عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/09/05, 09:18 PM   #21
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

رابعا : بقي مسألة تتعلق بحديث : " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ".

يعتقد الشيعة ويستدلون بالحديث المذكور على وجود إمام واجب الطاعة في كل زمان، ولديهم أيضا في الاستدلال على هذه الدعوى حديث آخر مفاده : " أن الأرض لا تخلو من حجة، ظاهر مشهور أو خاف مغمور " وفي لفظ " خائف مغمور ".

طبعا الحجة الظاهر المشهور هو الإمام الظاهر المكشوف، المعروف للجماهير.
فالمعنى واضح ولا يحتاج إلى بيان أكثر مما هو عليه.
الذي يحتاج إلى بيان هو قول الحديث : " ..... أو خاف مغمور ".
نقول : الخافي المغمور هو الذي ليس بمشهور، أي أنه شخص مجهول خامل الذكر، لا يؤبه له ولا يعرفه أحد، ولا يعلم الناس أن هذا الشخص حجة وله مقام عظيم عند الله عز وجل.
ببساطة، وبعيدا عن الفلسفات العقيمة المملة والمضجرة، الحجة الخافي المغمور إنسان حاله كحال الخضر عليه السلام قبل أن يتعرف عليه موسى عليه السلام، وقبل أن يعرف الناس شأنه ومنزلته عند الله.
فالخضر عليه السلام حجة بلا شك، فقد آتاه الله علما بالمغيبات، ومع ذلك كان مغمورا مجهولا، خامل الذكر، ليس بمشهور ولم يتعرف الناس عليه ولم يعرفوا شأنه وعظيم مقامه إلا بعد أن وقعت الحكاية الشهيرة بينه وبين موسى عليهما السلام، والقصة مذكورة في القرآن الكريم، في سورة الكهف.

هذا هو المقصود بالحجة الخافي المغمور.
ولكن الإمامية يحملون المعنى على المهدي الغائب الذي يعتقدونه، ويصفونه بإمام العصر والزمان.
نقول لهم : الإمام الحق هو الإمام الظاهر المشهور، المعروف للناس، أما الغائب المستور فليس بإمام، ولا يجب على الناس أي تكليف تجاهه.
وبالتالي ليس للإمامية أي حجة في هذا الحديث.

* اعتقاد الشيعة بوجود إمام واجب الطاعة في كل زمان، والذي أدى إلى اعتقادهم بوجود المهدي المغيب.
نقول : الإعتقاد بوجود إمام واجب الطاعة في كل زمان اعتقاد باطل، وذلك للأسباب الآتية:-

* إذا صح أن هناك فترة من الرسل جاز أن يكون هناك فترة من الأئمة.*
* أن الروايات الشريفة قد صرحت بمجيء زمان يكون فيه فترة من الأئمة، فترة بلا إمام هدى، ولا علم يرى.

عن أبي حمزة قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، فقلت له : أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال : { لا، فقلت فولدك؟ فقال لا، فقلت فولد ولدك فقال لا، قلت فولد ولد ولدك قال لا، قلت فمن هو؟ قال : الذي يملأها عدلا كما ملئت ظلما و جورا، لعلى فترة من الأئمة يأتي كما أن النبي صلى الله عليه وآله بعث على فترة من الرسل }.
( الغيبة للنعماني - ص : 187 ).

الرواية تدل بوضوح على أن المهدي المنتظر يأتي على فترة من الأئمة.
والفترة كما يوضحها أمير المؤمنين عليه السلام، هي عدم وجود حجة ظاهرة.*
يقول أمير المؤمنين صلوات الله عليه : { وإني لأخشى عليكم أن تكونوا في فترة، عدم وجود حجة ظاهرة }.
( شرح النهج - محمد عبده - الخطبة رقم : 178 ).

والحجة الظاهرة هي الإمام الحي الظاهر المشهور، إماما يعرفه الناس ويرجعون إليه عند الحاجة.

* وعن القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم، عن عباس ابن هشام، عن عبدالله بن جبلة، عن علي بن الحارث بن المغيرة، عن أبيه قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : يكون فترة لا يعرف المسلمون إمامهم فيها ؟ فقال : يقال ذلك قلت : فكيف نصنع؟ قال : إذا كان ذلك فتمسكوا بالأمر الأول حتى يتبين لكم الآخر "
( بحار الأنوار - ج 52 - ص : 132 ).

الأحاديث الشريفة تقول إن هناك فترة من الأئمة.
والفترة من الشيء هي عدم وجود ذلك الشيء.
فترة من الأئمة يعني عدم وجود إمام، إمام حي ظاهر مشهور.
فنحن في الحقيقة نعيش فترة من الأئمة.
وأنتم يا أخوتي تعتقدون بوجود إمام غائب وهذا مخالف لأحاديث أهل البيت لأن الغائب ليس بإمام ولا يصح إطلاق وصف الإمامة عليه، كما أن الروايات تنص على أن المهدي يأتي على فترة من الأئمة.
وبناء على ذلك، نعلم أن عقيدة المهدي المغيب ساقطة شرعا.

ومعلوم أن الإمامة كانت مستمرة دون انقطاع من الإمام الأول أمير المؤمنين صلوات الله وحتى الإمام الحادي عشر عليه السلام، والمصداق التأريخي والواقعي لزمن الفترة هو من بعد الإمام الحادي عشر.
الفترة من الأئمة وقعت من بعد الإمام الحادي عشر، والمهدي الموعود، المهدي الحقيقي، يأتي على فترة من الأئمة.
أي يأتي بعد زمن طويل ومتباعد عن زمن الإمام الحادي عشر.
وهذا يؤكد أن الإمام الحادي عشر رحل عن هذه الدنيا ولم ينجب ولدا.
لأنه لو أنجب ولدا فعلا كما يزعمون لكان هذا الولد هو الإمام ولو كان هو الإمام لوجب أن يكون ظاهرا مشهورا لا غائبا مستورا، لأن الغائب ليس بإمام.

عندما لم يجد الإمامية إماما حيا ظاهرا مشهورا بعد الإمام الحادي عشر زعموا أن هناك إماما غائبا!!!.
ولكنهم غفلوا وجهلوا أن تعاليم أهل البيت تقف سدا منيعا في وجوههم حيث إنها لم تعترف بإمامهم الغائب لأن الإمام الحق هو الإمام الظاهر، أما الغائب فليس بإمام.
وغفلوا أيضا أن أحاديث أهل البيت عليهم السلام تنص صراحة على وجود فترة من الأئمة.

وبناء على ذلك، نعلم أنه لا صحة لإمامة المهدي المخترع محمد بن الحسن العسكري ولا وجود إطلاقا لهذه الشخصية.
والقول أو الإعتقاد بالمهدي المغيب منذ أمد بعيد يتعارض مع أحاديث الأئمة الطاهرين عليهم السلام.

يا أخ عبد الرزاق!
كلام أهل البيت في واد، وأنتم في واد آخر تماما.
وكفى بهذا فسادا وانحرافا.

نكتفي بهذا القدر، وخير الكلام ما قل ودل.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.


رد مع اقتباس