عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/06/15, 12:40 AM   #1
فدك الزهراء


معلومات إضافية
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل: 2011/12/24
الدولة: في الدنيا
المشاركات: 2,091
فدك الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : فدك الزهراء is on a distinguished road




عرض البوم صور فدك الزهراء
Question مِن لوائح الفَخْر

مِن لوائح الفَخْر

• لا ينبغي أن نقتصر في بيان عظمة الصدّيقة الزهراء عليها السلام على أنّها أرقى امرأة، أو أنّها سيّدة نساء العالمين؛ لأنّها أرفع شأناً مِن ذلك، فهي تتمتّع بعظمةٍ عالية، وجلالةٍ في خلقتها وتكوينها، وحياتها الفرديّة والاجتماعية بمستوىً يفوق تصوّرَنا وفهمنا.. فيُسَمع رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « إنّ آبنتي فاطمةَ خيرُ أهلِ الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً، ولقد كانت مفروضة الطاعة على جميع مَن خَلَق الله.. ». وسُمع صلّى الله عليه وآله وهو يفسّر « حَيَّ عَلى خَيرِ العَمَل » فيقول: « خيرُ العمل بِرُّ فاطمة ووُلْدِها ».
ويبلغ الأمر أنّ أهل البيت عليهم الصلاة والسلام يجعلون أُمَّهم الزهراء سلام الله عليها قدوتَهم ووسيلتهم، فطالما كرّروا نداءَهم: « يا فاطمة »، وكانوا يُؤدّون الصلاة الخاصّة بها ويُعلّمونها مُحبّيهم ومُواليهم، كما كانوا يقتدون بها في حُبّها وبغضها، فوَرَد عنهم صلواتُ الله عليهم قولُهم: « نحن غِضابٌ لغضبِها، وإذا رَضِيَت رَضِينا ».. ولِمَ لا وقد جعَلَها الله تبارك وتعالى محورَ البيت النبويّ الطاهر وقُطبَه المقدّس؛ ففي حديث الكساء الشريف الذي رواه جابر بن عبدالله الأنصاري جاء هذا النصّ المبارك: « فقالَ الأمينُ جَبرائيل: يا رَبّ ومَن تَحتَ الكِساء ؟ فقالَ عزَّوجلّ: هُم فاطمةُ وأبوها، وبَعْلُها وبَنُوها ».
* * *
أمّا الجهات التكوينيّة للزهراء الطاهرة صلوات الله عليها، فهي تفوق فهمَنا البشري، وتلك أوصافها القدسيّة جاءت في المضامين العليا لأحاديث العترة المعصومة، فلا يُمكنُنا إلاّ قراءتها وتدوينها وعرضها تَيمّناً وتبرّكاً، نسأل الله أن يوفّقنا لاستيعاب الأسرار الكامنة فيها.
والروايات بين أيدينا ناطقةٌ بوضوح أنّ نور فاطمة عليها السلام خُلِق قبل خَلْق آدمَ وسائرِ الخليقة، وأنّ الأشباح الخمسة أهل البيت محمّداً وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم كانوا يُسبّحون اللهَ عزّوجلّ ويُقدّسونه في أعلى عِلّيّين، وأنّ الزهراء كانت تحدّث أمَّها خديجة رضوان الله عليها وهي جنينٌ طاهرٌ في بطنها، وكانت تُرزَق طعامَها وهي في محراب عبادتها.
* * *
وتبقى حقائق الصدّيقة الكبرى فاطمة لم تُبَيَّن، ومع ذلك.. فالمقدار الذي صرّحت به الأخبار والروايات نال إعجاب المؤالف والمخالف، فقرؤوا ذلك وأُعجِبوا به، وأصغَوا إليه في المحافل، ولَهِجت الألسن والأقلام بتمجيده.. وهذا غيض من فيض:
• عن ابن عبّاس: كان النبيّ صلّى الله عليه وآله يقبّل فاطمة ويقول: « إنّ جَبرائيل ليلةَ أُسْرِي بي أدخَلَني الجنّة فأطعَمَني مِن جميع ثمارها، فصار ماءً في صُلْبي، فحمَلَت خديجةُ بفاطمة، فإذا قبّلتُها أصَبْتُ مِن رائحة تلك الثمار » ( ميزان الاعتدال للذهبي 253:1 ـ ط مصر، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي:197 ـ ط اسلامبول، وسيلة المآل للحضرمي:79 ـ ط المكتبة الظاهرية بدمشق.. وعشرات المصادر قريباً من هذا النصّ والمعنى روايةً عن: سعد بن مالك، وعمر بن الخطّاب، وعائشة، في أخبارٍ مسندةٍ ومُرسَلةٍ مُسلَّمة ).
• وعن ابن عبّاس أيضاً: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إنّما سمّاها فاطمة؛ لأن الله فطَمَها ومُحبيّها عن النار » ( تاريخ بغداد للبغدادي الشافعي 331:13 ـ ط القاهرة، ذخائر العقبى للمحبّ الطبري:26 ـ من المخطوطة، كنز العمّال للهندي 94:13 ـ ط حيدر آباد الدكن، شرح الجامع الصغير للمناوي الشافعي:328 ـ ط مصر، وعشرات المصادر راويةً عن: أبي هريرة، وجابر الأنصاريّ، والإمام عليّ عليه السلام، وسلمان الفارسي.. إضافةً إلى جملةٍ من المراسيل الموثّقة ).
• وروت عائشة أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لفاطمة سلام الله عليها: « يا فاطمة، أما تَرضَين أن تكوني سيدةَ نساء العالمين ؟! » ( رواه أبو داود الطيالسي في مسنده:196 ـ ط حيدر آباد الدكن بالهند، والبدخشي في مفتاح النجا في مناقب آل العبا:98 ـ من المخطوطة، وابن سعد في الطبقات الكبرى 26:8 ـ ط دار صادر بيروت، والنَّسائي في الخصائص:34 ـ ط التقدّم بمصر، والحاكم الشافعيّ في المستدرك 156:3 ـ ط حيدر آباد.. وعشرات المصادر السنّيّة عن: عائشة، وعمران بن حُصَين، وجابر بن سَمُرة، وهارون الرشيد عن آبائه بني العبّاس عن ابن عباس ـ كما في ( تاريخ الخلفاء:114 ـ ط الميمنيّة بمصر ) للسيوطي الشافعي، وعن أبي بُرَيدة الأسلمي.. هذا فيما روى الكشفي في ( المناقب المرتضوية:113 ـ ط بمبئي الهند ) أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: « أفضل رجال العالمين في زماني هذا عليّ، وأفضلُ العالمين من نساء الأوّلين والآخِرين فاطمة » ).
• وهذه الرواية يرويها أحد أعلام الصحاح عند علماء السنّة، ذلك هو الترمذيّ في كتابه ( السُّنن 197:13 ـ ط الصادي بمصر ) بسندٍ ينتهي إلى المنهال بن عمرو، عن زرّ بن حبيش أنّ حذيفة بن اليمان قال: سألتني أُمّي: متى عهدُك به ـ أي بالنبيّ صلّى الله عليه وآله ـ ؟ فقلت: ما لي به من عهدٍ منذ كذا وكذا. فنالت منّي، فقلت: دَعيني آتي النبيَّ صلّى الله عليه وآله وأصلّي معه المغرب، وأسأله أن يستغفر لي ولكِ.
فأتيت النبيَّ صلّى الله عليه وآله وصلّيتُ معه المغرب، فصلّى حتّى صلّى العِشاء، ثمّ انفتل، فتَبِعتُه، فسمع صوتي فقال: « مَن هذا ؟ حذيفة ؟! »، قلت: نعم، فقال: « ما حاجتُك، غَفَر اللهُ لك ولأُمِّك ؟! »، ثمّ قال: « إنّ هذا مَلَكٌ لم ينزل إل الأرض قطُّ قبل هذه الليلة، إستأذن ربَّه أن يُسلِّم عَلَيَّ ويُبشّرَني بأنّ فاطمةَ سيّدةُ نساءِ أهلِ الجنّة، وأنّ الحسنَ والحسينَ سيّدا شبابِ أهلِ الجنّة » ( رواه أيضاً: أحمد بن حنبل في مسنده 391:5 ـ ط الميمنيّة بمصر، والحاكم النَّيسابوريّ في مستدركه 151:3 ـ ط حيدر آباد الدكن، وأبو نُعَيم الأصفهاني في حلية الأولياء 190:4 ـ ط السعادة بمصر، والخوارزمي الحنفي في مقتل الحسين عليه السلام:55 ـ ط الغري، وابن الأثير الجزري في أُسد الغابة 574:5 ـ ط مصر سنة 1285 هـ، والگنجي الشافعي في كفاية الطالب:275 ـ ط الغري.. وعشرات المصادر السنّيّة أيضاً مشهورةً ومعتبرة، بأسانيد موثقةٍ وافرة. وبهذا المعنى أو قريباً من النصّ المذكور رواه جملة من المحدّثين السنّة أيضاً، ولكن عن: الإمام عليٍّ عليه السلام ـ كالحافظ الهيتمي في ( مجمع الزوائد 201:9 ـ ط مكتبة القدسي بالقاهرة ) ـ، وعن عائشة ـ كالبخاري في ( صحيحه 203:4 ـ ط الأميريّة بمصر )، وعن أُمّ المؤمنين أمّ سلمة رضي الله عنها ـ كالحافظ الترمذي في ( سننه 250:13 ـ ط الصاوي بمصر ) ـ، وعن أبي سعيد الخُدري ـ كابن عبدالبَرّ في ( الاستيعاب 750:2 ـ ط حيدر آباد ) ـ، والأعمش ـ كابن المغازلي الشافعي في ( مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب:5 ـ من المخطوطة ) ـ فضلاً عن المرسلات المسلّمات التي نقلها: البخاري في صحيحه 20:5 و 29، وابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة 591:2 ـ ط القاهرة، وابن الصبّان في إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار:128 ـ ط مصر، وغيرهم كثير ).
• وروى جماعة من أعلام علماء السنّة أنّ فاطمة صلوات الله عليها يغضب اللهُ تعالى لغضبها، ويرضى لرضاها؛ وهذا دليلٌ نقليّ متواتر مشهور على أنّ غضَبَ فاطمة سلام الله عليه مطابقٌ لغضب الله عزّوجلّ، كما أنّ رضاها مطابقٌ لرضاه جَلّ وعلا.. وتلك هي العصمة جليّةً لِمَن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد.
• روى الحاكم النيسابوريّ الشافعيّ في ( المستدرك على الصحيحين 153:3 ـ ط حيدرآباد الدكن بالهند ) قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، عن الحسن بن عليّ ابن عفّان العامري، وأخبرنا محمّد بن علي بن دخيم بالكوفة، حدّثنا أحمد بن حاتم بن أبي غرزة قالا: حدّثنا عبدالله محمّد بن سالم، حدّثنا حسين بن زيد بن عليّ، عن عمر ابن علي، عن جعفر بن محمّد ( الصادق )، عن أبيه ( الباقر )، عن عليّ بن الحسين ( السجّاد )، عن أبيه ( الحسين الشهيد )، عن عليٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لفاطمة: « إنّ اللهَ يغضب لغضبِكِ، ويَرضى لرضاكِ ». قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح الإسناد.
ورواه: الحافظ الطبراني في ( المعجم الكبير:14 من المخطوطة )، والخوارزمي الحنفي في ( مقتل الحسين عليه السلام:51 ـ ط الغري )، واليافعي في ( التدوين بأخبار قزوين 42:3 ـ ط جامعة طهران عن نسخة مكتبة الإسكندريّة بمصر )، وابن الأثير في ( أُسد الغابة في معرفة الصحابة 522:5 ـ ط مصر )، والمحبّ الطبري في ( ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى:39 ـ ط مكتبة القدسي بمصر )، وسبط ابن الجوزي في ( تذكرة خواصّ الأُمّة:320 ـ ط الغري )، والگنجي الشافعي في ( كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب:219 ـ ط الغري )، والذهبي في ( ميزان الاعتدال 72:2 ـ ط القاهرة )، والسيوطي الشافعي في ( الخصائص الكبرى 265:2 ـ ط حيدرآباد )، والسمهودي الشافعي في ( نظم درر السمطين:177 ـ ط القضاء )، وابن حجر العسقلاني في ( الإصابة في تمييز الصحابة 366:4 ـ ط دار الكتب المصريّة ).. وغيرهم عشرات ).
فماذا يُراد أكثر من هذا فضائل وأفضليّات أقرّت بها كتب المسلمين كافّة، ودوّنتها، وثبّتتها بالوثائق الروائيّة ؟! ولماذا لا تُنتشَر هذه المنازل الرفيعة في آفاق المسلمين وعلى لوحات الفخر والافتخار ؟!



lAk g,hzp hgtQoXv



توقيع : فدك الزهراء
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس