الموضوع: الـعدل الإلهي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/08/26, 03:19 PM   #1
عبد الحميد

موالي مبتدأ

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4790
تاريخ التسجيل: 2016/08/24
المشاركات: 53
عبد الحميد غير متواجد حالياً
المستوى : عبد الحميد is on a distinguished road




عرض البوم صور عبد الحميد
افتراضي الـعدل الإلهي

الـعدل:



إن الله سبحانه عادل كريم، خلق الخلق بالحق والعدل، ونظَّم حياة خلقه بما يحفظ لكل مخلوق حياته وحقه، وجعل العدل ميزان الدنيا والآخرة، فلا يظلم ولا يجور على خلقه أبداً، وأمرهم بالعدل فيما بينهم، وارسل الرسل والأنبياء، وعمهم بهدايته، وأمرههم بعبادتهوطاعته،وحذرهم من معصيته، ولم يكلف أحداً فوق طاقته. لا عبث في صنعه، ولا ظلم في حكمه، ولا قبيح في فعله، لا يعذب أحداً إلا بذنبه، ولا يظلم الناس شيئاً، وجل عن مشاركة عباده في الأوصاف والأفعال.. قال تعالى:

إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا.النساء 40

الـعدل الإلهي

رحمة الله:



ثم إن الله رحيم. كتب الله على نفسه الرحمة، وحرم الظلم على نفسه، وجعله محرماً بين خلقه، وجعل آثار رحمته في كل شيء، ووضع الرحمة بين عباده وسائر مخلوقاته ليتراحموا بها، واشتق لنفسه اسم الرحمن الرحيم، وأوسع من صفات رحمته التي وسعت كل شيء لما استوى على عرشه حين قضى الخلق، فقال سبحانه: (إن رحمتي سبقت غضبي). فكان هذا العهد منه سبحانه للخليقة كلها بالرحمة والمغفرة..




ولكن رحمته لا تتنافى مع عدله، وذلك لأن صفاته وأسمائه متحدة ولا تتعارض، ويصدق بعضها بعضاً. فمقتضى رحمة الله الرحمة، ومقتضى عدله العدل.. قال رسول الله ص: إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها. وأخر الله تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة.

الـعدل الإلهي

رحمة الله في الأخرة:



رحمته في الأخرة اختص بها عباده المؤمنين، ولا يتنافى ذلك مع تخليد الكافر في النار، فهو سبحانه يرحم عباده في الدنيا كلهم، المؤمن والكافر، والطائع والعاصي. فرحمته في الدنيا عامة، والناس في ذلك من جهة العموم سواء. (إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ). أما رحمته في الآخرة فلا تكون إلا للمؤمن الذي كان يتجنب ما حرم الله في الدنيا، ويفعل الصالحات..

قال تعالى: وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ.. الاعراف 156

فإذا قال قائل؛ يتوجب أن يرحم الله الكافر لأن الرحمة صفته وهو أرحم الراحمين، فيلزم ذلك أن لا يعدل، العدل صفته أيضاً.

قال تعالى: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ.. ص 28

فمن تمام حكمته وعدله أن يفرق بين المؤمن والكافر، والطائع والعاصي، والظالم والمحسن، فيؤجر المحسن بالإحسان، ويعاقب الظالم على عمله. وإلا فإن التسوية بين هؤلاء جميعاً يتناقض مع العدل الإلهي.. قال تعالى: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا, وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا, وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ.. الأنبياء47






الـعدل الإلهي الـعدل الإلهي الـعدل الإلهي



hgJu]g hgYgid



رد مع اقتباس