عرض مشاركة واحدة
قديم 2018/01/18, 06:55 PM   #3
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: كلام يحاولون فيه تبرئة يزيد بن معاوية وبني أميّة

وجدت في إحدى المواقع السنية بحث عن الشيخ المفيد في كتابه الأرشاد والقول أنه يخالف الشيعة في أنه يبرئ يزيد بن معاوية (لعنه الله) ولايجرمه وهو يتوافق مع ماذكره أهل السنة بحق يزيد بن معاوية أتمنى الأجابة وتفسير ماأورده الشيخ المفيد في كتابه وسوف أضع أهم نقاط البحث .
*************************
أ- ما هو موقف الحسين من معاوية؟
لا شك أن الشيعة زوروا وزوروا حتى صدقوا كذبهم فمنهم من يقول أن معاوية لعن علي على المنابر ومنهم من يقول أن معاوية سم الحسن ومنهم من يقول أن معاوية نقض شروط الصلح(تنازل الحسن عن الخلافة)
أولا لنستشهد بقول شيخ الشيعة المفيد وهو يقول:ما رواه الكلبي و المدائني و غيرهما من أصحاب السيرة (قالوا لما مات الحسن بن علي ع تحركت الشيعة بالعراق و كتبوا إلى الحسين ع في خلع معاوية و البيعة له فامتنع عليهم و ذكر أن بينه و بين معاوية ((عهدا و عقدا لا يجوز له نقضه ))حتى تمضي المدة فإن مات معاوية نظر في ذلك)الإرشاد ج 2ص:32
كما يقول المفيد:فكانت إمامة الحسين ع بعد وفاة أخيه بما قدمناه ثابتة و طاعته لجميع الخلق لازمة و إن لم يدع إلى نفسه للتقية التي كان عليها و الهدنة الحاصلة بينه و بين معاوية بن أبي سفيان ((فالتزم الوفاء بها ))و جرى في ذلك مجرى أبيه أمير المؤمنين الإرشاد ج : 2 ص : 31
والآن لنأخذ الأحداث بالتواريخ والأرقام:
41 هجرية تنازل الحسن لمعاوية بالخلافة
49 هجرية وفاة الحسن واستمرار الحسين في بيعة معاوية
51 هجرية بويع ليزيد بولاية العهد مع اعتراض بعض الصحابة
60 هجرية وفاة معاوية ومبايعة يزيد للخلافة مع اعتراض الحسين ووابن الزبير
61 هجرية وفي بداية هذه السنة قتل الحسين
64 هجرية وفاة يزيد
ماذا نستنتج من هذه التواريخ وكلام المفيد؟؟؟؟؟؟
1- أن الحسن وأهل البيت بايعوا معاوية حتى وفاته, واستمرت البيعة 9 سنين كاملة!
2- أن الحسين وأهل البيت استمروا في بيعة معاوية لمدة 19 سنة وهي مدة خلافة معاوية!
3- أن معاوية لم ينقض الصلح المنعقد بينه وبين الحسن طوال مدة خلافته
ب- لماذا خرج الحسين من المدينة إلى الكوفة؟
ما يقوله الشيعة بالحسينيات فهذا من نسج الخيال , ومحاولة إلقاء تبعات قتل الحسين على يزيد
فمنهم من يقول لولا خروج الحسين لما أقيمت الصلاة ولما بقي مسلما!
ومنهم من يقول أنه خرج خوفا من اغتياله في مكة!
ومنهم من يقول أنه خرج معترضا على فسق يزيد !
ومنهم من يقول أنه خرج وعلم باستشهاده وغدر الشيعة ولكن ليبقى رمزا للأمة!
فما حقيقة هذه الأقوال؟
لا شك أن الحسين رمزا من رموز المسلمين بدون أن نستغل مأساته في كسب الأموال أو السلطة.
فأول من تاجر بدم الحسين هو المختار الكذاب الذي شهد عليه أهل البيت بالكذب .
ويكفي أهل السنة أنهم يروون أن الحسنين سيدا شباب أهل الجنة.وهذه فضيلة لا يسبقهما أحدا بهما
أما أسباب الخروج فننقلها كما نقلها شيخهم المفيد:
و بلغ أهل الكوفة هلاك معاوية فارجفوا بيزيد و عرفوا خبر الحسين ع و امتناعه من بيعته و ما كان من ابن الزبير في ذلك و خروجهما إلى مكة فاجتمعت الشيعة بالكوفة في منزل سليمان بن صرد فذكروا هلاك معاوية فحمدوا الله عليه فقال سليمان إن معاوية قد هلك و إن حسينا قد تقبض على القوم ببيعته و قد خرج إلى مكة و أنتم شيعته و شيعة أبيه فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه و مجاهدو عدوه فأعلموه و إن خفتم الفشل و الوهن فلا ((تغروا الرجل في نفسه )) قالوا لا بل نقاتل عدوه و نقتل أنفسنا دونه قال فكتبوا الإرشادج2ص:36
يقول المفيد أن الشيعة غروه وأخرجوه كما ينقل المفيد أن الحسين لم يفكر بالخروج إلا بعد أن راسلوه وغروه وزعموا أن لا إمام لهم ولذلك كتب هذه الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
من الحسين بن علي إلى الملأ من المسلمين و المؤمنين أما بعد فإن هانئا و سعيدا قدما علي بكتبكم و كانا آخر من قدم علي من رسلكم و قد فهمت كل الذي اقتصصتم و ذكرتم و مقالة جلكم (( إنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى و الحق )) وإني باعث إليكم أخي و ابن عمي و ثقتي من أهل بيتي فإن كتب إلي أنه قد اجتمع رأي ملئكم و ذوي الحجا و الفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم و قرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكا إن شاء الله الإرشادج2ص:39
كما يشهد مسلم بن عقيل بذلك حينما خذله الشيعة:
قال يا أمة الله ما لي في هذا المصر منزل و لا عشيرة فهل لك في أجر و معروف لعلي مكافئك بعد اليوم فقالت يا عبد الله و ما ذاك قال أنا مسلم بن عقيل ((كذبني هؤلاء القوم و غروني و أخرجوني ))قالت أنت مسلم قال نعم الإرشاد ج : 2 ص : 55
كما يقول مسلم في آخر رسالة له للحسين:
يا عبد الله إني أراك و الله ستعجز عن أماني فهل عندك خير تستطيع أن تبعث من عندك رجلا على لساني أن يبلغ حسينا فإني لا أراه إلا قد خرج إليكم اليوم مقبلا أو هو خارج غدا و أهل بيته و يقول إن ابن عقيل بعثني إليك و هو أسير في أيدي القوم لا يرى أنه يمسي حتى يقتل و هو يقول ارجع فداك أبي و أمي بأهل بيتك(( و
لا يغرك أهل الكوفة فإنهم أصحاب أبيك الذي كان يتمنى فراقهم بالموت )) أو القتل إن أهل الكوفة قد كذبوك و ليس لمكذوب رأي لإرشاد ج : 2 ص : 60
كما يقول مسلم قبل موته: اللهم احكم بيننا و بين قوم غرونا و كذبونا و خذلونا الإرشاد ج : 2 ص :64
والآن أثبتنا من كلام شيخهم المفيد أن الشيعة غروا الحسين بالخروج وانه لم يفكر بالخروج أبدا لولا دعوة الشيعة له والآن لنثبت لكم من كلام شيخهم المفيد أنه تراجع عن خروجه بعد أن علم بخيانة الشيعة وأن الحسين كان يريد مبايعة يزيد قبل استشهاده و لما رأى الحسين نزول العساكر مع عمر بن سعد بنينوى و مددهم لقتاله أنفذ إلى عمر بن سعد أني أريد أن ألقاك فاجتمعا ليلا فتناجيا طويلا ثم رجع عمر بن سعد إلى مكانه و كتب إلى عبيد الله بن زياد. أما بعد فإن الله قد أطفأ النائرة و جمع الكلمة و أصلح أمر الأمة هذا حسين قد أعطاني عهدا أن يرجع إلى المكان الذي أتى منه أو أن يسير إلى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين له ما لهم و عليه ما عليهم ((أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده ))فيرى فيما بينه
و بينه رأيه و في هذا لكم رضى و للأمة صلاح.الإرشاد ج : 2 ص :-87
هذا ما نقله شيخهم المفيد عن موافقة الحسين مبايعة يزيد إذن كل ما يقال في الحسينيات يعتبر من نسج خيال الشيعة ولكن الحسين قتل مظلوما لأنه قبل بمبايعة يزيد أخيرا ولكن ابن زياد لم يقبل بهذه المبايعة وأصر على قدومه للكوفة أولا ولذلك حارب الحسين ابن زياد ولم يحارب يزيد بن معاوية والدليل ما نقله شيخهم المفيد عن موقف يزيد عند سماعه بخبر استشهاد الحسين:
فأطرق يزيد هنيهة ثم رفع رأسه فقال قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين أما لو أني صاحبه لعفوت عنه.الإرشاد ج : 2 ص :119
كما ينقل شيخهم المفيد كلام يزيد لعلي بن الحسين:لما أراد يزيد أن يجهزهم دعا علي بن الحسين ع استخلاه ثم قال له لعن الله ابن مرجانة أم و الله لو أني صاحب أبيك ما سألني خصلة أبدا إلا أعطيته إياها و لدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت و لكن الله قضى ما رأيت الإرشاد ج : 2 ص : 122
وبعد هذه الأدلة أثبتنا كذب الشيعة في الحسينيات وما يزعمونه من أسباب خروج الحسين رضي الله عنه خدع الحسين بالخروج ومات مظلوما كم كان عدد جنود ابن زياد حينما ثار مسلم عليه؟:
فمنهم من يقول أن جيش الشام قتل الحسين ومنهم من يقول أن الحسين خاطب أعداءه ببني أمية! ومنهم من يقول أن جيش ابن زياد قتل الحسين!!
فما حقيقة هذه الأقول؟؟؟؟؟؟
أولا نقرأ كلام شيخهم المفيد عن عدد من بايع الحسين بيد مسلم بن عقيل:ثم أقبل حتى دخل الكوفة فنزل في دار المختار بن أبي عبيد و هي التي تدعى اليوم دار سلم بن المسيب و أقبلت الشيعة تختلف إليه فكلما اجتمع إليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الحسين بن علي ع و هم يبكون و بايعه الناس حتى بايعه منهم ثمانية عشر ألفا فكتب مسلم رحمه الله إلى الحسين ع يخبره ((ببيعة ثمانية عشر ألفا)) و يأمره بالقدوم .الإرشاد ج : 2 ص : 42
طبعا هؤلاء من بايع باليد مبايعة على النصر والقتال مع الحسين!!
أما عدد الشيعة في الكوفة الذين بايعوا باليد أو بالإنابة فهناك جيش جرار لا طاقة لابن زياد فيه وكما نقل شيخهم المفيد عن عدد الشيعة:و كان مسلم كتب إليه قبل أن يقتل بسبع و عشرين ليلة و كتب إليه أهل الكوفة أن لك هاهنا مائة ألف سيف فلا تتأخر .الإرشاد ج : 2 ص : 71
والآن لنرى كم كان جيش مسلم وكم كان جيش الشام أو ابن زياد في بداية ثورة مسلم:
فدخلت على مسلم بن عقيل فأخبرته فأمرني أن أنادي في أصحابه و قد ملأ بهم الدور حوله ((و كانوا فيها أربعة آلاف رجل ))فناديت يا منصور أمت فتنادى أهل الكوفة و اجتمعوا عليه فعقد مسلم لرءوس الأرباع على القبائل كندة و مذحج و أسد و تميم و همدان و تداعى الناس و اجتمعوا فما لبثنا إلا قليلا حتى امتلأ المسجد من الناس و السوق و ما زالوا يتوثبون حتى المساء.الإرشاد ج : 2 ص : 52
في البداية كانوا أربعة آلاف كوفي مع مسلم ثم تزايد العدد حتى أصبح مئة ألف وهم أهل الكوفة كلهم!!
هؤلاء من خدعوا الحسين ثم قاتلوه وقتلوه آخيرا والآن لنرى كم كان جيش الشام أو جيش ابن زياد حسب كلام المفيد: فضاق بعبيد الله أمره و كان أكثر عمله أن يمسك باب القصر و ليس معه في القصر إلا(( ثلاثون رجلا من الشرط ))و عشرون رجلا من أشراف الناس و أهل بيته و خاصته .الإرشاد ج : 2 ص : 52
ثلاثون رجل فقط هم جيش الشام أو جيش ابن زياد!!!!
مقابل مئة ألف من أهل الكوفة الشيعة الذين أقسموا على نصرة الحسين!!!
إذن ما زعمه سادات الشيعة من أن جيش الشام هم الذين قتلوا الحسين لا يستند على دليل!
