عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/02/18, 04:29 PM   #1
معلومات إضافية
رقم العضوية : 4182
تاريخ التسجيل: 2015/11/25
المشاركات: 1,648
عبد الرزاق محسن غير متواجد حالياً
المستوى : عبد الرزاق محسن is on a distinguished road




عرض البوم صور عبد الرزاق محسن
افتراضي العصمة ليست ارادة تكوينية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وخاتم النبين وعلى اله الطيبين الطاهرين
اما بعد :

خلق الله تعالى اصناف من الحياة منها :

1- الحياة النباتية : وهي محصورة في صفه واحده هي النمو
2- الحياة الحيوانية : وهي اكثر تطورا من الحياة النباتية لانها بالاضافة الى صفة النمو تتضمن صفة الغريزة مثل غريرة الافتراس والتزاوج
3- الحياة البشرية : وهي اكثر تطورا من الحياة الحيوانية لانها تجمع صفة النمو وصفة الغريرة وصفه العقل والتفكير والاختراع والتامل
4- الحياة الملائكية : والفرق بين الحياة البشرية والحياة الملائكية هي ان الاولى فيها صفة الاختيار والحرية بينما الملائكة لايسبقون الله بالقول وهم يفعلون مايأمرون كما يقول القران الكريم

وقد قال النبي صلى الله عليه واله وسلم عنه ( أنمّا أنا بشر مثلكم ) وهو جواب لسؤال ( مالهذا الرسول ياكل الطعام ويمشي في الاسواق )
فاصل الاستغراب ان محمد صلى الله عليه واله انزل قدر النبوة ـ باعتقادهم ـ عندما جعلها في الحياة البشرية وهي اصلا ــ بنظرهم ـ تنتمي الى الحياة الملائكية فاثبت النبي صلى الله عليه واله وسلم خطأهم فقال انما انا محمد ( بشر مثلكم ) أي انتمي للحياة البشرية بكل صفاتها ....والنبوة وبكل شروطها لا تدخلني الى الحياة الملائكية ومن هذه الشروط العصمة
وكون انني نبي لا يعني انني لا اكل ولا اجوع ولا أتألم كالبشر ولا يعني انني لا اختار ما اريد كما يختار البشر
فانا نبي معصوم لكن قادر ان اكل واختار
وهذه بعض الايات التي تبرهن على حرية الاختيار عند النبي :

قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ
وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ
وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً
إِذَاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا
كلها ايات تؤكد ان العصمة لم تنزع من النبي الحرية ولم تجرده ارادة الاختيار فهو يقدر ان يختار امرا على اخر
وكذلك بالنسبة لباقي المعصومين
فالنبي صلى الله عليه واله يقول (( وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ))
وهذا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يقول (( والله ما معاوية بادهى مني ولكنه يغدر ويفجر ولولا كراهية الغدر لكنت ادهى الناس )) فالامام لا يقول لولا اني عاجز عن الغدر والفجور لان الله قيدني بالعصمة لكنت ادهى الناس وهذا دليل انه قادر ان يستخدم وسائل معاوية الغير شرعية وقادر ان تكون له شعرة مثله
وقد اشتهر قوله عليه الصلاة والسلام (( واني لعالم بما يصلحكم ويقيم لي اودكم ولكني والله لا اصلحكم بفساد ديني )) عبارة عظيمة وواضحة تدل ان الامام المعصوم يملك خيار استخدام وسائل تعالج انحراف هولاء عنه لكن تؤدي الى هدم عصمته فاختار العصمة
الان هناك نقطة لها علاقة

العجز نوعان :
عجز تكويني : فمثلا قولنا هذا الانسان عاجز ان يحمل جسم كتلته 20 طن بمعنى لايوجد انسان غيره ان يفعل هذا
عجز تشريعي : مثاله الانسان الغيور لا يقدر ان يصبر على اهانة اهله امامه بمعنى ان هناك غيره يقدر على هذا لكن لايوصف بالغيور
فالصفه هي التي تجعل الامر عجز وليس التكوين

والفرق بين النوعين ان الاول لا يزول الا بقدرة تكوينية مثلا الذي عنده علم من الكتاب استطاع ان ينقل عرش بلقيس من اليمن الى فلسطين بجزء من الثانية وعيسى صلوات الله عليه استطاع ان يلغي عجز الانسان على احيا الموتى وهو عجز تكويني بقدرة تكوينية وكذلك نبينا صلى اللله عليه واله وسلم عندما عرج الى السموات العلى
اما العجز التشريعي فيمكن زواله بارادة البشر لكن هناك ضريبة لهذا

والنبي قادر ان يظلم ولكن هذا يكلفه الخروج من النبوة والعصمة وكذلك بالنسبة للامام قادر ان يسرق لكن الثمن هو الامامه

ولكن كيف نوفق بين ان تكون العصمة ارادة تكوينية وبين بشرية المعصوم و ارادته الحرة في الاختيار والتصرف
الاية المباركة توضح بعض من هذا

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا
تتألف من عبارتين :
الاولى :

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ

فهذا عجز تشريعي لان المؤمن قادر ان يخرج من هذا العجز الى القدرة بارادته
ولكن ما ان يحدث هذا يكون قد خرج من مصاديق هذه العبارة الاولى تماما ويدخل في مصاديق العبارة الثانية

وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا

وهذا اثمر على حقيقة عظيمة وهي ان العجز يكون تشريعي وتكويني بنفس الوقت بالضبط كما تقول ان الثلج لايمكن ان تكون حرارته 40 درجة مئوية مع انك تقدر بسهوله ان ترفع حرارته الى هذه الدرجة مما يجعل العجز تشريعي ولكن لان الثلج اختفى بهذه الحرارة واصبح شكل اخر فان العجز يكون تكويني
ولكن صفات الثلج هي صفات تكوينية فهل صفات المعصوم تكوينية ؟
الجواب :
طالما ان المعصوم ينتمي للحياة البشرية وطالما ان الحياة البشرية تخضع لمنطق العقاب والثواب فمن المنطقي جدا ان صفات المعصوم تشريعية لان حاشا لله ان يهب صفات الايمان لبعض خلقه فيثيبهم السعادة الابدية بدون استحقاق ويعطي صفات الكفر للنصف الاخر فيعاقبهم بالعقاب الابدي بدون ذنب
فالانسان هو الذي يتمتع بالجنة وهو يعذب بالنار اذن فالمنطق يقول ان الانسان هو الذي يحدد مكانه ويشكل مصيره بارادته وليس اكراه من الله حتى لا يتعارض هذا مع الناموس الالهي
ومايقال على الايمان يقال على العصمة لان العصمة هي اعلى قمة بين قمم الايمان يسعى اليها المتسلقون فلو كانت معجزة لانتفت وظيفتها
ومايقال عن المؤمن يقال عن المعصوم لان المعصوم هو قمة المؤمنين فهو قدوة واسوة يسعى المقلدون الى الوصول الى مكانته ودرجته فان كان المعصوم استثناء فهذا يناقض قوله ( انما انا بشر مثلكم )
وهذا الامر يصنف العصمة تصنيف تشريعي انما الذي يصنفها تصنيف تكويني هو الاتي :

فانت اذا شاهدت فيلم سينمائي للمرة الثانية فسوف تعرف مسبقا بالاحداث قبل حدوثها وهذا اقوله للتقريب من حالة الاحاطة الالهية باحوال العباد وليس للمقارنة والتشبيه والعياذ بالله
فالله يعلم امر الانسان قبل ولادته الى وفاته ويعلم امكانياته كلها فيضع بمقتضى رحمته ولطفه ما يناسب تلك الامكانيات من الرزق والصبر والطاقة وغيرها (( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ))
ولان الله تعالى عالم بامكانيات النبي كلفه بالنبوة وعالم بامكانيات الامام كلفه بالامامه ولكن لم يجعل تكاليف وصفات النبوة والامامه تقضي وتهدم صفات النبي او الامام البشرية انما هو يعلم بالقين والمشاهده بعالم الذر ان النبي او الامام لن يختارا امرا يخرجهما من النبوة والامامه فانزل قوله تعالى (( الله اعلم حيث يجعل رسالته ))
ولهذا لم يتلفت ابو لهب لهذه الفلسفة الالهية الحكيمة فلو كان ذكيا لدخل الاسلام ولو شكليا كما يفعل المنافقون من اجل ان يثبت للعالم عدم مصداقية النبي والقران الذي حكم على عاقبته وهو لازال حيا قادر ان يغير عاقبته بملاء ارداته
وحتى اليهود الذين وصفهم القران انه عدو للمؤمنين كان بامكانهم وهم يفتشون على صغائر العيوب في الرسالة الاسلامية ان يثبتوا عكس هذا الوصف ولو ظاهريا
ولان القران كلام الذي احاط بكل شيء علما فلم يقع مثل هذا الاحراج للنبي صلى الله عليه واله
فخلاصة الكلام ان العصمة ارادة تشريعية لانها لم تهدم ارادة المعصوم ولم تجرده من حريته في الاختيار ولا جردته من صفاته البشرية و هذا يرفع الحيرة عن انصار العصمة في موضوع عصمة غير الائمة الاثني عشر كالعقيلة زينب او القاسم بن الحسن فقالوا عصمة كبيرة وعصمة صغيره والواقع لا توجد عصمة كبيرة ولا صغيرة
خلاصة البحث
ان العصمة ارادة تشريعية عندما ترتبط بالاشخاص لكنها تصبح تكوينية عندما يتلعق الامر بوظيفة التكليف
فعصمة النبي تكوينية لكن عصمة محمد تشريعية وعصمة الامام تكوينية لكن عصمة علي تشريعية
وعندما يحصل التزاوج بين الاثنين يطغى التصنيف التكويني على التشريعي وهذات التزاوج وقع في عالم اخر غير هذا العالم الذي نعيشة








hguwlm gdsj hvh]m j;,dkdm hguwlm hvh]m



توقيع : عبد الرزاق محسن
رد مع اقتباس