الموضوع: شرف ما بعده شرف
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/11/17, 05:14 PM   #1
العقيلة

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3785
تاريخ التسجيل: 2015/04/19
المشاركات: 805
العقيلة غير متواجد حالياً
المستوى : العقيلة is on a distinguished road




عرض البوم صور العقيلة
افتراضي شرف ما بعده شرف

بعده

يا بشارة المصطفى, يا زوار الحسين, يا وفد الله, يا ضيف الرحمن, يا من ورثتم العزاء جيلا بعد جيل هل تعلمون انكم بشارة النبي -صلى الله عليه واله- لفاطمة منذ ولادة الامام الحسين -عليه السلام- فقد روي أنه لما أخبر النبي -صلى الله عليه وآله- ابنته فاطمة بقتل ولدها الحسين وما يجري عليه من المحن بكت فاطمة بكاء شديدا، وقالت: يا أبت متى يكون ذلك؟ قال: في زمان خال مني ومنك ومن علي، فاشتد بكاؤها وقالت: يا أبت فمن يبكي عليه؟ ومن يلتزم بإقامة العزاء له؟ فقال النبي: (يا فاطمة إن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجددون العزاء جيلا بعد جيل، في كل سنة فإذا كان القيامة تشفعين أنت للنساء وأنا أشفع للرجال وكل من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنة. يا فاطمة! كل عين باكية يوم القيامة، إلا عين بكت على مصاب الحسين فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة). (1)
حق انها رواية مبكية مفرحة فلماذا تسأل الزهراء –عليها السلام- عن زمان القتل وحتى زمان القتل لم تسأل منه إلا على من يلتزم بإقامة العزاء على الحسين عليه السلام فلعله يكون هذا هو الجواب: أن النبي لم يقل في جوابه (يقيمون) بل اعظم (يجددون) وايضا لم يقل يجددون (الحزن) بل قال يجددون (العزاء) والفرق بينهما ان الحزن هو شعور عاطفي تجاه فقد محب او ماشابه ولكن العزاء هو المواساة, فيكون معنى يجددون العزاء اي في كل عام تبدأ المواساة من جديد اي كأنه لا فاصل زمني بينهم وبين عاشوراء, وهنا سؤال من يواسون؟ حتما المواساة تكون لصاحب المصاب؟ من هو صاحب المصاب؟ حتما هم أهل المقتول, ومن هم اهل المقتول؟ هم فاطمة وابوها وبعلها وبنوها, وأيضا حتى تصدق المواساة يلزم حضور صاحب المصيبة حتى تتم مواسته فالزهراء واهل بيتها –عليهم السلام- حاضرون مع من يجدد العزاء في كل عام كما تشير الى ذلك رواية الامام الصادق -عليه السلام- انه قال: (ان فاطمة بنت محمد -صلى الله عليه وآله- تحضر لزوار قبر ابنها الحسين -عليه السلام- فتستغفر لهم ذنوبهم).

وأيضا في تجديد العزاء ينبه النبي -صلى الله عليه واله- الى أن تجديد هذا العزاء يكون من النساء والرجال, فهنيئا لكم يا زوار الحسين وهنيئا لكم يا أصحاب مواكب عزاء الحسين, فأنتم بشر بكم المصطفى, وفاطمة تحضر معكم, وتستغفر لكم, وبعد ذلك يضمن النبي -صلى الله عليه وآله- الجنة لمن يجدد العزاء, وهذا الضمان لا ينحصر بالمجددين للعزاء بل يشمل كل من بكى على الحسين –عليه السلام- والجميل في الرواية ان النبي والزهراء –صلى الله عليهما والهما- يأخذان بأيديهما المعزين والباكين إلى الجنة, وفي رواية عن الامام الصادق –عليه السلام- تذكر كيف تأخذ فاطمة –عليها السلام- بأيدي أحبتها, فقال -عليه السلام-: (إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ثم أمر مناديا فنادى: غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة ابنة محمد -صلى الله عليه وآله - الصراط. قال: فتغض الخلائق أبصارهم فتأتي فاطمة -عليها السلام- على نجيب من نجب الجنة يشيعها سبعون ألف ملك، فتقف موقفا شريفا من مواقف القيامة، ثم تنزل عن نجيبها فتأخذ قميص الحسين بن علي -عليهما السلام- بيدها مضمخا بدمه، وتقول: يا رب هذا قميص ولدي وقد علمت ما صنع به. فيأتيها النداء من قبل الله عز وجل: يا فاطمة لك عندي الرضا، فتقول: يا رب انتصر لي من قاتله، فيأمر الله تعالى عنقا من النار فتخرج من جهنم فتلتقط قتلة الحسين بن علي عليهما السلام كما يلتقط الطير الحب، ثم يعود العنق بهم إلى النار فيعذبون فيها بأنواع العذاب، ثم تركب فاطمة -عليها السلام- نجيبها حتى تدخل الجنة، ومعها الملائكة المشيعون لها، وذريتها بين يديها، وأولياءهم من الناس عن يمينها وشمالها). (3)
وماذا بعد دخول الجنة فروي عن الامام الصادق –عليه السلام-:
(كأني والله بالملائكة قد ازدحموا المؤمنين على قبر الحسين -عليه السلام-، قال: قلت: فيترأون له، قال: هيهات هيهات قد لزموا والله المؤمنين حتى أنهم ليمسحون وجوههم بأيديهم، قال: ويُنزل الله على زوار الحسين -عليه السلام- غدوة وعشية من طعام الجنة وخدامهم الملائكة، لا يسأل الله عبد حاجة من حوائج الدنيا والآخرة الا أعطاها إياه. قال: قلت هذه والله الكرامة، قال لي: يا مفضل أزيدك، قلت: نعم سيدي، قال: كأني بسرير من نور قد وضع وقد ضربت عليه قبة من ياقوتة حمراء مكللة بالجواهر، وكأني بالحسين -عليه السلام- جالس على ذلك السرير وحوله تسعون الف قبة خضراء، وكأني بالمؤمنين يزورونه ويسلمون عليه، فيقول الله عز وجل لهم: أوليائي سلوني فطال ما أوذيتم وذللتم واضطهدتم، فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة الا قضيتها لكم، فيكون أكلهم وشربهم في الجنة، فهذه والله الكرامة التي لا انقضاء لها ولا يدرك منتهاها). (4)
والله شرف ما بعده شرف وكرامة ما بعدها كرامة يا من تجددون العزاء على الحسين عليه السلام تُبشر بكم فاطمة وتحضر معكم العزاء وتستغفر لكم والنبي يضمن لكم الجنة وترافقون الزهراء في دخلوها الى الجنة.
___________بقلم: إبراهيم السنجري
________________







avt lh fu]i



رد مع اقتباس