الموضوع: أيها الأحبة...!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/01/08, 11:59 PM   #4
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

في اغتنام القوة
.أحبتي...!
إنّ الوقوف منذ البداية دون تسرّب المفاسد الأخلاقيّة أو العمليّة إلى مملكة ظاهرك وباطنك، أيسر بكثير من إخراجها بعد توغّلها، لأنّ ذلك يتطلّب الكثير من العناء والجهد.
وإذا تسرّبت، فإنّك كلّما أخّرت التصدّي لإخراجها، ازداد الجهد المطلوب منك وضعفت قواك الداخليّة. فلا تتركوا هذه القوى تضيع من أيديكم، ويستولي عليكم ضعف الشيخوخة، وعندئذٍ يصعب عليكم التوفيق في مساعيكم.


في ترك حب الدّنيا
.أحبتي...!
بعد أن عرفتم مفاسد هذا التعلّق والحبّ، وأدركت أنّ ذلك يفضي بالإنسان إلى الهلاك، ويجرّده من الإيمان، ويجعل دنياه وآخرته متشابكتين مضطربتين، فشمّر عن ساعد الجدّ، وقلّل حسب طاقتك من التعلّق بهذه الدنيا، واْقتلع جذور حبّها من نفسك، واْحتقر الأيّام القليلة الّتي تقضيها في الحياة، واْزهد في خيراتها المشوبة بالألم والعذاب والنقمة، واْطلب من الله أن يعينك على الخلاص من هذا العذاب وهذه المحنة، ويجعل قلبك يأنس بدارِ كرمه تعالى: ﴿وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾.



في ترك النفاق
أيها الأحبة...!
إنّ من مراتب النفاق وذي اللسانين والوجهين، النفاق مع الله تعالى والتوجّه إلى مالك الملوك ووليّ النِعم بوجهين، حيث من الممكن أن نكون المبتلين به في هذا العالم ونحن غافلون عنه.
لأنّ أستار الجهل الكثيفة وحجب الأنانيّة المظلمة وحبّ الدنيا وحبّ الذات مسدولة عليه ومختفية عنّا، ومن الصعب جدّاً أن ننتبه له قبل انكشاف السرائر، ورفع الحجب، والظعن عن دنيا الطبيعة، وشدّ الرحال عن دار الغرور ودار الجهل والغفلة.
إنّنا الآن غارقون في نوم الغفلة، محكومون لسُكر الطبيعة، والميول والرغبات الّتي تزيّن لنا كلّ قبائح الأخلاق وفساد الأعمال، وإذا ما استيقظنا وصحونا من هذه السكرة العميقة يكون قد فات الأوان. إذ نجد أنفسنا قد صرنا في زمرة المنافقين وذي الوجهين واللسانين وحُشرنا بلسانين من نار، أو بوجهين مشوّهين بشعين.


في الاعتبار من الآخر
أيها الأحبة...!
يا من تقرأ هذه الوريقات، خذ العبرة من حال هذا الكاتب الّذي يرزح الآن أو مستقبَلاً تحت الثرى، وهو في العالم الآخر مبتلى بأعماله وأخلاقه ... فاْنتبه إلى نفسك لأنّك ستكون يوماً مثلي دون أن تعلم متى يكون ذلك. فلعلّك الآن وأنت مشغول بالقراءة، إذا تباطأت ذهبت الفرصة من يدك.
يا أخي، لا تؤجّل هذه الأمور لأنّها لا تحتمل التأجيل، فكم من إنسان سليمٍ وقويٍّ فاجأه الموت في لحظة، وأخرجه من هذه الدنيا إلى العالم الآخر ولا نعلم عن مصيره شيئاً. إذاً، لا تضيّع الفرصة؛ بل اغتنم اللّحظة الواحدة، لأنّ القضيّة عظيمة الأهميّة، والرحلة شديدة الخطورة.



في الإخلاص
يا من تدّعي الإِيمان وخضوع القلب في حضرة الله ذي الجلال...!
إذا كنت تؤمن بكلمة التوحيد، ولا يعبد قلبك غير الواحد، ولا يطلب غيره، ولا ترى الألوهيّة تستحقّ إِلّا لذاته المقدّسة، وإذا كان ظاهرك وباطنك يتّفقان فيما تدّعي، فلماذا نجدك وقد خضع قلبك لأهل الدنيا كلّ هذا الخضوع؟ لماذا تعبدهم؟ أليس ذلك لأنّك ترى لهم تأثيراً في هذا العالم، وترى أنّ إرادتهم هي النافذة، وترى أنّ المال والقوّة هما الطاقة المؤثّرة والفاعلة؟ وأنّ ما لا تراه فاعلاً في هذا العالم هو إرادة الحقّ تعالى، فتخضع لجميع الأسباب الظاهريّة، وتغفل عن المؤثّر الحقيقيّ وعن مسبّب جميع الأسباب، ومع كلّ ذلك تدّعي الإِيمان بكلمة التوحيد.



في الزهد
يا من تدّعي الزهد والإِخلاص...!
إذا كنت مخلصاً حقاً، وأنّك لأجل الله ولأجل دار كرامته تزهد عن مشتهيات الدنيا، فما الّذي يحملك على أن تفرح بمدح الناس لك، والثناء عليك بقولهم أنّك من أهل الصلاح والسداد؟ فيملأ السرور قلبك، ولماذا لا تبخل بشيءٍ في سبيل مجالسة أهل الدنيا وفي سبيل زخارفها، وتفرّ من الفقراء والمساكين؟ فاْعلم أنّ زهدك وإخلاصك ليسا حقيقيّين، بل إنّ زهدك في الدنيا هو من أجل الدنيا، وأنّ قلبك ليس خالصاً لوجه الله، وأنّك كاذب في دعواك، وأنّك من المتلوّنين المنافقين.



في الخلافة الحقيقية
أنت يا من تدّعي الولاية من جانب ولي الله...!
والخلافة من جانب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن كان واقعك مطابقاً للحديث: "صَائِنَاً لِنَفْسِهِ، حَافِظاً لِدِينِهِ، مُخَالِفاً لِهَواهُ، مُطِيعاً لأَمْرِ مَوْلاه"، وإذا كنت ورقة على غصن الولاية والرسالة، ولا تميل إلى الدنيا، ولا تحبّ التقرّب إلى السلاطين والأشراف، ولا تنفر من مجالسة الفقراء، فإنّ اسمك يطابق مسمّاه، وأنّك من الحجج الإِلهيّة بين الناس، وإلّا فإنّك من علماء السوء، وفي زمرة المنافقين وحالك أسوأ، وعملك أقبح، ويومك أشدّ سواداً، لأنّ الحجّة على العلماء أتمّ.



في إعمار الآخرة
يا من تدّعي امتلاك الحكمة الإِلهية...!
والعلم بحقائق المبدأ والمعاد، إذا كنتَ عالماً بالحقائق في الأسباب والمسبّبات، وإذا كنت حقّاً عالماً بالصور البرزخيّة وأحوال الجنّة والنار، فلا بُدّ أن لا يقرّ لك قرار، وعليك أن تصرف كلّ وقتك في إعمار عالم البقاء، وأن تهرب من هذه الدنيا ومغرياتها، فأنت عالم بما هنالك من مصائب وظلام وعذاب لا يُطاق.
إذاً، لماذا لا تتقدّم ولو خطوة واحدة خارج حجب الكلمات والألفاظ والمفاهيم، ولم تؤثّر في قلبك البراهين الفلسفيّة قدر جناح ذبابة؟ إذاً، أنت خارج عن زمرة المؤمنين والحكماء.



في هوى النفس
إعلموا أيها الأحبة...!
إنّ رغبات النفس وآمالها لا تنتهي ولا تصل إلى حدّ أو غاية. فإذا اتّبعها الإنسان ولو بخطوة واحدة، فسوف يضطر إلى أن يتبع تلك الخطوة خطوات، وإذا رضي بهوى واحد من أهوائها، أجبر على الرضى بالكثير منها. ولئن فتحت باباً واحداً لهوى نفسك، فإنّ عليك أن تفتح أبواباً عديدة له. إنّك بمتابعتك هوى واحداً من أهواء النفس توقعها في عدد من المفاسد، ومن ثمّ سوف تُبتلى بآلاف المهالك، حتّى تنغلق لا سمح الله جميع طرق الحقّ بوجهك في آخر لحظات حياتك.


في ترك المخجل
يا أحبتي...!
إذا كنتَم تعرفون أنّكم من أتباع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وتريد أن تحقّق هدفه، فاْعمل على أن لا تخجله بقبيح عملك وسوء فعلك. ألا ترى أنّه إذا كان أحد من أولادك والمقرّبين إليك يعمل القبيح وغير المناسب من الأعمال الّتي تتعارض وشأنك، فكم سيكون ذلك مدعاة لخجلك من الناس، وسبباً في طأطأة رأسك أمامهم؟ ولا بدّ أن تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعليّ عليه السلام، هما أبوا هذه الأمّة بنصّ ما قاله النبيّ الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: "أنا وَعَلِيٌّ أَبَوا هذِهِ الأُمَّة".
مناجاة
إلهي ...!
إنّ نعمك قد ابتدأت علينا... وعطاياك غير متناهية، وباب رحمتك مشرّعة ومائدة نعمك اللامتناهية، مبسوطة، هب لنا حالاً مضطرباً، وقلباً ملتهباً وعيناً تذرف الدموع، ورأساً لا يعرف القرار، وصدراً ينفث بالهموم والآلام، واختم حياتنا بالإخلاص إليك، والحبّ إلى خواص ساحتك، وهم مقدّمة كتاب الوجود، وخاتمه نظام الغيب والشهود، محمّدٍ وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين. والحمد لله أوَّلاً وآخِراً وظاهراً وباطناً.










توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس