الموضوع: فتنة الوهابية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/07/05, 07:43 AM   #5
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي


  1. فزنجره بالحديد وبعثه إلى مصر فوصل في ذي القعدة بعد توجه الباشا إلى الحجاز ثم أرسل إلى دار السلطنة فقتلوه ووصل محمد علي باشا في ذي القعدة إلى مكة وقبض على الشريف غالب ابن مساعد وبعثه إلى دار السلطنة وأقام لشرافة مكة ابن

    أخيه الشريف يحيى بن سرور بن مساعد ، وفي شهر محرم من سنة 29 بعثوا إلى السلطنة مبارك بن مضيان الذي كان أميرا على المدينة المنورة للوهابية فطافوا به في القسطنطينية في موكب ليراه الناس ثم قتلوه وعلقوا رأسه على باب السرايا

    وفعل مثل ذلك بعثمان المضايفي ، وأما الشريف غالب فأرسلوه إلى سلانيك ويقي بها مكرما إلى أن توفي سنة إحدى وثلاثين ودفن بها وبني عليه قبة تزار ، ومدة إمارته على مكة ست وعشرون سنة . ثم إن محمد علي باشا وجه كثيرا من العساكر

    إلى تربة وبيشة وبلاد غامد وزهران وبلاد عسير لقتال طوائف الوهابية وقطع دابرهم ثم سار بنفسه في أثرهم في شعبان سنة تسع وعشرين ووصل إلى تلك الديار وقتل كثيرا منهم وأسر كثيرا وخرب ديارهم ، وفي شهر جمادى الأولى سنة تسع

    وعشرين هلك سعود أمير الوهابية وقام بالملك بعده ولده عبد الله ورجع محمد علي باشا من تلك الديار التي وصلها من ديار الوهابية عند إقبال الحج وحج ومكث بمكة إلى رجب سنة ثلاثين ثم توجه إلى مصر وترك بمكة حسن باشا ووصل الباشا

    إلى مصر في منتصف رجب سنة ثلاثين ومائتين وألف فتكون إقامته بالحجاز سنة وسبعة أشهر ، وما رجع إلى مصر إلا بعد أن مهد أمور الحجاز ، وأباد


    طوائف الوهابية التي كانت منتشرة في جميع قبائل الحجاز والشرق وبقي منهم بقية بالدرعية أميرهم عبد الله بن سعود فجهز محمد علي باشا لقتاله جيشا وأرسله تحت قيادة ابنه إبراهيم باشا ، وكان عبد الله بن سعود قبل ذلك يكاتب مع طوسون باشا

    بن محمد علي باشا حين كان بالمدينة وعقد معه صلحا على بقاء إمارته ودخوله تحت طاعة محمد علي باشا فلم يرض محمد علي باشا بهذا الصلح فجهز ولده إبراهيم باشا وجعل أمر العساكر إليه ، وكان ابتداء ذلك في أواخر سنة إحدى وثلاثين

    فوصل إلى الدرعية سنة اثنتين وثلاثين ونازل بجيوشه عبد الله بن سعود في ذي القعدة سنة 33 ، ولما جاءت الأخبار إلى مصر ضربوا لذلك ألف مدفع وفعلوا شنكا وزينوا مصر وقراها سبعة أيام ، وكان محمد علي باشا له اهتمام كبير في قتال

    الوهابية وأنفق في ذلك خزائن من الأموال حتى أخبر بعض من كان يباشر خدمته أنهم دفعوا في دفعة من الدفعات لأجرة تحميل بعض الذخائر خمسة وأربعين ألف ريال هذا في مرة من المرات كان ذلك الحمل من الينبع إلى المدينة عن أجرة كل

    بعير ست ريالات دفع نصفها أمير ينبع والنصف الآخر أمير المدينة وعند وصول الحمل من المدينة إلى الدرعية كان أجر تلك الحملة فقط مائة وأربعين ألف ريال وقبض إبراهيم باشا على عبد الله بن سعود وبعث به وكثير من أمرائهم إلى مصر

    فوصل في سابع عشر محرم سنة أربع وثلاثين وصنعوا له موكبا حافلا يراه الناس وأركبوه على هجين وازدحم الناس للتفرج عليه ، ولما دخل على محمد علي باشا قام


    له وقابله بالبشاشة وأجلسه بجانبه وحادثه ، وقال له الباشا ما هذه المطاولة فقال الحرب سجال قال وكيف رأيت ابني إبراهيم باشا قال ما قصر وبذل همته ونحن كذلك حتى كان ما قدره الله تعالى فقال له الباشا أنا أترجى فيك عند مولانا

    السلطان فقال المقدر يكون ثم ألبسه خلعة وأنصرف إلى بيت إسماعيل باشا ببولاق ، وكان بصحبة عبد الله ابن سعود صندوق صغير مصفح فقال الباشا له . ما هذا ؟ فقال هذا ما أخذه أبي من الحجرة أصحبه معي إلى السلطان ، فأمر الباشا بفتحه

    فوجدوا فيه ثلاثة مصاحف من خزائن الملوك لم ير الراؤون أحسن منها ومعها ثلاثمائة حبة من اللؤلؤ الكبار وحبة زمرد كبيرة وشريط من الذهب ، فقال له الباشا الذي أخذتموه من الحجرة أشياء كثيرة غير هذا فقال هذا الذي وجدته عند أبي فإنه

    لم يستأصل كل ما كان في الحجرة لنفسه بل أخذه العرب وأهل المدينة وأغاوات الحرم وشريف مكة فقال الباشا صحيح وجدنا عند الشريف أشياء من ذلك ثم أرسلوا عبد الله بن سعود إلى دار السلطنة ورجع إبراهيم باشا من الحجاز إلى مصر

    في شهر المحرم من سنة 35 بعد أن أخرب الدرعية خرابا كليا حتى تركوا سكناها . ولما وصل عبد الله بن سعود إلى دار السلطنة في شهر ربيع الأول طافوا به البلد ليراه الناس ثم قتلوه عند باب همايون وقتلوا أتباعه أيضا في نواح متفرقة .

    هذا حاصل ما كان في قصة الوهابي بغاية الاختصار ولو بسط


    الكلام في كل قضية لطال ، وكانت فتنتهم من المصائب التي أصيب بها أهل الإسلام فإنهم سفكوا كثيرا من الدماء ، وانتهبوا كثيرا من الأموال ، وعم ضررهم ، وتطاير شررهم فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم







توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس