عرض مشاركة واحدة
قديم 2018/10/09, 02:32 AM   #9
وهج الإيمان


معلومات إضافية
رقم العضوية : 5332
تاريخ التسجيل: 2018/03/19
المشاركات: 1,416
وهج الإيمان غير متواجد حالياً
المستوى : وهج الإيمان is on a distinguished road




عرض البوم صور وهج الإيمان
افتراضي

إحقاق الحق
وإزهاق الباطل
تأليف
العلامة في العلوم العقلية والنقلية
متكلم الشيعة نابغة الفضل والأدب
القاضي السيد نور الله الحسيني المرعشي التستري
الشهيد
في بلاد الهند سنة 1019
الجزء الثاني
مع تعليقات نفيسة هامة
بقلم :
فضيلة الأستاذ الفقيه الجامع العلامة البارع
آية الله السيد شهاب الدين النجفي دام ظله
باهتمام السيد محمود المرعشي
وأما رابعا فلأن ما ذكره من أن أبا بكر لم يفارق السقيفة حتى بايعه جميع
الأنصار إلا سعد بن عبادة ( 1 ) فكاذب من وجوه كما يدل عليه كلام ابن عبد
البر ( 2 ) في كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب حيث قال في ترجمة أبي بكر :
إنه بويع له بالخلافة في اليوم الذي قبض ( مات خ ل ) فيه رسول الله ( ص ) في
سقيفة بني ساعدة ثم بويع البيعة العامة يوم الثلاثاء من غد ذلك اليوم وتخلف عن بيعته
سعد بن عبادة وطائفة من الخزرج وفرقة من قريش الخ وكذا ما ذكره من أن سعد
344


ابن عبادة مات بعد سبعة أيام من خلافة أبي بكر كذب صريح يكشف عنه ما ذكره
ابن عبد البر في كتابه المذكور وابن حجر العسقلاني في كتابه الإصابة في معرفة
الصحابة حيث قالا : ( 1 ) إن سعدا لم يبايع أحدا من أبي وعمر ولم يقدروا على
إلزامه كإلزامهم لغيره لكثرة أقوامه من الخزرج ، فاحترزوا عن فتنتهم ولما وصل
حكومة أهل الاسلام إلى عمر مر ذات يوم سعد على سوق المدينة فوقع عليه نظر عمر
وقال له أدخل يا سعد في بيعتنا أو أخرج من هذا البلد ، فقال سعد حرام علي أن
أكون في بلد أنت أميره ، ثم خرج من المدينة إلى الشام وكان له قبيلة كثيرة في
نواحي دمشق كان يعيش في كل أسبوع عند طائفة منهم ، ففي تلك الأيام كان يذهب
يوما من قرية إلى أخرى فرموه من وراء بستان كان على طريقه بسهم فقتل رضي الله
عنه ، وقال ( 2 ) صاحب روضة الصفا ما معناه : أن سعدا لم يبايع أبا بكر وخرج من
المدينة إلى جانب الشام وقتل بعد مدة فيها بتحريك من العظما ، وقال البلاذري ( 3 )
345


في تاريخ : إن عمر بن الخطاب أشار إلى خالد بن الوليد ( 1 ) ومحمد بن مسلمة
الأنصاري ( 2 ) بقتل سعد فرماه بسهم فقتل ، ثم أوقعوا على أوهام الناس
أن الجن قتلوه لأجل خاطر عمر ووضعوا هذا الشعر على لسانهم :
قد قلتنا سيد الخزرج سعد بن عبادة * فرميناه بسهمين فلم يخطئ فؤاده ( 3 )
346


وأما خامسا فلأنه قوله : فلو كان الأنصار سمعوا الخ غير مسموع ، لأنهم سمعوا
ذلك النص وتذاكروه فيما بينهم ، لكنهم لم يجعلوه ذلك اليوم حجة على أبي بكر
لشبهة أوقعها أولياء أبي بكر وغيره في قلوب الناس من أن عليا ( ع ) قد تقاعد عن
تصدي الخلافة والتزم البيت وأمسك عن إحياء هذا ( 1 ) الميت ، فإن المذكور
في المعتبر من كتب السير والتواريخ أنه لما توفي رسول الله ( ص ) واشتغل علي ( ع )
مع أصحابه من بني هاشم وغيرهم بتجهيز النبي ( ص ) وتعزيته معتقدا أن أحدا لا
يطمع في هذا الأمر مع وجوده ( ع ) أوقع بعض ( 2 ) المنحرفين عن علي ( ع ) في قلوب
الناس أنه ( ع ) قد تقاعد عن تصدي الخلافة لشدة ما أصابه من مصيبة النبي ( ص )
وسكن قعر بيته مشتغلا بالحزن والتعزية ، فجاء خزيمة بن ثابت الأنصاري ( 3 ) وقال
347


لقومه من الأنصار ما سمعه من حال علي ( ع ) وذكر أنه لا بد ممن يلي هذا الأمر
وليس سواه قرشي يليق بذلك ، فخاف الأنصار أن تشتد عليهم البلية ويلي هذا الأمر
قرشي فظ غليظ ينتقم منهم للثارات الجاهلية الأضغان البدرية ، فتوجهوا إلى سعد بن
عبادة سيد الأنصار وحضروا السقيفة ملتمسين منه قبول الخلافة ، فأبى سعد عن ذلك
لمكان علي ( ع ) وأنه المنصوص بالخلافة عن الله تعالى ورسوله ( ص ) ، فلما سمع قريش
بذلك وكانوا منتهزين للفرصة دلسوا في الأمر وعجلوا في البيعة لأبي بكر ، فبادروا
إلى السقيفة لتسكين نائرة الأنصار والتمسوا بيعة أبي بكر عنهم بالطوع والاجبار
فقال لهم الأنصار إذا تركتم نص الله ورسوله عليه الصلاة والسلام فليس أحد
منا ومنكم بعد علي بن أبي طالب ( ع ) أولى من غيره ، فمنا أمير ومنكم أمير ، فأبى
أبو بكر وأصحابه عن ذلك محتجين في ذلك بأن الأئمة من قريش ، وأبى سعد عن
قبول إمارتهم متمسكا بأن المنصوص لذلك غيرهم ، فاضطرب الحال إلى أن مال قلب
بشير بن سعد بن ثعلبة الأنصاري ( 1 ) رغما لابن عمه سعد بن عبادة إلى ترجيح جانب
قريش وموافقتهم ، فقوي أمر قريش وبادر عمر إلى صفق يده على يد أبي بكر وبايعه
هو وجماعة من أضرابه فلتة كما أخبر عنه هو بعد ذلك بقوله : كانت بيعة أبي بكر فلتة
وقى الله شرها عن المسلمين ، وفي كتاب المواهب لمحمد بن جرير الطبري الشافعي
عن أبي علقمة ، عن سعد بن عبادة قال أبو علقمة : قلت لابن عبادة وقد مال الناس إلى
بيعة أبي بكر : ألا تدخل فيما دخل فيه المسلمون ، قال : إليك عني فوالله لقد سمعت
348


رسول الله ( ص ) يقول : إذا أنا مت تضل الأهواء ويرجع الناس على أعقابهم ، فالحق
يومئذ مع علي وكتاب الله بيده لا تبايع أحدا غيره ، فقلت له هل سمع هذا الخبر
أحد غيرك من رسول الله ( ص ) ، فقال أناس في قلوبهم أحقاد ( 1 ) وضغائن ، قلت
بل نازعتك نفسك أن يكون هذا الأمر لك دون الناس كلهم ، فحلف أنه لم يهم بها
ولم يردها وأنهم لو بايعوا عليا كان أول من بايع سعد ( 2 ) انتهى ، وروى الشيخ
الفاضل أبو السعادات ( 3 ) الحلي رحمه الله تعالى عليه في شرح دعاء صنمي قريش أنه
اجتمع أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وإخوانهم في سقيفة بني ساعدة يطلبون الحكم
والبيعة من غير اكتراث ( 4 ) من أهل البيت وبني هاشم وكل واحد من هؤلاء الثلاثة
يرجو الأمر والحكم لنفسه ويعطفه على ( عن خ ل ) ( 5 ) صاحبه فأنكر عليهم الأنصار
349


وأصروا على الدفاع والامتناع ، واحتجوا عليهم بما قال رسول الله ( ص ) في علي
من التوكيد في إمامته في مواطن شتى أمره إياهم بالتسليم عليه بإمرة المؤمنين
فقال أبو بكر قد كان ذلك لكن نسخه النبي ( ص ) بقوله : إنا أهل بيت كرمنا الله
واصطفانا بالنبوة ولم يرض لنا بالدنيا وأن الله لا يجمع لنا النبوة والخلافة فصدقاه
عمر وأبو عبيدة في ذلك وعللا قعود علي في بيته والاشتغال بتجهيز النبي ( ص ) دون
تصدي أمر الخلافة بعلمه بتحويل الأمر عنه ، فقالت الأنصار إذا لا نرضى بإمارة غيرنا
علينا منا أمير ومنكم أمير ، وذكروا عن رسول الله ( ص ) الأئمة من قريش وشبهوا
الأمر على الأنصار وسائر الأمة وقطعوا بذلك حجتهم وأخذوا بيعتهم ، ولما فرغ علي
وأصحابه عن تجهيز النبي ( ص ) ودفنه وتكلموا في ذلك اعتذروا تارة بأن الناس بايعوا
ولم يكن لهم علم بأنك تنازعهم في الأمر ، ونكث البيعة الواقعة يورث مفاسد بين
المسلمين وخللا في أركان الدين ، وتارة بأنهم ظنوا أنك بشدة مصيبة النبي ( ص )
طرحت الخلافة والإمارة ، فاتفق أصحاب النبي ( ص ) على تفويض الأمر إلى أبي بكر
إلى غير ذلك من الأعذار التي ستجئ مع أجوبتها في الموضع اللائق بها ، ومما يقلع
عرق إنكارهم ويوضح رجوعهم على أدبارهم ما ذكره ابن ( 1 ) قتيبة وهو من أكبر شيوخ
350


أهل السنة وله عدة مصنفات في إمامة أبي بكر وغيرها من الكتب ، قال ( 1 ) في كتاب
السياسة في باب إمامة أبي بكر وإباء علي عن بيعته : ما هذه صورته ، وذكروا أن
عليا أتى به أبو بكر وهو يقول أنا عبد الله وأخو رسوله ، فقيل له بايع أبا بكر ، فقال
أنا أحق بهذا الأمر منكم ، لا أبايعكم ، وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الأمر
من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي ( ص ) وتأخذونه منا أهل البيت غصبا ،
ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر لمكان محمد ( ص ) منكم ، فأعطوكم
المقادة ( 2 ) وسلموا إليكم الإمارة فأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على
الأنصار ، نحن أولى برسول الله ( ص ) حيا وميتا فأنصفونا إن كنتم تخافون من أنفسكم
وإلا تبوأوا بالظلم وأنتم تعلمون ، فقال له عمر : أنت لست متروكا حتى تبايع ،
فقال له علي احلب حلبا لك شطره اشدده له اليوم ليرده عليك غدا ، ثم قال : والله
يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه ، فقال له أبا بكر : فإن لم تبايعني فلا أكرهك ،
فقال علي : يا معشر المهاجرين الله الله لا تخرجوا سلطان محمد ( ص ) في العرب من
داره وقعر بيته إلى دوركم وقعور بيوتكم ، وتدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه ،
فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أهل البيت أحق بهذا الأمر منكم ، ما كان فيه القاري
لكتاب الله الفقيه في دين الله العالم بسنن رسول الله ( ص ) ، انتهى ما قصدنا إيراده
من كلامه ، وفيه كما قال بعض الفضلاء عدة شواهد على ما تدعيه الشيعة من قوله :
351


أنا أحق بهذا الأمر منكم ، وقوله : تأخذونه منا أهل البيت غصبا ، وقوله : نحن
أولى برسول الله حيا وميتا ، وقوله : لا تخرجوا سلطان محمد ( ص ) في العرب من داره
وقعر بيته وتدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه ، فوالله لنحن أهل البيت أحق بهذا
الأمر منكم ( 1 ) ، ونحن معاشر الإمامية نقول : صدق علي في جميع ذلك ،
والنواصب يلزمهم أن يقولوا كذب ، وليت شعري أين محبتهم لأهل البيت وكيف
يجعلونه كاذبا في جميع ذلك وهو عندهم إمام ، أم كيف يجعلونه صادقا فيلزم تكذيب
إمامهم الأول ، وكيف يجمع ابن قتيبة بين هذا الحديث وبين قوله بأيهم ( 2 ) اقتديتم
اهتديتم ، يهدي الله لنوره من يشاء والله متم نوره ولو كره الكافرون ( 3 ) ،





توقيع : وهج الإيمان
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان ; 2018/10/09 الساعة 02:36 AM
رد مع اقتباس