بل هو كذب ومحاولة إلقاء تبعات خيانتهم على الأمويين ويزيد ولو عدنا لعدد الجيش الذي قاتل الحسين لوجدانهم أهل الكوفة بل رؤساء الكوفة الذين راسلوا الحسين.
فهل نشك الآن بعد كلام المفيد أن الشيعة هم من حارب ضد الحسين؟
- كم كان عدد الجيش الذي قتل الحسين؟
- أين ذهب الذين بايعوا مسلم بن عقيل ؟وكم عددهم؟
أثبتنا في الإجابة السابقة أن من بايع الحسين مئة ألف من أهل الكوفة! أي الكوفة بأكملها كما أثبتنا أن جيش ابن زياد كان ثلاثون من الشرطة فقط عند ثورة مسلم بن عقيل ولم يثبت أن بينهم شاميا بل كلهم من الكوفة ما خلا عمر بن سعد وكان مع الحسين أعدادا لم تعرف على وجه الدقة ولكنهم تفرقوا عنه عندما سمعوا بقتل مسلم بن عقيل يقول شيخهم المفيد:و كان قد اجتمع إليه مدة مقامه بمكة نفر من أهل الحجاز و نفر من أهل البصرة انضافوا إلى أهل بيته و مواليه الإرشاد ج : 2 ص : 67
ثم تفرق أغلبهم كما يقول المفيد:فتفرق الناس عنه و أخذوا يمينا و شمالا حتى بقي في أصحابه الذين جاءوا معه من المدينة و نفر يسير ممن انضموا إليه و إنما فعل ذلك لأنه ع علم أن الأعراب الذين اتبعوه إنما اتبعوه و هم يظنون أنه يأتي بلدا قد استقامت له طاعة أهله فكره أن يسيروا معه إلا و هم يعلمون على ما يقدمون.الإرشاد ج : 2 ص : 76
اذن كان قدوم الحسين يشكل مشكلة كبيرة لابن زياد ويزيد هناك مئة ألف في الكوفة كما جاء الحسين بجيش لا بأس به , وخاصة إذا علمنا أن فرسان أهل البيت من أولاد علي والحسن والحسين وأبناء عقيل كانوا مع الحسين وخاصة أبو بكر بن علي وأبو بكر بن الحسن وأبو بكر بن الحسين وكذلك عمر بن علي وعمر بن الحسين وكذلك عثمان بن علي وعثمان بن الحسن كل هؤلاء وأكثر كانوا في جيش الحسين بينما ابن زياد لا يملك إلا ثلاثون رجلا فقط ولذلك كان ابن زياد متشددا وخائفا من فتنة تطيح به أولا ثم تطيح بيزيد ثانيا لنعود لجيش ابن زياد وكيف أصبح بعد خيانة الشيعة:يقول المفيد:
وكان مجي‏ء الحر بن يزيد من القادسية و كان عبيد الله بن زياد بعث الحصين بن نمير و أمره أن ينزل القادسية و تقدم الحر بين يديه في ألف فارس يستقبل بهم حسينا الإرشاد ج : 2 ص : 79
ثم زاد الجيش في اليوم الثاني:فلما كان من الغد قدم عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص من الكوفة في أربعة آلاف فارس فنزل بنينوى الإرشاد ج : 2 ص : 85
أصبح المجموع خمسة آلاف مقاتل بعد أن كانوا ثلاثون رجلا!!!ثم وصل شمر بن الجوشن للجيش ولم يثبت أنه قدم بمدد وفي المقابل بدأ تناقص جيش الحسين:
و أصبح الحسين بن علي ع فعبا أصحابه بعد صلاة الغداة و كان معه اثنان و ثلاثون فارسا و أربعون راجلا فجعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه و حبيب بن مظاهر في ميسرة أصحابه و أعطى رايته العباس أخاه الإرشاد ج : 2 ص : 95
ولو جمعنا أصحاب الحسين لوجدناهم:
اثنان و ثلاثون فارسا و أربعون راجلا +الحسين+الحر بن يزيد=74 رجلا ضد خمسة آلاف هو جيش الكوفة(ابن زياد) لا شك أن من قاتل الحسين هم أهل الكوفة بأكملهم ما خلا عمر بن سعد أما بقية شرطة ابن زياد فكانوا بالقصر لحمايته هذا اذا أبعدنا الحر بن يزيد الذي انضم للحسين فتكون المعادلة متساوية بالنسبة لابن زياد فأحد الموالين له في جيشه وهو عمر بن سعد وأحد الموالين له أصبح ضده وهو الحر بن يزيد والخمسة آلاف هم من أهل الكوفة الذين راسلوا الحسين وخدوعوه:
فنادى يا شبث بن ربعي يا حجار بن أبجر يا قيس بن الأشعث يا يزيد بن الحارث أ لم تكتبوا إلى أن قد أينعت الثمار و أخضر الجناب و إنما تقدم على جند لك مجند فقال له قيس بن الأشعث ما ندري ما تقول و لكن انزل على حكم بني عمك فإنهم لم يروك إلا ما تحب الإرشاد ج : 2 ص :98
أعتقد أن الأمور واضحة لكل من له عقل يفكر به فهؤلاء هم شيعة الأمس وهؤلاء هم شيعة اليوم هل وافق الحسين على بيعة يزيد قبل المعركة؟:
المفيد يذكر هذه البيعة المتأخرة:و لما رأى الحسين نزول العساكر مع عمر بن سعد بنينوى و مددهم لقتاله أنفذ إلى عمر بن سعد أني أريد أن ألقاك فاجتمعا ليلا فتناجيا طويلا ثم رجع عمر بن سعد إلى مكانه و كتب إلى عبيد الله بن زياد. أما بعد فإن الله قد أطفأ النائرة و جمع الكلمة و أصلح أمر الأمة هذا حسين قد أعطاني عهدا أن يرجع إلى المكان الذي أتى منه أو أن يسير إلى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين له ما لهم و عليه ما عليهم أو ((أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده )) فيرى فيما بينه و بينه رأيه و في هذا لكم رضى و للأمة صلاح.الإرشاد ج : 2 ص :-87 إذن لم يكن الأمر فسق يزيد أو فساده أو كما يزعم الشيعة كان الأمر إعتراض على طريقة تداول السلطة , فمعاوية كان البادئ في نقل الخلافة بالوراثة بينما الحسن كان أول خليفة يأخذ الخلافة من أبيه علي ولكن بالشورى والأمر الآخر لم يخرج الحسين إلى الكوفة للثورة يقول المفيد في كتابه :بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى الملأ من المسلمين و المؤمنين أما بعد فإن هانئا و سعيدا قدما علي بكتبكم و كانا آخر من قدم علي من رسلكم و قد فهمت كل الذي اقتصصتم و ذكرتم و مقالة جلكم ((إنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى و الحق ))و إني باعث إليكم أخي و ابن عمي و ثقتي من أهل بيتي فإن كتب إلي أنه قد اجتمع رأي ملئكم و ذوي الحجا و الفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم و قرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكا إن شاء الله الإرشاد ج2ص:39
كان الحسين يعتقد أن الكوفة خرجت من يد يزيد, وإن أهل الكوفة ناصروه!
وعندما رأى خيانتهم وافق على بيعة يزيد قبل القتال ولكن ابن زياد لم يقبل بهذه البيعة بعد سماع كلام شمر بن الجوشن وتخويفه من ترك الحسين ليذهب ليزيد ولذلك نقل المفيد اعتراض الحر بن يزيد على عدم موافقتهم على هذه البيعة:فلما رأى الحر بن يزيد أن القوم قد صمموا على قتال الحسين ع قال لعمر بن سعد أي عمر أمقاتل أنت هذا الرجل قال إي و الله قتالا أيسره أن تسقط الرءوس و تطيح الأيدي قال: أ ((فما لكم فيما عرضه عليكم رضى ))قال عمر أما لو كان الأمر إلي لفعلت و لكن أميرك قد أبى.الإرشاد ج : 2 ص :100
وهذا يجرنا للسؤال من الذي أمر بقتل الحسين؟
بينا سابقا أن يزيد لم يرضى بقتل الحسين ولذلك لعن ابن مرجانة وهذا سنعود له في آخر الموضوع ولكن من أمر بقتال الحسين هو عبيد الله بن زياد فقط بعد أن استمع لكلام شمر بن الجوشن وهذا ثابت في كلام المفيد عندما بين موقف ابن زياد على ثلاث مراحل:
1- المرحلة الأولى يوثقها المفيد من قول ابن زياد:
أما حسين فإن هو لم يردنا لم نرده.
وبعد ذلك: و لما بلغ عبيد الله بن زياد إقبال الحسين ع من مكة إلى الكوفة بعث الحصين بن نمير صاحب شرطه حتى نزل القادسية و نظم الخيل ما بين القادسية إلى خفان و ما بين القادسية إلى القطقطانة و قال الناس هذا الحسين يريد العراق.
2- المرحلة الثانية يوثقها الحر بن يزيد:
فقال له الحسين ع فما تريد قال أريد أن انطلق بك إلى الأمير عبيد الله بن زياد قال إذا و الله لا أتبعك قال إذا و الله لا أدعك فترادا القول ثلاث مرات فلما كثر الكلام بينهما قال له الحر إني لم أؤمر بقتالك إنما أمرت ألا أفارقك حتى أقدمك الكوفة فإذا أبيت فخذ طريقا لا يدخلك الكوفة و لا يردك إلى المدينة تكون بيني و بينك نصفا حتى أكتب إلى الأمير و تكتب إلى يزيد أو إلى عبيد الله فلعل الله إلى ذلك أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلي بشي‏ء من أمرك.
3- المرحلة الثالثة وتحريض شمر بن الجوشن:
فلما قرأ عبيد الله الكتاب قال هذا كتاب ناصح مشفق على قومه. فقام إليه شمر بن ذي الجوشن فقال :أ تقبل هذا منه و قد نزل بأرضك و إلى جنبك و الله لئن رحل من بلادك و لم يضع يده في يدك ليكونن أولى بالقوة و لتكونن أولى بالضعف و العجز فلا تعطه هذه المنزلة فإنها من الوهن و لكن لينزل على حكمك هو و أصحابه فإن عاقبت فأنت أولى بالعقوبة و إن عفوت كان ذلك لك.
ثم ذكر القتل إذا لم يوافق على الإستسلام في رسالته لعمر بن سعد:
فإن نزل حسين و أصحابه على حكمي و استسلموا فابعث بهم إلي سلما و إن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم و تمثل بهم فإنهم لذلك مستحقون و إن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره و ظهره فإنه عات ظلوم و ليس أرى أن هذا يضر بعد الموت شيئا و لكن علي قول قد قلته لو قتلته لفعلت هذا به وبعد هذه الأدلة نعرف أن ابن زياد وحده من اختار هذه المراحل.ولو كان هناك أمر بقتل أو قتال الحسين لما انتظر الجيش هذه المدة الطويلة .
وأخيرا موقف يزيد من قتل الحسين:
لقد ذكرنا سابقا ما قاله يزيد عند سماعه بخبر قتل الحسين:فأطرق يزيد هنيهة ثم رفع رأسه فقال قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين أما لو أني صاحبه لعفوت عنه. الإرشاد ج : 2 ص :119
كما ينقل شيخهم المفيد كلام يزيد لعلي بن الحسين:لما أراد يزيد أن يجهزهم دعا علي بن الحسين ع استخلاه ثم قال له لعن الله ابن مرجانة أم و الله لو أني صاحب أبيك ما سألني خصلة أبدا إلا أعطيته إياها و لدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت و لكن الله قضى ما رأيت الإرشاد ج : 2 ص : 122
هذه كتب الشيعة تذكر موقف يزيد والقصة كاملة أما ما نسمعه اليوم في الحسينيات فهو من الخيال لكسب تعاطف الشيعة ثم كسب أموالهم ولو سألنا سؤالا منطقيا بعد قراءتنا لهذه القصة هل كان الحسين سيخرج للكوفة لو علم بخيانة الشيعة له؟
نترك الإجابة لكم بعد أن انتهينا من توثيق قصة مقتل الحسين من كتاب الإرشاد للمفيد الذي يعد من أهم علماء الشيعة كما نقلت حرفيا من المصدر وللعلم هذه القصة هي ما اتفق عليها الشيعة والسنة
*************************
الجواب:

ان عملية تقطيع الأحداث واجتزاء بعض الوقائع دون بعض عملة رائجة عند البعض، ومن هنا نجد من ينتدب لها بين فترة وأخرى من أصحاب الأقلام ليقنع بها قومه ونفسه، مع أنّ الحقائق في المسائل المذكورة واضحة، ولايمكن للغربال أن يغطي ضوء الشمس.
1ـ خذ مثلاً التركيز على المتخاذلين في جيش الإمام الحسن (عليه السلام) وعد قولهم ورأيهم رأياً للشيعة ، وهذا خلاف الإنصاف، فالشيعة رأيهم من رأي إمامهم وليس العكس، فالشيعي شيعي باتّباعه لإمامه لا أنه شيعي بنسبه أو عائلته او مجتمعه الشيعي، هكذا يجب ان تدرس عقيدة الشيعة الامامية، وما عدى هذا الكلام لا يعد كلاماً علمياً وإنما غرضه التهريج والتسويق الفارغ، مع أن البضاعة كاسدة، وخاصة مع يزيد ومعاوية!!
2ـ لقد نقض معاوية عهده ومواثيقه مع الإمام الحسن (عليه السلام)، وخذ هذه المصادر السنية لتتعرف على هذه الحقيقة. قال ابو اسحاق السبيعي: إن معاوية قال في خطبته في النخيلة: ألا أن كل شيء أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به. قال أبو اسحاق: وكان والله غدّاراً. انظر: المصنف ـ لابن أبي شيبة ـ 251:7، سير أعلام النبلاء 147:3، تاريخ مدينة دمشق 150:59، البداية والنهاية لابن كثير 140:8، شرح نهج البلاغة للمعتزلي 46:16.
3ـ وأما عدم قبول الحسين (عليه السلام) بنقض العهد مع معاوية، فهو لا يعد اعترافاً بخلافته كما يريد أن يوحي القائل بذلك إذ الالتزام بالعهود من الايمان وكمال الدين، حتى لو كان هذا العهد مع مشرك، ولا دلالة في ذلك على القبول بالشخص الآخر والولاء له. قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في عهده لمالك الاشتر: ((وإن عقدت بينك وبين عدوّك عقدة، أو ألبسته من: ذمّة، فحط عهدك بالوفاء، وأرعَ ذمّتك بالأمانة، واجعل نفسك جُنّة دون ما اعطيت، فإنّه ليس من فرائض الله شيء الناس أشدّ عليه اجتماعاً مع تفرّق أهوائهم وتشتت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود، وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لِما استوبلوا من عواقب الغدر، فلا تغدرنّ بذمتك، ولا تخيسنّ بعهدك، فلا تختلف عدوّك، فإنه لا يجترئ على الله إلا جاهل شقي)) (نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمد عبده ـ 106:3).
وقوله (عليه السلام): وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين، يريد به (عليه السلام) ان المشركين كونهم دون المسلمين في الأخلاق والعقائد، لكنّهم التزموا بوفاء العهود فيما بينهم، فالمسلمون أولى بالالتزام بذلك.
وهذا النص كاف في بيان سر التزام الحسين (عليه السلام) بالعهود التي ابرمها الامام الحسن (عليه السلام) مع معاوية، والتي كان من شروطها أن يسلّم معاوية السلطة الى الحسن إن توفي هو قبل الحسن (عليه السلام) أو الى الحسين (عليه السلام) إن كانت الوفاة بعده. وعندما نقض معاوية هذا الشرط، وسعى في طلب الخلافة لابنه يزيد انتفض الحسين (عليه السلام) عليه، وخرج بثورته المعروفة لانتقاض الشرط المذكور.
4ـ السرد المقتطع بالتواريخ، ومحاولة الايحاء بخلاف الواقع كقولهم (49 هـ وفاة الحسن واستمرار الحسين في بيعة معاوية)، فهل لسائل أن يسأل ان العهد الذي جرى بين الامام الحسن (عليه السلام) ومعاوية هو عهد للصلح وحقن الدماء ام عهد بيعة وموالاة.. والجواب يعرفه أي قارئ بسيط لكتب التاريخ بان العهد كان عهد لأجل حقن الدماء، ولا يوجد فيه أيّة دلالة على المبايعة والمولاة. وهذا الكلام من أن الحسين مستمر في بيعة معاوية ـ غرضه التدليس على عوام الناس المساكين الذين لا يقرأون التاريخ ولا يطلعون على الحقائق.
5ـ والسؤال عن سبب خروج الحسين (عليه السلام)، الجواب واضح اجاب عليه الحسين (عليه السلام) نفسه حين قال : ((خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وانهى عن المنكر)) (كتاب الفتوح لابن اعثم الكوفي 21:5).
ويكفيك أن تعرف صدق الحسين (عليه السلام) وصدق نهضته لما ورد بحقه من قبل جدّه المصطفى (صلى الله عليه وآله) الذي قال: ((حسين مني وأنا من حسين)).
(مسند أحمد 172:4، ورواه الحاكم في المستدرك 194:3 صححه ووافقه الذهبي)
ولينظر هؤلاء المتمسلفين الى ما قاله الآلوسي في تفسيره عن يزيد، قال في ج6 ص192 عند ذكر قول ابي هريرة: ((اعوذ بالله سبحانه من رأس الستين وإمارة الصبيان)). قال الآلوسي: يشير الى خلافة يزيد الطريد لعنه الله تعالى على رغم أنف أوليائه لانها كانت سنة ستين من الهجرة.
وقال في ج26 ص20 في تأييد اعتراض عبد الرحمن بن أبي بكر على مروان حين أراد أخذ البيعة ليزيد، قال عبد الرحمن: أهرقلية إن ابا بكر رضي الله تعالى عنه ما جعلها في أحد من ولده.. قال الآلوسي: وما قال ـ أي عبد الرحمن ـ إلا حقّاً فأين يزيد الذي تجل اللعنة عنه وأين الخلافة. وانظر الى ما نقله في ج26 ص72 عن أحمد بن حنبل من جواز لعن يزيد وايضاً تصريحه بكفره. فراجع ثمة، فالبحث مفيد وهو يلقم المتمسلفين، عشاق يزيد اللعين الطريد، حجراً.
ودعوى ان الشيعة قد خذلوا الحسين (عليه السلام) وهم الذين أخرجوه، دعوى مقتضية كأخواتها المتقدمات، فالمخلصون من المؤمنين في الكوفة كان عبيد الله بن زياد بن أبيه قد ملأ بهم السجون، وهدد الباقين بالويل والثبور فانحسر الناس وخافوا من عبيد الله بن زياد وزبانيته ولم يبق أمام الحسين (عليه السلام) تجاه هذا الطغيان الأموي إلا التصدي وإنقاذ الناس من الهيمنة الأموية الفاسدة..
ولو سلم كل ما قيل من غدر أهل الكوفة ـ والشيعة بالخصوص ـ لمسلم بن عقيل وللحسين (عليه السلام) فيكفيك ان تعرف أن التشيع لا يعني الشيعة ولا يعني الناس، وانما هو اتّباع الائمة المعصومين (عليهم السلام)، فمن تخلى عن الائمة المعصومين (عليهم السلام) فهو ليس بشيعي، هذه هي عقيدة الشيعة الامامية، فمن كان في قلبه هذا المعنى فهو شيعي، ومن لم يكن في قلبه هذا المعنى فهو ليس بشيعي.
وايضاً يكفيك ان تعرف من مشروعية نهضة الحسين (عليه السلام) ماذكرناه من حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) المتقدم.
قال المباركفوري في (تحفة الاحوذي): ((قوله (حسين مني وأنا من حسين) قال القاضي (عياض) كأنه (صلى الله عليه وآله) يرى بنور الوحي ما سيحدث بينه وبين القوم فخصه بالذكر وبين أنهما كالشيء الواحد في وجوب المحبة وحرمة التعرض والمحاربة، وأكد بقوله (أحب الله من أحب حسيناً) فإن محبته محبة الرسول ومحبة الرسول محبة الله)) انتهى (ج190:10).
6ـ دعوى ان الحسين (عليه السلام) تراجع عن خروجه وأنه كان يريد مبايعة يزيد قبل استشهاده، فهذه من أحلام اليقظة لا يؤيدها عقل ولا نقل. بل الثابت ان الحسين (عليه السلام) كان يعلم بمصيره ومصير اخوته وعياله منذ اللحظة الاولى لخروجه، بل كان أمر استشهاده في كربلاء أمراً معلوماً محفوظاً عند أهل البيت (عليهم السلام) أخبره جبرئيل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأخبر به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة وعليّاً (عليهما السلام)، وصرّح به الامام الحسين (عليه السلام) قبل توجهه الى كربلاء، حيث قال: ((كأنّي أنظر إلى أوصالي عبراً عفراً تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء)) (معارج الوصول الى معرفة آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للزرندي الشافعي: 94).
ودعوى أن الحسين (عليه السلام) قال ـ كما في رسالة عمر بن سعد الى عبيد الله بن زياد ـ بأن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده .. هذه الدعوى مردودة. قال سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص: 317: ((وقد وقع في بعض النسخ أن الحسين (عليه السلام) قال لعمر بن سعد دعوني أمضي إلى المدينة أو إلى يزيد فادع يدي في يده، ولا يصح ذلك عنه، فان عقبة بن سمعان قال: صحبت الحسين من المدينة إلى العراق ولم أزل معه إلى أن قتل، والله ما سمعته قال ذلك)). انتهى.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية 175 ((روى ابو مخنف عن عبد الرحمن بن جندب عن عقبة بن سمعان قال: لقد صحبت الحسين من مكة إلى حين قتل، والله ما من كلمة قالها في موطن إلا وقد سمعتها، وإنه لم يسأل (من القوم) أن يذهب إلى يزيد فيضع يده إلى يده، ولا أن يذهب إلى ثغر من الثغور، ولكن طلب منهم أحد أمرين: إما أن يرجع من حيث جاء، وإما أن يدعوه يذهب في الأرض العريضة حتى ينظر ما يصير أمر الناس إليه؟!)).
فهذه النصوص تنفي دعوى طلب الحسين (عليه السلام) الذهاب الى يزيد وان يضع يده بيده أو يبايعه ويقر بخلافته.. فهذه الدعوى لم يصدقها مفكري أهل السنة فضلاً عن علماء الشيعة وفضلاءهم، قال عباس محمود العقاد في (المجموعة الكاملة العبقريات الاسلامية) ج2 ص220 ط دار الكتاب اللبناني بيروت: تلقى ابن زياد من عمر بن سعد كتاباً يقول فيه إن الحسين أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي أقبل منه أو أن نسيره إلى أي ثغر من الثغور شئنا، أو أن يأتي يزيد فيضع يده في يده..
قال العقاد: والذي نراه نحن من مراجعة الحوادث والأسانيد أن الحسين ربما اقترح الذهاب إلى يزيد ليرى رأيه، ولكنه لم يعدهم أن يبايعه أو يضع يده في يده.. لأنه لو قيل ذلك لبايع في مكانه واستطاع عمر بن سعد أن يذهب به إلى وجهته، ولأن أصحاب الحسين في خروجه إلى العراق قد نفوا ما جاء في ذلك الكتاب منهم عقبة بن سمعان)).
وقال خالد محمد خالد في كتابه (أبناء الرسول في كربلاء)، ص111: ((... وعاد الحوار بين (الامام الحسين) وعمر بن سعد، فاستمسك (الحسين) بموقفه في رفض مبايعة يزيد. يقول (عقبة بن سمعان) وهو أحد اثنين من أصحاب (الحسين) خلصا من المعركة: (صحبت الحسين) من المدينة إلى مكة، ومن مكة إلى العراق.. وسمعت جميع أحاديثه حتى يوم مقتله .. فوالله ما زاد على أن قال لهم: دعوني أرجع إلى البلد الذي أقبلت منه، أو دعوني أذهب في هذه الأرض العريضة، حتى ننظر ما يصير اليه أمر الناس.. فلم يفعلوا))!!
قال خالد: ((هو إذن، لم يعرض كما تزعم بعض الروايات الدخيلة أن يذهبوا به إلى يزيد فيضع يده في يده.. هذا تحريف واضح.. وإلا ففيم إذن كان امتناعه عن أن يقول بلسانه: بايعت يزيد، فينفض جيش ابن زياد، وينتهي كل شي.. ؟!)). (انتهى)
فهذا الكتاب ـ لو صح ـ تلفيق من عمر بن سعد بحق الحسين (عليه السلام)، لا يصدّق مافيه سوى الأمويين وأتباعهم، وهو يجعل الحجة على عمر بن سعد وابن زياد ويزيد بأنهم ارادوا قتل الحسين (عليه السلام) وقتل أهل بيته من آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) رغم كل هذه التنازلات المدّعاة.. فهو على الامويين واتباعهم وليس لهم.. فتدبر.
وعليه لا يصدق ماورد في مقالة هؤلاء بأن هذا ما نقله شيخهم المفيد عن موافقة الحسين (عليه السلام) مبايعة يزيد. وإذن كل ما يقال في الحسينيات يعتبر من نسج خيال الشيعة..
فالمفيد (رحمه الله) نقل كتاباً ذكره المؤرخون لعمر بن سعد الى عبيد الله بن زياد، وقد تبين لك انه كتاب ـ على فرض صحته ـ لا يصح بحسب سيرة الحسين (عليه السلام) ومواقفه، والشهود الذين كانوا معه في مسيرته هذه.. ولم ينقل المفيد (رحمه الله) هذا الكتاب عن الحسين (عليه السلام) حتى تتم دعوى هؤلاء.. فانظر الى التهريج الرخيص وأحلام اليقظة عند هؤلاء المرتزقة، الذين لا يقرأون ولا يفقهون من أمور العلوم شيئاً.
7ـ ولغرض ان تطلع بأن يزيد لعنه الله هو الآمر بقتل الحسين (عليه السلام) فانظر موقعنا (الاسئلة العقائدية) / حرف الياء / يزيد بن معاوية / الأدلة على أمر يزيد بقتل الحسين (عليه السلام).
8ـ بالنسبة للجيش الذي خرج لقتال الحسين (عليه السلام)، ندعوكم لمراجعة موقعنا/ الاسئلة العقائدية / حرف (أ)/ الامام الحسين (عليه السلام) / سؤال: من هم قتلته (عليه السلام) وسؤال: هل الشيعة هم الذين قتلوه؟ وسؤال: قتل الحسين (عليه السلام) ينسب لمن أمر به.
9ـ ولا يخفى معرفة بقية التلفيقات بعد الاطلاع على الاجوبة المتقدمة مثل نسبة القول الى المفيد (رحمه الله) في ذكر البيعة المتأخرة، فهذا القول ليس للمفيد وانما ينقله عن حميد بن مسلم، ودور المفيد هو دور الناقل، وقد بيّنا الحقيقة في هذه المسألة كما تقدم وانها محض افتراء من عمر بن سعد ـ لو صح آمرها ـ ، وهي حجّة على خصوم الحسين (عليه السلام) وليس لهم.
10ـ قولهم: إذن لم يكن الأمر فسق يزيد أو فساده كما يزعم الشيعة كان الأمر اعتراضاً على طريقة تداول السلطة..
يرده قول الحسين الصادق المصدق من جدّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، والمتقدم ذكره: ((خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)) (رواه ابن اعثم في الفتوح 21:5)، ويردّه مشروعية ثورته (عليه السلام) المستمدة من قول جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم): ((حسين مني وأنا من حسين، أحبّ الله من أحب حسيناً)) الدال بكل وضوح على أن الحسين (عليه السلام) هو الامتداد الصحيح للرسالة، وأن يزيد وآل يزيد لا يمثّلون سوى الامتداد لعقيدة المشركين، وللعصبية الجاهلية، وقد جاء في بني أمية قوله تعالى: (( وَالشَّجَرَةَ المَلعُونَةَ فِي القُرآنِ )) (الاسراء:60)، قال الطبري في تاريخ (185:8) ـ عند حديثه عن بني أمية ـ : ((فمما لعنهم الله به على لسان نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنزل به كتاباً قوله: (( وَالشَّجَرَةَ المَلعُونَةَ فِي القُرآنِ وَنُخَوِّفُهُم فَمَا يَزِيدُهُم إِلا طُغيَاناً كَبِيراً ))، ولا اختلاف بين أحد أنّه أراد بها بني أميّة، ومنه قول الرسول عليه الصلاة والسلام وقد رآه مقبلاً (أي أبي سفيان) على حمار ومعاوية يقود به ويزيد ابنه يسوق به: (لعن الله القائد والراكب والسائق)، ومنه ما يرويه الرواة من قوله (أي قول آبى سفيان): ((ابني عبد مناف تلقفوها تلقف الكرة فما هناك جنّة ولا نار)).
قال الطبري: وهذا كفر صراخ يلحقه به اللعنة من الله كما لحقت الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. انتهى (انظر أيضا تفسير القرطبي 286:10، والدر المنثور للسيوطي 191:4).
وعن القرطبي والسيوطي وابن كثير والآلوسي وغيرهم كثير من المفسرين في تفسير قوله تعالى: (( مَا جَعَلنَا الرُّؤيا الَّتِي أَرَينَاكَ إِلا فِتنَةً لِلنَّاسِ ))، عن سهل بن سعد قال: ((إنّما هذه الرؤيا هي أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يرى بني أميّة ينزون على منبره نزو القردة، فاغتم لذلك وما استجمع ضاحكاً من يومئذٍ حتّى مات (صلى الله عليه وآله وسلم) فنزلت الآية مخبرة أن ذلك من تملكهم وصعودهم يجعلها الله فتنة للناس وامتحاناً)). (انظر: تفسير القرطبي 283:10، تفسير ابن كثير 52:3، الدر المنثور 191:4، تفسيرالآلوسي 107:15).
وقد بيّن النبي (صلى الله عليه وآله) أن بني أمية واتباعهم هم من البغاة وممن يدعون الى النار، روى البخاري في صحيحه (207:3 باب من أعبرت قدماه في سبيل الله): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار).. ومن المعلوم أن الصحابي الجليل عمار بن ياسر (رضوان الله عليه) قد استشهد على يد جيش معاوية في حرب صفين، تلك الحرب الظالمة التي خرج بها معاوية على أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
ومن هنا تفهم قول الحسين (عليه السلام) للوليد والي المدينة من قبل يزيد حين أراد أخذ البيعة من يزيد): ((ومثلي لا يبايع مثله)) (الفتوح 18:5) ، ويتضح الأمر بأن الصراع بين الحسين (عليه السلام) ويزيد كان صراعاً بين الحق والباطل، وليس على السلطة كما يمثله اتباع بني امية ومحبي يزيد اللعين الطريد.
ونكتفي بهذا القدر من البيّنات عن الإجابة على بقية الترهات التي تدافع عن يزيد وبني أمية، أصحاب الشجرة الملعونة في القرآن بشهادة الطبري والقرطبي والسيوطي وابن كثير والألوسي وغيرهم من مؤرخي أهل السنة ومفسريهم.


تعليق على الجواب (1)
قلتم : أصحاب الشجرة الملعونة في القرآن بشهادة الطبري والقرطبي والسيوطي وابن كثير والألوسي وغيرهم من مؤرخي أهل السنة ومفسريهم.
اين قال هؤلاء الاعلام ان الشجرة الملعونة في كتاب الله هم بني امية . فان الشجرة الملعونة كما ذكر المفسرون بالاجماع هي الزقوم .
الجواب:

وان ذكر بعض المفسرين ان المراد بالشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم لكنهم ذكروا في قبال ذلك القول بان المراد بالشجرة الملعونة هم بنو امية وهناك من رجح وصرح بان المراد بها بنو امية ففي تاريخ الطبري 8/185 قال :
فمما لعنهم الله به على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وأنزل به كتابا قوله (( وَالشَّجَرَةَ المَلعُونَةَ فِي القُرآنِ وَنُخَوِّفُهُم فَمَا يَزِيدُهُم إِلَّا طُغيَانًا كَبِيرًا )) (الإسراء:60) ولا اختلاف بين أحد أنه أراد بها بنى أمية ومنه قول الرسول عليه السلام وقد رآه مقبلا على حمار ومعاوية يقود به ويزيد ابنه يسوق به لعن الله القائد والراكب والسائق ومنه ما يرويه الرواة من قوله يا بنى عبد مناف تلقفوها تلقف الكرة فما هناك جنة ولا نار وهذا كفر صراح يلحقه به اللعنة من الله كما لحقت الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ومنه ما يروون من وقوفه على ثنية أحد بعد ذهاب بصره وقوله لقائده ههنا ذببنا محمدا وأصحابه ومنه الرؤيا التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم فوجم لها فما رؤى ضاحكا بعدها فأنزل الله (( وَمَا جَعَلنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَينَاكَ إِلَّا فِتنَةً لِلنَّاسِ )) (الإسراء:60) فذكروا أنه رأى نفرا من بنى أمية ينزون على منبره ومنه طرد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم بن أبي العاص لحكايته إياه وألحقه الله بدعوة رسوله آية باقية حين رآه يتخلج فقال له كن كما أنت فبقى على ذلك سائر عمره إلى ما كان من مروان في افتتاحه أول فتنة كانت في الاسلام واحتقابه لكل دم حرام سفك فيها أو أريق بعدها ومنه ما أنزل الله على نبيه في سورة القدر (( لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ )) من ملك بنى أمية ومنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بمعاوية ليكتب بأمره بين يديه فدافع بأمره واعتل بطعامه فقال النبي لا أشبع الله بطنه فبقى لا يشبع ويقول والله ما أنزل الطعام شبعا ولكن أعيا ومنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يطلع من هذا الفج رجل من أمتي يحشر على غير ملتي فطلع معاوية ومنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ومنه الحديث المرفوع المشهور أنه قال إن معاوية في تابوت من نار في أسفل درك منها ينادى يا حنان يا منان الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ومنه انبراؤه بالمحاربة لا فضل المسلمين في الاسلام مكانا وأقدمهم إليه سبقا وأحسنهم فيه أثرا وذكرا علي بن أبي طالب ينازعه حقه بباطله ويجاهد أنصاره بضلاله وغواته ويحاول ما لم يزل هو وأبوه يحاولانه من إطفاء نور الله وجحود دينه ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون يستهوى أهل الغباوة ويموه على أهل الجهالة بمكره وبغيه الذين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر عنهما فقال لعمار يقتلك الفيئة الباغية تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار.
وفي تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج 15 - ص 107
وأخرج ابن جرير عن سهل بن سعد قال : " رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك فما استجمع ضاحكاً حتى مات عليه الصلاة والسلام وأنزل الله تعالى هذه الآية (( وَمَا جَعَلنَا الرُّؤيَا )) (الإسراء:60) الخ . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه . والبيهقي في الدلائل . وابن عساكر عن سعيد بن المسيب قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية على المنابر فساءه ذلك فأوحى الله تعالى إليه إنما هي دنيا أعطوها فقرت عينه وذلك قوله تعالى : (( وَمَا جَعَلنَا )) الخ . وأخرج ابن أبي حاتم عن يعلى بن مرة قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت بني أمية على منابر الأرض وسيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء واهتم عليه الصلاة والسلام لذلك فأنزل الله سبحانه (( وَمَا جَعَلنَا )) الآية " وأخرج عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة وأنزل الله تعالى في ذلك (( وَمَا جَعَلنَا )) الخ والشجرة الملعونة الحكم وولده " وفي عبارة بعض المفسرين هي بنو أمية . وأخرج ابن مردويه عن عائشة أنها قالت لمروان بن الحكم : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأبيك وجدك : إنكم الشجرة الملعونة في القرآن " فعلى هذا معنى إحاطته تعالى بالناس إحاطة أقداره بهم، والكلام على ما قيل على حذف مضاف أي وما جعلنا تعبير الرؤيا أو الرؤيا فيه مجاز عن تعبيرها، ومعنى جعل ذلك فتنة للناس جعله بلاء لهم ومختبراً وبذلك فسره ابن المسيب، وكان هذا بالنسبة إلى خلفائهم الذين فعلوا ما فعلوا وعدلوا عن سنن الحق وما عدلوا وما بعده بالنسبة إلى ما عدا خلفاءهم منهم ممن كان عندهم عاملاً وللخبائث عاملاً أو ممن كان من أعوانهم كيفما كان، ويحتمل أن يكون المراد ما جعلنا خلافتهم وما جعلناهم أنفسهم إلا فتنة، وفيه من المبالغة في ذمهم ما فيه، وجعل ضمير (( نُخَوِّفُهُم )) على هذا لما كان له أولاً أو للشجرة باعتبار أن المراد بها بنو أمية ولعنهم لما صدر منهم من استباحة الدماء المعصومة والفروج المحصنة وأخذ الأموال من غير حلها ومنع الحقوق عن أهلها وتبديل الأحكام والحكم بغير ما أنزل الله تعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام إلى غير ذلك من القبائح العظام والمخازي الجسام التي لا تكاد تنسى ما دامت الليالي والأيام، وجاء لعنهم في القرآن إما على الخصوص كما زعمته الشيعة أو على العموم كما نقول فقد قال سبحانه وتعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ يُؤذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ )) (الأحزاب:57) وقال عز وجل (( فَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلَّيتُم أَن تُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَتُقَطِّعُوا أَرحَامَكُم * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُم وَأَعمَى أَبصَارَهُم )) (محمد:22-23) إلى آيات أخر ودخولهم في عموم ذلك يكاد يكون دخولاً أولياً.


يتبع


رد مع اقتباس