عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/01/27, 01:24 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي المؤمن يرتبط قلباً بالله لا بغيره

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

إذا كان الأمر هكذا في المادّيات، فلماذا إذاً تنحرف الأمم غالباً بانحراف قادتها؟ إلاّ لأنّ الناس في العادة متكاملون في المادّيات ولكنّهم قليلو المعرفة في المعنويات.
إذن، من علامات الكيف المقبول للعمل وارتباطه بالقلب أنّ الإنسان لا ينحرف حتى إذا انحرف الأشخاص الذين كان يعتبرهم قدوته في الإيمان والتقوى والفهم وفوقه بألوف الدرجات، ولا يحدث أدنى ثغرة في إيمانه وإن كان ارتباطه بالله بواسطتهم. إلاّ إذا كان الإيمان مستودعاً ـ كما في الحديث(1) ـ ويتقلب مع الزمن، وهذا يعني أنّ ارتباطه ليس بالقلب، وإنّ الله لا يقبل هذا الإيمان من صاحبه إذا نظر إلى قلبه، لأنّه ليس الكيف المطلوب.
فلنختبر قلوبنا، ونتصوّر لو أنّ فلاناً الذي نعتقد بإيمانه المتفوّق علينا منذ أكثر من خمسين سنة مثلاً، ظهر لنا في يوم ما أنّه كان مرائياً، فهل سن‍زلّ ويتزعزع إيماننا، أم سنواصل المسير لأنّنا نعتقد أنّه هدانا إلى الطريق الصحيح وإن انحرف بعد ذلك، فنأسى لحاله دون أن يفتّ في عزيمتنا وثقتنا بالله تعالى؟!
إنّ الإنسان إذا وجد الجوهر فهل سيكترث بالأمور الاعتبارية بعد ذلك؟ وإذا كانت الأمور الاعتبارية تتغيّر وتختلف في أسعارها وقيمها حسب العرض والطلب في السوق ـ كالثلج الذي يرتفع سعره في الصيف خاصة إذا اقترن بانقطاع التيار الكهربائي وينخفض في الشتاء لقلّة الطلب عليه ـ فإنّ الجوهر لا تغيّر فيه، والله تعالى هو الجوهر ـ ولا شكّ أنه حتى تعبير الجوهر غير لائق بالله تعالى ولكن استعمال هذا اللفظ إنما هو من ضيق الخناق ـ فإنّ الله تعالى هو الأصل، والذات الإلهية منبع كلّ خير.

لو أنّ قلوبنا ارتبطت حقاً بالله فهي لا تتغيّر بتغيّر القلوب الأخرى وإن كانت أحسن حالاً منا سابقاً. ولئن قيل: «إذا زلّ العالِم يزلّ بزلّته العالَم»(2)، فنرجو أن لا نكون ممّن يتأثّرون بزلّة العالِم، لأنّ ذلك دليل على خلل في كيفية ارتباطنا بالله تعالى.
إنّ مَن وجد الله تعالى لا يكترث بعد ذلك بما حصل لزيد أو عمرو. تعلّم من زيد وعمرو إن كانا أهلاً لذلك ودلّياك على الإيمان وأرَياكَ منبع الخير، ولكن بعد أن وجدتَ منبع الخير (وهو الله تعالى) وثّق اتصالك به واستعِن به دائماً واستعذ به من الشرور ومن الشيطان ومن النفس الأمارة حتى لا تتأثر حالك ونيّتك وإخلاصك بتغيرات أحوال الآخرين.
فلو كان شخص ما بنظرنا أكبر قدّيس أو عابداً ثم زلّ أكبر زلّة فيجب أن لا يتغيّر إيماننا أيضاً، إلاّ أن يكون إيماناً في الاسم فقط، ولنعرف أنّ الله ينظر إلى قلوبنا، وأنّه بمقدار لياقتنا يعطينا توفيقاً وقابلية وسعادة، إذ ليس من الحكمة ـ والله أحكم الحاكمين ـ أن يعطي إنساناً فوق لياقته واستحقاقه.

فإذا كنّا نحن البشر على قدر صغر عقولنا نحاول أن لا نعمل ما ليس بحكمة فكيف نتوقع ذلك من الله سبحانه؟!
أمثلة: إذا لم يكن إمام الجماعة عادلاً فنحن لا نأتمّ به، وهذه من الحكمة قبل أن تكون تشريعاً فقهياً.
إنّنا لا نسلّم ثروة بالملايين لطفل غير مميّز لأنّه ليس من الحكمة فعل ذلك، فكذلك لا يسلّمنا الله الجواهر الغالية ما لم نكن لائقين لها.
جاء في بعض المرويات أنّ الله تعالى لا يُدخل أحداً النار في يوم القيامة إلاّ بعد أن يتبيّن أنّه لم يكن لائقاً لأكثر من ذلك. فقد يتصوّر أحدنا في الدنيا أنّه إنسان خيّر ولائق، ولكن الأمر في الآخرة مختلف لأنه يؤتى بمَن كانت ظروفه أصعب منه ولكن خدمته أكثر ونيّته أصدق، فيعرف حينها أنّه لم يكن لائقاً كما كان يتصوّر.
وربما يكتشف بعض الناس في الآخرة سبب عدم استجابة دعائه في الدنيا بأنّه لم يكن لائقاً للاستجابة

---------------
(1) راجع بحار الأنوار: ج66، ص 212، باب34 أنّ الإيمان مستقرّ ومستودع.
(2) المناقب: ج1، ص4.




hglclk dvjf' rgfhW fhggi gh fydvi



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس