعصيانه له مجاهرة بحضرة ملائكته وعفوه عنه مع ذلك فإنه ربما ارتدع وانزجر من موجب غضبه وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إ(ذا غضبت فاقعد فإن لم يذهب فاضطجع، فإن ذلك يذهب عنك الغضب إن شاء الله تعالى)
وفي حديث النبي (من كظم غيضا وهو قادر أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي جوار شاء) واعلموا أن الغضب على ضربين مذموم وممدوح:
فأما المذموم: فهو ما تقدم وهو الغضب للنفس فيما يعنيها من أمر دنياها من منافعها ومضارها وسائر أسبابها
وأما الممدوح: فهو الغضب لله عز وجل فيما يغضبه من الخطيئات ويسخطه من السيئات فهذا من جملة كبار الحسنات وهو موجب لعالي الدرجات وفي حديث علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال موسى بن عمران عليه السلام: تباركت وتعاليت يا رب من أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ؟ قال: فأوحى الله عز وجل إليه: الطاهرة قلوبهم البرية أيديهم الذين يكتفون بطاعتي كما يكتفي الصبي الصغير باللبن الذين يأوون إلى مساجدي كما تأوي الطير إلى أوكارها الذين يغضبون لمحارمي إذا استحلت كالنمر إذا طرد) وهذا الخبر قد أتى على جميع ما ذكرناه فإن (الطاهرة قلوبهم) قد عم طهارتها من كل الآفات (والبرية أيديهم) أراد بذلك طهارة الأعضاء الظاهرة وانما خص اليد لأنها معظم ما تقع به الأفعال فهي الآلة الكبيرة ثم ذكر فعل الطاعات ثم ذكر من جملتها الغضب لله ووصفه بأشد ما يكون من الغضب فإن النمر أشد الحيوانات غضبا ويقال: لبس جلد النمر إذا كثر غضبه وكذلك المؤمن هو شديد الغضب على أعداء الله وفي زماننا هذا قد انطمس الغضب على أعداء الله من القلوب حتى صار الغاضب على أعداء الله سبحانه مستخفا به مسخورا عليه لكثرة الميل إلى أهل المعاصي والركون من علماء السوء إلى أرباب الدنيا فإذا كان العالم هو الباخس لهذا النوع من الطاعة فغيره ليس هو له بضاعة وهكذا جميع الذنوب يعظم في النفوس استنكارها ويكبر على العقل الدخول فيها فإذا ترك النهي عنها واعتيدت سهلت وخف استقباحها فإن تزيا بها من يتعلق بالعلم وينسب إليه صارت طاعة في غالب الأحوال فإن العلم يقتضي العمل هذه قضية مثبتة في كل قلب فمتى شوهد العالم عاملا بشيء عد ذلك من جملة علمه وصار حجة لغيره على منكره وكثيرا ما شاهدنا في زماننا هذا وسمعنا وعلمنا من كثرة الإنكار على المؤمن متى اشتد غضبه على المحرم حتى أن الأكثر يعد ذلك جرحا فيه وقدحا في عقله وخروجا منه إلى طريق الجاهلين لما كثر التلبس بمخالطة الظالمين ومداهنة الفاسقين والمصاحبة لأعداء رب العالمين طمعا في الدنيا وايثارا للأولى على الآخرى ولو انتقد الواحد منا دنياه انتقاد البصير ونظر إليها بطرف حسير ولمسها بيد الاضطرار وعاشرها معاشرة اختبار لا اختيار وتفكر في الموت وما بعده من تغير البنية وفساد الآلة وتنكر الجوارح الحسية عن عاداتها المعتادة بحيث يصير المشتهى منفورا والمحبوب مكروها ثم في المصير إلى ضيق اللحد وظلمة القبر ثم السؤال والبعث والحشر بعد النشر والحساب والعقاب والثواب لوقف من ذلك على علم نافع شاف لجميع الأدواء رافع كاف
فنسأل الله أن يطهر قلوبنا بماء التبصر وأن ينورها بضياء التفكر وأن يجعلنا نقادا لضرائب القلوب أطباء لأدواء الذنوب قبل أن يكون الناقد وحده هو الملك الديان والطبيب العارف بطبها هو مالك الغضبان ونستغفر الله من جميع الأسواء ونعوذ به من ركوب الهوى ونصلى ونسلم على محمد الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين ..."" والسلام عليكم ورحمة وبركاته




hp`v,h hgyqf



توقيع : ابو مرام
يا بني المختار من مضر .... كلها والعترة البرره
ليس يخفي فضلكم أحد .... غير من أعمى الهوى بصره
رد مع اقتباس