عرض مشاركة واحدة
قديم 2024/02/21, 10:38 AM   #3
الباحث الطائي

موالي مبتدأ

معلومات إضافية
رقم العضوية : 6251
تاريخ التسجيل: 2024/02/16
المشاركات: 54
الباحث الطائي غير متواجد حالياً
المستوى : الباحث الطائي is on a distinguished road




عرض البوم صور الباحث الطائي
افتراضي



بسمه تعالى
السلام عليكم

يتبع التأمل والبحث ، وسنرجع قليلا للوراء قبل احداث بناء السد ويأجوج وماجوج .

حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا (93) / الكهف

وصَفَهُم القرآن " لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا "

1- ماذا يفيد ونستنتج من هذا الوصف .

الجواب : الستر عن الشمس هو ما يستتر به من مسكن وملبس ، وحيث انهم لم يسترهم شيء من هذين او احدهما ، فهذا اشارة وتعبير قرآني يستفاد منه ان القوم كانوا يعيشون حياة بدائية بسيطة جدا بعيدة عن الحضارة ! بحيث ليس لهم مسكن مبني يأوون اليه او حتى ملبس يستترون به ولعلهم ليس لهم العلم بطريقة صناعة ذلك . ( وللعلم حتى عصرنا الحاضر وجدت اقوام بدائية مثلها كما في غابات الامزون في البرازيل واقوام الابوريجنل / الاصليين في استراليا الذين يعيشون شبه عراة )

طبعا هنا لم يذكر القرآن ان ذي القرنين فعل شيء معهم بل اكتفى بذكرهم فقط وهذا لعله يعني انه ليس هناك امر مهم بخصوصهم ،
ولكن ! حيث ان القرآن ذكر شأنهم وهو كتاب هداية وكل ما فيه بقصد فهنا ارجح احتمال انّ ذكرهم يُراد منه ان المنطقة التي وصلها ذي القرنين عن مطلع الشمس كانت فيها بعض الاقوام " البشرية " البدائية التي ابتعدت عن الحضارة ، فتأمل . وهذا سيتأكد ايضا بعد قليل عندما يستمر في طريقه باتجاه مطلع الشمس والقوم الذين وجدهم عند السدين . على عكس القوم الذين وجدهم عند مغرب الشمس حيث يظهر لهم حضارة وعقل وفيهم نزلت رسالة الهداية سابقا وحصل اختلاف فكان هناك ظالمين وكان هناك مؤمنين وفعل ما فعل ذي القرنين بشأنهم .


***

2- ماذا نستفيد ونفهم من قوله تعالى : كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا .

الجواب : لعلها تعني ان الله تعالى عالم مطلع على ما جرى عليه في رحلته وهي بتدبيره وهدايته تعالى له . وهذا بدوره يؤكد ان سيره باتجاه مغرب الشمس وثم مطلع الشمس كان بتوجيه وهداية الهية لغاية ظهرت في آثار افعاله التي اجراها .


***

3- ماذا نفهم من حال القوم الذين وجدهم قرب السدين بأنهم " لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا " .

الجواب : لا يكادون يفقهون قولا بمعنى لا يكادون يعلمون لغة تخاطب يمكن الحديث بها معهم .
وحيث ان ذي القرنين مكنه الله واعطاه من كل شيء سببا ( انتبه ) فان هذا يرجح كثيرا كون هؤلاء القوم كانوا ايضا على حال من البساطة العقلية بحيث انه حتى ليس لديهم لغة معتبرة للتفاهم وإلا لو كان ذلك لامكن لذي القرنين بما آتاه الله ان يجد الوسيلة لذلك ، فتأمل .
وبذلك فان التعبير القرآني يطرح دلالة على تقييم مستوى البشر الحضاري والعقلي ومدى ارتقائهم وذلك من خلال سعة لغتهم وتقدمها ولك ان تنظر الآن ونحن نعيش في هذا العصر وما صاحبه من تقدم حضاري تجد ان لغات العالم تنموا وتتوسع وتتعمق مع هذا التقدم مما زاد في سعة قواميسها اللغوية باضعاف كثيرة ناتجة عن الاسماء والمسميات والمصطلحات العلمية والثقافية المتنوعة التي ومازالت تتوالد .

***

ولكن هناك تسآئل يطرح نفسه وضروري هنا
وهو : حيث نعتقد ان ذي القرنين ورحلته هي كانت مسددة ومحاطة بالتوجيه الإلهي وكان له دور وحضور فعلي في نشر العدل ودفع الظلم وتثبيت الإيمان كما شاهدناه في رحلته الى مغرب الارض وما فعل مع القوم هناك ، فلماذا لم يذكر القرآن انه فعل شيء بخصوص هداية هذه الاقوام البدائية البسيطة الساذجة ? فهل مثلا هي وهذه الحال من المستوى العقلي غير مهيئة لتقبل الرسالة السماوية بالهداية ام أمر آخر !

نكمل لاحقا



رد مع اقتباس