[وليد الضوى]

حديث من كنت مولاه فعلى مولاه هو من الاحاديث الثابتة فى كتب الشيعة وكتب السنة ايضا وطبعا تفسير الشيعة لمعنى كلمة المولى هو تفسير سليم تماما حيث فسره الشيعة بمعنى الإمام واما السنة ففسروه تفسير خاطىء
حيث فسروه بمعنى المحب او الناصر ولاشك ان تفسير السنة لكلمة مولى هو تفسير خاطئ لعدة اسباب :
1- هل يعقل ان يجمع الرسول مئة الف مسلم ليقف ويخطب فيهم فى فصل الصيف حيث حرارة الشمس الحارقة لمجرد ان يقول لهم ان الامام على محب وناصر فقط ؟ ان عظمة اخلاق سينا على وعلمه وفضله ومكانته لاتخفى على احد من المسلمين وقد بينها الرسول فى مواضع كثيرة سابقة على واقعة الغدير واثبتتها تصرفات الامام على عمليا فما الحاجة اذن للتكرار وليس من المعقول ان يكون تجميع عشرات الالوف من المسلمين فى الشمس الحارقة لمجرد تكرار لامر معروف مسبقا فلابد انه كان يقصد امرا آخر اكثر اهمية ولابد ان يكون اذن التفسير المقنع لكلمة مولى وهو المبايعة بالإمامة وخلافة المسلمين من بعده .
2- لماذا هنأه اعمربن الخطاب اذن وقال له انت مولى كل مسلم؟ اذا كان هو فعلا قبل ذلك مولى كل مسلم بأعماله العظيمة واخلاقة الحميدة واشادة الرسول به فى مواقف ومناسبات عديدة فلابد اذن ان يكون فى الامر جديد ولابد انه امرا عظيما ولاشك ان المقصود هو امامة المسلمين .
3- وفى الوقع هناك العديد من الادلة الاخرى التى تؤكد ان المقصود بكلمة مولى هنا هو الامام وليس المحب او الناصر فالدين الاسلامى قد نزل مكتملا فلابد ان يعين الرسول اماما للمسلمين من بعده ولايعقل ان يكون الرسول قد اهتم بتوضيح ومناقشة جميع المسائل الدينية حتى البسيطة منها ولا يهتم بتحديد من سيخلف المسلمين من بعده ونظام الحكم والخلافة بالنسبة للمسلمين .
4- وبالطبع أن الرسول الكريم قد اختار الامام على لخلافة المسلمين من بعده فهو اعظم الناس بعد الرسول فى خلقه وعلمه ودينه وشجاعته .
5- واذا كان السنة يعتقدون ان النبى لم يختار الامام على لخلافة المسلمين من بعده وانه ترك الامر شورى بين المسلمين فهذا اعتقاد خاطىء لانه لو كان ذلك صحيحا لقام بتوضيح وتفصيل شروط الشورى واركانها من حيث مواصفات الشخص المرشح للخلافة ومواصفات الاشخاص الذين يختارون الخليفة وههل يجوز عزله ام لا وما شروط ذلك بينما الامامة مذكورة صراحة فى القرآن وفى الاحاديث.
6- اضيف الى ذلك ان العقل والمنطق يحتم وجود امام للمسلمين يكون معصوما من الخطأ لضمان عدم حدوث تنازع وشقاق بين المسلمين ولمنع حدوث الفساد وليتولى شئون المسلمين الدينية والدنيوية .
7- كما أن عدم وجود امام معصوم معين من قبل الرسول وترك الامر شورى بين المسلمين مفسدة كبرى لأنه من الراجح ان يحصل تنازع وشقاق بين المسلمين حول من الاجدر والاحق بتوليه الخلافة وهنالك العديد من الطلقاء والمنافقين الذين يطمعون فى التغلب على الخلافة بالقوة وهو ما حدث بالفعل وتسبب فى تحول الخلافة الى ملك عضوض وكان ذلك مقدمة لتخلف وانحطاط المسلمين لذلك فوجود الامام المعصوم ضرورة دينية وحياتية ورحمة من الله سبحانه وتعالى لانه يمنع حدوث الفساد ويمنع التنازع على الحكم ويضمن صلاح احوال المسلمين .