عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/08/01, 10:58 AM   #4
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

(المهدي المنتظر)
وقد كثر الحديث في السنوات الأخيرة وبعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران عن المهدي المنتظر فأصبح المسلمون وبالخصوص الشباب المثقف في كل مكان يتساءلون عن حقيقة المهدي، وهل هي حقيقة ولها وجود في العقائد الإسلامية أم هو من مختلقات الشيعة ؟



ورغم ماكتبه علماء الشيعة قديماً وحديثاً(1) بخصوص المهدي من موسوعات وأبحاث، ورغم إتصال كثير من السنيين بإخوانهم من الشيعة في مؤتمرات عديدة ومحادثات في شتى المواضيع العقائدية، يبقى هذا الموضوع من الألغاز عند الكثير منهم، لأنهم ما تعودوا سماع أمثال هذه الروايات.

____________
(1) كالشهيد محمد باقر الصدر في كتابه «بحث حول المهدي».
فما هي حقيقة المهدي المنتظر في العقائد الإسلامية ؟ والبحث في هذا الموضوع ينقسم إلى قسمين: ـ
القسم الأول يتعلق بالبحث عن المهدي من خلال الكتاب والسنة.
والقسم الثاني يتعلق بالبحث عن حياته وغيبته وظهوره.
أما في البحث الأول: فالشيعة والسنة متفقون على أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشر به وأعلم أصحابه بأنه سيظهره الله سبحانه وتعالى في آخر الزمان، وقد أخرج أحاديث المهدي (عليه السلام) كل من الشيعة والسنة وفي صحاحهم ومسانيدهم.
وأنا بدوري وكالعادة حسبما تعهدت به في كل أبحاث الكتاب لا أستدل إلا بما هو ثابت وصحيح عن أهل السنة والجماعة.
فقد جاء في سنن أبي داود(1) .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا».
وجاء في سنن إبن ماجة(2) : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إنا أهل بيت إختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء شديدا، وتطريدا، حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينتصرون، فيعطون ماسألوا: فلا يقبلونه، حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا كما ملئت جورا».
____________
(1) سنن أبي داود 2 /422.
(2) سنن إبن ماجه ج2 رقم الحديث 4082 و 4087.
وقال إبن ماجه في سننه:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «المهدي منا أهل البيت، المهدي من ولد فاطمة».
وقال (صلى الله عليه وآله): «يكون في أمتي المهدي، إن قصر فسبع، وإلا فتسع تنعم فيها أمتي نعمة لن تنعم مثلها قط تأتي أكلها، ولا تدخر منه شيئاً والمال يومئذ كدوس، فيقوم الرجل فيقول: يامهدي أعطيني فيقول: خذ»(1) .
وجاء في صحيح الترمذي(2) :
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يلي رجل من أهل بيتي يواطىء أسمه إسمي، ولم لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتّى يلي».
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء أسمه أسمي».
وأخرج الإمام البخاري في صحيحه(3)
____________
(1) سنن إبن ماجة ج 2 رقم الحديث 4086.
(2) الجامع افلصحيح للترمذي 9 /74 ـ 75.
(3)صحيح البخاري 4 /143 (باب نزول عيسى بن مريم).
قال: حدثنا بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن إبن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري إن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كيف أنتم إذا نزل إبن مريم فيكم وإمامكم منكم.
وقال صاحب غاية المأمول: إشتهر بين العلماء سلفا وخلفا إنه لا بد من ظهور رجل من أهل البيت في آخر الزمان يسمى المهدي، وقد روي أحاديث المهدي جماعة من خيار الصحابة وأخرجها أكابر المحدثين: كأبي داود، والترمذي، وإبن ماجة والطبراني وأبي يعلى، والبزاز، والإمام أحمد بن حنبل، والحاكم رضي الله عنهما أجمعين، ولقد أخطأ من ضعف أحاديث المهدي كلها.
قال الحافظ في فتح الباري: تواترت الأخبار بأن المهدي من هذه الأئمة وإن عيسى إبن مريم سينزل ويصلي خلفه»(1)
وقال إبن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة: والأحاديث التي جاء فيها ذكر ظهور المهدي كثيرة متواترة(2) .
وقال الشوكاني في رسالتة المسماة «التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح» وبعد سرده أحاديث المهدي قال: «وجميع ما سقناه بالغ حد التواتر كما لا يخفى على من له فضل إطلاع».
وقال الشيخ عبدالحق في اللمعات: «قد تظافرت الأحاديث البالغة حد التواتر في كون المهدي من أهل البيت من أولاد فاطمة»(3) .
____________
(1) فتح الباري 5 /362.
(2) الصواعق المحرقة لإبن حجر 2 /211.
(3)حاشية صحيح الترمذي 2 / 46.
وقال الصبان في كتابه إسعاف الراغبين: «وقد تواترت الأخبار عن النبي (صلى الله عليه وآله) بخروجه وإنه من أهل البيت، وإنه يملأ الأرض عدلا»(1) .
وقال السويدي في كتابه المسمى «سبائك الذهب»: «الذي إتفق عليه العلماء إن المهدي هو القائم في آخر الوقت وإنه يملأ الأرض عدلا، والأحاديث في ظهوره كثيرة»(2) .
وقال إبن خلدون في مقدمته: «إعلم إن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار إنه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل ويسمى بالمهدي»(3) .
____________
(1) إسعاف الراغبين 2 /140
(2) سبائك الذهب ص 78.
(3)مقدمة إبن خلدون ص 367.
كما أخرج أحاديث المهدي من المعاصرين مفتي الإخوان المسلمين السيد سابق في كتابه «العقائد الإسلامية» وإعتبر أن فكرة المهدي من العقائد الإسلامية التي يجب التصديق بها.
وكتب الشيعة أيضاً أخرجت أحاديث المهدي على كثرتها حتى قيل إنه لم يَرو عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أكثر مما روي عنه في أحاديث المهدي.
وقد إستخرج الباحث لطف الله الصافي في موسوعته «منتخب الأثر» أحاديث المهدي (عليه السلام) من أكثر من ستين مصدرا من كتب أهل السنة والجماعة من ضمنها الصحاح الستة وأكثر من تسعين مصدرا من كتب الشيعة من ضمنها الكتب الأربعة.
أما بخصوص البحث الثاني والذي يتعلق بولادة المهدي وحياته وغيبته وعدم وفاته (عليه السلام) فهذا القسم أيضا لم ينكره بعض علماء أهل السنة الذين لا يستهان بهم، والذين يعتقدون بأن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت، ولد، وإنه لا يزال حيا وسيظهر في آخر الزمان فيملأ الأرض قسطا وعدلا وينصر الله به دينه، وهم بذلك يوافقون أقوال الشيعه الإمامية، ومن هؤلاء: 1 ـ محيي الدين بن العربي في فتوحاته المكية.
2 ـ سبط إبن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص.
3 ـ عبدالوهاب الشعراني في كتابه عقائد الأكابر.
4 ـ إبن الخشاب في كتابه واريخ مواليد الأئمة ووفياتهم.
5 ـ محمد البخاري الحنفي في كتابه فصل الخطاب.
6 ـ أحمد بن إبراهيم البلاذري في كتابه الحديث المتسلسل.
7 ـ إبن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة.
8 ـ العارف عبدالرحمن في كتابه مرآة الأسرار.
9 ـ كما الدين بن طلحة في كتابه مطالب السؤول في مناقب آل الرسول.
10 ـ القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودة.
ولو تتبع الباحث لوجد في علماء السنة والجماعة أضعاف من ذكرنا يقولون بولادة المهدي وبقائه حياً حتى يظهره الله تعالى.
وبعد هذا لم يبق معنا من أهل السنة والجماعة إلا المنكرون بولادته وبقائه حياً، بعد إعترافهم بصحة الأحاديث.وهؤلاء ليسوا حجة على غيرهم من القائلين بها.
والقرآن الكريم لا ينفي مثل هذا الإفتراض، وكم ضرب الله من مثل على ذلك لأهل العقول الجامدة لكي يتحرروا ويطلقوا العنان لأفكارهم وعقولهم حتى تستيقن وتسلم بأن الله سبحانه قادر على كل شيء.
لذا فإن المسلم الذي يملأ الإيمان قلبه فلا يستغرب أن يميت الله عزيزا مائة عام، ثم يبعثه فينظر الى طعامه وشرابه لم يتسنه، وإلى حماره كيف ينشز الله عظامه ويكسوها لحما فيرجع كما كان بعد أن كانت عظامه رميما فلما تبين له قال:
إعلم أن الله على كل شيء قدير. سبحان الله ما أسرع تحوله، بينما قبل الحادثة إستغرب وإستبعد عند مروره على قرية خاوية على عروشها. قال أنى يحيي الله هذه بعد موتها ؟؟
والمسلم الذي يصدق القرآن الكريم لا يستغرب أن يقطع سيدنا إبراهيم الطير ويبعثر أجزاءه وأشلاءه على الجبال ثم يدعوهن فيأتينه سعيا.
والمسلم لايستغرب أن تصبح النار باردة فلا تحرق ولا تؤذي سيدنا إبراهيم عندما ألقي فيها فقال لها الله يانار كوني بردا وسلاما والمسلم لايستغرب بأن سيدنا عيسى ولد من غير نطفة الذكر أي من غير أب. وإنه حي لم يمت وسيعود إلى الأرض.
والمسلم لا يستغرب بأن سيدنا عيسى كان يحيي الموتى ويبرىء الأكمه والأبرص والأعمى ولا يستغرب أن ينغلق البحر لسيدنا موسى ولبني إسرائيل فيمشوا فيه بدون بلم وتنقلب عصاه ثعبانا ويحول ماء النيل إلى دم.
كذلك فإن المسلم لا يستغرب أن سيدنا سليمان كان يتكلم مع الطير ومع الجن ومع النمل ويحمل عرشه على بساط الريح ويستقيم عرش بلقيس في لحظات.
ولا يستغرب بأن الله أمات أصحاب الكهف ثلاثة قرون وإزداوا تسعا ثم بعثهم فكان حفيد الحفيد أكبر سنا من جد الجد.
ولايستغرب بأن سيدنا الخضر (عليه السلام) حي لم يمت وقد إلتقى مع سيدنا موسى (عليه السلام).
ولا يستغرب بأن إبليس لعنه اله حي لم يمت وهو مخلوق قبل آدم (عليه السلام)، وما زال يواكب مسيرة البشر من أول خلقته إلى يوم فنائه، ومع ذلك فهو مخفي لم ولن يراه أحد رغم أعماله الشنيعة وأفعاله الذميمة، وهو يرى كل الناس.
إن المسلم يؤمن بكل هذا ولا يستغرب وقوعه،أفيستغرب وجود المهدي مخفيا لفترة من الزمان لحكمة يريدها الله سبحانه فكل ماذكره القرآن وهو أضعاف ماذكرنا في هذه العجالة ليس هو مما جرت به العادة ولا هو معهود إلى الناس ولا يقدرون عليه ولو إجتمعوا له.
وإنما هو من صنع الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ويصدق به المسلمون بأنهم آمنوا بكل ماجاء في القرآن الكريم وبدون إستثناء وبدون تحفظ.
على أن الشيعة هم أدرى بأمور المهدي (عليه السلام) لأنه إمامهم وقد عاصروه وعاشوا معه ومع آبائه، وأهل مكة أدرى بشعابها.
والشيعة يحترمون أئمتهم ويعظمونهم وقد إتخذوا الأئمة أهل البيت قبورا شيدوها وإلتزموا بزيارتها والتبرك بها، فلو كان الإمام الثاني عشر وهو المهدي (عليه السلام) قد توفي لكان له قبر معروف، ولأمكنهم أن يقولوا بجواز بعثه بعد الموت ما دام هذا الأمر ممكنا كما ذكره القرآن الكريم وخاصة إنهم يقولون «بالرجعة».
بل تراهم يصرون على أن المهدي (عليه السلام) حي يرزق وهو مخفي لحمة أرادها الله سبحانه وتعالى قد يعرفها الراسخون في العلم وأولياءهم.
وهم يدعون في صلواتهم أن يعجل الله فرجه الشريف لأن في ظهوره عز المسلمين وسعادتهم وإنتصارهم ولأن به يتم الله نوره ولو كره الكافرون.
على أن الخلاف بين السنة والشيعة في أمر المهدي (عليه السلام) ليس هو خلاف جوهري ماداموا يعتقدون بظهوره في آخر الزمان، وإن عيسى (عليه السلام) يصلي خلفه، وإنه سيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، ويملك المسلمون الأرض كلها في زمانه ويعم الرجاء حتى لا يبقى فقير.
ويبقى الخلاف فقط في قول الشيعة بولادته وفي قول السنة بأنه سيولد، ويجتمع قول الفريقين على ظهوره في آخر الزمان فليتوحد السنة والشيعة على كلمة الحق وعلى جمع شمل الأمة الممزقة ولم شتاتها وليدعوا الله جميع المخلصين في دعائهم وفي كل صلواته بأن يعجل ظهوره لأن في ظهوره الفرج والنصر لأمة محمد (صلى الله عليه وآله).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس