بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
وارحمنا بهم وزدنا في محبتهم ومعرفتهم وأهلك أعدائهم يا الله
الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) القدوة الحسنة
بقلم سماحة الشيخ جواد الجاسم الطاهري الأحسائي ( حفظه الله )
عن ابن عباس : لما نزلـت ( إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَاد ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « أنا المنذر وعلي الهادي من بعدي » وضرب بيده إلى صدر علي فقال : « أنت الهادي بعدي يا علي بك يهتدي المهتدون » .
لا تكون للإنسان شخصية إلا إذا تميز في مجتمعه ، وأصبح مثلاً لصفات طيبة حسنة تبرزه في بيئته ، وتجعله مقدماً على الآخرين ، وموضع احترام لمن يعرفه .
ولكل مجتمع ، ولكل بيئة عرف في تحديد الشخصية ، وتوضح معالمها ، فللمجتمع الديني عُرف في تحديد الشخصية الدينية ، وللمجتمع العلمي عرف في تحديد الشخصية العلمية ، وللمجتمع الاقتصادي عرف في تحديد الشخصية الاقتصادية .. وهكذا تتنوع الشخصيات حسب تعدد المجتمع والبيئة .
فلا تكون لرجل شخصية إلا إذا ابتعد عن إخضاع الدين إلى فهمه وميله الخاص ، وكان مثلاً عملياً لما ينصح به الناس باسم الدين ورسالة السماء .
ولا تكون للعالم الشخصية العلمية إلا إذا أبعد المصلحة الشخصية والسياسية والحزبية في التفتيش عن الحقيقة ، وفي التعبير عنها أيضاً ، وكان سلوكه الشخصي مع ذلك عنواناً لما وصل إليه باسم البحث عن الحقيقة ، من حيث هي حقيقة ، وذلك هو السلوك العلمي البعيد عن المصلحة الشخصية والسياسية والحزبية ، وهو نفسه السلوك الفاضل .
ولا تكون لرجل الاقتصاد الشخصية الاقتصادية إلا إذا جعل رضا الله ومصلحة الوطن والمواطن هو الهم الأول فيما يقوم به من أعمال ونشاطات اقتصادية داخل المجتمع وخارجه ، وكانت تصرفاته وأعماله نموذجاً للمصلحة .
وعلى هذا النحو تحدد الشخصيات المختلفة في الجماعة الإنسانية ، وعلى هذا النحو يفرق بين بعضها البعض ، ولكن مع ذلك يوجد عنصر مشترك وضروري في تكويـن الشخصية الإنسانية على العموم ، ذلك العنصر هو القدوة الحسنة ، والمثل الطيب لصاحب الشخصية .
ولم تتميز شخصية الإمام علي عليه السلام لأنه أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، ووصي رسول الله صلى الله عليه وآله ، وباب مدينة علمه ، بل لأنه مع ذلك كله ، كان قدوة حسنة ، ومثلاً أعلى للاستقامة الإنسانية بعد شخصية النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله ، بل لأن الإمام علي عليه السلام يمثل نفس شخصية النبي صلى الله عليه وآله كما يقول الله عز وجل : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) .
يقول الإمام الصادق عليه السلام لعبد الجبار بن كثير التميمي :
« أوما علمت أنَّ المصباح هو الذي يهتدي به في الظُّلم وانبعاث فرعه عن أصله وقال علي عليه السلام : « أنا من أحمد كالضوء من الضوء » ، أوما علمت أن محمداً وعلياً عليهما السلام كانا نوراً بين يدي الله عز وجل قبل خلق الخلق بألفي عام ، وأن الملائكة لما رأت ذلك النور أنَّ له أصلاً قد انشق منه شعاع لامع قالت :
إلهنا وسيدنا ما هذا النور ؟
فأوحى الله تبارك وتعالى إليهم : هذا نور أصله نبوة وفرعه إمامة ، أما النبوة فلمحمد عبدي ورسولي ، وأما الإمامة فلعلي حجتي ووليي ولولاهما ما خلقت خلقي ... » .
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « يا علي أنت مني وأنا منك ، وروحك روحي ، وطينتك من طينتي » .
hgYlhl Hldv hglclkdk ugd fk Hfd 'hgf ( ugdi hgsghl ) hgr],m hgpskm