اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
قال تعالى:(إنآ أعطينك الكوثر ....) (14). حينما نستعرض التفاسير لا نجد نصاً صريحاً في بيان نزول هذه السورة القرآنية في بضعة الهادي صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن مصادقها متجسد في شخص فاطمة البتول عليها السلام إذ أن نزول الآية كان عند وفاة عبدالله ابن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حينما تشمت العاص بن وائل السهمي به صلى الله عليه وآله وسلم فنعته بالأبتر(15).
أي: الذي لا ذرية له. فكان عطاء الله لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لا حدّ له فجعل ذريته أكثر ذراري الأنبياء والمرسلين وأبركهم وأزكاهم؛ وجعل مصدر هذا العطاء فاطمة عليها السلام وفي هذا التخصيص يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «كل بني أنثى فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فأني أنا عصبتهم وأنا أبوهم»(16).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أن الله جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي في صلب علي»(17)، وفي لفظ: «من صلبك»(18).
فكانت فاطمة عليها السلام هي الكوثر الذي أعطاه الله تعالى لنبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وهي النعمة التي استحقت من الشكر لله تعالى ان يصلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم لربه وان ينحر الذبائج له جل شأنه.
وان عدو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي أبتر الله ذريته، بل يفيد هذا النص القرآني بسنة كونية مفادها ابتلاء أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالبتر وهلاك ذريتهم جزاءاً لمعادتهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
--------------------
(15) البحار: ج 17، ص 203.
(16) مجمع الزوائد للهيثمي: 4، ص 224، ط دار الكتب العلمية.
(17) نيل الأوطار للشوكاني.
(18) الأمالي للصدوق: ص 450، ط مؤسسة البعثة
.
th'lm ugdih hgsghl td s,vm hg;,ev hg;,ev s,vm ugdih