عرض مشاركة واحدة
قديم 2018/10/06, 02:35 PM   #2
وهج الإيمان


معلومات إضافية
رقم العضوية : 5332
تاريخ التسجيل: 2018/03/19
المشاركات: 1,419
وهج الإيمان غير متواجد حالياً
المستوى : وهج الإيمان is on a distinguished road




عرض البوم صور وهج الإيمان
افتراضي

وهذا السؤال وجه لمركز الأبحاث العقائدية




السؤال: المؤسس لانقلاب السقيفة


بسمه تعالى
ارجو توضيح راي آل البيت عليهم الصلاة والسلام من الصحابي سعد بن عبادة هل نستطيع ان نقول بانه اول من اسس انقلاب السقيفة؟
وهو لم يبايع حتى تم اغتياله في الشام؟
وما هو موقفه من آل البيت قبل وبعد انقلاب 28 صفر /10 هجرية
والسلام عليكم


الجواب


الاخ علي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الاخ العزيز، ان انقلاب السقيفة كان متوقعاً قبل وفاة رسول الله (ص) ولم يكن مفاجئاً،

وكان هو متوقع من قريش وليس من الأنصار لأن رسول الله (ص) عانى ما عانى في تبليغه أمر الولاية وبذل ما بذل في سبيل تهيئة الأمور لعلي (ع) من بعده ولكن...



تصدت قريش لرسول الله (ص) في كل مرة يحاول النبي (ص) فيهما ترتيب الامر وتنفيذه، وهذا كله قد حصل في آخر ثمانين يوماً من عمره الشريف في هذه الدنيا أي بدأت المواجهة مع النبي (ص) منذ حجة الوداع وإلى آخر يوم للنبي (ص) فأثمر ذلك الصراع (صراع الإرادات) مولوداً مشوهاً نشازاً هو السقيفة واجتماع السقيفة وبيعة السقيفة الفلتة!

1- فقد حاول رسول الله (ص) في حجة الوداع تبليغ هذا الأمر بصورة واضحة جلية والتنصيص على خلفائه الاثني عشر،

ولكن منعته قريش من ذلك!


فحديث جابر بن سمرة رضوان الله عليه ذلك المجاهد البطل الذي تفنن في نقله لحديث الخلفاء الاثني عشر وأوصل لنا هذه الحقيقة، وهذه المواجهة واضحة جلية وإشارات مضيئة لا يمكن لكل متأمل أن يعبرها دون تأمل ودون فهم، فقد نقل هذه الرواية وهذه الواقعة بعدة ألفاظ حتى استطاع تأديتها وبيانها بشكل واضح، فقد أخرج أحمد وغيره حديثه هذا بلفظ

((خطبنا رسول الله (ص) بعرفات وقال المقدمي في حديثه سمعت رسول الله (ص) يخطب بمنى فسمعته يقول: (لن يزال هذا الأمر عزيزاً ظاهراً حتى يملك اثنا عشر كلهم ــ

ثم لغط القوم وتكلموا فلم أفهم قوله بعد كلهم فقلت لأبي: يا أبتاه ما قال بعد كلهم ؟ قال: ــ كلهم من قريش))) .


وهذه الرواية تدلنا بصورة واضحة إلى وجود معارضة قوية للنبي (ص) في رد هذا الأمر وعدم قبوله!

2- ثم جاء يوم رزية يوم الخميس حين تصدوا لرسول الله (ص) حين أراد أن يكتب ذلك الأمر ويقيده بكتاب وأمام أعينهم وبرضاهم، ولكنهم رموه بالهجر وهددوه بالطعن فيه (ص) إن هو كتب ذلك الكتاب!

3- وحين أراد إخلاء المدينة منهم واخراجهم في جيش اسامة تحت إمرة عبد أسود وشاب صغير،

اعترضوا على اسامة، ثم أخروا الخروج، ثم تخلفوا وخالفوا أمر رسول الله (ص) الذي شدد عليهم في إنفاذه!


4- ثم ختموا هذه المواقف في السقيفة، فأثمرت خلافتهم وانحرافهم من الإمام الحق والمنصب والمبايع بولاية العهد قبل أيام في غدير خم بمعجزة وكرامة إلهية حين تعهد الله تعالى لرسوله بحمايته وعصمته من الناس حتى يتم الأمر في الغدير ويلقي الحجة أمام الجميع ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة.


وخير شاهد على وجود هذا النفس في قريش وبدايته منهم هو قول عمر لابن عباس: ((إن قومكم كرهوا أن يجمعوا لكم الخلافة والنبوة)).



فلا نستطيع القول بعد ذلك بأن الأنصار أو سعد بن عبادة هم من أسسوا لوقوع السقيفة خصوصاً


إذا علمنا بأن الأنصار قالوا في ردهم على أبي بكر (لا نبايع إلاّ عليّاً)

كما يرويه ابن الأثير في (الكامل في التاريخ 2/325) وابن قتيبة في (الإمامة والسياسة والطبري 2/443)،


وكان سعد بن عبادة يقول لأبي بكر: ((وأيم الله لو أن الجن اجتمعت لكم مع الإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي وأعلم ما حسابي)) وكان لا يصلي بصلاتهم ولا يفجمع معهم ولا يفيض بإفاضاتهم. (راجع تاريخ الطبري 3/198).


وذكر علماؤنا كالسيد البروجردي ومحسن الأمين مدحاً في ترجمته وذكروا فيما ذكروا عنه عن التعليقة: سعد بن عبادة في المجالس ما يظهر منه جلالته وأنه ما كان يريد الخلافة لنفسه بل لعلي ... أهـ .


نعم، قد ورد ذمه في رواية عن أمير المؤمنين بقوله (ع):

(إن أول من جَرَّأ الناس علينا سعد بن عبادة فتح باباً ولجه غيره وأضرم ناراً كان لهبها عليه وضوؤها لأعدائه).


ولكن السيد محسن الأمين ردها وضعفها ودافع عنه بقوله: ((ولكن المتأمل في مجاري الأحوال يعلم أن الأمر كان مدبراً في حياة النبي (ص) تدبيراً محكماً وبقي هذا التدبير على احكامه بعد وفاته وأن سعداً لم يؤثر في ذلك شيئاً ومن هنا قد يشك في صحة نسبة هذا الكلام إلى أمير المؤمنين (ع))).
ودمتم في رعاية الله


توقيع : وهج الإيمان
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس