الصديق الصالح: إن الصديق الصالح، والأنيس الناصح، والأخ الصادق، والرفيق المخلص، والجليس العاقل التقي؛ نعمة ربانية، ومنحة إلهية، وعطية جزيلة، وهبة عظيمة، لا تقدر بثمن، ولا يستعاض عنها بكنوز الأرض، كيف لا وقد قال النبي ص:
مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ والسَّوءِ، كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ..
قال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ, وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا, وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا.. الكهف 28
هذه الأية الكريمة قاعدة أساسية جامعة لأصول اختيار الأصدقاء، ونافعة في تحديد صفاتهم، ومرجعاً مهما في هذا الباب، ووصية ربانية مهمة لكل مسلم، بأن يبذل جهده ويصبر، لأن يجد ثم يلازم من تحققت فيه تلك الصفات لإن في صحبته ما لا يحصى من الفوائد، ثم لا تجاوز نظرك إلى غيرهم، وأعراض عمن كان غافلاً عن ذكر الله واتبع هواه وكان مفرطاً ومتهاوناً ومضيعاً.
فكم نحن بحاجة لاستحضار واستذكار هذه الآية، في دنيا الفتن والمدلهمات، وتعلق الناس بالماديات، وانغماسهم بالملذات والشهوات، وانقلاب الموازين، وتغيّر المفاهيم، حتى صار الصادق كاذباً، والكاذب ناصحاً، والصالح غريباً، والمنافق المتلون عاقلاً حكيماً.!
فاختر من الأصحاب أحسنهم، ولا تكن مِن أعجز الناسِ الذي قصر عن طلب الإخوان، أو أعجز منه الذي ظفر بذلك ثم أضاع مودتهم، واختبرهم قبل المؤاخاة.
واختبرهم قبل المؤاخاة. واختبرهم قبل المؤاخاة. واختبرهم قبل المؤاخاة.
قال الإمام علي ع:
لا يعرف الناس إلا بالاختبار،
فاختبر أهلك وولدك في غيبتك،
وصديقك في مصيبتك،
وذا القرابة عند فاقتك،
وذا التودد والملق عند عطلتك؛
لتعلم بذلك منزلتك منهم..
قال تعالى: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظالِمُ عَلَىَٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتخَذْتُ مَعَ الرسُولِ سَبِيلًّا، يَا وَيْلَتَىَٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتخِذْ فُلَانًّا خَلِيلًّا، لقَدْ أَضَلنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًّاً..الفرقان 27
ومن أقوال الإمام ع في ذلك:
من اطمأن قبل الاختبار ندم.
الطمأنينة إلى كل أحد قبل الاختبار له عجز.
لا تأمن صديقك حتى تختبره، وكن من عدوك على أشد الحذر..
قال لقمان لابنه: يا بُني، إذا أردت أن تُؤاخي رجلاً فأغضبه قبل ذلك، فإن أنصفك عند غضبه، وإلا فدعه.
أين نجدهم؟.
قال رسول الله ص: سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه شيء أعز من ثلاث: درهم حلال، أو أخ يستأنس به، أو سنة يعمل بها..
وقال رسول الله ص: يكون في آخر الزمان أقوام إخوان العلانية أعداء السريرة.
فقيل: يا رسول الله، فكيف يكون ذلك!؟.
قال: ذلك برغبة بعضهم إلى بعض، ورهبة بعضهم إلى بعض.
قال الإمام ع: من طلب صديق صدق وفياً طلب ما لا يوجد..
قال الإمام ع: ما أقل الثقة المؤتمن، وأكثر الخوان.
دراسة علمية: كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة بريطانية لعلم النفس مؤخر شملت ألوفاً من الأشخاص من مختلف الأعمار ممن يعيش في بيئات مختلفة، أن الناس مع عدد أقل من الأصدقاء هم الأكثر ذكاءً وسعادة، وأن المثقفون والأشخاص الذين يمتلكون مستويات مرتفعة من الذكاء ومتوسطي الذكاء، ينسجمون مع أنفسهم، ولا يعتمدون في حياتهم على التواصل مع الآخرين، وإنما يحتاجون إلى التواصل الوثيق من وقت إلى آخر، وإن عقل الإنسان الذكي يعمل في اتجاه واحد، لذلك فإن العباقرة يفضلون الوحدة، وبالتالي؛ فقلة من الناس يتفهمونهم وليس لديهم القدرة على تقبلهم..
Hdk H[] w]dr wh]r???