الموضوع: العفو الإلهي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/09/01, 01:35 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي العفو الإلهي

بسم الله الرحمن الرحيم





اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته





العفو الألهي ومصاديقه تخلق أولياء الله عليهم السلام والعمل بالوصية المحمدية الشهيرة الواردة في الحديث النبوي الشهير: (تخلقوا بأخلاق الله).

والعفو هو ايها الأحبة من أظهر أخلاق الله جل جلاله،في مصداقه الذي يشمل العفو عن المذنبين الذين يطلبون العفو والتائبين؛ والنادمين حقاً عما جنوه. رواية مؤثرة يعلمنا فيها مولانا الإمام زين العابدين عليه السلام كيف نتخلق بهذا النمط من خلق العفو.
العفو يشمل حتى أعداء الله ويعبّر عن سعة العفو الإلهي وعن نزاهته عزوجل عن جميع أشكال الإنتقام. وهذه الثمرة المهمة هي التي ينميها في وجود الإنسان المؤمن تخلقه بهذا النمط من العفو الإلهي. بمعنى أن العفو عمن لا يرجى منه أن يرعوي عن اسائته عامل مهم في تزكية النفس وتطهيرها من أي شكل من أشكال الحقد وحب الإنتقام المتأصل غريزياً في النفس الإنسانية؛ وبالتالي كبح جماحها الأرضي. وتطهير النفس من هذه النزعة الإنتقامية يرفعها بالتالي الى مراتب الروحانيين التى ترفع الإنسان الى مراتب الكمال السامية. العفو الكريم ثلاثة نماذج تنير لنا سبل التخلق به وقد إنتخبناها من سيرة مولانا ومولى الموحدين أميرالمؤمنين، الأول ما رواه المؤرخون أنه عليه السلام قال لما ضربه ابن ملجم المرادي لعنه الله: "وصيتي لكم أن لا تشركوا بالله شيئا، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم فلا تضيعوا سنته، أقيموا هذين العمودين، وأوقدوا هذين المصباحين، أنا بالأمس صاحبكم، واليوم عبرة لكم، وغدا مفارقكم، إن أبق فأنا ولي دمي، وإن أفن فالفناء ميعادي، وإن أعف فالعفو لي قربة وهو لكم حسنة، فاعفوا الا تحبون أن يغفر الله لكم؟ والله، ما فجأني من الموت وارد كرهته، ولا طالع أنكرته، وما كنت إلا كقارب ورد، وطالب وجد، وما عند الله خير للأبرار" .





والنموذج الثاني يشتمل على شهادة واقرار بعظمة هذا الخلق الكريم من كاتب مسيحي هو مؤلف كتاب (الإمام علي صوت العدالة الإنسانية) الأستاذ جورج جرداق حيث قال في تصوير أجواء الوصية العلوية: "كل ما في الطبيعة كان يعصف بالثورة، إلا وجه ابن أبي طالب فقد انبسط لا يحدث بانتقام، ولا يشير إلى اشتباك، فإن العواد وقفوا بباب الأمام وكلهم جازع متألم باك يدعو إلى الله أن يرحم أمير المؤمنين فيشفيه ويشفي به آلام الناس، وكانوا قد شدوا على ابن ملجم فأخذوه، فلما أدخلوه عليه قال: أطيبوا طعامه وألينوا فراشه" .




أما النموذج الثالث فننقله عن كتاب وقعة الجمل وفيه قال الشيخ المفيد رحمه الله، عن هاشم بن مساحق القرشي قال: حدثنا أبي لما انهزم الناس يوم الجمل اجتمع معه طائفة من قريش فيهم مروان بن الحكم، فقال بعضهم لبعض: والله، ظلمنا هذا الرجل يعنون أمير المؤمنين عليه السلام، ونكثنا بيعته من غير حدث. والله، لقد ظهر علينا فما رأينا قط أكرم سيرة منه ولا أحسن عفوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تعالوا حتى ندخل عليه ونعتذر إليه فيما صنعناه. فقلنا له: كن يا أمير المؤمنين، كالعبد الصالح يوسف إذ قال: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فقال عليه السلام: "لا تثريب عليكم اليوم، وإن فيكم رجلا لو بايعني بيده لنكث" .
ونلاحظ هنا أن أميرالمؤمنين عليه السلام قد عفا عن مروان بن الحكم وهو يعلم بأنه سينكث بيعته مرةً أخرى ويلتحق بمعاوية، ونبقى مع رواية الشيخ المفيد حيث نقل رحمه الله عن الراوي قوله عن واقعة الجمل نفسها: ورأيت يومئذ سعيد وأبان ابنا عثمان فجئ بهما إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فلما وقفا بين يديه قال بعض من حضر: اقتلهما يا أمير المؤمنين، فقال: "بئس ما قلتم، آمنت الناس كلهم وأقتل هذين؟" ثم أقبل عليهما، وقال لهما: "ارجعا عن غيكما، وانزعا وانطلقا حيث شئتما وأحببتما، فأقيما عندي حتى أصل أرحامكما، فقالا: يا أمير المؤمنين! نحن نبايع، فبايعا وانصرفا" .





نسأل الله تعالى لنا ولكم أن يعيننا على التطهر من نزعة الإنتقام وظلمات الغضب للنفس والتحلي بخلق العفو الإلهي بجميع مصاديقه تأسياً بأوليائه الصالحين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين..



hgut, hgYgid



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس