قليلة هي الشخصيات التي كان لها شرف التواجد في بيت الرسالة والإمامة وحصولها على التربية والرعاية المباشرة من تلك النفوس المقدسة والهياكل النورانية فنهلت من علومهم و وتأدبت بأخلاقهم فحجزت لها مكان في سجل التاريخ كانت ومازالت تحسد عليه ومن تلك الشخصيات السيدة فِضَّة (رض) أَمَة الصديقة الزهراء (عليها السلام ) إن هذه المرأة العظيمة لم تكن مجرد خادمة لفاطمة الزهراء (عليها السلام) فهي قد تأثرت بشخصية الزهراء عليها السلام كثيرا فأخذت منها الكثير مما صاغ شخصيتها العلمية و الإيمانية حتى بلغت شأناً عظيماً وزاد ذلك تشربها الولاء للبيت المحمدي العلوي الفاطمي . كانت فِضَّة على درجة عالية من الإيمان والتقوى ، والزهد والورع .وكانت مَحبَّتُها لأهل البيت (عليهم السلام ) معروفة ومشهورة ، وأمّا بلاغتها وحسن منطقها فهو مشهور. كما إنّ مساعدتها للزهراء ( عليها السلام ) لم تكن مقتصرة على العمل اليومي في المنزل ، ولم يكن إسهامها في خدمة البيت فقط ، بل كانت التربية الفاطميَّة تنعكس على هذه التلميذة التي كانت ملازمة لمعلِّمتِها ( عليها السلام ) . روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخدم فاطمة ابنته (عليها السلام) جارية اسمها فِضَّة النوبيَّة. وكانت تشاطر الزهراء الخدمة، فعلَّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعاء تدعو به فقالت لها فاطمة (عليها السلام ): أتعجنين أو تخبزين ؟فقالت: بل أعجن يا سيَّدتي واحتطب. فذهبت واحتطبت وبيدها حزمة، فأرادت حملها فعجزت، فدعت بالدعاء الذي علَّمَها (صلى الله عليه وآله) وكان الدعاء هو: (يَا واحدُ لَيس كَمِثلِهِ أَحَد، تُميتَ كُلَّ أحدٍ وأنتَ على عَرشِكَ وَاحِد لا تَأخُذهُ سِنَةٌ وَلا نَوم) فجاء أعرابي كأنّه من(أزد شنوأة)، فحمل الحزمة إلى باب فاطمة الزهراء (عليها السلام). أما مقامها في كربلاء فهو يقع في محلة باب النجف أحدى محلات مدينة كربلاء المقدسة داخل زقاق يسمى زقاق شير فضة نسبة الى المقام المذكور- وشير كلمة فارسية تعني الاسد -يبعد الزقاق عن العتبة الحسينية المقدسة مسافة 315 م ،وعن سبب اختيار الموقع نقل بعض الثقاة انهم سمعوا من آبائهم عن اجدادهم بان المشهور ان الأسد كان يربض في هذا المكان وجاءته السيدة فضة وكلمته بشأن الأجساد. والمشهور ان عمرالمقام يناهز المائة وخمسين عاما والمقام أُقيم على واجهة الدار العائده الى (الحاج مهدي قلي) وسط الزقاق وتم تحديثه عام 2003م من قبل المحسن صاحب الدار كما هو مدون على جدار المقام. واجهة المقام من الاسفل مغلفة بالمرمر الابيض بارتفاع 60 سم ومن الاعلى توجد لوحة رسم عليها صورة أسد رابض وخلفه خيام ومن الجانب الايسر كتيبة طولية من الكاشي الكربلائي كتب عليها ((حسين مني وأنا من حسين)) ومن الجانب الايمن ركن الزقاق قبة مغلفة بالكاشي الكر بلائي الاخضر وكتيبة مكتوب عليها (آي من القرآن الكريم) والقبة مرتكزة على حزام اسطواني الشكل مغلف بالمرمر الاونكس الاخضر ووسط الحزام الاسطواني (شباك من الكروم)توضع فيه التبرعات وكذلك يوجد مصلى صغير.
lvr] hgsd]m tqm vq
2015/08/06, 04:19 PM
مرقد السيدة فضة رض
