عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/01/05, 03:07 PM   #1
الرافضيه صبر السنين


معلومات إضافية
رقم العضوية : 3796
تاريخ التسجيل: 2015/05/07
المشاركات: 7,552
الرافضيه صبر السنين غير متواجد حالياً
المستوى : الرافضيه صبر السنين is on a distinguished road




عرض البوم صور الرافضيه صبر السنين
افتراضي خطبه الامام علي ع في ذم الدنيا

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أحذركم الدنيا فإنها حلوة خضرة حفت بالشهوات وتحببت بالعاجلة ، وراقت بالقليل ،
وتحلت بالآمال ، وتزينت بالغرور . لا تدوم حبرتها ، ولا تؤمن فجعتها . غرارة ضرارة . حائلة زائلة
نافدة بائدة ، أكالة غوالة . لا تعدو - إذا تناهت إلى أمنية أهل الرغبة فيها والرضاء بها - أن تكون
كما قال الله تعالى سبحانه " كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فأصبح هشيما تذروه
الرياح وكان الله على كل شئ مقتدرا " لم يكن امرؤ منها في حبرة إلا أعقبته بعدها عبرة ، ولم يلق
في سرائها بطنا إلا منحته من ضرائها ظهرا . ولم تطله فيها ديمة رخاء إلا هتنت عليه مزنة بلاء .
وحرى إذا أصبحت له منتصرة أن تمسي له متنكرة وإن جانب منها اعذوذب واحلولى أمر منها جانب
فأوبى . لا ينال امرؤ من غضارتها رغبا إلا أرهقته من نوائبها تعبا . ولا يمسي منها في جناح أمن
إلا أصبح على قوادم خوف . غرارة غرور ما فيها ، فانية فان من عليها . لا خير في شئ من
أزوادها إلا التقوى . من أقل منها استكثر مما يؤمنه . ومن استكثر منها استكثر مما يوبقه ، وزال
عما قليل عنه . كم من واثق بها فجعته ، وذي طمأنينة إليها قد صرعته . وذي أبهة قد جعلته حقيرا
وذي نخوة قد ردته ذليلا . سلطانها دول ، وعيشها رنق ، وعذبها أجاج وحلوها صبر ، وغذاؤها
سمام ، وأسبابها رمام . حيها بعرض موت . وصحيحها بعرض سقم . ملكها مسلوب ، وعزيزها
مغلوب وموفورها منكوب . وجارها محروب . ألستم في مساكن من كان قبلكم أطول أعمارا ، وأبقى
آثارا وأبعد آمالا ، وأعد عديدا ، وأكثف جنودا . تعبدوا للدنيا أي تعبد ، وآثروها أي إيثار .
وأنزلوا الاجداث . فلا يدعون ضيفانا . وجعل لهم من الصفيح أجنان ، ومن التراب أكفان ، ومن
الرفات جيران ، فهم جيرة لا يجيبون داعيا ، ولا يمنعون ضيما ، ولا يبالون مندبة . إن جيدوا لم
يفرحوا ، وإن قحطوا لم يقنطوا . جميع وهم آحاد ، وجيرة وهم أبعاد . متدانون لا يتزاورون ،
وقريبون لا يتقاربون . حلماء قد ذهبت أضغانهم ، وجهلاء قد ماتت أحقادهم . لا يخشى فجعهم ، ولا
يرجى دفعهم استبدلوا بظهر الارض بطنا ، وبالسعة ضيقا ، وبالاهل غربة ، وبالنور ظلمة . فجاءوها
كما فارقوها ، حفاة عراة . قد ظعنوا عنها بأعمالهم إلى الحياة الدائمة والدار الباقية ، كما قال
سبحانه " كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين " - نهج البلاغة - خطب الامام علي
عليه السلام ج 1 ص 216. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة



o'fi hghlhl ugd u td `l hg]kdh



توقيع : الرافضيه صبر السنين
رد مع اقتباس