الموضوع: صحابي مصر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/11/06, 01:22 AM   #11
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع : مهم للغاية

لا يخفى أيها الأخوة أن هناك الكثير من المسائل الجدلية الشائكة، مسائل دينية عقائدية وتأريخية، وأصل تلك المشاكل هي أن الباحثين يجدون تناقضا بينا بين بعض النصوص الدينية وبين الدراسات التأريخية.

نذكر من تلك المسائل على سبيل المثال مسألة موطن " هاجر " زوجة نبي الله إبراهيم عليهما السلام.
الناس حتى يومنا هذا مختلفون في موطن هاجر ع، والحقيقة أن سبب الخلاف الحاصل هو التحريف والتزوير الذي طال بعض نصوص التوراة والإنجيل.

يقول أحد الباحثين : { نجد أن المؤرخين والمفسرين قد اختلفوا في زوجة إسماعيل أم أبنائه الاثني عشر، في اسـمها وعشيرتها، فمرة يقولون إنها رعلة بنت مضاض، ومرة السيدة بنت مضاض، وأخرى لا يـذكرون لهـا اسماً بل يقولون بنت الحارث بن مضاض من جرهم، ومرة هي الحنفاء بنت الحارث، وكذلك الاختلاف فـي اسـم والد الزوجة، فيما ينفرد المسعودي عن بقية المؤرخين بأن زوجة إسماعيل أم أبنائه هي سامة أو شامة بنت مهلهل، وهي من العماليق، كما أنهم اختلفوا مع ما جاء في التوراة، بـأن هـاجر زوجـت ابنهـا إسماعيل زوجة مصرية من بلادها }.
.........................
تأملوا جيدا إلى هذا الكلام، تجدون أمرين اثنين :
* الأول : أن زوجة نبي الله اسماعيل عليه السلام من العماليق.
* الآخر : إن التوراة تقول بأن " هاجر " عليها السلام زوجت ابنها إسماعيل عليه السلام زوجة مصرية من بلادها.

طبعا الناس اختلفوا في مسألة : كيف أن هاجر زوجت ابنها إسماعيل بامرأة مصرية من بلادها.
من بلاد من؟ إلى من يعود ضمير الغيبة في بلادها؟؟
يعود إلى هاجر، زوجة نبي الله إبراهيم عليه السلام، وأم نبي الله اسماعيل عليه السلام.

يعني لدينا الآن نتيجتين - رأى الكثيرون أن فيهما تناقضا واضحا - :
* النتيجة الأولى : الثابت أن اسماعيل عليه السلام تزوج من العماليق، والعماليق كانوا يستوطنون اليمن.
* النتيجة الأخرى : أن النص التوراتي يقول إن هاجر عليها السلام زوجت ابنها بامرأة مصرية من بلادها!!.

فأين هي بلاد هاجر أم اسماعيل يا ترى؟؟
هل هي مصر، أي جمهورية مصر العربية؟؟ أم بلاد العماليق، أي اليمن؟!
بكلمات أخرى، هل أن " هاجر " قبطية أم يمانية؟؟

قبل أن نجيب على هذا السؤال علينا العودة إلى خارطة المشرق العربي في زمن نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ومعرفة تسميات الأقاليم حينها كما ورد في كتب المؤرخين القدامى.

وسوف أنقل التفاصيل من كتاب ( نبي أرض الجنوب في الأسفار اليهودية والمسيحية - تأليف الباحث المتميز : جمال الدين الشرقاوي ).

جاء في صفحة 58 تحت عنوان ( حدود مصر الدولية في قديم الزمان ) جاء ما يلي :
يقول المؤرخ المسيحي القديم أورسيوس ( القرن الرابع الميلادي ) المعروف عند المؤرخين المسلمين بإسم هيروشيوش.
قال في كتابه المعروف ب تأريخ العالم القديم ص : 61 و 62 من الترجمة العربية بتحقيق الدكتور عبد الرحمن بدوي : إن مصر كانت مقسمة إلى ثلاثة أقاليم، بيانها كالتالي :

1 - إقليم مصر الأدنى : شرقه سوريا وفلسطين، وغربه أرض ليبيا، وشماله البحر المتوسط، وجنوبه مصر العليا ونهر النيل.
2 - إقليم مصر الأعلى : وهو صعيد مصر بامتداده جنوبا إلى الحبشة مرورا بأرض السودان، وحده الشرقي بحر القلزم - البحر الأحمر - وحده الغربي الصحراء الليبية.
3 - إقليم مصر الأقصى : وهو بلد ممتد إلى ناحية الشرق، وحده في الشمال خليج العرب، وفي الجنوب البحر المحيط، وفي الغرب مبتدأ من مصر الأدنى، وفي الشرق - والصحيح الغرب - بحر القلزم.
يقول الباحث جمال الدين : الذي يهمنا هنا هو إقليم مصر الأقصى، كما سماه أورسيوس.
حيث إن ذلك الإقليم يقع في أقصى جنوب الجزيرة العربية، أي أنه كان يشمل أراضي كل من اليمن وعدن وحضرموت وعمان.
إنتهى.

طبعا لقد استطرد الباحث في الشرح والتفصيل والبيان وكشف الحقائق المغيبة فجزاه الله ألف خير وزاد الرجال من أمثاله، ومن أراد التفاصيل فعليه باقتناء هذا الكتاب المتميز.
نحن فقط أخذنا موضع الشاهد وما يخدمنا في الموضوع الذي نحن بصدده.

الآن نعود إلى أصل الموضوع، والإجابة على السؤال الذي حير الكثيرين.
هل أن هاجر عليها السلام كانت قبطية، أم كانت يمانية؟؟

ببساطة كانت يمانية، وقد زوجت ابنها اسماعيل بامرأة من بلادها وبنات قومها.

أما سبب وصفها ب " مصرية " فهو نسبة إلى موطنها وإقليمها المسمى آنذاك ب " مصر الأقصى ".
وكان أيضا يعرف ب " مصر الجنوب " تمييزا له عن مصر النيل.

فأم العرب هاجر عليها السلام كانت أميرة الأميرات، وسيدة مبجلة في قومها، ومن الأسرة الحاكمة في اليمن آنذاك، وليس كما زعم اليهود أنها كانت خدامة لسارة، وجارية من جواريها.
لقد كذبوا لعنهم الله.
تصورا أن اليهود ينكرون تماما مسألة هجرة نبي الله إبراهيم ع إلى شبه الجزيرة العربية، أي إلى مكة.
ينكرون هذه المسألة، فيقومون بتحريف نصوص الكتب المقدسة عندهم، النصوص التي تفيد أن إبراهيم عليه السلام هاجر إلى بيت الله الحرام، إلى مكة المكرمة.
قاتلهم الله أنى يؤفكون.

التحريف والتزوير الذي قاموا به أدى إلى خلط المفاهيم وتضييع الحقائق.
والشيء المشين هو أن الكثير من المفاهيم اليهودية الضالة قد تسللت إلى المسلمين، فنجد الكثير من أبناء الإسلام يتحدثون بتلك الأفكار وهم لا يدركون فسادها وخطورتها!، ولم يتأكدوا من صحتها ومصداقيتها.
فيجب أن نقوم بتصحيح المسار، بالبحث والتحقيق والتدقيق والكشف عن الحقائق المغيبة.
.......................
إذن، هاجر ع زوجت ابنها اسماعيل ع فتاة من بلادها، فتاة عماليقية!، جرهمية يمانية، مصرية جنوبية.
يعني أن اسماعيل ع تزوج من بنات أخواله.
فالمقصود بلفظ " مصرية " الوارد في النص التوراتي هي مصر الجنوب، أي اليمن، وليس مصر النيل.

والحمدلله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.



التعديل الأخير تم بواسطة أبو زينب اليمني ; 2016/11/06 الساعة 01:32 AM
رد مع اقتباس