عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/11/30, 01:01 AM   #12
خادمة سراج المتوكلين

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2321
تاريخ التسجيل: 2013/11/18
المشاركات: 2,094
خادمة سراج المتوكلين غير متواجد حالياً
المستوى : خادمة سراج المتوكلين is on a distinguished road




عرض البوم صور خادمة سراج المتوكلين
افتراضي

تكليم الجبل له(صلى الله عليه وآله) وانقلاب أعلى الجبل أسفله وأسفله أعلاه


لما نزلت هذه الآية:
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً [البقرة/74])

في حق اليهود والنواصب قالوا له: يا محمد زعمت أنه ما في قلوبنا شئ من مواساة الفقراء، ومعاونة الضعفاء والنفقة في إبطال الباطل، وإحقاق الحق، وأن الاحجار ألين من قلوبنا، وأطوع لله منا، وهذه الجبال بحضرتنا فهلم بنا إلى بعضها فاستشهده علىتصديقك وتكذيبنا، فإن نطق بتصديقك فأنت المحق، يلزمنا اتباعك، وإن نطق بتكذيبك أوصمت فلم يرد جوابك فاعلم أنك المبطل في دعواك، المعاند لهواك،
فقال (رسول الله صلى الله عليه وآله ) : "نعم هلموا بنا إلى أيها شئتم فأستشهده ليشهد لي عليكم "

فخرجوا إلى أوعر جبل رأوه ، فقالوا، يا محمد هذا الجبل فاستشهده ، فقال رسول الله صلى الله عليهوآله للجبل: إني أسألك بجاه محمد وآله الطيبين، الذين بذكر أسمائهم خفف الله العرشعلى كواهل ثمانية من الملائكة بعد أن لم يقدروا على تحريكه وهم خلق كثير لا يعرفعددهم إلا الله عزوجل، وبحق محمد وآله الطيبين الذين بذكر أسمائهم تاب الله على آدم عليه السلام وغفر خطيئته وأعاده إلى مرتبته، وبحق محمد وآله الطيبين الذين بذكرأسمائهم وسؤال الله بهم رفع إدريس عليه السلام في الجنة مكانا عليا، لما شهدت لمحمدبما أودعك الله بتصديقه على هؤلاء اليهود في ذكر قساوة قلوبهم، وتكذيبهم في جحدهم لقول محمد رسول الله،
فتحرك الجبل وتزلزل وفاض عنه الماء ونادى:
يا محمد أشهدأنك رسول رب العالمين، وسيد الخلائق أجمعين، وأشهد أن قلوب هؤلاء اليهود كماوصفت أقسى من الحجارة، لا يخرج منها خير، كما قد يخرج من الحجارة الماء سيلا أوتفجرا ، وأشهد أن هؤلاء كاذبون عليك فيما به يقذفونك من الفرية على رب العالمين.

ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "وأسألك أيها الجبل، أأمرك الله تعالى بطاعتي فيما ألتمسه منك بجاه محمد وآله الطيبين الذين بهم نجى الله تعالى نوحا عليه السلام من الكرب العظيم، وبرد الله النار على إبراهيم عليه السلام وجعلها عليه سلاما ، ومكنه في جوف النار على سرير وفراش وثير، لم ير ذلك الطاغية مثله لاحد من ملوك الارض أجمعين، فأنبتت حواليه من الاشجار الخضرة النضرة النزهة، وغمر ما حوله من أنواع النور بما لا يوجد إلا في فصول أربعة من السنة "

قال الجبل: بلى ، أشهد لك يا محمد بذلك، وأشهد أنك لو اقترحت على ربك أن يجعل رجال الدنيا قردا وخنازير لفعل، أو يجعلهم ملائكة لفعل، وأن يقلب النيران جليدا والجليد نيرانا لفعل: أو يهبط السماء ألى الارض أو يرفع الارض إلى السماء لفعل، أو يصير أطراف المشارق والمغارب والوهاد كلها صرة كصرة الكيس لفعل، وأنه قد جعل الارض والسماء طوعك، والجبال والبحار تنصرف بأمرك وسائر ما خلق الله من الرياح والصواعق وجوارح الانسان وأعضاء الحيوان لك مطيعة، و ما أمرتها به من شئ ائتمرت.

فقالت اليهود: يا محمد أعلينا تشبه وتلبس ؟ قد أجلست مردة من أصحابك خلف صخور هذا الجبل، فهم ينطقون بهذا الكلام، ونحن لا ندري أنسمع من الرجال أم من الجبال، لا يغتر بمثل هذا إلا ضعفاؤك الذين تبحبح [تنجنج] في عقولهم، فإن كنت صادقا فتنح من موضعك هذا إلى ذلك القرار، وأمر هذا الجبل أن ينقلع من أصله فيسير إليك إلى هناك، فإذا حضرك ونحن نشاهده فأمره أن ينقطع نصفين من ارتفاع سمكه، ثم ترتفع السفلى من قطعته فوق العليا، وتنخفض العليا تحت السفلى، فإذا أصل الجبل قلته (أي أعلى الجبل) وقلته أصله لنعلم أنه من الله، لا يتفق بمواطأة ولا بمعاونة مموهين متمردين.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله - وأشار إلى حجر فيه قدر خمسة أرطال – :
" يا أيها الحجر تدحرج "
فتدحرج، فقال لمخاطبه :
" خذه وقربه من اذنك فسيعيد عليك ما سمعت، فإن هذا جزء من ذلك الجبل "

فأخذه الرجل فأدناه إلى أذنه فنطق الحجر بمثل ما نطق به الجبل أولا من تصديق رسول الله صلى الله عليه وآله وفيما ذكره عن قلوب اليهود، فيما أخبر به من أن نفقاتهم في دفع أمر محمد باطل ووبال عليهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله :
" أسمعت هذا ؟ أخلف هذا الحجر أحد يكلمك يوهمك أنه الحجر يكلمك ؟ "

قال: لا، فأتني بما اقترحت في الجبل،

فتباعد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى فضاء واسع، ثم نادى الجبل:
" يا أيها الجبل بحق محمد وآله الطيبين الذين بجاههم ومسألة عباد الله بهم أرسل الله على قوم عاد ريحا صرصرا عاتية، تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل خاوية، وأمر جبرئيل أن يصيح صيحة في قوم صالح عليه السلام حتى صاروا كهشيم المحتظر، لما انقلعت من مكانك بإذن الله، وجئت إلى حضرتي هذه "

ووضعيده على الارض بين يديه - فتزلزل الجبل وسار كالقارح الهملاج (اي سيراً حسناً فيه سرعة وتبختر) حتى دنا من أصبعه أصله فلزق بها، ووقف ونادى:
ها أنا ذا سامع لك مطيع يارسول رب العالمين، وإن رغمت أنوف هؤلاء المعاندين فأمرني أءتمر بأمرك.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
" إن هؤلاء اقترحوا على أن آمرك أن تنقلع من أصلك فتصير نصفين، ثم ينحط أعلاك، ويرتفع أسفلك فتصير ذروتك أصلك وأصلك ذروتك "

فقال الجبل: أفتأمرني بذلك يارسول رب العالمين ؟

قال (صلى الله عليه وآله) :" بلى "

فانقطع نصفين وانحط أعلاه إلى الارض وارتفع أسفله فوق أعلاه، فصار فرعه أصله، وأصله فرعه،

ثم نادى الجبل: معاشر اليهود هذا الذي ترون دون معجزات موسى الذي تزعمون أنكم به تؤمنون ؟
فنظر اليهود بعضهم إلى بعض فقال بعض : ما عن هذا محيص، وقال آخرون منهم: هذا رجل مبخوت مؤتى له والمبخوت تؤتى له العجائب ولا يغرنكم ما تشاهدون، فناداهم الجبل: يا أعداء الله قد أبطلتم بما تقولون نبوة موسى عليه السلام: هلا قلتم لموسى: إن قلب العصا ثعبانا، وانفلاق البحر طرقا، ووقوف الجبل كالظلمة فوقكم إنما تأتي لك لانك مؤاتى لك، يأتيك جدك بالعجائب، فلا يغرنا ما نشاهده، فألقمتهم الجبال بمقالتها الصخور، ولزمتهم حجة رب العالمين.


قال الامام عليه السلام: " فلما بهر رسول الله صلى الله عليه وآله هؤلاء اليهود بمعجزته، وقطع معاذيرهم بواضح دلالته، لم يمكنهم مراجعتهم في حجته، ولا إدخال التلبيس عليه من معجزته قالوا: يا محمد قد آمنا بأنك الرسول الهادي المهدي، وأن عليا أخوك هو الولي والوصي وكانوا إذا خلوا باليهود الآخرين يقولون لهم: إن إظهارنا له الايمان به أمكن لنا من مكروهه، وأعون لنا على اصطلامه واصطلام إصحابه، لانهم عند اعتقادهم أننا منهم يقفوننا على أسرارهم، ولا يكتموننا شيئا فنطلع عليهم أعداءهم فيقصدون أذاهم بمعاونتنا ومظاهرتنا في أوقات اشتغالهم واضطرابهم، وفي أحوال تعذر المدافعة والامتناع من الاعداء عليهم، وكانوا مع ذلك ينكرون على سائر اليهود الاخبار للناس عما كانوا يشاهدونه من آياته، ويعاينونه من معجزاته، فأظهر الله تعالى محمدا رسوله على سوء اعتقاداتهم، وقبح دخيلاتهم(أي بواطنهم ) ، وعلى إنكارهم على من اعترف بما شاهده من آيات محمد وواضحات بيناته وباهرات معجزاته "

بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 17 / ص 335)


توقيع : خادمة سراج المتوكلين
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أشكر الأخ جرح الغوالي على التوقيع الجميل


نحن الشيعة الأبية شجاعتنا نبوية غيرتنا حيدرية حشمتنا فاطمية

آدابنا حسنية كرامتنا حسينية عزتنا زينبية أدعيتنا سجادية

علومنا باقرية أحاديثنا جعفرية سجداتنا كاظمية صلواتنا رضوية

كراماتنا جوادية أنباؤنا هادية حكمتنا عسكرية انتصاراتنا مهدوية
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس