عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/07/24, 03:11 AM   #10
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي


من تناقضات عثمان الخميس !

إن عثمان الخميس سبق له أن ادّعى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمر بالتمسك إلا بالكتاب العزيز فقط ، وجاء هنا ليستشهد برواية ( كتاب الله وسنتي ) التي ظاهرها الأمر بالتمسك بالكتاب والسنة ، وعليه فإما أن يلتزم بدعواه السابقة أو يلتزم باستشهاده بهذه الرواية ، فان التزم بتلك الدعوى وأن الأمر بالتمسك مخصوص بالقرآن الكريم ، فقد بطل استشهاده بهذه الرواية ، وان التزم بهذه الرواية بطلت دعواه السابقة .

_______________________
= وعليه فكيف ساغ لإبن تيمية أن يحكم أولا : على هذا الحديث الذي روي بأسانيد مختلفة منها القوي وصحيح ومنها حسن بالوضع ؟ وثانيا : كيف ساغ له الإفتراء على الشيعة واتهامهم بوضع هذا الحديث ؟!!! .
ومع أنه يكذب الأحاديث النبوية الصحيحة ويفتري على الآخرين ويرميهم باختلاقها نجده يرسل بعض الأخبار إرسال المسلمات حتى ولو كان إسنادها ضعيفا فنجده مثلا يستشهد بكلام منسوب إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، أورد في ( منهاج السنة : 6 / 138 ) أن عليًا قال : ( ... لا أوتي بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري ) وهذه الرواية لم ترد بسند صحيح قط بل هي من المكذوبات عل علي عليه السلام .


لو صح الحديث المزعوم فلا دليل فيه لعثمان الخميس !


وذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما يأمر المسلمين بالتمسك بعترته مع الكتاب العزيز ، فهو إنما يريد أن تؤخذ سنته صلى الله عليه وآله وسلم من طريق آمن وهو طريق أهل البيت عليهم السلام ، لأنه الطريق الوحيد الذي يطمئن به على وصول السنة إلى الآخرين بدون تغيير أو تحريف لمكان عصمة العترة الطاهرة عليهم السلام .

فلو صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( عليكم بكتاب الله وسنتي ) فمن أين تؤخذ سنته إلا من العترة الذين جعلهم أمانته ووصيته في الأمة إلى جنب القرآن ؟!
.



2 – الحديث المزعوم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي )


قال عثمان الخميس : ( وقال النبي ( ص ) : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواحذ ) فأمر بالعض عليها بالنواجذ .

وقال : اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر .
وقال : اهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن مسعود .

ولم يدل هذا على الإمامة أبدا ، وإنما دل على أن أولئك على هدى رسول الله ( ص ) ، ونحن نقول إن عترة النبي ( ص ) لا تجتمع على ضلالة أبدا ، ولكن من أصحاب عترة النبي ( ص ) ؟! قد فصلنا ذلك فيما سبق ) . انتهى .

أقول :

أولا : إن هذا الحديث ضعيف من حيث سنده وإن حاول البعض تصحيحه ، إما وهمًا أو مخالفةً للأسس والقواعد التي وضعها علماء أهل السنة لتصحيح الرواية وقبولها .

فجميع أسانيده تنتهي إلى العرياض بن سارية .. ( فهو الراوي الوحيد له وهذا مما يورث الشك في صدوره لأن الحديث كان


في المسجد وكان بعد الصلاة ، وكان موعظة بليغة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب ، ثم طلب منه أن يعهد إلى الأمة فقال ... فكيف لم يروه إلا العرباض ؟! ، ولم لم يرووه إلا عن العرباض ؟! ) .

( إن هذا الحديث إنما حدث به في الشام وإنما تناقله وروجه أهل الشام ، وأكثر رواته من أهل حمص بالخصوص ، وهم أنصار معاوية وأشد أعداء علي أمير المؤمنين ، فبالنظر إلى هذه الناحية لا سيما مع ضم النظر في متن الحديث إليه ، لا يبقى وثوق بصدور هذا الحديث عن النبي ( ص ) إذ كيف يوثق بحديث يرويه حمصي عن حمصي عن حمصي ، ولا يوجد عند غيرهم من حملة الحديث والأثر علم به ؟! ، وأهل الشام قاطبة غير متحرجين من الإفتعال لما ينتهي إلى تشييد سلطان معاوية أو الحط ممن خالفه ! ) ( 1 ) .

قال العلامة حسان عبدالمنان في كتابه حوار مع الشيخ الألباني في مناقشته حديث العرباض بن سارية : عليكم بسنتي وسنة

_______________________
( 1 ) الرسائل العشر ( السيد الميلاني ) الرسالة ( 3 ) صفحة 16 – 17 ، وانظر ما قاله في صفحة 18 – 20 من جرح في العرباض بن سارية .



الخلفاء الراشدين : وبعد أن استعرض جميع طرق هذه الرواية وناقشها قال : ( إذن مـــــدار الحديث – والله العالم – على عبدالرحمن بن عمرو السلمي ) ( 1 ) .

وعبدالرحمن بن عمرو هذا مجهول الحال ، لم يرد فيه توثيق إلا من ابن حبان ، ومعلوم عندهم أن ابن حبان في كتابه الثقات كثيرا ما وثق أشخاصا مجهولين ، وقد صرح ابن القبطان الفاسي المنوفي سنة 628 هـ بضعف هذه الرواية وجهالة عبدالرحمن السلمي ففي كتابه الوهم والإيهام : 2 / 35 ، قال متعقبا عبدالحق الأشبيلي في باب سماه : ذكر أحاديث عنها مصححا لها وليست بصحيحة :

( وذكر من طريق أبي داود ، عن العرباض بن سارية صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ... فذكره وسكت عنه ، وليس بصحيح ، فإن أبا داود ساقه هكذا : حدثنا أحمد بن حنبل ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا ثور بن يزيد ، حدثنا خالد بن معدان قال : حدثني عبدالرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر قالا : أتينا العرباض بن سارية ، فذكره

_______________________
( 1 ) حوار مع الشيخ الألباني : 81 .


حجر هذا لا يعرف ولا أعلم أحدا ذكره ، فأما عبدالرحمن بن عمرو السلمي ، فترجم البخاري وابن حاتم بإسمه ، فأما ابن أبي حاتم فلم يقل فيه شيئا ، وأما البخاري فإنه ذكر روايته عن العرباض ورواية خالد بن معدان ، وضمرة بن حبيب ، وعبدالأعلى بن هلال عنه ولم يزد ، فالرجل مجهول الحال ، والحديث من أجله لا يصح .

وقد روى هذا الحديث الوليد بن مسلم بإسناد آخر قال : حدثنا عبدالله بن العلاء بن زبر ، عن يحيى بن أبي المطاع عن العرباض بن سارية مثله ، وذكره البزار واختاره ، وهو أيضا لا يصح فإن يحيى بن أبي المطاع لا يعرف بغيره ، وهو في شيء من أهل الشام ) ( 1 ) .

ثم قال الشيخ حسان عبدالمنان : ( والذي تبين لي في حديث العرباض بن سارية أنه لا يصح لذاته ، ولبعض فقراته ما يشهد لها ، وقد استقصيت ذلك فيما علمت ، وما لا نعلمه أكثر ، والله العالم ) . انتهى .

_______________________
( 1 ) حوار مع الشيخ الألباني : 115 – 116 .



ونكتفي بمناقشته لسند هذه الرواية الموضوعة ضد حديث الثقلين في حق أهل البيت عليهم السلام ، ولو سلمنا بصحتها فإنها لا تنطبق إلا على الأئمة الطاهرين من عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وذلك لما هو ثابت عنه أمره بوجوب التمسك بهم وكونهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم ، ومن هم كذلك فسنتهم حجة كسنته صلى الله عليه وآله وسلم يجب التمسك والعمل بها .

ثانيا : إن صاحبنا ينقل هذه الأقوال المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليقول إن الأمر الصادر منه صلى الله عليه وآله وسلم بالأخذ والتمسك بعترته في حديث الثقلين لا يدل على ذلك على إمامة العترة الطاهرة من أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، وإنما يدل على أنهم على هدى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنه يوجد غيرهم على هديه أيضا ، كالذين سماهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخلفاء الراشدين من بعده ، وكأمره بالإقتداء بسنة أبي بكر وعمر ، والإهتداء بهدي عمار بن ياسر ، وبالتمسك بعهد عبدالله بن مسعود !! .

يقول عثمان الخميس هذا ، وهو يعرف أن هذه الأحاديث كلها موضوعة في مقابل حديث الثقلين ، وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمته أن تتمسك بهما .


ثالثا : على فرض صحة هذه الرواية ، وصدور هذا القول من صلى الله عليه وآله وسلم فمراده بالخلفاء الراشدين بلا شك الأئمة الإثني عشر الذين خلفهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أمته ، فهذا الحديث مؤيد لحديث الثقلين وغير معارض له بحال من الأحوال .

فقد ثبت وصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم إثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش) ( 1 ) ، وفي رواية : ( يكون بعدي إثنا عشر خليفة كلهم من قريش ) ( 2 ) ، وفي أخرى : ( لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم من قريش ) ( 3 ) .

وحديث الإثني عشر هذا من الأحاديث التي حار فيها أهل السنة ، فقد شرقوا وغربوا في بيان مصاديقه من الخلفاء ، وأخذوا يبحثون عنهم بين أولئك الذين تولوا سدة الحكم من بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فمنهم من وضع قائمة بأسماء اثني عشر من هؤلاء ولم يرتضها الآخرون .

_______________________
( 1 ) صحيح مسلم : 3 / 1452 برقم : 1821 .

( 2 ) صحيح ابن حبان : 15 / 43 برقم : 6661 .
( 3 ) مسند أحمد بن حنبل : 5 / 89 برقم : 20862 .

والحق أن هذا الحديث لا ينطبق إلا على الأئمة الإثنى عشر الطاهرين من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم دون غيرهم ( 1 ) .

رابعا : ( إن هذا الحديث يكذبه واقع الحال بين الصحابة أنفسهم ، فقد وجدناهم كثيرا ما يخالفون سنة أبي بكر وعمر ، والمفروض أنهما من الخلفاء الراشدين ( عند أهل السنة ) بل لقد خالف الثاني الأول منهما الأول في أكثر من مورد ، فلو كان هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقا لما وقعت تلك الخلافات والمخالفات ... هذا ما ذكره جماعة ، وعلى أساسه أولوا الحديث وقد نص شارح مسلم الثبوت ( فواتح الرحموت في شرح مسلم الثبوت : 2 / 231 ) على ضرورة تأويله ) ( 2 ) .

_______________________
( 1 ) ومن أراد المزيد من الاطلاع حول هذا الحديث فعليه بمراجعة كتاب ( مسائل خلافية حار فيها أهل السنة للشيخ علي آل محسن صفحة 5 ) ، وكتاب ( مطارحات في الفكر والعقيدة صفحة 61 ) إصدار مركز الرسالة .

( 2 ) الرسائل العشر ( للميلاني ) الرسالة ( 3 ) صفحة 16 .




توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس