عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/03/07, 05:40 PM   #1
الرافضيه صبر السنين


معلومات إضافية
رقم العضوية : 3796
تاريخ التسجيل: 2015/05/07
المشاركات: 7,552
الرافضيه صبر السنين غير متواجد حالياً
المستوى : الرافضيه صبر السنين is on a distinguished road




عرض البوم صور الرافضيه صبر السنين
افتراضي مجمع البيان في تفسير القرآن » يونس الآيـة( 28-30

مجمع البيان في تفسير القرآن » يونس الآيـة( 28-30 )العلامة الطبرسي (قدس سره)

الآيات 28-30
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿28﴾ فَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿29﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴿30﴾

القراءة:
قرأ تتلوا بالتاء أهل الكوفة غير عاصم وروح وزيد عن يعقوب والباقون ﴿تبلوا﴾بالباء.

الحجة:
قال أبو علي من قرأ ﴿تبلوا﴾فمعناه تختبر من قولهم البلاء ثم الثناء أي الاختبار للمثني عليه ينبغي أن يكون قبل الثناء ليكون الثناء عن علم بقدر ما يوجبه ومعنى اختبارها ما أسلفت أنه إن قدم خيرا أو شرا جوزي عليه كما قال فمن يعمل مثقال ذرة إلى آخره ومن عمل صالحا فلنفسه وغير ذلك من الآي ومن قرأ تتلوا فإنه من التلاوة التي هي القراءة دليله قوله ﴿فأولئك يقرءون كتابهم﴾ وقوله ﴿اقرأ كتابك﴾ ويكون تتلو من قولهم تلا الفريضة النفل إذا أتبعها النفل قال:
على ظهر عادي كان أرومه
رجال يتلون الصلاة قيام
فيكون المعنى تتبع كل نفس ما أسلفت من حسنة أو سيئة قال:
قد جعلت دلوي تستتليني
ولا أحب تبع القرين
أي تستتبعني من ثقلها

اللغة:
التزييل التفريق مأخوذة من قولهم زلت الشيء عن مكانه أزيله وزيلته للكثرة من هذا إذا نحيته عن مكانه وزايلت فلانا إذا فارقته هنالك أي في ذلك المكان وهو ظرف فهنا للقريب وهنالك للبعيد وهناك لما بينهما قال زهير:
هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا
وأن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا
والإسلاف تقديم أمر لما بعده فمن أسلف الطاعة لله جوزي بالثواب ومن أسلف المعصية جوزي بالعقاب.

الإعراب:
جميعا نصب على الحال مكانكم قال الزجاج هو منصوب على الأمر والمعنى انتظروا مكانكم حتى يفصل بينكم والعرب تتوعد فتقول مكانك وانتظرني وهي كلمة جرت على الوعيد وأقول أن الصحيح عند المحققين أن مكانك ودونك من أسماء الأفعال فيكون مكانكم هاهنا اسما لألزموا مبنيا على الفتح وليس بمنصوب نصب الظروف وكم لا محل له من الإعراب إذ هو حرف الخطاب وأنتم رفع تأكيد للضمير في مكانكم وشركاؤكم عطف عليه وهذا كما تقول في قولهم عليك زيدا أن الكاف حرف الخطاب لا محل له من الإعراب وعلى هاهنا اسم الفعل وليس بحرف و﴿كفى بالله شهيدا﴾قال الزجاج شهيدا منصوب على التمييز إن شئت وإن شئت على الحال.
إن كنا إن بمنزلة ما النفي أي ما كنا عن عبادتكم إلا غافلين قاله الزجاج وأقول الصحيح أن إن هذه هي المخففة من الثقيلة وإذا كانت مخففة من الثقيلة يلزمها اللام ليفرق بينها وبين النافية والتقدير إنا كنا عن عبادتكم غافلين وهنالك منصوب بتبلو إلا أنه غير متمكن واللام زائدة كسرت لالتقاء الساكنين.

المعنى:
ولما تقدم ذكر الجزاء بين سبحانه وقت الجزاء فقال ﴿ويوم نحشرهم جميعا﴾أي نحشر الخلائق أجمعين أي نجمعهم من كل أوب إلى الموقف ﴿ثم نقول للذين أشركوا﴾في عبادتهم مع الله غيره وفي أموالهم فقالوا هذا لله وهذا لشركائنا ﴿مكانكم أنتم وشركاؤكم﴾أي أثبتوا والزموا مكانكم أنتم مع شركائكم يعني الأوثان فقد صحبتموهم في الدنيا فاصحبوهم في المحشر وقيل معناه أثبتوا حتى تسألوا كقوله ﴿وقفوهم إنهم مسئولون﴾﴿فزيلنا بينهم﴾أي فميزنا وفرقنا بينهم في المسألة فسألنا المشركين على حدة لما عبدتم الأصنام وسألنا الأصنام على حدة لما عبدتم وبأي سبب عبدتم وهذا سؤال تقريع وتبكيت عن الحسن ومثله وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت وقيل معناه فزيلنا بينهم وبين الأوثان فتبرأ منهم الشركاء وانقطعت أسبابهم ﴿وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون﴾أي يحييهم الله وينطقهم فقالوا ما كنا نشعر بأنكم إيانا تعبدون عن مجاهد وقيل إن شركاءهم من كانوا يعبدونهم من الشياطين وقيل هم الملائكة الذين كانوا يعبدونهم من دون الله وفي كيفية جحدهم لعبادتهم إياه قولان (أحدهما) أنهم يقولون ذلك على وجه إهانتهم بالرد عليهم أي ما اعتذرنا بذلك لكم (والآخر) إن المراد أنكم لم تعبدونا بأمرنا ودعائنا ولم يرد أنهم لم يعبدوهم أصلا لأن ذلك كذب لا يجوز أن يقع في الآخرة لكونهم ملجئين إلى ترك القبيح عن الجبائي وهذه الآية نظير قوله ﴿إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا﴾الآية ﴿فكفى بالله شهيدا﴾أي فاصلا للحكم ﴿بيننا وبينكم﴾أيها المشركون ﴿إن كنا عن عبادتكم لغافلين﴾مر معناه وهذا إذا كان المراد به الملائكة فإنهم عما ادعوه غافلون لأنهم لم يشعروا بذلك ولا أمروا به وإن كان المراد الأصنام فلم يكن لها حس ولا علم وهذا غاية في إلزام الحجة اختاروا للعبادة من لم يدعهم إليها ولم يشعر بها ﴿هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت﴾أي في ذلك المكان وفي تلك الحال وفي ذلك الوقت تجرب وتعلم كل نفس ما قدمت من خير أو شر وترى جزاءه على القراءة بالتاء معناه تقرأ كل نفس جزاء عملها وجزاء ما قدمته ﴿وردوا إلى الله مولاهم الحق﴾أي وردوا إلى جزاء الله وإلى الموضع الذي لا يملك أحد فيه الحكم إلا الله الذي هو مالكهم وسيدهم وخالقهم والحق صفة لله تعالى وهو القديم الدائم الذي لا يفنى وما سواه يبطل وقيل الحق هو الذي يكون معنى اللفظ حاصلا له على الحقيقة فالله جل جلاله هو الحق لأن معنى الإلهية حاصل له على الحقيقة ﴿وضل عنهم ما كانوا يفترون﴾أي بطل وهلك عنهم ما كانوا يدعونه بافترائهم من الشركاء مع الله تعالى.



l[lu hgfdhk td jtsdv hgrvNk » d,ks hgNdJm( 28-30



توقيع : الرافضيه صبر السنين
رد مع اقتباس