عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/05/20, 10:48 AM   #1
فداء الزهراء ع

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3806
تاريخ التسجيل: 2015/05/13
المشاركات: 19
فداء الزهراء ع غير متواجد حالياً
المستوى : فداء الزهراء ع is on a distinguished road




عرض البوم صور فداء الزهراء ع
Man مفهوم التدين الحقيقي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم


مفهوم التدين الحقيقي



قال الله تعالى {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} سورة هود 112.


هذه الآية الكريمة في شطرها الأول تبين لنا مفهوم التدين الواقعي في المنظور الإلهي, و هو الاستقامة كما أمرت. و في سورة الحمد نلهج ليلا و نهاراً (اهدنا الصراط المستقيم), و لا شك أن من يسير على الطريق المستقيم دون اعوجاج يكون قد استقام. و الاستقامة لا تكون واقعية و حقيقية إلا إذا كانت كما أمر الله تعالى. والنتيجة أن المطلوب من رسول الله أن يسير وفق الصراط الذي أمره الله تعالى به.
وهو الصراط الذي أوضحه لنا الرسول وأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين و أمرونا باتباعه و السير على وفقه.


إذن التدين الواقعي هو الإلتزام بالتعاليم و الأوامر الشرعية في كل شأن من شؤون الحياة, صغيرها و كبيرها. والتدين ذو درجات متفاوتة, و أدنى مرتبة منه هو التلبس ببعض مظاهر التدين الخارجية فقط. فبعض الناس يواظب على حمل السبحة في يده و حضور صلاة الجماعة, و لكن قلبه و روحه أبعد ما تكون عن الصلاة, ومعاملته لوالديه و أهله سيئة, و يكذب و يغش في معاملاته, و لا يدفع الديون التي في ذمته. إذن ما فائدة هذا التدين القشري. بل قد يقوم هذا المتدين القشري بتشويه صورة التدين في أنظار الناس بسبب تصرفاته القبيحة.

و أما أعلى درجات التدين فهي أن يستقيم الإنسان كما أمره الله تعالى بكل ذرة من ذرات وجوده, في قوله و في فعله, في حركاته و في سكناته.

أما ركائز التدين الواقعي فهي كالتالي :

الركيزة الأولى :
النية الصادقة و الخالصة, فمن يكون هدفه الرياء و مدح الناس لا يهتم بالتدين الباطني بعيداً عن أعين الناس, بل تراه يركز على بعض المظاهر القشرية ليخدع الناس.

الركيزة الثانية :
العلم و الحكمة. حتى يستطيع التمييز بين الواجبات و المحرمات و غيرها. و حتى يقدر على الترجيح و تقديم الأهم فالأهم. يجب أن تعلم بماذا أمرت ثم تستقيم عليه.

الركيزة الثالثة : ا
لمواظبة و التدرج, فعملية التغيير في الإنسان تحدث بتدرج و على مراحل. و نحن مطالبون بتحسين علاقتنا مع الله تعالى و مع أنفسنا و مع الآخرين لا سيما الوالدين و الأقربين, و علينا واجبات تجاه الطبيعة أيضاً. وتطبيق جميع ذلك يحتاج إلى صبر و مواظبة و تدرج, فكلما وفقنا الله تعالى لإصلاح جانب من جوانب حياتنا أو خصلة من أخلاقنا نشكر الله تعالى و نحمده و ننتقل إلى جانب آخر و خصلة أخرى. و لنعلم بأن الدين عميق, لذا وردت الأحاديث الشريفة في الحث على الوغول فيه برفق لئلا تنفر النفس.

الركيزة الرابعة :
طلب العون من الله تعالى (و ما توفيقي إلا بالله) و التوسل إليه بأحب الخلق إليه محمد و آله صلى الله عليهم أجمعين -.

الركيزة الخامسة :
عدم اليأس من رحمة الله تعالى, فعملية تهذيب النفس و تعويدها على الطاعة يحتاج إلى صبر و مجاهدة. و قد يكون لدى الإنسان ذنب متغلغل أو خصلة سيئة راسخة, فلا ييأس بل يجاهد نفسه إلى أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوح صادقة.

الركيزة السادسة :
عدم التجاهر بالعصيان. لا قدر الله تعالى إذا ابتلي الإنسان بمعصية فعليه أن يستتر بها, و لا يجاهر, إذ المجاهرة بالعصيان تجرأ على الله تعالى و مساهمة في تجرأ الآخرين على المعصية أيضاً.

الركيزة السابعة :
إذا رأيت من هو أكبر منك سناً فتذكر أنه عبد الله تعالى قبلك, و إذا رأيت من هو أصغر منك فتذكر أنك عصيت الله قبله. و إذا رأيت مذنباً فاحمد الله تعالى لأنه لم يبتلك بذلك, و ادع الله تعالى له بالهداية, و لا تغتر بأعمالك إذ لعله يكون لدى هذا المذنب أعمال صالحة استوجب بها رضوان الله تعالى, و لعل الله يوفقه للتوبة النصوح فيغفر الله تعالى له, و لا يغفر لك ما عملته من ذنوب.

______________________

ونسألكم الدعاء





lti,l hgj]dk hgprdrd



رد مع اقتباس