عرض مشاركة واحدة
قديم 2020/08/28, 03:00 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي فجيعةُ الأكبر (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


وأذِنَ له! أعطَاهُ الرُّخصَة.. ودّع أبي بدمعٍ غزير! اعتنقَ الحنونة ليلىٰ بشدّة.. مسحَ على يدِي بقدرِ حنان الأخوّة! وقبّل رأس عمّتي زَينب ودّع الجميع بحرارة. واعتلى ظهرَ جواده وبدأ يجوب الريَاح التي تقطعُ بينهُ وبينَ المنيّة التي لا يُبالي لها ما دام على الحق. بينما أبي الحُسين (ع) قبضَ يداه ووضعها جانبَ قلبُه انحنى قليلًا وسُرعَان ما انتصبَ بكل اللا حيلة وراح يركضُ وراءَ الجواد يبكي يشدُّ القبضة على قلبه ويُنادي بصوتٍ أبحّه البُكاء والظمأ ”ولدي علي، ولدي علي… ولدي علي! ولـدي“.
وبعدما أنهكهُ التعب، توقّف أو بعدمَا اختفىٰ علي وصار إلى الأعداء!
قد وقفَ أبي على مُرتفع يُمكّنه من رؤيةِ أخي! وأصبحَ وجهُ أبي مرآتُنا التي تُطمئننا تارة، وتُرعبنا تارةً أُخرى..
شُجَاع أخي علي قدْ استبشرَ أبي جدًا ممّا صنعه في ساحةِ الحرب. ولمّا برزَ من يخشَاه عليهِ منه وانشدّت ملامحُ أبي.. وانقبض قلبي!
ما إن هدأنا قليلًا حتى انكسرَت ملامحُ أبي.. لا زال يحاول يوازِن نفسَه إلى أن حمل الريح صوتُ أخي علي وهو يقول ”أدركني أبَى يا حُسين“.
كانت الفاجعة أكبرُ من أن تُدرَك! انهدّ رُكنُ أبي وسقط.. جمع اللا قِوى وراح يركض قاصدًا صوته يركضُ مسرعًا متلهّفًا مُنكسرًا راغبًا في ادراك آخر أنفاسُه. أبي يركض ويتعثّر برمال الصحراء.. واختفىٰ أبي.
بينما أنا لذتُ بعمّتي زَينب! ضمّتني إليها وخبأتني تحتَ عبائتها الدافئة التي احترقت بفعلِ الظالمين.. شددتُ عليها وقلتُ لها يبدو بأن نواقيسَ الفقد دقّت أجراسُها.
حملوا بنو هاشِم أخي علي! وجاءَ أبي محدوب الظهر قد غيّرهُ المصاب.
وعمّتي زَينب!
ماذا عن عمتي زَينب؟ كيف أصوّر عُظم الفاجعة؟
أخي علي! أسألك بالله..
هل تركنا مدينةِ جدّي رسول الله وأتينَا كربلاء لأراكَ وهُم طرحى على أرضِ نينوى؟
علي فقيد قلبي.. يا أوّل فاجعة! هل سقاكَ الحبيب المصطفى بكأسه الأوفى؟
أكبر يا نور عيني! هل روّيتَ كبدكَ المتفطّرة؟
بعطشِ أبي يا حبيبي، كيف كان طعمُ لذيذَ الماء؟


لا تأمنَّ الأيّام يومًا بعدما
غدرت بعترةِ أحمد المُختار
فَجَعَت حُسينًا بابنهِ من أشبهِ
المُختارِ في خُلقٍ وفي أطوارِ
لمّا رآه مقطّع الأوصالِ ملقىً
في الثرىٰ يذري عليهِ الذاري
ناداه والأحشاء تلهبُ
والمدامع تستهّلُ بدمعها المدرارِ
يا كوكبًا ما كانَ أقصرَ عمرهُ
وكذا تكونُ كواكبَ الأسحارِ..*



t[dumE hgH;fv (u)



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس