48 ـ زيارة الإمام الحسين 7 زيارة الله في عرشه :
عن الإمام الرضا 7 قال : من زار قبر الحسين 7 بشطّ الفرات ، كان كمن زار الله فوق عرشه . وفي حديث آخر: كان كمن زار الله فوق كرسيّه .
قال العلّامة المجلسي في بيان الخبر: أي عَبدالله هناک ، أو لاقى الأنبياء والأوصياء هناک ـ من باب (إِنَّ آلَّذِينَ يُبَايِعُونَکَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ آللهَ) فان زيارتهم كزيارة الله، أو يحصل له مرتبة من القرب كمن صعد عرش ملکٍ وزاره .
أقول : وربما يراد به كما في قوله تعالى : (وآدخُلي جَنَّتي ) جنّة اللقاء وجنّة الأسماء الحسنى والصفات العليا، فمن يزور الإمام الحسين 7 كان كمن دخل في جنّة الأسماء وكان مع زوّار الله سبحانه ، أي تجلت الأسماء الالهية فيه ، وكان مرآة ومجلى لأسمائه الحسنى ، وهذه مرتبة عظمى ، لا يلقّاها إلّا ذو حظّ عظيم . فينال بزيارة الحسين 7 زيارة الله عزّوجلّ ، بأن يفاض عليه من فيضه الأقدس من مقام الأحدية ، ومن فيضه المقدس من مقام واحديته ، فتنكشف له أسرار الكون وما في الطبيعة وما ورائها، ويسبّح مع المسبّحين بتسبيح تكويني (وَإِن مِن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ )[20] كما يزيد عليهم بتسبيحه التشريعي ، فيتحد عنده عالم الغيب والشهادة ، والملک والملكوت ، والظاهر والباطن ، والأمر والخلق ويتجلى فيه (كن فيكون) فيبدع في الخلق من العدم إلى الوجود وبيده الملكوت بإذن ربّ العزة والجبروت سبحانه وتعالى عمّا يصفون والحمد لله ربّ العالمين ، وينال من القرب قاب قوسين أو أدنى من العليّ الأعلى ، في مقعد صدق عند مليک مقتدر، ولمثل هذا فليعمل العاملون .
قال العلّامة المحقّق الشيخ جعفر التستري 1 في كتابه القيّم (الخصائص الحسينيّة : 297) وأمّا الصفة الخاصّة التي تحصل للزائر بمقتضى الأخبار، وينبغي ذكرها مستقلّة فهي : ان من زار الحسين فقد زار الله في عرشه ، وهو كناية عن نهاية القرب إلى الله والترقي إلى درجة الكمال .
وفوق هذه الصفة صفة اُخرى ، انه يدرک بها زيارة الربّ ، فانّه قد ورد انه يزوره الله كلّ ليلة جمعة ، فمن زاره في ليلة الجمعة ، أدرک زيارة الرب له ، وزيارته للرب .
وزيارة الرب له ، كناية عن إفاضة خاصّة من الرحمة عليه في ذلک الوقت ، فمن أدركها لا يمكن أن يصير محروماً منها، ولا يتصوّر أن لا يناله نصيب منها، وزيارته للربّ كناية عن نهاية القرب إليه ، فاذا اجتمعا حصلت له خصوصيّة مرتبة من شمول الرحمة الالهيّة .
وفي رواية اُخرى : انه من أراد أن ينظر إلى الله يوم القيامة ، فليكثر من زيارة الحسين 7.
فهذه ثلاث عبارات : زيارة الله والزيارة مع الله والنظر إلى الله.
وهي عبارة عن نهاية ما يتصوّر للمخلوق من الترقي إلى درجات القرب ، ولهذا جعلت هذه الصفة باباً مستقلّاً، فانّها تقابل جميع القضايا وتفوق عليها. انتهى كلامه رفع الله مقامه .
49 ـ زائر الحسين 7 يكتب في أعلى عليّين :
عن الإمام الصادق 7: من أتى الحسين عارفاً بحقّه ـ امام مفترض الطاعة ـ كتبه الله في أعلا عليّين .
ورد الحديث الشريف بطرق عديدة ، وهذا نتيجة زيارة الله في عرشه ، فانّه العليّ الأعلى ، ثم سيكون ضيفاً على ربّه على مائدة النور والرحمة الّتي قريبة من المحسنين .
50 ـ زوّار الحسين 7 على موائد النور:
عن أبي عبدالله 7 قال : من سرّه أن يكون على موائد النور يوم القيامة ، فليكن من زوّار الحسين بن علي 8.
