عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/11/09, 08:46 PM   #3
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

17 ـ غفران الذنوب ما تقدّم وما تأخّر ومناجاة الله إيّاه :

فانه ما يقرّب من أربعين حديثاً من الصحاح المعتبرة تشير إلى انّ الله يغفر لزائر الإمام الحسين 7 ما تقدّم من ذنوبه وما تأخّر، وفي أحاديث أخرى يصير كيوم ولدته اُمّه ، وفي بعضها يمحّص من الذنوب كما يمحّص الثوب الوسخ في الماء[9] .


ومن العجائب انه ورد: إنّما ذلک كلّه لأوّل خطوة ، ثمّ يقدّس بكل خطوة بعدها، ثمّ تبلغ مرتبته بأن يناجيه الله بقوله : (عبدي سلني أعطک) وفي رواية انه : يجيئه ملک بعد صلاة الزيارة ، فيقول له : ان رسول الله يقرءک السلام ، ويقول : قد غفر لک ما مضى فاستأنف العمل .

كام الزيارات بسنده عن الإمام الصادق 7 قال : ان جل ليخرج إلى قبر الحسين 7، فله إذا خرج من أهله بأوّل خطوة مغفرة من ذنوبه ، ثمّ لم يزل يقدّس بكلّ خطوة حتّى يأتيه ، فاذا أتاه ناجاه الله فقال : عبدي سلني أعطک ، اُدعني أجبک ، اُطلب منّي أعطک ، سلني حاجتک أقضيها لک ، قال : وقال أبو عبدالله 7 : وحقّ على الله أن يعطي ما بذل .

قال الصادق 7 في حديث طويل : فاذا انقلبت من عند قبر الحسين 7 ناداک مناد لو سمعت مقالته لاقمت عمرک عند قبر الحسين 7 وهو يقول : طوبى لک أيُّها العبد قد غنمتَ وسلمت ، قد غفر لک ما سلف ، فاستأنف العمل .

عن أبي عبدالله 7 قال : إنّ زائر الحسين صلوات الله عليه جعل ذنوبه جسراً على باب داره ثمّ عبرها، كما يخلف أحدكم الجسر وراءه إذا عبر.

عن أبي الحسن الماضي 7 قال : من زار الحسين 7 عارفاً بحقّقه غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

أقول : ما تقدّم من غفران الذنوب ، واضح ، وأمّا المتأخّر، فانّه إمّا أن يكون الزيارة بمنزلة قلعة حصينة ، من دخلها أمن ، أو يكون سبباً للتوبة ، فلا يموت إلّا مغفوراً له .

قال أبو الحسن موسى الكاظم 7: أدنى ما يثاب به زائر الحسين 7 بشاطى الفرات إذا عرف حقّه وحرمته وولايته أن يغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

عن الصادق 7 قال : من أراد أن يكون في كرامة الله يوم القيامة وفي شفاعة محمّد 6 فليكن للحسين زائراً، ينال من الله أفضل الكرامة وحسن الثواب ، ولا يسأله عن ذنب عمله في حياة الدنيا، ولو كانت ذنوبه عدد رمل عالج وجبال تهامة وزبد البحر، ان الحسين بن علي 7 قُتل مظلوماً مضطهداً نفسه ، وعطشاناً هو وأهل بيته وأصحابه .

عن أبي إبراهيم الإمام الكاظم 7 قال : من خرج من بيته يريد زيارة قبر أبي عبدالله الحسين بن علي 7 وكّل الله به ملكاً فوضع إصبعه في قفاه ، فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتّى يرد الحائر، فاذا خرج من باب الحائر وضع كفه وسط ظهره ثمّ قال له : أما ما مضى فقد غفر لک ، فاستأنف العمل .

عن الإمام الصادق عن آبائه :: من زاره يريد به وجه الله أخرجه الله منه
ذنوبه كمولود ولدته اُمّه ، وشيعته الملائكة في مسيره ، فرفرفت على رأسه ، قد صفّوا بأجنحتهم عليه ، حتّى يرجع إلى أهله ، وسألت الملائكة المغفرة له من ربّه ، وغشيته الرحمة من أعنان السماء، ونادته الملائكة : طبت وطاب من زرت ، وحفظ في أهله .


قال أبو عبدالله الصادق 7 لحسين بن ثوير: يا حسين انّه من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي 8 إن كان ماشياً كتبت له بكلّ خطوة حسنة ومحا عنه سيّئة ، وإن كان راكباً كتبت له بكل خطوة حسنة وحطّ بها عنه سيئة ، حتّى إذا صار في الحير ـ أي في الحائر الحسيني ـ كتبه الله من المفلحين المنجحين ، حتّى إذا قضى مناسكه ، كتبه الله من الفائزين ، حتّى إذا أراد الانصراف ، أتاه ملک ، فقال له : إنّ رسول الله يقرئک السلام ويقول لک : استأنف العمل فقد غفر الله لک ما مضى[10] .


عن أبي عبدالله 7 قال : من اغتسل بماء الفرات وزار قبر الحسين 7 كان كيوم ولدته اُمّه ، صفراً من الذنوب ولو اقترفها كبائر.

وفي حديث آخر: تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته اُمّه .

أقول : من المعلوم ان المولود يولد ولا ذنب عليه فيكون معصوماً طاهراً مطهّراً، ولمثل هذا يشبّه من يغفر له كلّ الذنوب بمثل اليوم الأوّل من ولادته ، أي يكون لا ذنب عليه ، وحينئذ عليه أن يستأنف الأعمال الصالحة ، ولا يقترب من الذنوب والقبائح والرذائل الافعاليّة والاخلاقيّة مرّة اُخرى ، وهذا من مصاديق يغفر الله ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر من يوم بلوغه وتكليفه وإلى يوم زيارته ، والظاهر في تكرار الزيارة تكرار الغفران ، فان الله هو التوّاب الرحيم ، والتوّاب صيغة مبالغة
يصدق لمن يتوب كثيراً، فاذا تاب العبد كثيراً، تاب الله عليه كثيراً، فتوبة العبد رجوعه إلى ربّه ، وتوبة الله قبول عبده وغفرانه وتبديل سيّئاته حسنات ، وحسناته جنّات ، وجنّاته عاليات ، فمن كان له ربّ كريم غفور، وبلدة طيّبة كربلاء المقدّسة ، فهل يتهاون أو يتكاسل أو يتغافل عن زيارة سيّد الشهداء الحسين بن علي 7؟!


كلّا ثمّ ألف كلّا، بل (لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيک زحفاً سيّدي يا حسين ) (أبد والله ما ننسى حُسيناً).

من هذه الروايات الشريفة نستخلص ما يلي :

1 ـ بأوّل خطوة غفران الذنوب . 2 ـ تقديس كلّ خطوة . 3 ـ اجابة السؤال والدعاء والطلب . 4 ـ الغنيمة والسلامة والغفران ما تقدم من الذنوب وما تأخّر لمن زاره عارفاً بحقّه وحرمته وولايته . 5 ـ في كرامة الله يوم القيامة . 9 ـ في شفاعة محمّد 6. 7 ـ حسن الثواب . 8 ـ غفران الذنوب الكثيرة ولو كانت بمقدار جبال تهامة . 9 ـ غفران ما مضى واستئناف العمل . 10 ـ كيوم ولدته اُمّه لمن زاره مخلصآ.

11 ـ تشيع الملائكة حتّى يرجع إلى أهله . 12 ـ استغفار الملائكة له . 13 ـ غشيان الرحمة الرحيميّة من عنان السماء. 14 ـ الطيب وحفظ الأهل والفوز والفلاح والنجاح ، وأخيراً سلام النّبي الأعظم 6. 15 ـ غفران الذنوب كيوم ولدته اُمّه .

18 ـ زائر الحسين يشفع للاخرين :

عن أبي عبدالله الإمام الصادق 7 قال : زائر الحسين مشفع يوم القيامة لمأة رجل ، كلّهم قد وجبت لهم النار، ممن كان في الدنيا من المسرفين .

عن سليمان بن خالد عن أبي عبدالله 7 قال : سمعته يقول : انّ لله في كلّ يوم
وليلة مأة ألف لحظة إلى الأرض ، يغفر لمن يشاء منه ، ويعذّب من يشاء منه ، ويغفر لزائري قبر الحسين 7 خاصّة ، ولأهل بيتهم ولمن يشفع له يوم القيامة كائناً من كان ، قلت : وان كان رجلاً قد استوجبه النار؟ قال : وإن كان ما لم يكن ناصبيّاً.

عن الإمام الصادق 7 قال : ينادي منادٍ يوم القيامة : أين شيعة آل محمّد؟ فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم إلّا الله تعالى ، فيقومون ناحية من الناس ، ثمّ ينادي مناد: أين زوّار قبر الحسين 7؟ فيقوم اُناس كثير، فيقال لهم : خذوا بيد من أحببتم انطلقوا بهم إلى الجنّة ، فيأخذ الرجل من أحب ، حتّى انّ الرجل من الناس يقول لرجل : يا فلان أما تعرفني أنا الذي قمت لک يوم كذا وكذا، فيدخله الجنّة لا يدفع ولا يمنع .

19 ـ اتّصال زيارة الإمام الحسين إلى يوم القيامة :

فان كلّ عمل ينقطع وان بقي ثوابه ، إذا مات المرء، فان الدنيا دار عمل والآخرة دار حساب ، فاذا مات المرء انقطع من أعماله ، إلّا من بعضها كولد صالح يستغفر له وصدقة جارية ، وعلم ينتفع منها الناس ، ومن أفضل الأعمال المتّصلة إلى يوم القيامة زيارة الإمام الحسين 7.

عن صفوان عن أبي عبدالله الإمام الصادق 7 قال : إنّ الرجل إذا خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين 7، شيّعه سبعمأة ملک من فوق رأسه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله ومن خلفه حتّى يبلغوا به مأمنه ، فاذا زار الحسين 7 ناداه منادٍ: قد غُفر لک ، فاستأنف العمل ، ثمّ يرجعون معه مشيعين له إلى منزله ، فاذا صاروا إلى منزله قالوا استودعک الله، فلا يزالون يزورونه إلى يوم مماته ، ثمّ يزورون قبر
الحسين 7 في كلّ يوم ، وثواب ذلک للرجل .


أقول : وما أعظم هذه الزيارة الملائكية الطاهرة والمقدّسة وان ثوابها لزائر الإمام الحسين 7 واطلاق الخبر يدل على ان هذه الزيارة الحسينيّة العظيمة في جوهرها وكنهها متّصلة إلى يوم القيامة ، وإذا كان هذا فضل الزائر فما هو فضل المزور 7؟!! وهذا ما اُركّز عليه في رياض العارفين ، أنّ من بلغ قمّة العبوديّة ، أعطاه الله كُنه الربوبيّة من تجلّى الاسماء الحسنى والصفات العليا، فان العبوديّة جوهرة كنهها الربوبيّة .

20 ـ من ثواب الزيارة الحجّ مع رسول الله:

فان الزائر يدرک بزيارته وكانه ما يستحيل وقوعه في الظاهر، وهو ثواب الحجّ رسول الله 6 وفي ذلک روايات عديدة منها:

ما رواه موسى بن القاسم الحضرمي ، قال : قدم أبو عبدالله 7 في أوّل ولاية أبي جعفر ـ المنصور الدوانيقي ثاني خلفاء الدولة العبّاسيّة الغاصبة ـ فنزل النجف ، فقال : يا موسى اذهب إلى الطريق الأعظم فقف على الطريق وانظر، فانه سيجيئک رجل من ناحية القادسيّة ، فاذا دنى منک فقل له : ها هنا رجل من ولد رسول الله 6 يدعوک ، فسيجي معک .

قال : ذهبت حتّى أقمت على الطريق والحرّ الشديد، فلم أزال مقيماً حتّى كدتُ أعصي وأنصرف وأدعهُ ، إذ نظرت إلى شيء مقبل شبه رجل على بعير، قال : فلم أزل أنظر إليه حتّى دنى منّي ، فقلت له : يا هذا ها هنا رجل من ولد رسول الله 6 يدعوک ، وقد وصفک لي .

قال : اذهب بنا إليه ، فجئت به حتّى اناخ بعيره ناحية قريباً من الخيمة ، قال : فدعى به ، فدخل الأعرابي إليه ، فدنوت أنا، فصرت إلى باب الخيمة اسمع الكلام ولا أراهما.

فقال أبو عبدالله 7: من أين قدمت ؟

قال : من أقصى اليمن .

قال : أنت من موضع كذا وكذا؟ قال : نعم أنا من موضع كذا وكذا، قال : فبما جئت هاهنا؟ قال : جئت زائراً للحسين 7، فقال أبو عبدالله 7: فجئت من غير حاجة ليس الّا الزيارة ؟ قال : جئت من خير حاجة ليس الّا أصلّي عنده وأزوره واُسلّم عليه وأرجع إلى أهلي .

قال له أبو عبدالله 7: وما ترون في زيارته ؟ قال : نرى في زيارته البركة في انفسنا وأهلينا وأولادنا وأموالنا ومعائشنا وقضاء حوائجنا. قال له أبو عبدالله 7 : أفلا أزيدک من فضله فضلاً يا أخا اليمَني ؟ قال : زدني يابن رسول الله، قال : ان زيارة أبي عبدالله 7 تعدل حجة مقبولة زاكية مع رسول الله 6 فتعجب فلم يزل أبو عبدالله يزيد حتّى قال : ثلاثين حجّة مبرورة متقبّلة زاكية مع رسول الله 6.

وفي حديث آخر أن يكون حجّه حج الرسول بنفسه ، وهذا أكثر عظمة من قبله ، وربما أشبه شيء بالمستحيل في نفسه .

عن الإمام الصادق 7: كان الحسين بن علي 8 ذات يوم في حجر النّبي 6 يلاعبه ويضاحكه ، فقالت عائشة : يا رسول الله ما أشدّ اعجابک بهذا الصبي ، فقال لها: ويلک وكيف لا اُحبّه ولا أعجب به ، وهو ثمرة فؤادي وقرّة عيني أما ان اُمّتي
ستقتله ، فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجّة من حججي ، قال : يا رسول الله حجّة من حججک ؟ قال : نعم حجتين من حججي ، قالت : يا رسول الله حجتين من حججک ؟ قال : نعم وأربعة ، قال : فلم تزل تزاده ويزيد ويضعف حتّى بلغ تسعين حجّة من حجج رسول الله 6 بأعمارها.



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس