وردنا عليه في وجوه :
أولا : حديث الثقلين صحيح بلفظ الترمذي وغيره
إن حديث الثقلين باللفظ الذي ذكره عن الترمذي وبألفاظ مشابهة ، ورد بطرق كثيرة ، صححها العديد من علماء أهل السنة ، ونذكر في أولهم إمامهم الألباني في أكثر من كتاب له ، منها صحيح سنن الترمذي ، حيث قال فيه ناقلا الحديث عن سنن الترمذي : ( حدثنا علي بن المنذر الكوفي ، حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الأعمش ، عن عطية عن أبي سعيد ، والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت ، عن زيد بن أرقم رضي الله عنهم قالا : قال رسول الله ( ص ) : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) .
ثم قال الألباني معلقا على هذا الحديث: ( صحيح المشكاة: 6144 ، الروض النضير: 977 و 978 ، الصحيحة: 4 / 356 – 357 ) ( 1 ) .
_______________________
( 1 ) صحيح سنن الترمذي : 3 / 543 حديث رقم : 3788 .
وقد صحح الحديث ابن حجر العسقلاني في كتاب المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية في باب فضائل الإمام علي عليه السلام عن علي قال : ( إن النبي ( ص ) حضر الشجرة بخم ، ثم خرج آخذا بيد علي فقال : ألستم تشهدون أن الله ربكم ؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تشهدون أن الله ورسوله مولاكم ؟ فقالوا : بلى ، قال : فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه ، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي ) قال : وهذا إسناد صحيح ( 1 ) .
وقد صححه أيضا ابن حجر الهيثمي في كتابه الصواعق المحرقة ، فقال : ( ومن ثم صح أنه صلى الله عليه وأله وسلم قال : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي ) ( 2 ) .
وقال في نفس المصدر : ( وفي رواية صحيحة : إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما ، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ، زاد الطبراني : إني سألت لهما فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا
_______________________
( 1 ) المطالب العالية : 4 / 65 حديث رقم : 3972 .
( 2 ) الصواعق المحرقة : 2 / 428 .
تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ... ) ( 1 ) .
كما صححه البوصيري في : إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ، قال : ( وعن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حضر الشجرة بخم ، ثم خرج آخذا بيد علي فقال : ألستم تشهدون أن الله ربكم ؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وأن الله ورسوله مولاكم ؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه ، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيده وسببه أيديكم وأهل بيتي ) .
قال البوصيري : ( رواه إسحاق بسند صحيح ) ( 2 ) .
ورواه بسند صحيح أيضا يعقوب بن سفيان الفسوي في كتابه المعرفة والتاريخ ، قال : ( حدثنا يحيى قال : حدثنا جرير عن الحسن بن عبيدالله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال : قال النبي ( ص ) : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله
_______________________
( 1 ) الصواعق المحرقة : 2 / 439 .
( 2 ) إتحاف الخيرة المهرة : 9 / 279 .
عزوجل وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) ( 1 ) .
ورجال سنده كلهم من الثقات ، أما ( يحيى ) فهو الإمام الحافظ يحيى بن يحيى بن بكير التميمي المنقري النيسابوري أبو زكريا ، ثقة ، أهرج له من الستة البخاري ومسلم والنسائي والترمذي ( 2 ) .
و ( جرير ) هو جرير بن عبدالحميد بن قرط الضبي الرازي ، وهو ثقة أخرج لهم الستة جميعهم ( 3 ) .
و ( الحسن بن عبيدالله ) هو الحسن بن عبيدالله بن عروة النخعي أبو عروة وهو ثقة من رجال مسلم والبقية ما عدا البخاري ( 4 ) .
و ( أبو الضحى ) هو مسلم بن صبيح وهو ثقة أيضا من رجال الجميع ( 5 ) .
_______________________
( 1 ) المعرفة والتاريخ : 1 / 536 .
( 2 ) تهذيب الكمال : 8 / 102 برقم : 7538 .
( 3 ) تهذيب الكمال : 1 / 447 برقم : 901 .
( 4 ) تهذيب الكمال : 2 / 138 برقم : 1226 .
( 5 ) تهذيب الكمال : 7 / 100 برقم : 6523 .
( 10 )
وصححه الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة قال : ( ومن ثمة صح أنه ( ص ) قال : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي ) ( 1 ) .
وقال القندوزي : ( وأخرج الطبراني في الكبير برجال ثقات ، ولفظة : إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله وأهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) ( 2 ) .
كما رواه بهذا النص أحمد بن حنبل في مسنده ، وقد قال عن مسنده : ( إن هذا الكتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة وخمسين ألفًا فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله ( ص ) فارجعوا إليه فإن كان فيه وإلا فليس بحجة ) ( 3 ) .