51 ـ زيارة الحسين اعتكاف شهرين في المسجد الحرام :
عن اُمّ سعيد الأحمسيّة قالت : جئت إلى أبي عبدالله 7 الإمام الصادق فدخلت عليه ، فجاءت الجارية فقالت : قد جئتک بالدابّة ، فقال لي : يا اُمّ سعيد أيّ شيء هذه الدابّة ، أين تبغين تذهبين ؟ قالت : قلت : أزور قبور الشهداء، فقال : أخّري ذلک اليوم ، ما أعجبكم يا أهل العراق تأتون الشهداء من سفر بعيد ـ أي شهداء اُحد ـ وتتركون سيّد الشهداء لا تأتونه ؟ قالت : قلت له : من سيّد الشهداء؟ فقال : الحسين بن علي 7.
قالت : قلت له : إنّي امرأة فقال : لا بأس لمن كان مثلکِ أن تذهب اليه وتزوره ، قلت : أيّ شيء لنا في زيارته ؟ قال : كعدل حجّة وعمرة ، واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما وخيرهما كذا، قالت : وبسط يديه وضمّها ضمّاً ثلاث مرّات .
52 ـ زيارة الحسين توجب تبديل السيّئات بالحسنات :
عن صفوان الجمّال : عن أبي عبدالله 7 قال : أهون ما يكسب زائر الحسن 7 في كل حسنة ـ أي في كلّ فعل جميل وعمل صالح ـ ألف ألف حسنة ـ أي مليون حسنة يضاعف له ـ والسيّئة واحدة ، وأين الواحدة عن ألف ألف ؟ ثمّ قال : يا صفوان أبشر انّ لله ملائكة معهما قضبان من نور، فاذا أراد الحفظة أن يكتب على زائر الحسين سيّئة ، قالت الملائكة للحفظة : كفّي فتكفّ ، فاذا عمل حسنة قالت لها : اكتبي اولئک الذي يبدّل الله سيّئاتهم حسنات .
عن حنّان بن سدير قال : قال لي أبو عبدالله 7 زوروه ـ يعني الحسين 7 ـ ولا تجفوه ، فانه سيّد الشهداء وسيّد شباب أهل الجنّة .
53 ـ زيارة الحسين 7 زيارة رسول الله وتهوّن سكرات الموت :
قال : من سرّه أن ينظر إلى الله يوم القيامة وتهوّن عليه سكرة الموت وهول المطّلع ، فليكثر زيارة قبر الحسين 7 فان زيارة الحسين زيارة قبر رسولالله 6.
وفي حديث آخر: زائر الحسين زائر رسول الله 6.
54 ـ كُتب زيارة الحسين على النساء كما كُتب على الرجال :
عن زرارة عن أحدهما 8 أنّه قال : يا زرارة ما في الأرض مؤمنة إلّا وقد
وجب عليها أن تسعد فاطمة 3 في زيارة الحسين 7 قال : يا زرارة انه إذا كان يوم القيامة جلس الحسين 7 في ظلّ العرض وجمع الله زوّاره وشيعته ليبصروا من الكرامة والنصرة والبهجة والسرور إلى أمر لا يعلم صفته إلّا الله، فيأتيهم رسل أزواجهم من الحور العين من الجنّة فيقولون : أنا رُسل أزواجكم إليكم يقلن : انا قد اشتقناكم وأبطأتم عنّا، فيحملهم ما هم فيه من السرور والكرامة على أن يتولوا لرسلهم : سوف نجيئكم إن شاء الله.
في نوادر علي بن أسباط عن غير واحد من أصحابه قال : لمّا بلغ أحد البلدان شهادة أبي عبدالله 7 قدمت كل امرأة نزور، وكانت العرب تقول للمرأة : لا تلد أبداً إلّا أن تحضر قبر رجل كريم ]النزور التي لا تلد أبداً إلّا أن تخطّر قبر رجل كريم فلما قيل للناس ان الحسين بن رسول الله 6 قد وقع ـ أي قتل مظلوماً في كربلاء ـ أتته مأة ألف امرأة لا تلد، فولدت كلّهن [.
56 ـ أدنى ما في زيارة الحسين أن يكون الزائر في حفظ الله في الدنيا والآخرة :
عن عبدالله بن هلال عن أبي عبدالله 7 قال : قلت جعلت فداک ما أدنى للزائر الحسين ؟ فقال لي : يا عبدالله ان أدنى ما يكون له ، أنّ الله يحوطه في نفسه وماله حتّى يرده إلى أهله ، فاذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ له .
57 ـ زائر الحسين 7 يسقى من حوض الكوثر:
إنّ اُمنيّة كلّ مؤمن ومؤمنة أن يشرب من ماء حوض الكوثر، ولاسيّما من يد أميرالمؤمنين علي 7 ويروي عطش يوم القيامة بشربة لا ظمأن بعدها، وفي زيارة
الإمام الحسين 7 تتحقّق هذه الاُمنيّة .
عن محمد البصري عن أبي عبدالله 7 قال : سمعت أبي يقول لرجل من مواليه ، وسأله عن الزيارة ، فقال له : من تزور ومن تريد به ؟ قال : لله تبارک وتعالى ـ أي اُريد به الله خالصاً لوجهه ـ فقال : من صلّى خلفه صلاة واحدة ، يريد بها الله، لقى الله يوم يلقاه وعليه من نور ما يغشى له كلّ شيء يراه ، والله يكرم زوّاره ، ويمنع النار أن نغال منهم شيئاً، وأن الزائر له لا يتناهى له دون الحوض وأميرالمؤمنين 7 قائم على الحوض ، يصافحه ويرويه من الماء، وما يسبقه أحد إلى وروده الحوض حتّى يروي ، ثمّ ينصرف إلى منزله من الجنّة ، معه ملک من قبل أميرالمؤمنين ، يأمر الصراط أن يذلّ له ، ويأمر النار أن لا يصيبه من لفحها شيء حتّى يجوزها، ومعه رسوله الذي بعثه أميرالمؤمنين 7.
58 ـ زيارة الإمام الحسين 7 خالصة الله:
عن عبدالله بن بكير في حديث طويل قال : قال أبو عبدالله 7: يا ابن بكير ان الله اختار من بقاع الأرض ستّة : البيت الحرام ، ومقابر الأنبياء، ومقابر الأوصياء، ومقاتل الشهداء، والمساجد التي يذكر فيها اسم الله.
يا ابن بكير هل تدري ما لمن زار قبر أبي عبدالله 7 إذ جهله الجاهل ؟ ما من صباح إلّا وعلى قبره هاتف من الملائكة ينادي : يا باغي الخير أقبل إلى خاصلة الله، ترحل بالكرامة وتأمن الندامة ، يسمع أهل المشرق وأهل المغرب إلّا الثقلين ـ الجنّ والانس فلا يسمعون ـ ولا يبقى في الأرض ملک من الحفظة إلّا عطف إليه عند رقاد العبد يراجع الحديث في مكان آخر حتّى يسبّح الله عنده ويسأل الله الرضا
عنده ، ولا يبقى ملک في الهواء يسمع الصوت إلّا أجاب بالتقديس لله، فتشتدّ أصوات الملائكة فتيجبهم أهل السماء الدنيا، فتشتدّ أصوات الملائكة وأهل السماء الدنيا، حتّى أهل السماء السابعة ، فيسمع أصواتهم النبيّون فيترحمون ويصلّون على الحسين 7 ويدعون لمن أتاه .
59 ـ السلامة والغنيمة والفوز في زيارة الحسين 7:
عن جابر الجعفي قال : قال أبو عبدالله 7 في حديث طويل : فاذا انقلبت من عند قبر الحسين 7 ناداک مناد لو سمعت مقالته لأقمت عمرک عند قبر الحسين 7 وهو يقول : طوبى لک ايّها العبد قد غنمت وسلّمت ، وقد غفر لک ما سلف ، فاستأنف العمل .
عن علي بن جعفر الهمداني قال : سمعت علي بن محمّد العسكري 7 يقول : من خرج من بيته يريد زيارة الحسين بن علي 8 فصار إلى الفرات فاغتسل منه كتب من المفلحين ، فاذا سلّم على أبي عبدالله 7 كتب من الفائزين ، فاذا فرغ من صلاته أتاه ملک فقال له : ان رسول الله 6 يقرئک السلام ويقول لک : اما ذنوبک قد غفرت لک ، استأنف العمل[21] .
60 ـ الخير في حُبّ زيارته 7:
عن أبي عبدالله 7 قال : من أراد الله به الخير قذف في قلبه حبّ الحسين 7 وحبّ زيارته ، ومن أراد الله به السوء قذف في قلبه بغض الحسين وبغض زيارته .